رد: رسائل أدبية في زمن المطر يكتبها عادل سلطاني و جمال سبع
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/195.gif');background-color:white;border:4px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=right]و أعود يا صاحبي من خلف أشرعتي .. أتوضأ راحتي بين عيون أمي ..
عدت لأجدها بلهفة الدموع تنظرني أمام الباب المشرع .. قالت " أي بني .. لما حملتك رياح الغربة بعيدا عن حضني ؟ .. ألا تعلم أنني ما عدت أصبر على مداعبة شعرك في الليالي الباردة ؟ .
المدينة هي المدينة .. بأنفاسها القديمة لم تتغير .. لم تنفض وثن الحيرة المتسلل بين الأزقة .. بين المزابل المتناثرة .. بين الشرفات التي تعبت من النظر في وجوه السيارات المتكدسة .. بين المحلات التي تبيع خوف الجيوب من الطلب الجديد .
يا صديقي هذا الشتاء متعب .. قد حل و أنا ألازم الزكام في هروب .. كم دواء أشتري لكي أقتل سيلان الصباح و المساء ؟ .. الأدوية لا تقتل الا نفسها في هذه المدينة التي غاب المطر عن ترابها .. أين التراب ؟ .. رحل مع المرافئ القديمة .. مع المجامر .. مع الحطب .. مع أواني الطين و لب شجر البلوط .. هل ما زال الأطفال يأكلون البلوط عندكم ؟ أم أنا الشيبس ملح النفوس الجديدة .. كنا يا صديقي نصنع منه لعب جميلة و نقتات منه عندما يغيب لون كسرة الشعير .
نوفمبر البطولة ترجل بين أنفاسنا باكيا .. صافح الجميع في تعب .. أقام وليمة لشهداء أرضنا الطيبة .. و نحن لم نحاول معرفة لما حل و لما غاب .
أطلت الرد يا صاحبي الجميل .. أعذرني فقد كان حضن أمي بمثل فراش وثير .
أنتظر كلماتك و رسائلك .. فأنت مواعيد البوح عندما أريد تنفس حرقتي .[/align][/cell][/table1][/align]
|