كيف ترى الأدبية خولة الكتابة النسائية العربية ؟
هبط العيد بأمطاره في مكة المكرمة ،هبط من حيث لا ندري ،كان قلمي الحبور في صباحي هذا يلون حروفه على متصفحي ،جلست من أمامه وأنا أحتسي قهوتي مغمضة العينين أجري وراء كل فكرة تطرأ على بالي وذلك بأسلوب حر دون أن أحاول الإمساك بإجابتي وحبسها في حدود المنطق ،وذلك بالتحليل الممكن وغير الممكن ،أظنك قد فهمتني فأنت ناقد تقدس الحرية في مفهومها الراقي، أليس كذلك!! أراك تبتسم وتقول نعم ..
إن ذلك المنطق الذي يغرق في عقلي وذهنك يرتفع ويصرخ في الساحة الحرة حيث أحبو هنالك بجوابي إليك لأقف على قدمي بلحني الخاص ،وإن لكل سؤال تحفره في متصفحك أسمع منه صوت ينطلق كالسهم فَيَصِلْ إلى حضني وذهني ويلمس عالمي،هنالك جلست في الزاوية وبدأ رأسي يدور في كل اتجاه يلاحق كل جواب ، وتتقافز عيني من عدستي العسلية ومن أمام متصفحي ،فأعتدل بجلستي وأحاول ثانية أن أبتسم لناقدي ابتسامة ساحرة لأراوغه وأجادله بإقناع ، فهو متعمق حر منطلق ـيا ناقدي خذني إلى ساحتك خذني إلى عالمك الحر.... اتفقنا !
ها أنا أسْتدّل على بوابتك المطلة على سطوري وإني والله أراك تتمايل برقبتك وتلتقط حروفي بمنظارك الناقد ،آه لعقلك..رويدك..رويدك.....ارحم قلم يخطو خطاه الأولى، أتصدق يا ناقدي-عبدالحافظ- إني أحاول أن أُسرع خلف ذهنك بصورة تتشعب بها الأحاديث حول العادات والتقاليد وعن نوع الصيد هل هو نوع واحد..أم من كل الأصناف.. هل يطمع ذاك بالغزال؟ أم بتقافز الأرنب، أم بالطيور الحرة الطليقة، هل يظفر بالصيد ويحقق مبتغاة إن كنت تعلم أخبرني أنتظرك عند ساحة الأدب !
استراحة .....نهضت بها فهلا تنتظرني ؟ ...ها أنا أتيتك حاملة قطعة من المعمول بالتمر والقهوة الخليجية ...تفضل ...أم أن الطبيب منعك أن تأكل الحلويات ..مداعبة
أراك أيها الصياد الناقد بعينيك الزائغتين تبحث عني لتهمس لي ،والله إني أحب اصطياد الرجال لأني أعرف كيف أمسك بصنارة صيادي ...رفقك ...رفقك ..لا تأكل الحروف وتقفز من السطور اتبعني فأنا أكتب لك وعنك وعن كل امرأة ورجل
ها أنا سأغوص معك لتصطاد أجمل امرأة وأحلى روح....أتود....أرى الفرحة تلاعبك .. من يمانع !...
سأخرج من متاهات وأدخل إلى كهفي وأمشي على الأرصفة وأتوقف عند ذاك وذاك . لأسأله هل تعلم أين يقع دار عبدالحافظ متولي ...ها هو أحدهم يقول لي ...نعم أعرفه ... شارع النقد ..من أمام بوابة الأدب.. بجانب عمارة الشعراء والمبدعين ..المقابلة لأول سؤال...أسرعت بسيارة الأجرة وعندما وصلت أعطيته أجرته ثلاث أسئلة وشكرته ...
