سلام الشام أرسله جزيلا
ويخفق من جوارحنا جليلا
وعين الشمس تورده شعاعاً
أتانا في مدى الشوق أصيلا
وهمسٌ من وفاء الروح أرسى
رسالاتٍ فما ضلَّتْ سبيلا
يعانق ومضها بالعين جفنٌ
فيحمله السهاد لنا دليلا
عبيراً من شفاه الورد سالتْ
فماس النيل عذباً سلسبيلا
ليشدوَ عشقنا العذريَّ لحناً
على وتر الشآم أتى جميلا
لنرسلَ في فضاء العمر بوحاً
يروم الدهر أن يبقى خضيلا
أناجي الوجد من فرط حنيني
فما للشوق أمساني عليلا ؟
ونبضيَ في ثناياه الأماني
يعيد الحب إن ينأى قليلا
وهل كان الهوى بالشام قيداً
فقيدت المعاصم أن تميلا
أنا يا نيل في ذاتي مرايا
تعتَّقَ لونها فغدا نبيلا
لبَستُ العهد وعداً من جناني
على عهدي كتبت اللا رحيلا
إذا ما هاتفاً للقلب أومى
يسيل العِطفُ بالظلِّ ظليلا
(فما نيل المطالب بالتمني)
فعزم النيل يطوي المستحيلا
هتون سحابةٍ والومض برقٌ
تلملمُ شوقنا جيلا فجيلا
لترتعش القوافي فوق غصنٍ
دمشقيّ الهوى غنى الخليلا
فإن كان الهوى نفحٌ شآمي
فإني بالنوى أبدو القتيلا