عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 10 / 2010, 03 : 01 AM   رقم المشاركة : [12]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: شذى زهرة الفاوانيا

[align=justify]شذى زهرة الفاوانيا ... قصة : نصيرة تختوخ
قلت له :' الموت في طبيعة الحياة والحب يذبل كالأوراق، يسقطها الخريف و تفنى وكأنها لم تبسط ظلها يوما و لم تمتص الضياء ' .
سكت هنيهة ورد: 'حدث وأن أقمت في مدينة هادئة، حسبت أن لن أعتاد عليها أبدا.
كانت الريح حين تهب عليها ليلا وتطلق العنان لغمغمتها توقظني وتشعل بداخلي الرغبة في توسلها كي تحملني معها و تلقيني بعيدا.
أيامي تشابهت حد تجاهل أسمائها وتواريخها إلى أن لمحت تلك الأصابع الرفيعة من خلف الزجاج. أصابع تتحرك كفراشات الليل المضيئة، تلف الانتباه حولها وتسقط الزمان و المكان.
دخلت المحل لتكتمل الصورة عندي ووجدتني ألتقي 'فينوس المدينة الهادئة ' امرأة تغري بنحتها تمثالا لا تمله الأعين.
ارتبكت و أنا أسمعها تخاطبني ،هرب تركيزي مني حطَّ على شفتيها الناعمتين كزهرة الفاوانيا لم أدرك ما قالت لكنني تحدثت، قلت إنني أود أن أشتري هدية لصديق.
كان على طاولتها طبق فضي توسطته تفاحة واحدة ،بجوارها استلقى شريط من ثوب أخضر وورق مقوّى .
أدركتُ وهي تقترح عليّ الهدايا أنها من صنع يديها و أن تفاحة الخريف على الطاولة مازالت تنتظر مولد أخوات لها.
اشتريت من 'فينوس المدينة الهادئة 'مصباحا يلبس مظلة شفافة ويقف على ساق بنية كقشر الكستناء. أصبحت أطلب نوره ليلا فتأتيني هي ،تتشخص أمامي باسمة بشفاه الفاوانيا أو محدقة بغموض كأميرة خرجت من عالم الحكايات و الجنيات إلى عالمي.
غيرت مقر سكني و رحلت أنا و المصباح إلى بيت يطل على متجرها.
كنت أختلس النظر حين يمكنني ذلك وأشهد حركتها ومشيتها وبسماتها القصيرة العمر.'
سكت لحظة لم أشأه أن يسكت وما طقت صبرا فسألته :'هل صارحتها؟ أم أنَّكَ؟ ' لم أكمل و صمتّ ُ بدوري غادرتني بقية السؤال وكان في طريقة كلامي دلالة على ما يحيرني.
رد مؤكدا لا نافيا : 'فعلت، قلت لها كل شيء، سكبت لها حبي كحكاية إغريقية أحملها بين الضلوع وكان ماقالته :'الموت في طبيعة الحياة و الحب يذبل ويفنى '.
أحسست بحمرة تكسو وجهي وعيوني تحاصرها عيونه، ضممتُ يدي إلى بعضهما وزاد هو اللحظة تطويقا مقتربا مني ومتكئا بمرفقيه على الطاولة المستديرة الصغيرة، قائلا :' لاتلبسي معطف البتلات حين أحبك فشذاك قد ملك الحواس '.
------------------------
"الموت في طبيعة الحياة والحب يذبل كالأوراق، يسقطها الخريف و تفنى وكأنها لم تبسط ظلها يوما و لم تمتص الضياء .../ " كانت الريح حين تهب عليها "... /"أصابع تتحرك كفراشات الليل المضيئة".../ "تفاحة الخريف".... /كان "مصباحا يلبس مظلة شفافة ويقف على ساق بنية كقشر الكستناء"...../"وبسماتها القصيرة العمر"..../"كحكاية إغريقية"/.... 'الموت في طبيعة الحياة و الحب يذبل ويفنى '..../
القفلة : ' لاتلبسي معطف البتلات حين أحبك فشذاك قد ملك الحواس "....
لله درك يا نصيرة ماذا تفعلين وبأي حبر تكتبين ؟؟..