وقبل أن أقرع بابك وجدت امرأة عربية تلوح لي فأتيتها مسرعة سألتها ماذا تريدين ومن أنت
عربية أنا أحمل قلمي وأوراقي وكتابي ما أن لمحتك إلا وعرفتك، تنهدت بأنفاسي السريعة وعانقتها ... آه ..كاتبة عربية أنت !! ،وأنا أيضا أيتها العربية للقلم حالمة أبحث عن أوراق بيضاء حرة تفسح لي المجال بأن أنفض ما في ذهني من فكر وأدب ... ... قلت لها : كنت متوجهة لدار عبدالحافظ متولي فتحت فاها قائلة :. آه.. أعرفه ... إذا سأدعك تذهبين بأوراقك إليه وسألحق بك غدا، ابتسمت لها وأكملت مشواري فتوقفت عند السؤال الأول.. اسمح لي فقد شطحت كثير لأحكي عن قلم يتمايل بخياله بجماله الساحر يحارب كبار الأقلام ويبسط القصص والروايات وينثر تاج الأنوثة على حقيقة ملامحها الخاصة .. نعم هي الأنثى التي إن خرجت من قدها المتمايل وحروفها الهادئة ستفوز بقلمها إذا ما نطلقت ، والله يا -عبدالحافظ – إن روحها الأنثوية ستظهر مهما حاولت أن تعانق الرجل، وأنا أحب من يعانق حروفي لتتشابك الأيدي،، وإن البحث في مسألة الكتابة النسائية يعتبر حقلا دلاليا محملاً بالتناقضات
إن الثقافة أساس التقدم
تلك الثقافة التي تتعلق بحقوق الإنسان والمرأة بين المجتمعات فالكتابة بحاجة إلى تنشيط مقومات البنية التحتية والتي تحفر لها الكاتبة العربية بأناملها لتخرج من آفاقها بكل ما أوتي لها من موهبة فيكون الأدب متينا فعالا ،وإني لأرى أن المرأة تتفاءل خيرا ،بيد أن هنالك ما يقف أمامها من المعوقات وهي حقيقة لا نستطيع أن نكذبها ،فكما أعلم وتعلم أن انحسار الثقافة والوعي لها دور هام
إن إسقاط حقوق المرأة عامة والكاتبة خاصة له نظرة خاطئة وإن للتقاليد وللظلم والتعسف والعنف ضدها دور خاص في جسدها الأدبي بل هو هضم لحقوق الكاتبة وأنا لا أضع قضيتي وقضيتها على طاولة نقاش بل إني أطرح أعضاءها الأدبية لتشكل منظومة من حقوق الكاتبة العربية وأطرحها لنشر حقوقها المسلوبة وليس معنى ذللك أنني أقول بأنها محرومة من النقش على الورق ولكن قد يتوقف قلمها كناقدة مناضلة وشاعرة و التي بحروفها الحرة تنظم المعانات والدمعة الحمراء..برأي غالبا المرأة من زاوية النقد البناء قلمها مسلوب وإن خرجت المرأة للمجتمع على درجة من الوعي المنشود سأجدها تلهث بل قد يكون لهيب أنفاسها يفوق أنفاس الرجل، ربما لأن قلمها المسلوب أو المخنوق على حد القول قد يفجر المزيد ويتفوق بيدَ أن قلم الرجل والذي نوعا ما يطل على الساحة الأدبية أكثر يفرش بساطه ويرتب حروفه ويضعها في قالب واحد يستطيع من خلاله أن يقدم شيء من رغبته الأدبية نسبيا.. أو إن صح القول هو أكثر انطلاقا منها لحصوله على تأشيرة تنقله من بلد إلى الآخر
