[mark=#00ffff]
مرفوعة إلى كل المحترقين...
أوَ ترحلينْ؟!
قلبي يُهَدْهِدُهُ الحنينْ..
فابقي قليلا ً هاهنا..
ما زال في سمعي رنينْ..
أوَ ترحلينْ ؟!
ما زال سرّيَ غامضا في مقلتيكْ..
فـَهَِبي المرافئَ لحظة ً.. أوْ..لحظتينْ..
وتذكّرِي عشْقَ النّوارسِ للسفينْ ..
مُذ ْ حَوَّلَ البحرُ المتيَّمَ نورساً،
حسِبَ الحبيبة َ بيْنَ جمْعِ الرّاكبينْ..
لوْ حرّكتْ ريحٌ شراعَ سفينةٍ ،
رجفَ الفؤادُ وظنَّها،
هيَ منْ أشارتْ باليدينْ..
عند َالغروبِ ـ حبيبتي ـ تأتي السفنْ..
تمضي إلى الآتي ولكنْ.. لا تسافر مرتينْ!!
فهَـبِي حبيبكِ فرصة ً،
يُُفـْضِي بما تخفي السنينْ!!
كمْ قصة تُروى ..
ولكن ْ،
أجمل القصص التي فيها نكون العاشقيْنْ ..
والآن إنْ شئتِ ارحلي ..
إن شئت وحدكِ دونَ ماضٍ أوْ حنينْ..
وتذكّري ٍ..
عند الغروبِ حبيبتي..
قدْ ترحلُ الدنيا عنِ الدنيا .. فنرحلُ أجمعينْ!!!
[/mark]
وأرى النوارس
لم تعد توحي بأنغام الوداعْ
ورياحَ من أهوى
تهب على المدى...
وأرى احمرار الأفق
قد غطى الشراعْ
فمتى يجيء؟
***
وهل سيبقى مرفأ الحب المحطمُ
جاثما فوق الصخورْ؟
والساعة الصماء ما فتئت تدورْ
فوق انتظار الراحلين بلا رجوعْ
***
أناْ لا أخاف من الظلام إذا أتى
لكنْ
أخاف من الحكايات الطويلة والشموعْ
والمرفأِ المكسور في جفن المحب
بلا دموعْ
***
رحل الشراع
إلى ظلام غائب..
فمتى يعودْ؟
إن لم تَمِلْ ريح المسافة
عن ضلوع العاشقيْن
سيكون حتما حبنا
وهما تخبؤه الصخورْ
بين المحار على لقاء الضفتَيْن.
والنهر بينهما يسيرُ
ولا يَمَلُّ من الدموعْ.
***
وسفائن العشق العتيقةُ
لم تُمزَّقْ بالرياحْ
وتظل في سفر بعيدٍ،
لا يعودْ
و تروح يدفعها الشتاء
إلى الصباحْ
***
ونوارس الحب المشيرة للسماءْ
لم تعْبرِ الشفق المزين بالحنينْ
ما زلت أحفظ صوتها المكسور
في عيني،
إذِ انطلق الشراعْ
***
ما زلتَ يا سر الوداعِ
تطير في جُنحِ الضياءِ
ولا ضياءَ
ولا مطرْ.
الزبير قريب، بئر العاتر، الجزائر، الجمعة 19/11/2010