أعيدي فقط قراءة ما أوردته تحت قصتك كبداية ، ضربات من ريشة متلاحقة لا تشير إلا للموت والبكاء والنهايات والمطر النازف من القلب وأمامه بدل المرآة ألف مرآة .. حب من نوع آخر .. حب يدخل الأسطورة ليروي كل الاحتمالات ، لكنني وأكاد أقسم أنك كنت تبكين وأنت تكتبين هذه القصة .. مستحيل أن تتدفق هذه الكلمات والمشاعر والأحاسيس إلا وكل صنابير القلب مفتوحة على شجرة تكاد تهوي .. فرحٌ أنا بك يا نصيرة وأنت تسابقين نفسك في كتابة القصة .. ثقافتك تفيدك جدا .. إحساسك الحاد بل الموغل في التوتر أحيانا يعطيك قدرة مدهشة على القفز مسافات لا تقاس .. فرح بك لأنني رافقت خطواتك ، خطوة فخطوة ، ورأيت إلى هذه المسافات الكبيرة التي تقطعينها بثقة العارف الواثق من نفسه ، وهذه ميزة رائعة ، لكن مخيفة يا نصيرة فتحدي الذات مرعب ، رغم انك تملكين كل الإمكانيات ، لكن هذا الشكل من التحدي يكاد يخيفني ، خاصة أنك صاحبة أسلوب مفتوح وهو من أشدّ الأساليب جمالا وإشراقا وصعوبة أيضا .. الأسلوب المفتوح يا نصيرة لا يعطي نفسه للقارئ ، بل يضعه أمام الاحتمالات والتخمين والمشاركة في تخيل وصنع الحدث ، لذلك أخشى عليك وأنا على ثقة من قدرتك،وأفرح لأنني أتابع خطواتك وتجعلينني أقول " يا " الله ما أروعك "..
هل كنتُ أمام حلم أم قصة إغريقية فعلا؟؟.. أم أمام مشهد مفتوح على أجمل قصة حب اختلط فيها الرمز بالواقع والخيال وشطحات الروح وتحليق الأسلوب بعيدا في فضاء لا يحدّ ؟؟..
التدوير الذي داخل قصتك كان مدهشا .. والنهاية كانت مدهشة .. والسرد كان مدهشا أيضا .. جاء التدوير في البداية والنهاية حين تحدثت عن أنّ الموت في طبيعة الحياة .. والنهاية كانت موفقة لأنها فتحت مشهدا سحريا على الزهرة والحبيبة معا .. بصراحة تساءلتُ بعد أن قرأت القصة : لماذا لم تتوقف نصيرة عند مقطع " رد مؤكدا لا نافيا : 'فعلت، قلت لها كل شيء، سكبت لها حبي كحكاية إغريقية أحملها بين الضلوع وكان ماقالته :'الموت في طبيعة الحياة و الحب يذبل ويفنى ..'. ...
فهنا ينتهي المشهد وتسدل الستارة على نهاية قد لا تحتمل إضافات .. لكن المقطع اللاحق كان ضروريا ليفتح المشهد على احتمال اشتغلتِ عليه بحرفية استطاعت أن تزيح المعنى الذي انتهى به المقطع السابق قليلا مضيفة غنى رمزيا لا يجوز الاستغناء عنه ..
أما من جهة السرد ، فأنت صرت صاحبة أسلوب خاص يا نصيرة ، اختيارك للمفردة والصورة والحوار – بعضهم لا يدخل الحوار ضمن السرد وأخالف ذلك - والجملة والعبارة .. وحتى أسلوب الاقتصاد في التعبير .. والاستعارة من قراءات كثيرة تغني أسلوبك ثقافيا ، ولن أتوسع هنا فالأمر يحتاج لصفحات ، كل هذا يا نصيرة يجعل أسلوبك خاصا جميلا ساخنا طازجا .. هذا شيء يجب أن تحافظي عليه فهو أنت ، طبعا مع تطويره الذي يلازم كتاباتك كما أسلفت ..
لي إشارة هنا إلى الشخصيات ، وهي تختص بالقصص التي تقع بين القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة ، وتتوسع عادة حين تسقط الأسماء لتعمم.. ويبدو انك انتبهت لذلك بذكاء .. فأن أذكر اسم الشخصية في قصة كهذه يعني مقتلا لأن طبيعتها السردية وحجمها وأسلوب رويها أشياء لا تسمح بالتحديد .. أن نذكر الاسم يعني أن نحدد ، وقصتك لا تريد أن تحدد ، بل كما قلت هي تسعى لأن تكون ذات أسلوب منفتح متحرك احتمالي ..
أهنئك يا نصيرة وأشدّ على يدك ، وأتمنى فعلا أن تكوني نجما لامعا في عالم القصة إن شاء الله ..
اسلمي
طلعت

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس