عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 10 / 2010, 29 : 11 PM   رقم المشاركة : [3]
إبراهيم بشوات
شاعر نور أدبي وناقد

 الصورة الرمزية إبراهيم بشوات
 





إبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond reputeإبراهيم بشوات has a reputation beyond repute

رد: كالدمعة في ماء الكأس

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب همّاش
طالب همّاش




كالدمعة في ماء الكأس



كمْ أنتَ وحيدٌ
وتفيضُ دموعُكَ في هجعات الليلِ الموحشِ
فوق وجاقِ النارْ !
و المطراتُ الليليّةُ
تغرورقُ في شباككَ عنقوداً عنقودْ !
كمْ أنتَ وحيدُ الدارِ
وريحُكَ جاريةٌ مجراها
في خشبِ الوحشةِ كالمنشارْ !
صوتُكَ صوتُ الشاعرِ
محترقٌ بغصيصِ اللوعة ِوالحسراتِ السودْ ..
يتساقطُ من كأسِ الصمتِ السكرانِ
كما الجرحِ على الجمَّارْ !

فلأيِّ نديم رقرقتَ الخمرةَ دمعاً يا خمّارْ ؟
ولأيِّ جريح ٍرخّمتَ الأغنيّةَ باكيةً يا عودْ ؟
فأنا لا أملكُ إلاّ قلب البلبلِ في صدري
مجروحاً ، ورقيقْ !
والمرأةُ منّي نافورةُ ماءٍ تبكي في مطرِ الدارْ !
ليسَ بمقدورِ الخنجرِ أن يجرحَ صوتي
وتجرّحهُ الريحُ على كلِّ طريقْ !

رحلَ العشّاقُ
وخلّوا أزهارَ الخوخِ تهرهرُ فوق كراسيهمْ
وتباعدَ في الليلِ نداءُ الجارْ !

وعلى الصفصافةِ يرفعُ كائنُ حزنٍ يتألّمُ
أنشودةَ حاجته لرفيقْ !
لم يأتِ صديقٌ كي نسهرَ
تحت القمرِ المتكوّرِ كالنهدِ ،
فتشرقُ شمسُ السهرةِ من كأسِ صديقْ !
مذ رحلوا طالَ هطولُ الدمعةِ
واتسعتْ كالكهفِ سكينةُ هذي الدارْ !
فالعبْ برخيمِ الصوتِ على سلّمِ أنغامٍ مشبعةٍ بالعشقِ
ليسكتَ صوتُ الجدولِ في الإبريقْ !
واصعد بالنغماتِ إلى منبعها العذبِ
لأجلسَ في صحنِ الليلِ الخالي ،
وأسوحَ بأغنيةٍ عاليةِ التحليقْ !
لا تتركني كاللقلقِ ظمآنَ على عامودِ الآجر العالي
أتأمّلُ كالمهزومِ خلوَّ الدنيا من أيِّ صدبقْ !

نغمةُ عودكَ عند شيوعِ المغرب
نغمةُ نَمْ .. نَمْ .. نمْ !

تهتزُّ على مهدِ عزيزٍ يتألّمْ !
... والموسيقى صوتُ الشاعرِ مرفوعاً للقمرِ الصديّقْ !
نغمةُ عودكَ رجعُ فراخِ الريحِ
إذا جاشتْ في السعفِ
وهدهدةُ البحرِ الهادىءِ من شبّاكِ ندمْ !
... والموسيقى حزنٌ ذهبيٌّ يبحرُ في الأفقِ الفردوسيِّ كطائرِ تمْ .
نغمةُ عودك سوداءُ ، ترنُّ رنينَ الدمْ !
وتهزُّ سويداءَ القلبِ من الجمّارْ !

أَوَتَعْرِفُ يا خمّارْ ؟

كيفَ تصيرُ الزهرةُ فوق الساقِ الأبيضِ
جمرةَ نارْ ؟
أَوَتَعْلَمُ كيفَ يصيرُ الرقصُ على إيقاعِ المطرِ المدرارِ كعرسِ الدّمْ ؟

أَوَتَعْرِفُ ما لي يا خمّارْ ؟
أشربُ كأسكَ ممزوجاً بالدمعِ
ولكن لا يبلغني صوتُ البلبلِ في الصبحِ
ولا أبلغُ بالترنيمةِ إغفاءةَ نشوانْ !

فترقرقْ بالصوتِ البدويِّ الموجعِ بالأشجانِ وغنِّ غنائكَ :
ظمآنَ إلى مائكِ يا دنيا ظمآنْ !
غنِّ حجازيّاً في هدآتِ الليلِ
ولا تتركني مغروساً في صدغِ الريحِ المهجورةِ كالمسمارْ !
أغرقني بجراحكَ في مطريّةِ نسكٍ
وتماوجْ بالصوتِ الضائعِ في عتماتِ الدارْ !
فمسيلُ غنائكَ في سكراتِ اليائس ِ( أسيانٌ ) أسيانْ !
أسمعني صمتَ نفوسٍ سكرى
ذابتْ في حزنٍ سكرانْ !
وأذبني كالدمعةِ في ماء ِالليل
المتساقطِ في قدحِ الظمآنْ !
فأنا أتقطّرُ في ساعاتِ الوحشة ِ
نقطةَ حبرٍ في بئرِ الليلِ الموؤودْ !
وأنا أسكرُ بالموسيقى والشمسِ ورخرخة ِالأمطارْ .

فلأيِّ جريح ٍرخّمت َالمرثيّةَ باكيةً يا عودْ ؟
ولأيِّ نديمٍ رقرقتَ الخمرة َدمعاً يا خمّارْ ؟

فالوحشةُ صمتٌ أسودُ
ينحلُّ على محبرةِ الشاعرِ كلَّ مساءْ !
والمغربُ أنفاسُ كمنجاتٍ ساكتةٍ سوداءْ !
يا طيراً طرتَ طويلاً في الأرض
ولم تجدِ الشمسَ لتملأَ بالضوءِ
ظماءَ جراركْ !
كمْ أنتَ وحيدٌ وجريحٌ تحت خريفِ الخوخِ
وصفرةِ أوراقِ المشمشِ في داركْ !
تُغرقُكَ المطراتُ بحالةِ حبٍّ يائسةٍ
والغيماتُ تكفّنُ روحكَ تحت أماسي الصيفِ الزرقاءْ !
كم أنتَ تكبُّ على نفسكَ كالناسكِ في الصلواتِ
وسربةُ ريحٍ تحملُ روحكَ كالعشِّ بعيداً عن أشجاركْ !

كم أنتَ ..
وأينَكَ أنتَ الآنَ ؟
لقد طارتْ كلُّ حمائمكَ البريّةِ
في صبواتِ الصبحِ
تطوّفُ بيضاءَ على بيضاءْ .

وقعدتَ تحدّقُ في القمرِ الغاربِ
مجروحاً يتزايلُ فوق نعاسِ الناسْ !
يا خماراً يغرقُ كالدمعةِ في ماءِ الكاسْ !
الليلةُ خضراءُ
وصمتُ عذابكَ صافٍ تحتَ سماءِ النورْ
فأضىءْ شمعةَ حزنك في كوزِ الليلِ المكسورْ !
وتأمّلَ معنى النورْ !

لا تنكسرِ الآنَ
فقد شفَّ الوجد وأبحرَ عقلي كشراعٍ فوق بحيراتٍ
رائقةِ الإقمار !
ولقد صارَ القدحُ الأزرقُ في كفيَّ
على شكلِ كنارْ .
فابتهجَ القلبُ وراحَ يحلّقُ كالغيمةِ نحو جمالِ الإقمارْ !
وبهذي الساعةِ تصبحُ أرواحُ السمّارِ ( زرازيراً)
تتطايرُ تحت خيالِ المشرق ِزرزوراً .. زرزورْ .
وبهذي الساعةِ يصبحُ حزنُ المرأةِ قنديلاً ،
وأنوثتها داليةً تتدلّى بالأعنابْ .

يا خمّارُ كسرنا في العشقِ الأكوابْ !
ما بكّرَ بالحزنِ السيّابُ
ولا غرّبَ بالشوقِ النوّابْ !

ما عادت فائدةٌ تُرجى
أن تخسرَ أصحاباً أو تملكَ أحبابْ !

إن شتاءاتٍ راجعةَ الغيم
ستطرقُ أبوابَ جراحكَ باباً بابْ !
ورياحُ خريفِ العمرِ الهوجاءُ
تهبُّ على عمركَ مشهرةَ الأنيابْ !
فاليوم سيشتبكُ الغيمُ مع الغيم ،
وتمتدُّ أمامك دربٌ مقفرةٌ ، وصحارى سودْ !
واليوم سيصعدُ صوتُ الشاعر من أعماقِ الآبار كزوبعةٍ من نارْ !

فلأيِّ جريحٍ رخّمتَ المرثيّةَ باكيةً يا عودْ ؟
ولأيِّ نديم ٍرقرقتَ الخمرةَ دمعاً يا خمّار ْ ؟

هدهدْ يا عودُ رقيقاً قلبي المتعبَ
واصفرْ صفراتٍ ناعمةٍ يا نايْ !
ما من ( أحدٍ) وسطَ سكونِ الليلِ يسوحُ سوايْ !
وأموتُ على صدركَ يا ليلَ العزلةِ
أينَ الأصحاب ،
وأينَ امرأة تمسحُ بالماءِ الصبحيّ عيوني
وتجفّفُ دمعاتِ أسايْ ؟
حزني حزنُ غريبٍ في الأرض
أمرُّ على ضوءِ فوانيسِ الحاراتِ وحيداً وحزيناً قربك يا دارْ !
وأقولُ مساءً صمتاً يا أمَّ الأعشاشِ
أما جاءتكِ مع الريحِ الأخبارْ ؟
وأصيحُ بصوتِ الضارعِ في ملكوتكَ يا ربّايْ !

ما دارٌ هذي الغربةُ في الأرض
ولا الأرجاءُ المتروكةُ للهجرانِ ديارْ !
يا خمّارْ !
كم نيّمتَ جراحاً في أعشاشكَ
يابنَ حماماتِ الحزنِ وكمْ ريحْ !

كم حبّة نورٍ من قلبكَ أطعمتَ
لطارقِ ليلٍ جوعانَ ، فقيرَ الروحِ ، مسيحْ !
وركنتَ غناءكَ كالألفِ المكسورِ بزاويةِ البيتْ !
كمْ أغنية ! .. وبكيت !

يا عودَ الناسكِ نمْ يا عودْ !
ما تعبتْ أوتاركَ من شربِ مياهِ القلبِ
وليس لحزنك في هذا الكون حدودْ !
ما صوتُكَ صوتُ العاشقِ في اليأس
ولا أشجانكَ أشجانُ الشوقِ
كأنّ عزاءك للمستوحشِ
ترجيعُ كمنجاتٍ سودْ !
يا عودَ الناسكِ نمْ يا عودْ !

هي ابتهالات على محراب الحزن الدافئ
أحيي فيك امتدادك الصاخب
لقد سالت الكلمات بين يديك وترقرقت الماني عذبة سائغة في نهر طويل من الكلمات الكاملة
تقبل تحيات أخيك إبراهيم بشوات
إبراهيم بشوات غير متصل   رد مع اقتباس