المتنبي و آخر جرح///للشاعر الجزائري:بغداد سايح.
عيدكم مبارك سعيد و كل سنة و أنتم
بخير فالقصيدة مهداة إليكم و إلى القائل:
عيدّ بأيّةٍ حالٍ عدتَ يا عيدُ ** بما مضى أم بشيءٍ فيكَ تجديدُ.
المتنبي و آخر جرح
تعودُ مرتعدَ الأشـــواق يا عيدي
و لا تعودُ أســـاريراً تجــــاعيدي
يكادُ قلبي من المعنى يفرّ معي
لندفِنَ الوقت في أرضِ المـواعيدِ
أنا أبو الطيب المنفيّ في صُحفي
سُجنتُ بين القوافي و الأناشيدِ
و سِلتُ منْ خدّ ألفاظي كأغنيةٍ
يُفتّشُ الحزنُ فيها عن أغـــاريدي
و ما قُتلتُ كما قالتْ بلابـــلهمْ
فدوحتي لغةٌ يسمو بــها جيدي
يعودُ عيــدٌ و منْ شِعري يُحــرِّرني
لكيْ أطـيرَ إلى نبـــضِ القراميدِ
كأنّ سقف الهوى يسخو بأجنحةٍ
و بي يُشـاكـــــسُ أحلامَ العرابيدِ
تمــــوتُ بغدادهُمْ في صدر قافيةٍ
و فيَّ تصــــــهلُ أمجادُ البغاديدِ
فكيفَ تُمسكُ سيفَ البوحِ لفظتُنا
لتقتلَ الشــــرّ في القومِ المناكــيدِ؟
أعلّمُ البــــاءَ عشقَ الحاءِ يا ألفاً
فكُلُّكمْ منْ ربى عشقي مواليدي
أحبّكمْ تُلبسونَ الضاد أنجُـــمها
و تسكبونَ أحاسيسَ الجــــلاميدِ
و تملؤونَ شرايينَ التــــــرابِ دماً
و تحـــــفِرونَ كلامي كالأخاديدِ
هناكَ لمـــلمكمْ قرطاسُ ذاكرتي
فبعــــــثرتني دواويناً هنا بيدي
يُعشّشُ الجرحُ في أغصانِ أسئلتي
و ليس يُثملهُ ســـــرّ العـناقيدِ
و يقرأ الظلّ ضوء الأمنـــياتِ إذا
سقطتُ دمعةَ فجرٍ من أماليدي
هي الشجاعةُ طينُ العُمْر تعجنهُ
خطى المنايا و أنفــاس الصناديدِ
خُلقتُ منها بساتيناً تُضمـّخها
بروح بابلَ أحــــــداقُ الأجــاويدِ
قصائدي عادياتٌ حيـــن أركبها
تظنّني مستحيلاً و الرؤى غيدي
أصافحُ الدهرَ مطعوناً بأعيُنهِ
و قائلاً لعيونٍ كالْقِـــــنا:"زيدي"
كفى بأحمدَ فخراً أن تقيءَ يدٌ
على أصابعهِ مكــــرَ الرعاديدِ.
------------
الشاعر الجزائري: بغداد سايح
يوم الإثنين 15 نوفمبر 2010
على الساعة21:42
بمدينة مغنية - تلمسان
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|