... امرأة دون كل النساء...
تسألني كيف أحببتك ؟أجيب كما أحببت روحي تلك التي جعلتني أصرخ لحظة ميلادي تلك الروح التي حركت حنجرتي حركت لساني الفتي حركت علامات شجوني حركت شفاهي الهامسة في سر حركت أنفاسي الهامدة حركت دموعي الجافة بل و المتجلدة و كأني حقا أخاف أن تنتزع الحيطان كلمات شوقي التي أختزنها لك و طالما اختزنتها لك تلك الأحرف التي أمضيتها بدمي بعنوانك ....... سالت كأنها حبر من النوع الرفيع الذي لم تدون به قصيدة قبل الآن بل لم ترتشفه أية أوراق خائنة قد عبرت عن مشاعر لم تولد بعد ؟ ؟ تماما كما لم تولد بعد قضية عشقي الغامضة تلك التي دونت بخطوط يدي أحرف حوت معاني عشق غريب استكانت له روح الفضول بداخلي حركته أنوثتي المشتاقة لحب حقيقي قد أضاعه ظل ما لم يعلن قدومه بعد ..... دونه حبر لم يحويه قلم شاعر و لا أديب و لا حتى عاشق سواي .
تسألني متى أحببتك ؟ فأجيب أتذكر تلك الثواني التي حامت حولي وجوه قلقة في تلك الصالة الفارغة إلا من همسات خائفة و من أصوات قوية وقوية حينها فقط خفتت الأصوات لتدع المجال لشفاهي الضعيفة حين صرخت و بكيت أتدري ما كان سر نطقي و أنا بعد رضيعة ؟.... هي صورتك التي أرعبتني فجأة أول تمثال قد صنع من الصقيع قد أرعبني بل و داس على جسدي النحيل أتدري ما معنى كلماتي المكتومة ؟ ...... لو أنك فقط أنصتت لنبضي لحركة شفاهي العشوائية لأدركت أن اسمك المتقطع من كان يحبس أنفاسي أتراك تستوعب كلماتي أم أنها غريبة عنك تماما كما هي غريبة عن روح تجهل تفاصيل تلك الأقصوصة التي عانقتها في الظلام .....
تسألني لماذا أحببتك ؟ فأجيب هل يسأل الجسد المتهاوي على فراش الموت لماذا سيموت . تلك النبضات الخافتة التي تهز جسده الواهن تلك الهمسات التي كانت تدور و تدور في حوار صامت مع ملك الموت تلك التأملات التي تجول بين عيناه .. قصة قصيرة عنوانها حياته كلها و كأن الحياة قد تصورت في ثواني قليلة أتراني قد اخترت واقعي ؟ ..... أتراني سأختارك لو أني قد حطمت ذلك الطيف الغبي الذي يسكنني ؟ أتراني قد دونت اسمك بين قصائدي لو أني أدركت ثمن الحبر الذي نسخك تمثالا عظمته رواياتي ............. أي مسكين أنت إذ أحبّتك امرأة مثلي ؟ .
تسألني كيف السبيل لنسيانك ؟ فأجيب لو أنني ظللت أسير و أسير بين شوارع غزة الجريحة و لو أن قنابل العالم قد تساقطت على ظلي لتكسره لما انتبهت أتدري لماذا ؟ لأني أبدا ما أحسست بظلي فكلما تهاوى بصري رأيت طيفك و كأني امرأة بظل رجل ...... و لا تزال تسألني و كأن غرورك من يستعطفني لأبوح و لن أبوح و لو أن كلماتي هذه هي الخيال بعينه ....
