عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 10 / 2010, 55 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

:more61: العزف على وتر الشريان

[align=justify]كم من الوقت تبقى كي تعرفي أنّ العزف على وتر الشريان مرة في العمر لا يمكن أن يتغير لأنه البداية والنهاية معا ، الدخول النهائيّ في حب لا يمكن أن يتكرر ؟؟.. كثيرة هي لغات الحب ، وكثيرة هي مفرداته، لكن حين نعزف حبنا على وتر الشريان تكون المرأة التي أحببنا هي المبتدأ والخبر ، هي الصمت والكلام ، هي السرّ والمعنى ، هي الفضاء الذي يتسع حتى لا يبقى فوق اتساعه اتساع .. ..
هدى آن لك أن تلغي المسافة بين حرفيْ حب حتى تعرفي أنّ وجودنا بين هذين الحرفين لا يحتمل فصلا أو ابتعادا ، فمنذ أحببتك ، صار الحب حرفا واحدا لا يمكن أن أطلّ من نوافذه على غير وجهك وطلعتك وعشقك ومعنى تعلقي بك .. وأغرب من الغريب أن تسأل امرأة صاغتها دقات قلب حبيبها : أما زال حبك كما كان ؟؟.. كيف يكون الحبّ كما كان ولماذا ؟؟.. الحب مدى مفتوح على الزيادة لا النقصان حين يكون حبا حقيقيا معرشا في الروح والقلب والنفس والأنفاس ولغة وحركات الجسد وخطوة العمر نحو قدر محتوم هو حب ثم حب ومع الحب اشتعال في كيان واحد لا يمكن أن يصير كيانين في يوم من الأيام لأنه أكبر من كل الأيام وأكثر منها امتدادا ..
هل تكون المرأة وطن الرجل إن لم تكن في لحمه ودمه وكل معاني عشقه ؟؟.. هل تكون المرأة وطن الرجل إن لم تكن صورة حيفا والكرمل ويافا والجليل ومشط الروح في بيت مزروع على مساحة أرض في وطن ما كنا نعشق لو لم يكن فينا أكثر من دقات القلوب ؟؟..
هناك حب يشبه كل حب حين يكون حب رجل لامرأة مكتوبة بلغة كل الناس .. وهناك حب لا يشبه أيّ حب حين يكون مصيريا ومرتبطا بعمر الإنسان وحلمه وتطلعه ونظرته وقناعاته وأفكاره ، مثل هذا الحب ، أو هذا الحب تحديدا هو حبي لك ، وهو لا يشبه أيّ حب ولا يمكن أن يشبه أي حب، لأنه اكبر من مفردات اللغة وأوسع من شكل المداد وهو ينسكب على السطور ..فلماذا علينا أن نجعل من حبنا حبا مكررا وهو متفرد بكل ما فيه ؟؟.. لماذا نريد أن نجعل منه معادا وهو عصي على التشبيه مثل قصيدة كتبت بدم القلب على نبضات السطور فكانت قصيدة لا يمكن أن تتكرر بأي شكل من الأشكال ؟؟..
أعيدي لحيفا وجهها وحبقها وبرتقالها وليمونها كما كان لتعرفي أنّ حبي مكتوب بلغات هذه الأشياء مجتمعة ، حبي الذي أحب مطلق مثل فضاء وطني لا يحد إلا بكلمة " عائدون " فاربطي هذا بذاك وتعالي ليضمد صدري جرح روحك التي لن تجد دواءها إلا ونحن نسير في شارع من وطننا ، ومدينتنا وقرب بيتنا ..
يا هدى لا تئن الشوارع من ألم الفراق فقط ، بل هي تئن من فقدان الحب الذي عرفتْهُ ..وحدنا سنكتب بحروف يدين متماسكتين بل بأصابع متداخلة لغة حب لا يمكن أن تنساها أشجار حيفا الواقفة بانتظار عودتنا.. أشجار حيفا يا هدى تعرف أننا عائدان ، وأننا سنكتب على كل غصن من أغصانها كيف يكون الحب اكبر من كل حدود الحب ..
الشوارع يا هدى تعرف أنفاس أصحابها وأحبابها وعشاقها .. تعرف أنني حين أقول احبك بشكل نهائي لا رجعة فيه ، وتعي أنني مدمن تأخذه خمرة العشق فيروح يقبل جدران الدور ويعد أصابعك العشرة ألف مرة كي يتأكد أن أصابعه قد صارت حشو أصابعك وانتهت المسافات كلها لتصير لغة الأصابع والقلب والروح واحدة ..
لا تسأليني هل زاد حبك عن قبل ؟؟.. لا تسأليني هل تغير شيء من هذا الحب ؟؟.. اسأليني دائما : لماذا أشعر انك تتنفس الهواء الذي أتنفسه ، لأقول لك لأنه أجمل وأحلى وأعذب هواء ..اسأليني : كيف تستطيع وأنت بعيد عني أن تدوزن خطواتك على وقع خطواتي لأقول لك لأنني أشعر انك داخلي بل ملء كياني .. اسأليني : لماذا أشعر أنك داخلت بيني وبين حروف اللغة فكيف فعلت ؟؟.. لأقول لك : وهل كانت اللغة عندي ببهائها إلا وأنت سيدتها ومدادها وقلبها ومعناها ..
يا وطني ، يا امرأة في وطن ، يا وطنا في امرأة ، يا قلبي الذي يخفق في قلبك ، ويا قلبك الذي يخفق في قلبي أحبك أكثر مما يحتمل الحب لأشكل حبي الخاص والذي لا يمكن أن يكون إلا لك ، ولك وحدك لأنك أنت ، وأنت فقط ..
طلعت
دمشق 23/11/2010

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس