[الشاعر الصارخ]

هذه قصيدة للشاعر المغفور له السندباد محمد بالنوي سنة 1985 بالجزائر العاصمة كتذكرة لمحبيه


السندبادُ أنــــا إبــْحـَــــاريَ الــخَـــطَـرُ
شراعيَ الريـحُ و الأهْـــــوالُ و الشررُ
السندبادُ أنــا أرْسُــــو فَـمَــــرْكَــبَـــــتي
تـُصَــارِعُ الـمـوجَ و الإعْــصَارَ تـَنْـتَـــصِرُ
أَغُـوصُ في العمــقِ لا خوفٌ ولا كـــللٌ
لا الليلُ يَـحْـجُبُ أهـدافِـيَ ولا الـخَـطَـرُ
روح الـتَـحَـدِّي تَـبـَاريـحٌ تُـهَــدْهِــــــــــدُنِي
تَـزْهـو بواحـاتِــها الأحْـــــلامُ و الـقَــــــدَرُ
فـالـنـائـباتُ أَنَـاشِـيــدِي تُـــذَلِّـلُــــــــــــــــهَـا
والـخَـافِـقَانِ عَلَى قِــيْـــثَارِتِي سـَــــــهَــــــرُوا
والدانـــيات طُـقُـــوسُ الشَّـــدّو تُـنْـكِــــــرُهَـا
لَـسْتُ الذي يَــرْتَــضِي الـخُذْلَانَ يَــنْــدَحِــــرُ
والعاديات فُـنُــونُ الـحَـرْفِ تُــرْكِــضُـــــــــهَا
فَـهْـيَ الـمُـغِـيـرَاتُ صُبْحا فَالـحِــــــمَى بِـشَــرُ
وَ الضَابِـحَاتُ سُـعَارُ الـرَفْـضِ يُــلْــهِــــــــبُــهَا
حَـــوَافِــرٌ كَــرِمَـاحِ الــنَّـارِ تَــنْــهَـــــمِـــــــــــرُ
تُــفَـــصِّـلُ الــصُــــبحَ أثْـــوابا مُـــعَـــصْــــــفَــرَةً
فَـيَـــسْــــــكرُ البَـحرُ والشَّطْآنَ و الــجُـــــزُرُ
والـمُرسلاتُ مَـــدَى التاريـــخِ تَــحْـــمِــــلُـــــنِي
مَـــــــــعَ النَـسَائِـمِ فَـــنَّـــانَـا فَـأبْـــــتَــــــكِـــــــرُ
فَـالـنـّـَــاي أنْــفُــخُـــهُ بَـعْــثـا لِـدَنْــــــدَنَــــــــــــةٍ
مِــنْ لَــحْــنِ دَاووْدَ تَـخْــلِـيـــدا لِـمَــنْ غَـبَـرُوا
والـــضـــوء في وَتَــــــــــرِي سَـحْــرٌ تُـــــرَدِّدُهُ
روحُ الـحــــياةِ فـيَـزْهُــو اللــيـــلُ والسَّـــــمَـــــرُ
أُضْـفِـــي على سَـمَـــرِ الـعُـشَّاقِ أُغْــــــنِــيَــــــةً
سكرى تَـشَـامَــخَ في أعْــمَــــاقِـــــهَـا الـطُـــهُـــــرُ
وَأُنْـجِــزُ الليل والأغْـــــــــــــلالَ بَـــرْكَـــــنَــــــةً
تَـخِـــرُّ مِـنْ وَقْــــعِــهَـا الأصْــنــامُ و الـتَـــــتَـــــــــرُ

