رد: قطارك سحابة عابرة
البكاء حالة من التوحّد،
لماذا يحدّق الآخرون إذن
في عينيّ؟
أشعلت سيجارة، في رغبة مني للإقلاع عن انتهاك حرمة النسيان، فنجان القهوة تمرد بين أصابع يدي، كان يسترق النظر إلى القلم، يستجديه، يحثّه على الانسياب فوق جبين الصفحة البيضاء الناصعة العذراء الخجلة! فهل أرتاد هضبتيها، وقطف من حدائقها باقة من الورد ليقدّمها مهرًا للنسيان؟ أشعلت سيجارة أخرى رغبة مني في تحدّي قوانين الفيزياء والأحياء والأموات هذه الليلة وبعض من الأبدية المقبلة. حين تدفق الدمع من عينيّ أصيب فؤادي بالدهشة، قال بأنه غير موافق على مواكبة هذا العبث العاطفي! أجبته بأني أحاول رقع حزنٍ قديم راودني في لحظة ضعف فهل تقبل؟ هل توافق على مداراة أيام قاحلة وليال خلت من الأقمار، فأجاب أنا أبيع فمن يشتري القمر؟
حتى البكاء يتمرد أحيانا فلايأتي هل يكبله الفؤاد أم تخاف العيون كل شيء ممكن لكنه كما وصفته قد يكون ضربا من التوحد المريح و تصفية الذات ليعلن ميلاد قمر أو فجر جديد.
جميل ما كتبت أستاذ خيري
|