رد: عين على القدس.. آخر التطورات
هواجس مرعبة صاحبت أيام العيد بسلوان
تاريخ النشر : 2010-11-20
القدس - دنيا الوطن
في الوقت الذي احتفل فيه العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك، وهو فرصة للابتهاج والتواصل والتراحم، قضى أهالي بلدة سلوان التي تقع إلى الجنوب من المسجد الأقصى المبارك، وخاصة سكان حي البستان، هواجس حقيقية لازمتهم ولم تنته حتى الآن.
وتتجسد هذه المخاوف من المستقبل المجهول الذي بات ينتظر أهالي البلدة والحي خاصة بعد أن إصبحوا عرضة في كل لحظة لعمليات تهجير قسرية من بيوتهم ومنازلهم ومدينتهم المقدسة.
هذه المخاوف ألقت بظلالها القاتمة على بيوت وأهالي المنطقة الذين تحدثوا عن غد مظلم وعن معركة فرضها الاحتلال عليهم ولا يملكون سوى الدفاع عن وجودهم بكل إمكانياتهم المتاحة.
وتصدى أهالي 'البستان' لمخططات الاحتلال لتهجيرهم وقدموا أبناءهم دفاعا عن حقهم بالبقاء في منازلهم ومدينتهم فكان مصير المعظم غياهب السجون والإبعاد والإقامات الجبرية وغيرها من عقوبات انتقامية لا يسمح بها ميثاق دولي أو دين سماوي.
وينظم أهالي 'البستان' ومنذ الإعلان عن نوايا الاحتلال بهدم عشرات المنازل وإزالة الحي بالكامل وتشريد نحو ألف وخمسمائة من سكانه لصالح مشاريع تهويدية تخدم أسطورة وخرافة وأكذوبة الهيكل المزعوم، فعاليات متواصلة كما استضافوا العديد من الهيئات والشخصيات المحلية والدولية وطالبوها بالضغط باتجاه إلزام حكومة الاحتلال بمواثيق الأمم المتحدة والتي تفرض على الاحتلال عدم التغيير الديمغرافي أو الجغرافي في المناطق التي تحتلها فضلا عن احترام حقوق الإنسان في السكن والحركة وغيرها من حقوق سلبها الاحتلال من المواطنين.
وكانت الصحافة العبرية نشرت، عشية عيد الأضحى المبارك، خبرا مفاده أن المستشار القضائي لحكومة الاحتلال بعث برسالة أوعز فيها لحكومته ولبلدية الاحتلال في القدس بإغلاق جزء من البؤرة الاستيطانية 'بيت يوناتان' بحي بطن الهوى- الحارة الوسطى- ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، لفترة وجيزة، وهدم مئات المنازل الفلسطينية في المدينة المقدسة في إطار ما أسماه 'المعاملة بالمثل'.
وفي هذا السياق، قال عضو لجنة الدفاع عن سلوان وحي البستان فخري أبو دياب لـ'وفا' 'إن هذه الرسالة التي جاءت من أرفع شخصية قضائية بحكومة الاحتلال، تؤكد نوايا الاحتلال الماضية بهدم مئات المنازل في القدس وخاصة في سلوان، وتحديدا هدم منازل حي البستان وإزالته بالكامل لصالح مشاريع تلمودية تخدم إقامة الهيكل المزعوم'.
وأعرب أبو دياب عن دهشته من ما ورد بالرسالة وما تضمنته بأن إغلاق جزء من البؤرة الاستيطانية بشكل مؤقت وهدم مئات المنازل الفلسطينية بأنه معاملة بالمثل.
وقال 'إن هذا يؤكد تواطؤ كل مؤسسات الاحتلال التي تعتبر أذرع تنفيذية وتشريعية للقضاء على الوجود الفلسطيني في المدينة وخاصة في المناطق المتاخمة للبلدة القديمة'.
وأوضح أن هذه الرسالة جاءت بعد المداولات التي دارت في اليوم الأول من عيد الأضحى في 'الكنيست' الإسرائيلي حول نفس الموضوع، والذي طالب فيها رئيس بلدية الاحتلال 'نير بركات' بمنحه الضوء الأخضر لهدم مئات المنازل الفلسطينية في القدس بحجة البناء دون ترخيص.
وأوضح أبو دياب أن رسالة المستشار القضائي تضمنت 'أن الإغلاق الجزئي والمؤقت للبؤرة الاستيطانية لتجنب ردود فعل دولية' وللإيحاء بأن الأمر يتعلق بأمور قضائية وليس المقصود منه جهة بعينها.
وقال المواطن محمود الرجبي من سكان حي البستان بأنه والعائلة لم يشعروا بأي سعادة في العيد، لافتا إلى أن العائلات كانت تخشى مغادرة منازلها بالكامل للقيام بجولات عائلية أو برحلات ترفيهية خشية مباغتة جرافات الاحتلال وهدم منازلها والتي أعلنت عنها في أكثر من مناسبة وأكدتها بشكل صريح وعلني دون تحريك ساكن من أي جهة.
وأشارت منار قراعين من سكان حي بطن الهوى بأن السعادة كانت مفقودة بهذا العيد في معظم منازل البلدة، وقالت 'إن سلطات الاحتلال استطاعت أن تدخل الحزن إلى كل بيت من خلال اعتقال احد أفراده أو أكثر أو بإبعادهم أو بفرض غرامات وعقوبات متعددة الأشكال والألوان فضلا عن التهديد الجدي بهدم مئات المنازل في سلوان وخاصة في حي البستان، بالإضافة إلى تحرشات واعتداءات اليهود المتطرفين التي تتصاعد كل يوم ضد المواطنين كأساليب يتقاسمها المتطرفون مع سلطات الاحتلال لخلق أجواء طاردة للسكان وتهويد المنطقة بالكامل'.
ويقول أبو دياب أن المطلوب الآن هو القيام بحملة واسعة النطاق بتضافر الجهود الرسمية والشعبية والحقوقية لفضح أساليب الاحتلال ومحاولات التحايل وخداع المجتمع الدولي ومؤسساته، مؤكداً أن الاختبار الحقيقي سيكون في حي البستان، مناشدا كافة الجهات المسؤولة القيام بواجبها في فضح وتعرية مخططات الاحتلال وأساليبه الخطيرة بممارسته سياسة تطهير عرقي وتصفية للوجود الفلسطيني في محيط البلدة القديمة من القدس المحتلة.
|