عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 11 / 2010, 48 : 02 PM   رقم المشاركة : [71]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: تأسيس هيئة النقد الأدبى

أخى الحبيب عبد الكريم
شدتنى جدا رؤيتك لمهاية الإبداع بهذا الشكل المنهجى العقلى ,والذى يقدم أدوتا للتعريف تعتمد على خلفية ثقافية جيدة
ودعنى أقول معك إذا كانت المعاجم العربية قد أجمعت على الإبداع هو أن تأتى بشئ على غير مثال سبق فإن الكتابات العربية القديمة أيضا استوحت ماهية الإبداع من خصوصية البيئة الثقافية التى تحياها فى ذلك الوقت,فجعلت ترى الإبداع جوهر العقل فى التعامل مع معطيات البئية اللغوية ومحمولاتها الثقافية والفكرية , ويبدو ذلك فى كتابات الجرجانى وقدامة بن جعفر والعسكرى وغيرهم, فهم تعاملوا مع الإبداع على أنه مزيج من التفكير العقلى وقدرة على توظيف جماليات اللغة
ويعرف "ولك" الإبداع بأنه "التميز في العمل والإنجاز بصورة تشكل إضافة إلى الحدود المعروفة في ميدان معين ويعرفه "جيلفورد" بأنه سمات استعدادية تضم الطلاقة في التفكير والمرونة والأصالة والحساسية للمشكلات, وإعادة تعريف المشكلة وإيضاحها بالتفصيلات والإسهاب ويعرفه "ويرتيمر" بأنه إعادة دمج أو ترجمة المعارف والأفكار بشكل جديد. أما "مدرسة التحليل النفسي" فتعتمد تعريفها الأتي:
إن الإبداع هو محصلة لتفاعل ثلاثة متغيرات للشخصية هي: الأنا, والأنا الأعلى, والهو. وإن تحقق الإبداع مرهون بكبت الأنا حتى تبرز على السطح محتويات اللاشعور أو ما قبل الشعور.
وتنحى الدراسات الأدبية في تحليقها في مجال الإبداع من خلال دراسة معطيات الرسالة الأدبية في منظومة أشكالها التعبيرية اللفظية المتنوعة في لغة النثر والشعر على سبيل التحديد وغيرها من أشكال الكتابة على وجه العموم، وتلتزم في دراستها على التأكيد على بعد ولادة الإبداع وماهية تكون جيناته في مخيلة الأديب.
وانطلاقاً مما سبق فإنه لا بد لنا من تحديد مقومات العملية الإبداعية في العمل الأدبي، وهي تتشكل في أول سماتها في الحساسية الشديدة في إدراك "الأديب" ومشاعره المرهفة التي تثمر تفاعلا حارا قزحي الأمواج, في ذاته الحساسة لرسم الإبداع فتثمر منتجه الإبداعي, وتتنوع أبعاد استقاء تلك الحساسية من البيئة المحيطة وخارطة مفرداتها اللامتناهية في التفاعل والتأثير في إحساس الأديب سواء في منظومة المواقف وبعد الإنسان ولوحة الوجود ودوائر السلب والإيجاب التي تتقاطع عند مشاعر الأديب المرهف، إذ يحرك ذلك مادة حياة تتدفق في عمل الأديب وتدور في فنيات الأدب والتعبير الساحر الخلاق في ملكات الموهبة الزاخرة بحيث تبث عوالم اللاشعور في اختزانها الفني المحتبس لمنظومة تفاعلات مؤثرة مستقاة من البعد الخارجي, بحيث تتفاعل مع تراكم مختزن في ذاته لا يعرف أبعاد الزمان والمكان في أجواء تفاعل متوتر متحرك مشحون يتشكل منه جنين يثبت ماهيته شيئا فشيئا في رحم ولادة الإبداع، إذ أن المبدع في دينامية اختزان تمتص المؤثرات وتتفاعل معها وتخزنها في منظومتها الوجداينة التي تعكس عليها جينات أيديولوجية تلك الذات المبدعة في ماهية فكرها ونظرتها للحياة. وكنه الوجود في المادة والأنام وتقاطعات المجتمع والقيم في الحياة وسلة أسرار ماهية الجمال في الأشياء. بحيث ينشأ لدينا في لوحة الإبداع تركيبات جديدة مستحدثة من المقومات المختزنة بنقش مستجد مبدع بغير أن ينفذ المخزون. وكلما حصل الفنان على مقومات خبرية جديدة, اتسعت رقعة التوافيق والتبادلات التفاعلية الممكنة في سلة رسمها الخلاق وإضافاته الإبداعية في المنتج الأدبي.
ومن المقومات الهامة في إبداعية الفنان بعد النقد الذاتي وما ينشأ عنه من تعديلات مستمرة, بحيث يلغي النمنمات التي لا تعجبه في أعماله السابقة, ويعدل في عملية ارتقاء إبداعي متسامية. ولعل هذا النقد الذاتي هو المولد لآليات النمو المتصاعد لديه. وبالمناسبة, فإن آليات النمو الإبداعية في الأديب هي نسيج ملتحم تتأتى من الإضافات التي يمتصها من الخارج ومن عملية التخزين المتفاعلة والنقد الذاتي واعتمالها بإيجابية في ذاته المبدعة. فهذه المولدات تشكل عملية الخلق والجدة في لوحته, بحيث ينعكس عليها ثالوث مؤثر في أيديولوجية العمل وشحناته الانفعالية وهي تتحدد بثقافة الأديب وماهية المجتمع ومرآته العاكسة ونبع وجدانه الفياض.
