عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 03 / 2008, 14 : 10 AM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

:more61: نور الذي وهبني النور

ترددت طويلاً في كتابة شيء من سيرة نـور الدين الـخطيب و أجّلت و سوفت..
و التساؤل ما زال قائماً، هل يصلح الأبناء لكتابة سيرة آبائهم؟!
و إلى أي حد تكون المصداقية هنا أمام القرّاء؟
كيف لا أتردد و حين مات كنت طفلةً صغيرةً لم تعِ و تدرك منه شيئاً غير صورة الأب الحبيب التي اتسمت بشيءٍ من القداسة و بكثير جداً من العشق و الوله، أكبر حبٍ في حياتي و أوجع ألم، كيف وهو جرح عمري و عطش روحي الأزلي؟!!

الآن.. وجدت نفسي أحزم أمري و أقول: " و هل الحبّ الكبير عائقا؟ "
الذي يكتب عن شاعر و أديب مسكون بالحب لا بدّ أن يكون إنسانا يتنفس الحب و يعيش الحب و لا يجيد غير الحبّ لغةً، و نـور الدين الـخطيب كان شاعراً و أديباً و مفكرا قومياً ووطنياً مليئاً بالحب، عاش بالحب و مات من الحب...

في كلّ الأحوال معلوماتي البسيطة حول الجانب الفكري والوطني لهذا الرجل مستقاة من الذين عرفوه وعايشوه بعيدهم وقريبهم، خاصةً حين عملت بمجال الصحافة في لبنان وتعرفت عن قرب على بعض الذين عاصروه...

في مجال الصحافة و العمل:

عمل في التدريس وكتب في معظم المجلات و الصحف اللبنانية ( القائمة طويلة) اعتمد بعضها على جهوده مثل جريدة " لسان الحال " التي وصلت بجهده و بفترة قياسية لثاني صحيفة في لبنان وتأخرت بعد وفاته إلى أن توقفت تماماً، وكان له كذلك برنامج إذاعي أسبوعي، كان عضواً كذلك في بعض الروابط الأدبية والجمعيات الثقافية كما عمل مفتشاً في بعض المدارس الخاصّة، كذلك كان مديراً لمعهد متخصص في تعليم الدبلوماسيين اللغة العربية وكان لهذا المعهد أيضاً ( مجلّة تصدر باللغة الانكليزية التي أشرف عليها و رأس تحريرها) و هذا المعهد جعله يسكن في ضواحي بيروت الجبلية مما اضطرّه الاعتذار بعد حين للعودة ووالدتي إلى طرابلس ( كان شديد التعلق بوالدته) فمُنح منصب مدير فخري وبقي يكتب ويترجم للمجلّة، وكما علمت أنه كان لديه الكثير من الكتابات باللغة الانكليزية أيضاً.

في النشاط الوطني:

إن كانت ترجمة سيرته تتسم ببعض الصعوبة لقلّة المعلومات والوثائق، فهذا الجانب يبقى الأكثر صعوبة.. الجانب الذي يختص بقضيته، كان شديد الوطنية مؤمن كمعظم بني جيله بالقومية والعروبة والقدرة على ترجمة الأحلام إلى واقع، كان صديقاً لمعظم السياسيين في لبنان آنذاك.

و الجانب الذي أودّ التطرق إليه هنا هو الجانب الذي حدثتني عنه والدتي كشاهدة عليه حتّى حفظت منها أسماء، ووقائع وظروفا وهذا ما أكده لي كذلك عمّي حين سألته وهو كالتالي: كان نـور الدين الخطيب واحداً من أهمّ مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية ومن قبل ظهور المرحوم ياسر عرفات في الصورة وبعض الأسماء الأخرى، و كان يعمل ليل نهار لتحقيق هذا الأمر وينتقل من مكان إلى آخر حتّى أنه كثيراً ما كان يصل الليل بالنهار ويبقى أحياناً لمدّة يومين أو أكثر بلا نوم.. يجتمع بالسياسيين، كذلك كثرت اجتماعاتهم في منزلنا..
في الفترة الأخيرة قبل وفاته بدت عليه مظاهر الإحباط و الاكتئاب الشديد، وكل ما قاله لوالدتي حين سألته وألحّت: ( تعرضت لخيانة وسرقة)، لا غير، كان شريكه في الاكتئاب و كاتم أسراره صديقه المرحوم عفيف الطيبي والغريب بالأمر أنّ عفيف الطيبي توفي بالسكتة القلبية وبعده والدي بستّة أيام كذلك بالسكتة القلبية!!!

