رد: ترجمة ((نصيحتي إلى الغربيين الذي يتخوفون اليوم من الإسلام)) إلى الإنجليزية
الأديبة المبدعة : منى هلال
بداية شكرا جزيلا على هذا العمل الموفق , وجعله الله تعالى في ميزان حسناتك .
الغرب لا يماري في عدائه للعرب وللمسلمين , وها قد انتقلت أوروبا من مرحلة التعايش المزعوم مع المسلمين , إلى مرحلة الهجوم تحت غطاء الحفاظ على الثوابت العلمانية تارة , وحفظ الهوية تارة أخرى , وهاهي الأحزاب اليمينية تكتسح ساحة الحكم وتطبق كماشتها على المهاجرين ــ الذين ليسوا سوى عربا مسلمين ــ من إيرلندة إلى فرنسا , وهاهي " ميركل" تعلن صراحة أن التعايش في ألمانيا كان مجرد وهم , وأن سياسة الإدماج فشلت فشلا ذريعا , ووجب إنقاذ المجتمع الألماني من الخطر القادم . أما في هولندة والنرويج والدانمارك , فقد تم تأسيس جبهة مشتركة لمجابهة الإسلام , ووصل الحد بحكومات هاته الدول إلى السماح لبعض نواب البرلمان بالدعوة المباشرة إلى طرد المسلمين والعرب , واعتبار القرآن الكريم كتابا دمويا يدعو إلى العنف , ومصدرا للتطرف .
ومن غرائب الأمور أن ترتفع الآن في أمريكا أصوات للدفاع عن الإسلام حتى تبدو الولايات المتحدة الأمريكية كقلعة للديموقراطية وحرية الأديان , في الوقت الذي يعرف فيه القاصي و الداني من هي أمريكا وما موقع العرب والمسلمين في خارطة طريقها السرية والعلنية .
لكن أين منا نحن معشر العرب والمسلمين ذاك السمت الإسلامي الحقيقي الذي يجعل العدو ينقلب صديقا ؟
أين منا تلك الأخلاق العالية التي تدعو غير المسلم إلى احترام الإسلام والإنحناء لأهله ؟
أين منا ذلك الإلتزام الديني الذي يجعل أولئك الذين يعيشون الفراغ الروحي يقبلون على الدين الحق فرادى وجماعات ؟
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , ...وما دام العلماء يأكلون من موائد الحاكم , والخطباء في أفواههم حجر , والمثقفون يلهثون وراء مجد المنصب ودفء الكرسي , فسنرى ما هو أنكى مما نراه اليوم , وسيأتي علينا زمن نهان فيه ونذل , قبل أن تعود لنا عزتنا الموعودة من الرحمان .
ولله العزة ولرسوله وللمومنين .
مع خالص التحية .
|