تسألني لما ظلت عيوني تائهة وجريحة ؟ فأجيب لأنك تصورت لهما عبر كل رجل ..... لأنك قد نمت بين جفوني ...... لأنك اغتسلت بدموعي ...... لأنك جلت بمقلتاي المتعبتين ....لأنك تصورت في كل قطرة مطر هاجمت وجنتاي .. في كل قطعة جليد تهاوت .... و أنا جالسة أرقب المطر في صمت قاتل ذلك الصمت الذي استهوته تلك القطرات المتحطمة من وقع ارتطامها بالحجارة لتتحطم صورتك و أظل أبتسم تحطم غريب غرابة نفسي لأنك حينها ستكون أجمل ما تحطم في حياتي ... أتراه العالم قد خلى من البشر ؟ يوم ظل سوى طيفك يتهاوى و يتمايل و كأنه يراقص صمتي الحزين، يراقص بَصْمَتِي التي رسمت أشكالا معناها تفاصيل وجهك الكئيب ....... أتراه الفجر قد انطفأ ؟ ليظل طيفك يشع بين جنبات غرفتي المعتمة تلك التي عايشت سويعات عذابي ..... تلك الرنة الحزينة التي تهاوت على حيطاني و كأنها نيازك لتوقظني في عز الليل و تجعلني أتمايل أتراني ثملة من تلك المعاني التي لم أصدقها لحظتها ... من تلك الكلمات التي غدت كالبلسم بل كالسم... أتذكر أنني ارتشفت من فنجانك ذلك الذي تركته في العراء في وقت كنت جد عطشى حينها لم أكن أعرفك و لم أكن قد رأيتك بعد و لا أظن أني سأراك يوما ما لأنك تسكن خيالي ... لأنك تمثال قد فشلت في تجسيده لأنك قطعة جليد ذابت قبل أن تشرق شمس الفجر ....كالسحر تماما سرى متماهلا بعروقي و كأنه يعلمني فنون الترنح . فنون الاغتيال فنون الانتحار....
يسألني غرورك و أنت تبتسم في خبث لما أحببتك و كأنك تحاور العالم في صورتي أنا كأنك تهمس في أذن كل النساء أتدري من يتكلم ؟ غرورك الأحمق فلو أدركت أي امرأة تلك التي جعلتك قنديلا في عتمتها .... حديدا حول معصمها .... ربطة عنق حول نحرها ..... علبة كبريت في ليالي الشتاء الباردة ... دمعة حزن تسربت من مقلتي امرأة عاشقة .... صفعة تهاوت على وجنتي طفل قد أرعب والدته سكونه المفتعل .... أي امرأة تلك التي رسمتك نجما تائها في فلك عينيها ... أي امرأة قد دونتك حرفا ناريا بين أحرف قصائدها .... أي امرأة قد ألصقتك صورة على جدار ملامحها ... أي امرأة قد عشقت خط اسمك و كأنه أطول روايات العشق ........ لو أدركت أي امرأة قد حاربتك ...... أي امرأة قد أعطتك جريدتها .... أهدتك منديلها .... قد أسقتك دموعها ؟....
يسألني غرورك و أنت تبتسم لما تزرع الحمرة بوجنتي حين ألقاك ؟ فأجيب لأني امرأة و لن تدرك معنى الأنوثة...لأن خجلي قد فاق حبي لك و هل تسأل العذراء عن سر حيائها ....... لما يزداد نبضي ؟لما ينتزع التماسك مني؟ .... لما تزداد قسوتي ؟ . لما يزداد جفائي ؟... فأنا امرأة دون كل النساء ...... و هل تدرك أنت تلك المعاني الخفية التي تعتلي صمتي الغاضب ... هل تدرك سر ذلك الحزن الذي يحرك رغبتي الشديدة في البكاء ..... هل تدرك سر تلك الكلمات التي تشق صدري و كأنها تود الفرار من موت محتّم . ذلك الذي يعلمني معنى الألم القاتل الذي يغزوني فجأة . تلك الأشياء الغريبة التي يخفيها صمتي و تماسكي و نظرات عتابي الطويل .