الشعر و الأدب والخطابة:

لتكتمل زهوة المناسبات كان لا بدّ أن يقف نـور خطيباً مفوهاً عذب الصوت بالغ التأثير، من الجامعة العربية التي كان أحد خريجيها إلى المناسبات القومية والوطنية.

تميز شعره العاطفي بلغة عذرية روحية كما تميز بالشفافية الشديدة حتّى في شعره الوطني وقدرته الفائقة على الإمساك بزمام اللغة.. الجميع أكدوا لي ذكاءه الوقّاد، ذاكرته القوية وسرعة الخاطر والبديهة الحاضرة كما لُقِّّب بالشاعر الارتجالي و أنه كان نوعاً من الشعراء يعشقه المنبر ، كان معروفاً عنه أنه لا يكتب قصائده وخطاباته مسبقاً، وكان يرتجل شعره وهذه كانت إحدى أهم نقاط تميزه في هذا المجال و إن تكن ربما إحدى أسباب ضياع معظم شعره و أدبه يضاف إليها بالتأكيد أسباب أخرى..!
كان هول صدمة رحيله المفاجئ على كلّ من حوله مزلزلاً، الأمّ المفجعة والإخوة المكلومين والأرملة الثكلى والطفلتين اليتيمتين، حتّى جدّتي لأمّي وقعت قبل نهاية اليوم الأول لرحيله فاقدة النطق والقدرة على الحركة ولحقت به بعد أقل من شهرين.. كان النجم الذي يدور من حوله في فلكه والصخرة التي يستندون إليها مطمئنين، كلهم من الصدمة سكارى، والصحافة في لبنان تنعي واحداً من أركانها، كثرة معارفه و محبيه وأصدقائه الوافدين من كلّ مكان، و كلّ الأماكن مفتوحة للمعزين، منزله و منزل والدته و إخوته و مكتبه نقابة المحررين، الجمعيات التي كان عضواً بها والرابطة الثقافية إلخ..
إلى أن انفضّ المولد و فكرّت والدتي و بحثت! و لم تجد شيئا أي شيء! ولا قصيدة واحدة !! كانت الأدراج و خزانة الأرشيف فارغة نظيفة......
من أخذ كل ما كان في المكتب والبيت و أين أصبح الآن و هل ظهر بعد حين تحت اسم آخر أو ربما ما زال ينتظر؟؟؟؟
لا أحد يستغلّ الظروف و تمتدّ يده ليأخذ كل تلك الكنوز الأدبية والفكرية فقط ليتلفها!!!
و إلى هذا الحد كان هناك من يكرهه ويغار منه حتّى بعد رحيله؟!
و أكملت الحرب اللبنانية على ما تبقى من أمل، أحرقت المباني و ضاع كلّ أرشيف الصحف والمجلاّت.
بعد الحرب وإلى حين كبرت ووعيت بحثت طويلاً وزرت العديد من الصحف والمجلات بلا طائل، و كذلك حاول ابن عمتي الشاعر طلعت سقيرق أن يجمع شيئاً من شعر خاله بلا طائل، و تفرقت العائلة والناس، سافر البعض كلّ في اتجاه و مات البعض الآخر، عمتي الحبيبة تحفظ بعض الشعر وتقول أنه من شعر شقيقها نـور، لكنّ ابنها طلعت ولأنه شاعر نبيل الأخلاق و يقدّر خاله و يحبه فهو يخاف الاعتماد على الذاكرة فقط، خاصةً أنّ نـور لم يكن الشاعر الأول في العائلة فالأخ الأكبر غير الشقيق بدر الدين الـخطيب كان أيضاً شاعراً.
حياته:

كان كبيراً وموهوباً إلى حدّ أن تُعرض عليه الجنسية اللبنانية عرضاً ومن أرفع مقامٍ، والذي يعرف لبنان يعرف قدر أن تعرض الجنسية على مسلم فلسطيني ليحمل اسم لبنان..!
لكن وطنيته الشديدة تجاه فلسطين جعلته يتملص من الأمر بقدر كبير من الحنكة والدبلوماسية لأنه كان مصراً أن يكبر و هو يحمل اسم فلسطين.

