خطوط سوداء / مهداة للرسام المتوحد ( ستيفن )
خطوط سوداء
بأيّ يدٍ يا سيّدَ الفنِّ ترسمُ ** لأختارَ ألفاظًا بها أتكلّمُ
زرعتَ جمالَ الرّوح في كلّ لوحةٍ ** فأقبلَ دافِنْشِي بها يتعلّمُ
إذَا ما صحَا في ذاتِ يومٍ وأشرقتْ ** عليه سماءٌ قال : إنّيَ أحلُمُ
لقد صُغتَ مرأى العينِ حيثُ تطلّعتْ ** رُؤاكَ وحيثُ انهلَّ منكَ تَبَسُّمُ
وحلّقتَ في آفاق لندنَ غيمةً ** فأنت بأشواق السّنابلِ أعْلَمُ
سقيتَ حقولَ الأرض منك بنظرة ** ولم يبقَ في ليلِ الغرائب طِلْسِمُ
وَتلكَ الخطوطُ السّودُ في كلّ صفحةٍ ** أغانٍ بها قلبُ الورى يترنّمُ
أَرى فيك نبضَ الشّوق حينَ تُعيدُنَا ** حَكَايَاكَ أَطْفَالاً عَنِ الدّفءِ تُفْطَمُ
أَدَمْتَ نَهارَ الفَنِّ بالنّور ساطعاً ** فلا اللّيلُ مَظْلُومٌ ولا هُوَ يُظْلِمُ
وما نظرَ المفتونُ بالفنّ نظرةً ** لِروحِك إلاَّ عادَ وهْوَ مُتيَّمُ
تُرى مَن يَرى إنْ كُنتَ أَعظمَ راسمٍ ** ومَن يا تُرى للفنّ منكَ يُقوِّمُ
تواضعت بينَ النّاس حين اكتسبْتَهم ** ومنْ يتواضعْ بينهم فهْوَ أَعظمُ
يَداك وعيناكَ اسْتثارتْ فُضُولَنَا ** وما عِندَنَا زَادٌ لِيَمْدَحَكَ الفَمُ
ومهمَا عَلاَ قولِي فَبِاللَّونِ لمْ تَزَلْ ** إذَا دَقَّ مَعْنَى القولِ عَنَّا تُتَرْجِمُ
إبراهيم بشوات
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|