******************

السندبادُ أنا إبــحــــــاريَ الأمَــــــــــــــــــــــــلُ
وغَـــايَـــتِي في عُــيُــونِ الـمَــوجِ تَـــسْـــتَـــــتِــــــــــرُ
مِـجْــذَافِـيَ الـحرفُ مُـخْضَـرٌ بِـهِ الـحُــلُــــــــمُ
والـضــوء يَـبْــحُــرُ فيه والـهَــوَى الـعَـــطِــــــرُ
عَــيناكِ أَوْقَـــدَتَـــا شِـعْـــــري وقَـافِـــــــيَـــــــتِي
فَـرُحْـتُ أَبْـحُــرُ في أعْـمَـــــاقِــــيَ الــقَـــــــدَرُ
وَرُحْـتُ أَغْـــرِقُ في الظَّـلْــمَــاءِ مُــــوحَــشَـــــةٍ
واللـيل يَــغْــلِـــبُـــــنِي طَورا و أنْـــــتَـــــصِــــــــرُ
بِــوَاحَــةِ القَــمْـحِ أهْـــدَابٌ مُـــــذَهَّــــــــبَــــــــــةٌ
أَمِــن جُـفُــــــــــونِـكِ تُـسْـتَـوحـى وتُــبْــتَــــكَـــــرُ
تَـشَــامَـــخَ الـحُـلْـمُ في عِـيـنَـيـكِ و الــقَــــــــــدَرُ
والـغَـيْثُ والـقَـــمْـحُ و الإشْــــــــراقُ والـبِــشَــــرُ
عَــانَـقْــتُ حُـبَّـهُـمَـا طِـــــفْـــــلاً وقَـافِـــــــيَـــــــتِي
حُـبْلَى تَـمَــــــخُّــضُـــهَــــا الأفْـــكـارُ والــصُّــــــــوَرُ
إنِّي لِأَجْــلِـــهِــــمَـا أَمْـضِــــي فَـــــذَاكٍـــــــــــــــرَتِي
خَــضْـــرَاءُ تَـمْـــــــلَأُهَا الأنْــهَــــــارُ والــزَهَــــــــرُ
عِـيْـنَـاكِ يَا نَـخْــوَةَ الأجْــــدَادِ تَـــــــــزْرعُـــــــــنِي
ضُــوءاً عــــلى شَـــفَــةِ الأقْــــــــدَارِ يَـــنْـــفَــــــجِــــرُ
يَـنْـسَاحُ كَالـسِّـــيلِ هَــــــدَّاراً تُــحَــــوِّلُــــــــــــهُ
أنــــامِــلُ الـرَفْــضِ طُــــوفَـانـاً فَــيَــنْـــتَــــشِــــــــــرُ
سَـأَتْــرُكُ الأَرْضَ والـتَـــابُــوتَ مُـــقْـــــتَـــحِـــــمـــاً
عُـمْـقَ الدَوَاجِي فَــــــلَا خَـــوفٌ ولا ذَعَــــــــــرُ
وأزرعُ الضُــوءَ في أعْــمَـاقِـــــــــهَــا جُــــــــــــزُراً
يَـزْهُـــو ويَـخْـضَـرُّ في أبْـــعَــــــادِهَـــا الـسَّـــــمَــــرُ
دَعِ الـمَـرَافِـئَ يا شِــعْـــــرِي ويا وتَــــــــــــــــــرِي
و أبْـحٍــرْ بِــذَاتِ الــهَــوَى تَــنْــمُــو وتَــنْــــفَــطِـــــرُ
وَوَدِّعِ الأرض فالألْـحَـــــــــــــــادُ لاهِـــــــثَــــــــةٌ
والأرض تَـقْــــبُــــرُ مَــــنْ يَـــبْـــقَى فَــيَــــنْــــطَــــمِــــرُ
وعَــانِــقِ الأفْــــقَ فالآفَــــــــاقُ شَــــــاسِــــــعَـــــةٌ
والأفْـــقُ يَـحْـضُـنُ مَـــنْ ثَـــارُوا وَمَــنْ نَــــفَــــــرُوا
وَلْـتَــصْـرَعِ الكوكبَ الـمَـنْـكُـــــودَ تُــــــسْـــقِــطُـــــــهُ
وَلْــتَــزْرَعِي الـجَـوَّ إنْــشَـــــــاداً فَــــيَــــخْـــتَــــضِـــــرُ

