*** عزمتَ على الرّحيل ***
عَزَمْتَ عَلَى الرَّحيلِ أَمَا تُبَالي = بِمَا خَلّفْتَ مِنْ رَهَقٍ بحَالي
وَصُغْتَ نِهَايَةَ الأَحْلاَمِ فَرْدًا = و كُنْتَ بِبَدْئِها تَرجُو وِصَالي
أَتُوقُ لِأنْ أُسَافِرَ فِيكَ دَهْرًا = ففِي دُنْيَاكَ طَابَ لِيَ انْعِزَالي
أرَاكَ مُحَلّقا في كُلِّ صَوْبٍ = و أَتْبَعُ ما رَسَمْتَ مِنَ الظِّلال
وفِي الأَنْحَاءِ أَبْحَثٌ عَنْ وُجُودٍ = وَ عَنْ أَثَرٍ وَ إنْ يَكُ فِي خَيَالِي
أُلاَمِسُ طَرْفَ أَشْياءٍ عَسَاني = أُصَادفُ لَمْسةً مِنْ رَاحِ قَالِ
وتَنْهَمِرُ المَدامِعُ في اشْتِيَاقٍ = فَأَنْظُرُ في رَسَائِلِكَ الخَوَالِي
و أمْشي في طَريقٍ سِرْتَ فِيها = و أكْتُمُ ما اسْتَطَعتُ، لَظَى سُؤَالِي
لَحِقْتُ خُطاكَ حَتّى أوْصَلَتْني =إِلَى سُكْناكَ يَا أَغلَى الغَوَالِي
سَمِعْتُ بِبَابِكَ السَّكَناتِ قالَتْ = بهَمْسِ الصَّمْتِ : يا رُوحِي تَعاَلِي
دَلَفْتُ إلى رِيَاضٍ أَنْتَ فِيها =مَليكٌ سُدْتَ فِي وَطَنِ الجَمَالِ
مَنِ الهَيْفَاءُ قُرْبَكَ ؟؟ مِنْ حَلاَها = كَإِنّي خِلْتُها دُرَّ اللآلي
سَقَتْكَ بِحُسْنِهَا الفَتَّانِ حَتَّى = رَأَيْتُكَ قَدْ أُسِرْتَ بِلاَ نِزَالِ
هَمَمَتُ بأَنْ أَسِيرَ إِلَيْكَ لَكِنْ = عَدَلْتُ عَنِ المَسِير لِمَا بَدَا لي
سَكَبْتُ مِنَ الفُؤادِ دُموعَ حُزنٍ = فَقَدْ صَارَ اللِّقاءُ مِنَ المُحَالِ
و عُدْتُ إلَى دِيَارِيَ فِي انْكِسَارٍ =و جَمْرُ الوَجْدِ يُلْهِبُهُ اشْتِعَالي
وَمَا غَيْر التَّفّكّرِ لِي أَنِيسٌ = يُعَالِجُ لَهْفَتي وَ بِهِ انْشِغالي
أَأنْسَى ؟؟ كُلَّمَا يَمَّنْتُ عَهْدًا = تُخَالِفُهُ وَتَمْحُوهُ شِمَالِي
إلَيْكَ أحِنُّ فِي سُهْدِ اللَّيَالِي = كَمَا حَنَّ اليَبيسُ إلَى الطِّلال
رَحَلْتَ وَ لَنْ تَعُودَ إِلَيَّ لَكِنْ =سَكَنْتَ القَلْبَ مَا غَادَرْتَ بَالِي