تسألني و أنت تحيطني بعينيك اللتان تربكانني بل و تحيطني بخيالك أتدري لما لأنك تسكنني ........ و قبل أن تقرر الحياة حتى ؟؟
تسألني أي جنون ذلك الذي يحركني ؟ فأجيب لا زلت طفلة تجذبني حركات الأطفال . همسات الأطفال .... لعب الأطفال .... و أنا أحب أن ألعب . و ماذا تنتظر من امرأة في عمر الطفولة ؟.... و هل يمكن أن يحب الصبيان ؟ هل يمكن أن تجسد قصص الأطفال ؟ أتراك أدركت سر تلك الخطوط التي رسمتها ...؟ لعبة كنت أحبها و الآن لها معنى آخر تلك خريطة حبي لك تلك الخطوط التي تلاعبت بها كثيرا و سأواصل لأن غرورك يخنقني ......
تسألني أي قصيدة قد دوّنتها أناملي و لم تحوي قصة عشقي لك ؟ فأجيب ربما قرأت قصائدي .... ربما تجولت بين سطور دفاتري ...ربما استنطقت قلمي .. ربما احتليت أغواري .. لكنك أبدا ما هاجمت هواجسي . ما سرت بين خطوط حواسي . ما أدركت حقيقتي . ما سبيت أفكار ي . ما عانقت تخيلاتي .... فقط شردت السطور بين أصابعي .. تلاعبت بأحرفي .. تصدرت قائمة أفلامي.. أربكت نظراتي .. أخرصت لساني ................... قد امتلكتني ؟ .
تسألني .... ولن أجيبك لتظل ضائعا بين عناوين أفكاري ... تائها بين تفاصيل حياتي .... سجينا في مملكتي ..... لتظل غريقا بين أمواج دموعي.... ستظل صامتا أمام قذائف عيناي أمام أسهم نظراتي الحارقة و ستدرك نهاية المطاف أن غروري من سينتصر .... لأني امرأة غير كل النساء .. و لأنك تعشقني لحد الموت و هل كنت لأرضى غير موتك مقابلا لحبي .. حينها سأمزق كل كتاباتي لأني سأنتصر على رجل ...... و ستذوب اعترافاتي أمام قناديل دموعك التي ستجرف بقايا دموعي و ستتسع الأسطر و تتسع و كأن الكلام بين شفتاي قد انتهى ... لأني سألفظ أخر نفس لأطفأ شمعة حبك. و لأني امرأة دون كل النساء ..... سأحرقك تماما كما احرق أوراقي التي تجاوزت سطورها حدود غروري سأدمرك .....
تسألني و لأول مرة يخونك غرورك لأول مرة أهزم القوة فيك و أحطم سر تواجدك . أتعلم أنك قد ولدت بصراخي ..... قد تنامى غرورك بكل حرف قد دونته باسمك . أتدري أنك لن تكون أبدا إذا قررت أن أمحوك .....
و هل ستظل تسألني حينها ... أم أنك سترضى بالموت بين يدي امرأة قد شوهت تفاصيل العشق المدونة على جدران دفاترك ... قد داست على أقاصيص العشق الكلاسيكية ... قد رسمت عبر تأوهات طويلة جداريه حب مستحيل .... رواية عاصفة لأناس عايشوا الصمت الطويل .... الشفاه المطبقة .... اللحن الصامت ؟ و هل تتصور موسيقى صامتة ......... أم أني امرأة دون كل النساء ؟ ....
امرأة قد شردت مجرى الدم في عروقك
قد امتلكت خطواتك
قد خلطت موازينك
حينها ستدرك أي امرأة تلاعبت بمصيرك
أي امرأة قد أغرقت سفينة غرورك
أي امرأة أربكت سكونك
أي امرأة جعلتك ترتعش بنظراتها
تطوقك بجفائها
تصورك شبحا فوق أسوار مملكتها
لحنا هادئا بين عواصف أشرطتها
قالب حلوى يوم عيد ميلادها
حينها سأكون امرأة ....
.............................. امرأة دون كل النساء ..........................
حياة
31/ 01 / 2009