******************

السندبادُ أنا عـــــيــنــاكِ مَــــــــرْكَــــــــــــــــبَـــــــــتِي
وَشَــاطِــــئِي جَــفْــنُـــكِ السَّــكْـــرَانُ يَـــزْدَهِـــــــرُ
إبْـحَـارِيَ التَّـيْـــهُ في أضْـــــــوَاكِ يَــبْـــعَــــثُـــــــــــــنِي
لـحْناً تَــرِقُّ لَـــهُ الأجْـــفَــــــانُ و الـحَـــــجَـــــــــــرُ
والـموتُ في حُـبِّـــنَا خُـــلْــدٌ يُــمَــــــــــــــــــــــدِّدُنِي
دهْــــرا وَيَـــنْــشُــرُنِي دهْـــــــــــرا فَـأَنْــــــبَـــــهِـــــرُ
تَـنْـمُــو بِــــذَاكِــــــرتِي الأطْـــــــيافُ رَاقِــــــصَــــــــةً
وفي ضَـمِـيرِي طُـــــيُــــــورُ الدوحِ تَــــعْـــــتَـــــمِـــــــرُ
وفي شِـفَـاهِي أَنَـــاشِـــــيـــدِي مُــــهَـــــــدْهَــــــــــــــدَةٌ
وفي دُعـَـــائي تَــــــسَــابِــيـــــحِي سَـــــتُـــــغْــــتَـــــفَــــــرُ
والكــونُ يُــلْــهِــــــمُــنِي حَــــرفاً وأَخْــــيَــــــــــــــلَــــــــةً
والله في حــــــرفِـيَ الـمْــسْــعُــــورِ يَـــنْــــتَــــــصِـــــــــرُ

******************

سَـمْحَـا أُنَـاجِــيْــــكِ سَـمْــحَـا أَنْتِ فَـــــاتِــــنَــــــــــــــــتِي
أَعْـيَــانِــيَ الوَجْـــــدُ و الإنْــــــــــواءُ والـــسَـــــهَــــــــرُ
إنِّي أُعَــــــــــانِــــقُ نَـجْــمـاً فِـيْـكِ مُــــؤْتَـــــــــــلِــــــقــاً
والليلُ يَــعْـــصُـــرُنِي والـقَــحْــطُ و الــضَـــجَـــــــــــرُ
وفي مَـــنَــامِـي كَــوَابِــيْــــــسٌ وَحَــشْـــرَجَــــــــــــــــةٌ
وَحُــــرْقَــــــةٌ وَهَــجِـيــرُ الـبُـعْــدِ يَـــسْـــــــــتَــــعِــــــرُ
وَعَــمَّـــــنِي الـصَــرْدُ فالأطْــــــرَافُ رَاعِـــــــــشَــــــــةُ
ولِلْــصَـــقِـــيـــعِ سِـــــــــــــيَاطِ فِــــيَّ تَـــسْــــــتَـــــتِــــر
خَـلْــفَ الـمَـنَابِـــرِ خَــيْــلُ السُّــحْـتِ صَــــــاهِـــلَـــــةٌ
تَـحتَ الـهَــجِـيْـرِ شُـعُــوبٍ تَــدْنُ تَـــنْـــــطَـــــمِـــــــــرُ
وَقَــلْــــــعَــةُ الـعَــــرَبِ الـعَـلْــــيْــــــــاءُ هَـــــــــــــاوِيَـــــةُ
وَهِـــمَّــــــةٌ الفَــارِسُ الـمِـــغْــــــــوَارِ تَـــنْـــــكَـــــسِـــــــرُ

*****************

السندبادُ أنا أمـــضـــي وَمَـــــــرْكَــــــــــبَــــــــــــــــتِي
رغــم الـمآسي تــشــقُّ الليل تـَــنْـــــتَــــصِــــــــــــــــرُ
فَــــدَنْــــدِنِــــيْــنِي لُـــحُـــونُ الـرَفْـــضِ تَـــــعْـــصُـــــرُنِي
وَفَـجِّـــــــــــــرِيْــــنِي فَإنَّ الــقُـــدْسُ تَــنْــتَـــــظِـــــــــــرُ