وتشكل النظرية الأسترسالية بعدا هاما في إبداعية الفنان وهي تتكاثف في بعد التعبير الإبداعي الحر دون لجام أو ضبط أو مقاومة, ولكن نبل الرسالة الأدبية تقتضي أن تنطبع تلك الحرية التعبيرية في ضوء أخلاقيات العمل الأدبي وإنسانيته النبيلة, وهنا بعد فني لا بد من التنويه بأهميته في ضوء العملية الأسترسالية الإبداعية, وهو أن حرية الاسترسال مرتبطة بقوالب فنية في التعبير تحدد شكل الكتابة الأدبية, وهي اللبنات الجاهزة التي هي أركان ثابتة في العمل الأدبي بحسب جنس ذلك العمل الأدبي من لوحة شعرية أو نثرية أو بعد القص أو الرواية بحيث لا يكسرها المبدع تحت دعوى الإبداع, وهي لا تحد من حرية الاسترسال, بل هي أداة بناء في العمل الأدبي, وتشكل نكهته المبدعة في كنه التكوين وتحديد جنسه بين أشكال الرسم الأدبي. ومن هنا نفند دعوى الإبداع بالخروج المطلقة من قواعد الكتابة الأدبية وقوالبها الفنية الثابتة, إذ أن تلك القوالب الفنية لا تجعل الأديب مقلدا للآخر كما يدعي البعض, إذ يبرروا من خلال هذه المقولة دعوى نقض تلك القوالب وعدم الالتزام بها لغايات الإبداع الأدبي.
والإجابة العلمية عن تلك الدعوى الزائفة أوجزها بأن ماهية الإبداع تتشكل في جوهر حقيقتها ليس من خلال لعبة القوالب الفنية وشحن التعبير من خلالها أو الخروج المطلق عنها, بل تتشكل ماهيته الحقيقة في الصنعة الأدبية الساحرة في تنويع مصادره الخبرية في استقاء تفاعلاته الحارة وانفعالاته الوجدانية المشحونة التي يشكلها بإبداع في تلك القوالب الفنية وفق مهاراته الفنية في التعبير واتكائه الموهوب على عصا موسى في النقش على السطور, وكلما تنوعت مصادره الخبرية في التخزين وتماوجت تفاعلاتها القزحية في ركام انفعالاته المشحونة, تشكلت لدينا بلورات جمالية في التعبير مسبكة في قوالبها الفنية بإشراقة شمس الإبداع من عين السطور، بحيث تسهم تلك المصادر الخبرية في تشكيل الإحساس والإدراك ورسم مخيلة خصبة في سمات صور ذهنية متحركة بزخم في وجدان الأديب, تحاكي الواقع بلغة الأديب المختزنة في عوالم اللاشعور لديه، فيرسمها في ضوء عمليات إسقاطية فتشكل نسيجا من نكهة أخرى للصورة المرئية في عين الحقيقة، إذ تتولد في ضوء إحساس الأديب ومخيلته الخصبة ومشاعره المرهفة في منظومة التضادات بين عين الواقع وذبذبات اللاشعور المشخونة التي تتساقط على النص المنتج في ماهية الجدة والخلق في الصورة الفنية وكنه التعبير ومؤثرات الجاذبية في تشكيل وحدة لا متناهية مع القارئ في بث شحنات منجزه الإبداعي في خلجاته بحيث تتشكل صورة الإبداع في وجهها الآخر من لغة التأثير والوقوف برشاقة منسابة في قوام الوجود المتألق بثبات على السطور.
وبناءً على ما سبق فأنه من اليسير بمكان تحديد ماهية الإبداع في النص الأدبي بناء على ترتيبات المقومات العملية لإبداعية الأديب في النص, ولذا يمكننا تقويم الآراء التي تدعي الإبداع وهي متحررة من قوالبه الفنية ومن مادة التعبير الخلاقة, فيها الناشئة من الحساسية للواقع في التأثر والتأثير في علاقة تبادلية تكاملية عضوية. وكذلك بإمكاننا تحرير الإبداع من مقولات زائفة في وحي استفاضة الشهرة, إذ لا ترتبط إطلاقاً مع الإبداع, فتكاتف المنظومة الإعلامية لتلميع أديب لا تعني صناعة مبدع, ولا ترتبط بأي تأثير منظومة تحديد الأبعاد وفق معايير الجنس (أدب ذكوري، أدب أنثوي) وترتبه في العمل الأدبي, فتلك الفرضيات السابقة الذكر تتهاوى مع بنية التقويم العلمي ومناقشتها في بعد الإبداع ومقوماته، إذ تخضع ولادة الأديب لمقومات خاصة بعيدة كل البعد عما سبق ذكره, لأنها حرة من بصمات تشكيل الآخرين لها عنوة عبر التلميع والإعلام وكثافة النشر, فهي لا تتولد بالقصر ولا ترتبط بماهية تحديد بشرية, إنها ماهية خلق ابتكارية تجديدية حرة مادتها الذات وحوارها مع الواقع واندفاعها نحو تيار الحياة في الإبداع, فكلما تدفق شحنات ذلك الشعور في الذات المبدعة تشكلت معها منظومة متزاحمة متدافعة من الإبداعات.
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس