[محمد حليمة]

ـ إلى الدُّرة التي حوَتْ سِحْرَ الشَّرق ..
أعلمُ أنَّ الأيامَ ـ لا بدَّ ـ سـتفرقنا.. ولكنّي لنْ أسمحَ للأيّام
أنْ تمحوَ ذكرَنا.. سأخلدكِ في قصائدي .. وفي كلِّ كتاباتي..
... أيّتها المستحيلة .

قـاتـلــتــي ...

مـرَّتْ كـمَــا الـنّسْـمات فـي لـيْـلِ الـسَّحـَرْ

مـرَّتْ فـنـادى الـقــلـبُ إنـِّي فـي خـَـطـَــرْ

فــي عـــيـنـِهــا سـِــرٌ يـُحـَيـّرُ مَـنْ نـَظــرْ

قـدْ أنـطـَـقــَتْ بهـدوئـِهـا صَـمْتَ الـحـَجـَرْ

أقـسَـمْـتُ أنـّكِ لـسْـت ِمِن جــنسِ الـبَشـرْ

أسـْــطــــورَة.ٌ. حــــوريـَّة.ٌ. قـِــديـْــسـَــة.ٌ.

قــــــولـــيْ فــمــــا فــي الأمــــرِ سـِــــــرْ

فـِـرْدَوسَــنـا... قــولـيْ لـنـَـا أيْـنَ الـمَـفـرْ .. ؟
* * *

مــاذا فــعـلـتُ لــكـيْ تـجـَازيـنـيْ بـِـشـَـــرْ

ورمَــيـْت ِكــلّ قـــصـــائــديْ ... ألأنـَّـهــا..

قـالـتْ ( أحــبـُّكِ ).. لمْ يـَكـنْ فـيها خـَفـَـرْ

أتــَعـــارفَ الــــعُـشـَّــاقُ أنَّ ( أحــــبــّـكِ)..

ذنـْـبٌ.. وجُـــرْمٌ .. فـِعـلـُهُ لا يـُـغـْـتـَـفـَــرْ.. ؟

إنْ كـــان حـُــبُّــكِ زلـّـتــي .. فـــإذاً أنـــا ..

ـ يـا جـَـنـّتــيْ ـ فـي الـحـُـبِّ أوَّلُ مُــذنـبٍ

فـي الــكـــونِ مَــــرْ
* * *
خـبـَّأتُ حُـبَّـكِ .... فـيْ فـؤاديْ المُسْتقـَرْ

حـتـى يـَحـِـنَّ عـليّ قــلـبـُـكِ .. يـا قـَمـَـرْ

ذنـْبـيْ أنـا .. أحْــبَـبْـتُ مــا لا يُـنـْتـَظــرْ

ورَمـيـتُ نفـسي مِـنْ أعـالـي الـمُنحَــدَرْ

وسَـجـنـْتُ ذاتـي في رؤاهــا والـبَصَـــرْ

ووجَـدّتُ روحيْ تغـتـسِـلْ تحـتَ الـمَطـرْ

بِـِبُـرودَةٍ ... قـالتْ صديـقيْ ..مَا الخبَرْ ..؟
* * *

بالَّلهِ ـ قاتلتي ـ ألا لا تـأسـريني..وارْحَمي

أنـــا لــــسْــــــتُ ذاكَ الــــمُــــنـْـتـَــظـَــــرْ

فأنا فتىً.. يَهـوى الجَمالَ ولا يُـريْدُ نوالَه

إنَّ الـجـمـالَ يـَـذوبُ إنْ طــالَ الـنـَّـظـَـــرْ

ويـكــونُ أحـلــى .. هـكـَذا .. وَبـلا قـَــدَرْ

فــيـــه الـــوجـــــودَ قـــــدِ اخـْــتـَـــصَـــرْ

وكــأنـَّـه ذاكَ الــنـَـبــــيُّ الــمُــنـْـتـَـظـَـــرْ


محمد حليمة