[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي لك الأديب والناقد الأستاذ عبد الحافظ
حقيقة قدمت هنا دراسة شاملة مفصلة غزيرة المحاور
من المفيد جداً أن نعود لزمن الفراعنة وحضارتهم مع بعض التركيز على أخناتون وتلك الثورة التوحيدية العقائدية - الفكرية التي قام بها في زمن كان قد بدأ توجه العقول الواعية في المنطقة للتوحيد من خلال أخناتون في مصر وملك الملوك الكنعاني في القدس ملكي صادق ثم سيدنا إبراهيم في العراق، ومن المهم أن نسير بالمحاور فننتقل لزمن العرب الهكسوس (الأموريين أو العموريين ) ثم التحرير و نركز على زمن الحضارة القبطية خصوصاً ونحن اليوم نمر بما يعرف بالفوضى الخلاقة التي تسعى لإعادة تفكيك المجتمعات العربية إلى ما قبل الإسلام والوصول لتقسيم كل دولة إلى دويلات من خلال هذا المنطلق، وعمل بعض الجماعات في مصر على إعادة فصل المجتمع المصري عن العربي والذي في زمن عبد الناصر كان في أوج انتماءه العربي القومي، ودعوات قبطية المصري تجاوزت إخواننا المسيحيين إلى المسلمين وصادفت شخصيا الكثير من المثقفين الزوار أو المقيمين في المؤتمرات الثقافية في كندا من يعرف عن نفسه بـ: " فلان الفلاني - قبطي مسلم " بدل الاستفادة من غنى هذه الفسفيساء الجميلة الغنية،ثم إعادة ترسيخ مفهوم بداوة المسلمين الأوائل، على الرغم من معرفتنا أن الرسول (ص) وصحبه والتابعين ما كانوا من البدو ، فحكم البدو وبداوة المجتمع لشبه الجزيرة العربية حديث وجاء بعد سايكس بيكو، مع جل احترامنا وتقديرنا ومحبتنا للبدو طبعا، لكن أقصد هذا المفهوم للأسف سربه الغرب وعمل على تأكيده اخواننا المسيحيين في مصر والعراق وبلاد الشام وانتقل إلينا كمسلمين بعد أن دخل في المناهج الدراسية لترسيخ مفهوم بداوة العرب وبداوة المسلمين الفاتحين لاستغلاله فيما بعد في تفتيت المجتمع العربي وبالتالي الدول إلى دويلات
حتى لا أبتعد عن المواضيع المطروحة أستاذ عبد الحافظ دراستك دراسة مستفيضة تحتاج الوقوف طويلا عندها ولا بد للوقوف عند كل محور على حدا
الحضارة الفرعونية العظيمة والتي لم تفك كل رموزها المدهشة حتى الآن
الحضارة القبطية الجميلة التي تستحق الكثير من التوقف عندها
الحضارة العربية الإسلامية الحضارية المتحضرة الي أهدت العالم كله الإشعاع والنور ومهدت الدرب لكل العلوم والاكتشافات، إنهيارها هو الذي أسس لانهيار حضارتنا في المنطقة بأسرها سقوط الأندلس والخلافة والدخول في مراحل الخضوع للاستعمار الذي جاءنا شرقا بتفشي الأمية ونشر الجهل والتخلف ثم بدأ مع الاستعمار الغربي بإعادة تشكيلنا كشعوب تابعة متلقية منبهرة بحضارة المستعمر تدير الظهر لأمجاد وغنى حضاراتها المتنوعة وسيقى هذا حالنا ويزداد حدة مع ازدياد سطة الغرب علينا وتبعيتنا له حكاماً ومحكومين.
الهجرة في مصر وباقي البلاد العربية، ليست هجرة مسيحيين أو مسلمين بقدر ما هي هجرة عقول
أما موضوع تكريس المجتمع الأبوي الذي يجعل المجتمع في حالة شلل وعمية اسغلال هذا الشلل والاستفادة منه فهذا تحديداً ما يحتاج أن نفرد له مساحات كبيرة من البحوث وإيجاد السبل لإعادة تأهيل وتشكيل الفرد وتحويله مجدداً من متلقي مفعول به إلى فاعل
طبعاً ما تفضلت بالاستشهاد به دقيق جداً في طبيعة مواطننا المسلم خاصة وغير المسلم عامة
مجتمعاتنا القديمة عبدت آلهة وثنية وكانت دوماً تؤله الحاكم (والكبير وصاحب السلطة) وتعتبر ظلمه قدري لا يجوز إلا التسليم به وهذا التأليه ما زال مغروساً في عقولنا، فالرسول صلى الله عليه وسلم عاش ثلاثة وعشرون سنة فقط بعد الرسالة وعمل أبو بكر وعمر على متابعة زرع القيم التي غرسها الرسول صلى الله عليه وسلم في الديمقراطية والكرامة والإباء واحترام إنسانية الإنسان والمساواة ، لكن تلك الفترة لم تكن كافية فقد شهدنا مع خلافة عثمان بوادر انفراط هذا العقد والثورة عليه واستغلال الأمويين لكبر سن وقرابة عثمان لترسيخ أنفسهم وجاء زمن علي بعد أن كرس معاوية سلطته واستطاع أن ينصب نفسه ملكاً مطلقاً بالترف والمال والسلطة وتوريث الحكم والباقي نعرفه.

لن أستطيع الآن أن أمضي قدماً إلى باقي المراحل لعلي إن شاء الله أعود ثانية
رغم طول الموضوع وغزارة نقاط الطرح التي تجعلنا نلهث ولا نتمكن من الإشارة ومناقشة كل ما ورد لغزارته وتشعبه يبقى أن هذه الدراسة من أهم الدراسات التي قرأتها
فشكراً لك
تقبل عميق تقديري واحترامي
هدى الخطيب


[/align][/cell][/table1][/align]