هي ليست مقارنة بل أنا أدافع عنه بكل ما أوتي من قوة ذهنية بيد أن المرأة الزوجة الأم تتقن موهبتها التي تدفنها بنفسها بين الأدراج حتى أنها أضحت تكتب وتخزن مستنداتها الهادفة بين الكتب القيمة التي تقرأها. وإن القلم النسائي له رونقه ورشاقته تراه في الفواصل والتناسق والتوازن يشمل كماليات الكتابة إلى حد ما فأنا لا أحب أن أظلم وأعمم وإني عندما أحمل قلمي وهو يسير بأوراقه أجد خطاه تتصاعد إلى ما لانهاية .. قلمي المتدفق المتمايل والذي يقف حينا عند الشعر مذهول وحينا للنقد يصرخ ويوما لسطور نثرية يتمايل وأيام لقصص وشهور لرواية يفؤش قضية المجتمع العربي عامة والخليجي خاصة حتى تمتد السنة بأعمالي المتشابكة و الملونة بألوان الورود والشفق، فهل وصلت يا سيدي الناقد إلى ذهني الذي يبحث عنك يبحث ع عن استفهام تشير به إليَّ.َ أليس كذلك! ... لا تتوقف. لا.. أكمل قراءة ما أكتب أو عد من بعد استراحة... أنا لا أحدد فاليد لها أنامل واحدة ولكن الذهن هو الذي يحدد نقطته ويقف أمام هدفه فينتج ليلتقي عند نقطة تترابط بهدف أو غرض أو مغزى واحد قد نصفق معا في موضوع واحد وقد تصفق مع كاتبة أو كاتب آخر إذا هي مسألة تكافؤ ذهني ليس إلا
وإن أردت أن أخوض بقلم المرأة وجماله الحر الساحر..سأكتب كلمة الحق ولن أظلمك وأظلم نفسي أيها الناقد ... كيف ذلك وأنا أجلس من أمام حديقتك وأنت تنظم الشطر لي ولها وترسم كلمة بصدق ..إن الثقافة أساس التقدم ولطالما نتزين برداء واقٍ نجرؤ به على السير وقطع شوط طويل بحيث تستطيع أن تتجرد المرأة من الإرادة المكبوتة وتطأ أرض صلبة تُلفت بها القارئ المثقف مستمرة في رحلة القنص ..والعزيمة.. والصبر .. سيدتي وسيدتك.. لا تنتهي من نثر كتاباتها ذات اليمين وذات الشمال.. وأنا هنا ..من أمامك وعلى قارعة هذا الطريق أكتب المضمون والفكرة وما يحمله الذهن وعيني شاخصة ؟أليس ما أخطة الآن كتابة نسائية؟ ستهز برأسك مؤيدا ..قف ..قف.. لم أكمل فأنا لم أكتب قط بهذه الطريقة والله يا -عبدالحافظ- هي مجازفة إنه أول عهد لي كحوار.. امرأة عربية ..أنا تستطيع أن تلمس من كلماتي الكتابة النسائية ...نعم أنا امرأة عربية أكتب بطريقتي ووجهة نظر مستقلة ،أنحاز لها أتفق حينا و وقد لا أتفق حينا ..وإن المنطق من وجهة نظري يضعني أمام كاتبة مستقلة حرة بطريقة تفكيري كامرأة لها أسلوبها الخاص، إذا ذلك يعتمد عن المضمون الراقي والعاقل...
- لقد كتبت المرأة الرواية..فنجحت
استخدمت المرأة العربية عدة مناهج من أهمها، المنهج البنيوي والذي يعد لكل رواية قائمة بذاتها، تتضمن بها عدداً من العناصر تتفاعل مع علاقات متعددة لتؤدي إلى وظيفة ما. فإذا ما قدمت التحليل الذي يتناول الهيكل لها ويكشف أسرار الرواية و اللعبة الفنية التي تتفنن وتتميز بها الكاتبة العربية،وذاك من حيث تعمقها في الواقع الاجتماعي المنغلق و إقامة نص يشكل رواية هادفة تصل بها إلى نتائج دقيقة. لكن تلك اللعبة لا تكفي وحدها، تبقى أمامها العناصر المستخلصة من خلال حرية القلم مطروحة على أرصفة الكتابة تنتظر من ينظر فيها ويحللها ويستنتج منها المؤشرات والدلالات. وهذا ما يتكفل به منهجان آخران هما، المنهج النفسي للمرأة ككاتبة والمنهج الاجتماعي الذي تحل به قضاياها. فالمنهج النفسي يضيء الجانب العميق لشخصيتها، مما يجعلنا نستكشف بواطنها ودوافعها الواعية واللاواعية، والمنهج الاجتماعية يسلط الضوء على المحيط العربي للمرأة و الذي تتحرك فيه الشخصيات، فنرى الخلفيات الاجتماعية للرواية، ونتعرف إلى أثر العامل الاجتماعي في تكوين الفرد ،هذا المنهج يعتبر هو ذهن المرأة العربية باختصار أن المرأة العربية متعمقة في أوجاعها والقهر من ثمّ يتدفق منها المزيد والمزيد من الكتابة ،كأن تقول أنها تدفن أوراقها حتى تعيد أوراقها وتنثر حروفها وأقصد بإعادة الأوراق الإصرار والوضوح فتصحح وتعدل .. لتصل بها وتصرخ ...