بقدر ما كان نـور الدين محبوباً و بقدر ما كان يصعد بسرعة و تمكّن و يسطع نجمه، بقدر ما اجتمع من حوله الحسّاد والذين تمنوا له أن يكبو ويسقط في تلك الحفرة، وكثر الذين كانوا يقولون كيف لهذا الفلسطيني أن يتميز علينا في بلدنا ويسرق منّا القلوب والأضواء و المراكز التي نحن أحق بها و هذا للأسف كان وما زال موجوداً في مجتمعاتنا.. كثيرون هم الذين يغيظهم النجاح والتميز والإبداع أحياناً إلى حد الكراهية و الأذى، كان بعضهم يقول: " نـوره من النوع الذي يغشي العيون حتّى يأخذ الساحة وحده و لا يبدو بجانبه أحد، فقد اجتمعت فيه كلّ صفات النجومية وتوجتها وسامته الشديدة الحالمة وطول قامته وصوته العذب وأسلوبه الراقي في التعامل مع الناس، تهذيبه الأصيل وقدرته الفائقة على حبّ الناس بنبلٍ كان طبعه، ونـور الدين الـخطيب كان شديد التسامح مع هذا النوع، يحاول أن يأخذ بالحب والاحتواء من لا يعرفون الحب فكانوا كما سمتهم والدتي وكرره لي أحد الصحفيين المخضرمين حين حدثني عنهم: ( بأصدقائه اللدودين ) و بالرغم منه لو عاش- نـور- بضع سنوات إضافية لبات اسمه مضيئاً ومن أكبر الأسماء في شتّى أنحاء الوطن العربي، وقد كان يستحق ليس لأنه أبي بل لأنه أديب و شاعر موهوب و إنسان خلوق وطني بصدق متميز جداً وطننا و قضيانا تحتاج أمثاله.
إلى أي حد كان الشاعر شاعرياً:

في ذلك الزمن القصير جداً و الساذج الذي عاصرته به، كنتُ شديدة التعلّق به والغيرة عليه والالتصاق به، أرفض الذهاب أو البقاء مع أمّي، وكان ينصاع لهذا التعلق ويفرح به حتّى في المواقف الحرجة.. يقف خطيباً أو شاعراً على المنصّة وأظلّ اصرخ وأبكي، حتّى يعتذر لحظة ويتناولني بين ذراعية عائداً إلى المنصّة قائلاً: " ابنتي هـدى لا تطيق البعد عنّي" ثمّ يتابع ما كان قد بدأه وأنا فوق ذراعيه ساكنة مطمئنة..
يوقفني فوق الطاولة: (( متى تصبحين بهذا الطول و آخذ ذراعك في ذراعي وأعلمك الشعر والحب و تحبّين؟ )) ويقول لأمّي: ((الآباء يمنعون بناتهم أمّا أنا فسأعلّم بناتي الحب بمعناه الإنساني الناصع....))

قبل رحيله عن عالمنا بفترة وجيزة كان يتهيأ للسفر وأمّي في إجازة إلى مصر واتفقا أن يبقياني أختي وأنا عند جدتي، سمعت وغضبت منه ( لا من أمّي) وخاصمته، قائلة له: " أنا لا أحبّ نـور لأنه يحب بهية (أمّي) أكثر منّي تريد أن تأخذها في رحلة و تتركني".. ( و جاء العلاج شاعرياً ) حملني بين ذراعيه إلى الشرفة و كان القمر بدراً و قال لي: (( أنتِ هي روحي.. أنظري هناك إلى القمر، لقد وصل البعض إليه وأنا أودّ أن نذهب معاً إليه لنكون أوّل أب وابنته يقفان معاً فوق سطح القمر نطلّ منه على العالم ما رأيك موافقة، مع أمك إلى مصر و معك إلى القمر؟؟. " ..فرحت..! و رحل نـور وحده....
كلّما أصبح القمر بدراً ترتسم عليه صورة وجهه الحبيب ومع الأشعّة تمتدّ يده تدعوني.. و ما زلت أنتظر.... في يومٍ من الأيام حين ترق يدي إلى مثل أشعّة و شفافية يده و.... أطير إليه.. إلى الحب الذي لا يبهت ولا يغيب ويبقى في عالم نفسي وعمري وآفاق روحي الملك الوحيد المتوج دائماً وأبداً....
نــــور .... نــور وهبني النور.............


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت

التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 06 / 03 / 2020 الساعة 27 : 01 AM.
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس