رد: زاهية بنت البحر في عيون أهل نور الأدب
توقفتُ كثيراً أمام محراب أدبها ، وتردّدتُ أكثر في أن أصف أنموذج امرأة مريمية الأدب والتأدّب تعجز الحروف الدنيوية أن تعطيها حقها في الوصف الملائم ، فتوجستُ خيفة من أحرفي وانصرفتُ خائباً .
نزلتُ أعماق بحرها فإذا بي أراها بنتَ البحور الهادئة المسالمة التي تُحسن صياغة تفعيلاتها لذاتها ولغيرها و( تسبح الأنجم إثرها)، ولكن راعني ولأول مرة انفعال بحورها في قصيديها الأخيرين ( أرفض .. أرفض )و( ألا تخجل ...!) فأزددت بهما انفعالاً في كل مرة أكرر قراءتهما،وأتساءل :من هي تلك الذّات الشيطانية التي تجرأت على صفوة الذات البشرية؟!
وأخفف من غلواء ظنّي بردّ بناء القصيد الأول على( واقع افتراضي)، ولكن حين أعود الى القصيد الثاني أميل بمفرداته ومعانيه الى يقين أنه قد بُني على (حدث واقعي لافرضية فيه)،إذ إنّ (الزاهية )بطبيعتها الهادئة المعهودة لاتنفعل إلاّ عند حدثٍ مؤلم يوجب الإنفعال..
أرجو أن يكون ظني خاطئاً، وأن يكون القصيد بحقيقته هجوما استباقياً قامت به ضدّ من تسوّل له نفسه العبث في المحرّمات....ولايشفع لي في ذلك الخِِطء إلاّ المحبة الخالصة التي توجب التخوّف؛ فالمحبة الأبوية البنوية الأخوية لايعرف قيمتها إلاّ من عاشها عفة وطهارة ونقاء ، حتى وإن كان يعيشها بعيدا.
واسلمي يازاهية للجميع
أبوك في الروح / عبد المنعم
|