وإني لأرى أن المرأة على الساحة العربية تعارك بدمعتها الحمراء وقلمها ،ولكن إذا ما عدت للمنتديات ومن خلف الجدران ستجدها في كل مكان تحمل كتابها وأوراقها بحرية مطلقة
وقد تتشابه كتابات المرأة في الوطن العربي ،لما تراه من معانات سواء أسرية كأم.. أو سياسية كمناضلة ..أو أدبية تنقش اسمها فنشعر بتشابك أفكار المرأة العربية وذلك بغض النظر عن حدودها ،وهذا ما أراه وألمسه غالبا في الرواية والقصة فهي تريد أن تخرج من عالمها لتلتقي مع امرأة من حدود أخرى وذات المعانات المسلوبة وأنا أرى في نفسي على قارعتها أعاني ككاتبة تروي معانتها
وإن كنت سأعد لك الروايات لن أنتهي ولكن سأتركها لك لأنها ليس هذا هو ما تقصد أن تختزله من ذهني ،فأنت تستطيع أن تفتش عنها وعنك وعن كتبها في كل مكان وتتعرف في المكاتب ومتصفحك عليها...أليس كذلك ! ....
وكتبت القصص وعالجت قضيتتها فكانت أغلبها مواضيع متداخلة تمس حياتها كامرأة عربية مكافحة تفيض حروفها من معاناتها في كتابة القصص ومعانات حياة المواطن العربي الذي يعيش حياة البؤس من أزمات مالية ونفسية واجتماعية فعبّرت عن فكرتها بصورة رمزية شفافة في كتابَتها بشكل عام
وحرصت بالتالي على القيم الثابتة الحق والخير والجمال
حتى أنها أثارت في القصة مواقف وقضايا ومشاعر ذات صلة بالواقع ، مما جعلها أن تربط المتلقي بهذا الواقع وتجعله يحس به ، وبالقدر الذي تنجح الكاتبة العربية في تصوير الواقع للقارئ تكون قد نجحت في تقديم معادل موضوعي في أدبها وقصصها ، وبرأي أن الكاتبة العربية قد عبّرت عن الواقع الذي تكابد آلامه بطريقة فنية غير مباشرة ، وبذلك تكون قد نجحت في تقديم أدب مؤثر وناجح.
إذاً المرأة قادرة على فرض إبداعاتها على الآخرين ، لأنها صاحبة قلم يفيض عذوبة ورقة
وكتبت الشعر
فكانت دمعتها حمراء تتدفق من مقلتيها على أوراقها المتينة، كتبت الشعر لرفع شعار السلام فهي تشعر بمعانات المرأة الفلسطينية والعراقية وغيرها ممن تعرضن لاعتداءات جسدي، و من قتل أمومتها، وتشرد عائلتها، وما إلى من ذلك من ظلم واستبداد، إذا هي تستطيع أن تصرخ أكثر من الرجل إذا ما فسح لها المجال
وكتبت فنون النثر أبدعت في الخواطر
وتمايلت حروفها وتذوقت وذابت حنينا إن المرأة متعلقة بالسرد والنثر منذ زمن شهرزاد. لذا تناسب قصيدة النثر طبيعة المرأة ورغبتها أن تقدم جديداً
فالمرأة لم تكتب النثر من باب الاستسهال بل عن وعي ثقافي تدفقت له عاطفتها وكتبت وعشقت حروفها وأبدعت في هذا المجال لنعومة أناملها حيث واجهت ظروف و صقلت موهبتها
بشكل عام إن المرأة العربية تتقن الكتابة كهواية ، و إن لعملية الكتابة قوة دافعة كأن تقول بأنها أنثى لها صوتها الناعم الذهني و هذا الصوت من الناحية الفنية لا يكون ضمن عملية تبدأ في رحلة كتابة المرأة العربية منذ بدايتها حتى نهايتها وذلك ضمن كل جزء من مهارات عملية الكتابة وإذا نحن أنكرنا هذا الصوت من ناحية إبداع كتابة المرأة العربية والتي لها كبريائها ووطنيتها، فإننا نقدم عملية الكتابة كنشاط من نبض الحياة الأدبية لها
وبرأي أن كل ثقافة أدبية كتبتها المرأة العربية تتضمن نوع من العاطفة التي لا تستطيع أن تنكرها كأنثى أو كأُم أو أديبة ..تظل أنامل المرأة ناعمة الملمس ... ودوما أقول وإلى الأبد "ليس كل من مسك القلم كتب وليس كل من كتب أبدع" إذا الكاتبة العربية مثلها مثل الكاتب ولا يختلفان إلا بالجسد والذهن وتلك المقارنة قد أثرت على أداء المرأة وتقديم أعمالها إلا في حالة المنافسة الشريفة بين القلمين إذا الكاتبة
استفهام وتعجب يدخلني في دائرة القلق فالمرأة تكون هرم من العطاء والتضحية والوفاء إن فُسح لها المجال ككاتبة بقلمها متعقلة وراقية تهدف بكلمتها إلى قضية المجتمع العربي، والذي يتقدم من حيث البناء ويصرخ بصدى القلم المناضل فيرمي بهدفه لأخذ حقوقه المسلوبة ولكن هل سيمسك بها ؟للأسف هو أحد الحالتين إما لأننا لا نريد ونتكاسل أو لأننا نخاف وأنا أرى أننا بينهما نحن في حيرة وضياع مما قلل من هيبتنا فنحن لا نتزحزح نوعا ما وإذا ما تخطى قلم المرأة حدوده وانتقل إلى مرحلة ذهنية تؤهله بأن يقف سيتفوق إذا ما استمر قلمها سينزل من منحدرات أخرى ويلتوي بها حينها لن تحسن بأدائها و ستفشل أمام كبار الأقلام والأعداء حتى وإن كتب أجمل المواضيع ...و ستغدو بقلمها ملمومة محسورة لا غد لها ولا ماض يرفع شعارها وستقف على بلاطة لا تتجاوز الأمتار
وأنا لا أقصد بالتقدم من حيث الانفتاح والحرية الجسدية بل أنا أتحدث عن حرية قلمها الذي يجب أن يكشف عنه الغطاء، إذاً تحرر قلم المرأة العربية يجب أن تهاجم وتجاهد به لتكون كاتبة يعتز بها العالم العربي
ماهى صورة المرأة في الكتابة الأدبية الذكورية من وجهة نظرك؟...
وكيف ترين الرجل في كتابات المرأة العربية؟
تجذبني صورة الحياة الملونة فتتسابق الرياح متجهة إلى سؤال كنت أحملق عليه من حديقة الشعراء فتغني حروفي أجمل الألحان وأشعر أني طرت إليك بجوابي وبأرجوحتي أجلس برشاقة أنثى فتتطاير خصلات شعري لأحلق إليك بأجمل النغمات، وإني لأزداد ضحكا ومرحا عندما أسأل عنك إذا ما اقتربت إلى دارك، فأعشق رنين حروفي وهي تقرع بابك و تلاحقني لتتراقص على ألحان سؤالك حبا وعشقا فأمسك بك وتتشابك الأيدي وتشير أنت إلى أناملها الناعمة وأشير إليه وهو يلهث بطلاقة، هي صورتها وصورته التي أكمل بها سيري إليك فأنظر بذهول وأنبهر كيف تكون تلك العمارة شاهقة بحروفها الحرة ونقدها أتسائل إذا ما سكنت هنالك هل سأجعل من كتاباتي الأدبية أسلوب أفضل أستطيع به أن أحدد أين يقع قلمي وما هو شكله وهيأته وهل سيكون أديبي مثلما أكون ،أسئلة كثيرة تتحرك في هذا الكون و لا تنتهي ...هل توافقني الرأي أن التعرجات التي تضعني من أمامها أعارك ؟ لذا عليك أن تتحمل الكثير من الأوراق المتكاثفة وإسهابي ..أراك تهز رأسك وتهمس لي بالموافقة أيها الناقد المتحايل على حروفي الأنثوية..!
