الإهداء : نصرة للسان الوحي المقدس .. وها لبيت
((( ... سيبزغ اللسان ... )))
هناك .. يا ملاكي .. البريء
هناك .. " عبدالله"..
على مشارف البداوة الخضراء
في الصحراء ..
صبية سمراء ..
تلهو .. هناك .. في مضارب الخيام ..
صبية سمراء ..
أجل بني " عبدالله" .
لها ظفيرتان سمراوان ..
من حروفنا ..
ويلثغ الصغير .. في المكان ..
ويلثغ الصغير ..في الزمان ..
صبية سمراء ..
أجل سمراء سيدي الصغير
تجر أبجدية السماء ..
تجر ضاد أمتي .. هناك ..
والصحراء .. تضج ..
في شعاب مكة ..
هناك خارج التاريخ ..
خارج الأشياء ..
هناك ..
عند ملتقى قبائل الصحراء ..
وعند ..رحلتين ..
في الصيف والشتاء ..
هناك ..
لدى عكاظ .. " عبدالله"
تثمن القصائد العصماء ..
"عبدالله" .. "عبدالله" ..
أنمت .. "عبدالله"
غدا بني ..
سأسرد الحكاية الخضراء ..
عن طفلة .. الإباء ..
فذات مرة وفي قريش ..
سيدي البريء..
وذات عزة مكينة أرادها الإله ..
ترعرعت حروفنا السمراء
بذورها ترعرعت ..
ترعرعت بذورنا السمراء
نمت سنابل شقراء ..
توزعت على الحجاز ..
في عسير ..
والأحساء ..
توزع اللسان .. في ثهلان
في جفاف أمة الصحراء
وأسدل الستار ..
الطفل نام ..
وقلبه الصغير .. حام
على غمائم الأحلام ..
على غد .. سنفتح الستار ..
أي" عبدالله" أي بني ..
ومن حراء ..
يبزغ الإسلام ..
ويصطفى النبي .. من قريش ..
يخلد القرآن ضاد أمتي ..
الله شاء يابني ..
أن تكون .. رسالة الإسلام ..
للإنسان .. ويشرق ..
اللسان .. ويعجز القرآن ..
أمة البيان في قريش ..
ومن هنا ومن هناك ..
يسافر اللسان ..
حمامة من السلام ..
إيه ياقريش ..
جحافل الفتوح .. بلغت ..
رسالة النبي ..
سنابك تطير ..
غبار.. خيل الله .. وشح المدى
وحمحمات عزة .. صهيلها..
صهواتها .. تضيء في العراق ..
بأرض فارس ..
وفي هلالها الخصيب ..
وفي كنانة التاريخ .. ونحو ..
مغربي .. إلى تخوم الأطلسي ..
هناك .. في الجزيرة الخضراء
وطارق الفتوح ..
يقول يارجال لا مفر ..
وثبت الرجال .. أرسى حضارة ..
وجدد اللسان ..
وجدد الإنسان ..
فأصبحت من الخليج للمحيط ..
لحمة .. لسانها جديد
لسانها من جنة الرحمان
في السماء ..
لسانها العزيز ..
يجر شمس أمتي ..
إلى صباحها الجديد ..
لسان أمتي يطير ..
ينشر السلام في العيون ..
ويزرع الإنسان ..
الطفل نام ..
فما أقول للغلام ..
رباه ما أقول للغلام ..
ففي غد .. يكون لي كلام ..
يكون لي كلام ..
أبي .. أبي .. متى يعود .؟
متى يجيء الضاد ..
متى يعود ..حاملا جناح أمتي الكبير ..
غدا ..غدا يجيء ..
يجيء مشرقا .. لكم تزنبقت ..
شفاه الشعر.. في ضفافه ..
لكم .. تحركت .. على أصدائه
عصا الخطيب ..
لكم .. وكم .. وكم .. تراقصت
أحلام شاعر غريب .. على أنغامه
وها يبوح للصدى .. بموعد .
بموعد كئيب ..
يبث .. للحبيب .. نار حزنه..
لكم تشتت اللسان ..
لكم تبعثرت أصداؤه ..
تنكر الأحفاد يابني ..
وحرقة الأسلاف ..لم تزل ..
تعانق الأوار في الصحراء ..
تعانق الجدائل السمراء ..
وأبجدية الغزاة ..
تقول هل نعود ..
ألف عام للوراء ..
لضاد ديننا .. لشعرنا القديم
في الصحراء ..
زهير لم يعد هناك في عكاظ ..
ولم يعد لبيد .. والخنساء
فلا خيام .. للسمار ..
لم يعد من يحسن الرثاء
لم يعد مع الحروف ..
فارس الهيجاء ..
تعولم الجميع يابني ..
تعولم الجميع في الخليج ..
فضادنا .. من ألف ألف عام ..
لم يستطع .. أن ينزع ..
البداوة السمراء .. أجل بني ..
وينزع العباءة البيضاء ..
أواه يابني ..
فحرقة الأسلاف يا أحفاد ..
لم تزل وفية ..
تزمجر الحروف
ببطن مكة .. وتمتطي ..
سراب رملها ..
وتنزف الصحراء .
فموجة الحداثة .. امتطت ..
نزيف الضاد ..
كتمت صراخه ..
تنكر الأحفاد يابني ..
تنكروا لضاد أمتي ..
وانسلخوا .. تمرغوا هناك ..
فالضاد يابني ..
سيترك العباءة البيضاء
سيترك القلوب يا بني ..
فلم يعد له مكان ..
ولم يعد لنا مكان ..
نستعطف الرعاة والبقر ..
حروفنا أضاعت الصهيل يابني ..
فقم بني .. سنسترد عزة الصهيل ..
والخيام ..
فذات عزة .. وذات صحوة ..
سنمتطي حروفنا السمراء ..
يابني ..
سنمتطي الأذان للصلاة ..
والرجوع ..
مراكب القرآن أشرقت
فقم بني .. قم ..
لنزرع اللسان .. والإنسان ..
فلم تعد هناك فسحة ..
وها خريف أمتي ..يجر
الغيث .. والمحراث ..
وها مواسم .. الحياة ..
تفلسف البذور لأبجدية النبي
ألا تحب سيدي النبي
سنزرع اللسان ..
سنزرع الأمان ..
في إسمنتهم ..
سيبزغ الإنسان ..
سيبزغ اللسان ..
يابني
بئر العاتر الخميس 21 أكتوبر 2010