وإني لأرى نفسي أركض.. وأركض ..وأنا أخاطب المرأة التي التقيت بها بالقرب من دارك لعلها ترشدني عن وجهة نظر أعود بها إليك فأطلقت ساقي إليها سأجدها وأسلب منها إجابتي
وإن المرأة القادرة على فرض إبداعاتها على الآخرين ، لأنها صاحبة قلم يفيض عذوبة ورقة لذ سأقدم لك أولا
ا
لمرأة من وجهة نظر المرأة نفسها ، فالسرد والكتابة ليس رجلا ؛ كأن أقول بصورة أدق قد تكون امرأة بعيون رجل ، وقد يصح أن نقول إنها امرأة بعيون أنثى أو أنثى بعيون امرأة، عندما تعبّر عن أشكال الحياة الإنسانية التي تعرضت إليها. إذا المرأة للمرأة هي حالة اجتماعية قد تكون نسبية وقد تكون عامة
لذا لأول وهلة تداهمني صورة المرأة الأنثى الساعية وراء الحب ، بدوافع أنثوية شاعرية ،
تظهر فيها الكتابات النسوية والتي لم تتجاوز في كتاباتها حالات الظلم التي تتعرض لها المرأة، على عكس ما قدمته كوليت خوري في رواية (أيام معه) الصادرة في نهاية الخمسينات والتي هزت من خلالها العديد من التقاليد السائدة.
والتي وجدتها في كتابات حنا مينة معتبرة أن أكثرية الروايات النسائية تقارب المقولات الذهنية التي تحول دون رؤية الملامح البشرية الحقيقية في الواقع.
و غالبا ما نجد الكتابة الأنثوية كطالبات يتفوقن أحيانا على الكتابة الذكورية أو الطلبة في المدرسة والجامعة , رغم ان الوضع العام يشير الى أن المرأة تتراجع على الصعيد الإبداعي إلى أن المرأة تعاني من بعض الثغرات القانونية , رغم ان وصولها في الغرب الأوربي إلى عوالم كانت مغايرة ومضطهدة حصلت بها على حقوقها وذلك على أثر مشاركتها في الثورة الفرنسية
وإن وجوه الاختلاف بين النقاد هو عدم اجتماعهم على مفهوم موحد لتعريف المرأة الكاتبة.. فمنهم من قال بالنسوية، و منهم من وصف كتابة المرأة بكتابة الأنثى ، و منهم من قال بالكتابة النسائية، فأيّ المصطلحات يمكن اعتماده لحظة معاشرة نص مكتوب بقلم المرأة و في أيّ خانة يصنّف؟
إن أجواء الكتابة الذكورية قد ساهمت في تغييب الوعي الأنثوي لأسباب تاريخية معروفة لهذا إن الكتابة النسائية مطالبة بتفعيل خطابها والارتقاء به وذلك لتجاوز بعض المقولات الذكورية التقليدية والثابتة وها أنا أحاول أن أرتقي بحواري هذا إليك.
فصورة المرأة الباحثة عن تحررها من الاستعمار ألذكوري قد جاءت في العديد من الروايات التي كتبها الرجل . إن للمرأة نفسية خاصة , لا يمكن ان يصل إليها أي كاتب مهما تكن براعته و ان هذه الحالة تشكل مدخلا لتبرير مشروعية الكتابة الأنثوية .
وإن أكثرية رواياته تقارب المقولات الذهنية التي تحول دون رؤية ملامح البشرية الحقيقة في واقع الكتابة الأنثوية.
معظم الروائيين والعرب يعانون من هذه الإشكالية ألا وهي المفارقة بين القلمين المستشف من بعض الروايات الذكورية وفي المقابل قد نجد نقاط القوة في روايات ذكورية أخرى . وعلى حد القول أستطيع أن أقول أن المرأة العربية أو الكتابة النسائية قدمت صورة مشرقة برزت فيها فأثمرت المزيد من التفاعل الثقافي بين الابداع الانثوي والنقد الذكوري
3- ما رِؤيتك لوجود مشروع ثقافي عربي شامل؟
* كيف ترى خولة الإنسانة خولة الأدبية؟
إني لأرى نفسي ألاحق صوتا حنونا تزرعه في حديقة دارك وأنا أعيش معك بمشاعر أعجز أن أصفها فأصرخ بأعلى صوتي.... ها ..أنا آتية ... حاملة إنسانيتي الكريمة.. المعطاءة ..النبيلة ..الوفية بعروبتها .. وأصرخ ثانية ..وثالثة
يا ناقدي -عبد الحافظ - .ألا تسمعني ..حتى سمعتْ صوتي بوضوح من خلف بابك ،فالتفت الناس من - الحديقة والعمارة الشاهقة -وخرجت من بيتك وأنت ترتدي جلابيتك المخططة، حاملا حقيبتك ، وأنا لا أعرف ما بداخلها...آه.. لو أعرف !!حينها شهقتْ يا ناقدي عندما خرجت من باب داركَ ، فلوحتَ لي بيدك وعرفت بأني لم أضل طريقي ،قد أكون مررت بمتعرجات ومتاهات فثقلت خطاي إليكَ ،وإني لأجدكَ تتنهد.. وإني لأتسائل هل تحمّلت حروفي في آخر سطوري ..أم أن الملل بدأ يتخلل أجزاءك الأدبية والحسية، وإني لأراكَ تتمغط وأنت تقف عند بابك بحقيبتك السوداء ،حينها كنت أتمنى لو أني أعرف ما تحمل بها، فتقدمت بخطاي إليك وأنا أحمل صفحاتي الأخيرة ،والتي رسمت لك فيها
صورة المرأة، وعن كل ما واجهته وذلك عبر الزمن ومن خلال التطور الفني والتقني والإنتاجي للروايات، والذي حصل نتيجة التطور الفكري والحياتي لدى الكاتبة العربية . والله يا - ناقدي - وجدت أن هذا الأمر ليقتضي تعمق في بحر الثقافة وإني أراه ليس بأمرٍ هيّن لإثبات التطور ورسم الشخصيات وتشكيلها في مشروع ثقافي موحد فالكلام أسهل من الفعل ..؟ وهذا ما يحصل أننا لا نتحرر فقظ نتفلسف.. أهذا منطق !!! أراك تصافحني مؤيدا أليس كذلك !! إني ألمحك وأنت تقرأني
فكما تعلم وأعلم أنَّ
اللغة الأدبية لم تكن يوما ما مجرد فكرة ، بل هي جماع للعمل الأدبي الواحد ، فلولا اللغة وتشكيلاتها ومصفوفاتها الخطيّة أو منظوماتها اللفظية سينعدم الإبداع الكتابي أو الشفوي ، بل قد ينعدم إبداعهما أي كان شكله ولونه ، وإذا ما تجاوزنا مفهوم اللغة و الحروف الكتابية وهجرناه إلى الرموز العامة والمتعددة لإعطاء المعاني اليومية ..أي العامية ستكون نهاية مؤسفة... أليس كذلك !! لذا أرى أنه يجب أن نضع الأدب في إطار ثقافي شامل قبل أن تفلت اللغة الفصحى العربية من ألسنتنا وأقلامنا وتتلاشى ، ويجب أن ننطلق بها لنضعها في مشروع ثقافي يؤهلها بالوقوف في ساحتها الأدبية كما أشرت إليه في - سؤالك المستقبلي -
أضيف أني أتمنى ....لو أني أمتلك - مكتبة راقية - أديرها بكل حرية أدبية تؤهلني أن أصنف المجلدات والكتب الأدبية الغنية بالمصطلحات والكتب الثرية القيمة سواء أكانت حديثة أم قديمة ، وذلك لكوني غالبا أعاني من منع دخول بعض الكتب الأدبية القيمة أو عدم توفرها بكمية كثيرة، فأستطيع أن أنثرها على الرفوف الخشبية المتينة بحيث يستطيع أن يقتنيها الجميع ،هذا بالإضافة إلى توزيعها وبيعها بأسعار رمزية ، كأن يكون الكِتاب بِيَد كل مواطن مثقف ،بهذا سيكون الإنتاج متمحور حول تاريخ اللغة وقيمتها الأدبية ،فلا تنمسح للأبد وتظلّ بين الأجيال مستمرة متوارثة...أتمنى يا ناقدي أن نتشارك معا في النثر والشعر والنقد وبديع الكلام في هذا المشروع الرائع القيم البناء.... اتفقنا..!!
وما أن وصلت إلى طريقكك إلا و فتحت لي بابك..وذلك بسؤالك هذا ،فوجدت نفسي أحفر المزيد والمزيد بقلمي عن مكانة اللغة العربية ومقوماتها الأدبية وكم هي تحتاج لتتطوير من حيث التاريخ الثقافي بشكل عام و الأدبي بشكل خاص حتى نستطيع بها أن نحصر كل إبداع أدبي وذلك بتاج من الكلمات العربية الفصحى .. فنصبها في قالب وطني عربي واحد ،أي -الوحدة الثقافية - وليس العربية فقط .. قد أقول لك... هو معرض الكتاب في كل بلد... يروي ضمئي الأدبي.. وقد أقول لك عاصمة الثقافة.. أو أي كتاب يفوز بجائزة أدبية سنوية .. أوجه إليك السؤال هل تكفي تلك الأعمال الأدبية المنحسرة داخل حدود ضيقة نوعا ما و التي تقبض على قلمها بقوتها ... ؟؟ و هل ذلك المعرض في شتى أرجاء الوطن العربي يرضيها أو يرضيه حتى و أن أن كانت كتابة- طفل يرسم خطواته الأولى - والتي أتمنى أن تكون شاملة ليست خاصة من بين ذلك المشروع ..فهل نستطيع أن نوحد الثقافة ؟ وإني لأشك بذلك ..فالذات الأدبية.. تتطلب المزيد من الأمان والشعور بالاستقرار الثقافي وما أقصد أو رأي أن تقارب المجتمعات العربية بعضها ببعض يجب أن تكون أكثر تلاحم وقوة وثبات لألا تضيع ثقافتتنا مع مرور الزمن ،أتصد ق يا -عبد الحافظ - أني أشعر بأني أريد أن أرفع تاج أدبي حتى يلمع بالوطنية العربية ولا ينمحي ويصدي رونقه و بريقه الأصلي ،فيظل بغلافه محميا من أي خدش
و إذا ما اقتربت بحروفي إلى دارك أجد نفسي أرتعش أكثر ، فأفتش عن أوراقي، هل هي كاملة أم لم تصلك ؟ تلك الأوراق الكثيفة التي تناثرت على متصفحي .. إلى أن وجدتك أخيرا وأنت تحمل متصفحك في حقيبتك .. وحروفي تعكس منها أشعة كل جواب قد همست به لك ... هنالك ابتسمت لي وأنت تهزُّ رأسك ..قائلا : نعم يا -خولة - هي تلك المرأة التي لمحتك لقد حملت بأوراقك إليَّ عندما كنتِ في حديقتي الغناء تتأرجحين بها ...حديقة الأدب العربي ،والتي تشمل المشروع الثقافي ،وإني لكنت أطلُّ عليك من تلك العمارة وألمحك في حديقة الشعراء تُغنّين لي ...وأنا كنت أغنِّي لكِ وأحفر ما تكتتبين في فكري وها أنا أحمل كلماتك بمتصفحي وأضيف عليها ما سبق من سطوركِ الأخيرة
احترامي وتقديري لأدبك الراقي
أتمنى أني كفيت وأوفيت ....المعذرة عن التأخير ....وعن الإسهاب الذي لا حيلة لي بها...!!!
أشكرك من أعماك قلبي
خولة الراشد
كل عام وأنت بخير