سألت نفسي يوما هل بأمكاني أن أتنفس وحدي عبق المحيط الهندي و أحلق دون شراع و لا جناح يأخذني لظل غير محدود ..و أسابق كل خيول البرية وحدي و انتصر في نهاية الجولة لأشرب لبن العصفور .. أو حتى ارتدي عباءة امرؤ القيس .. عجيب هو هذا الرجل يجر أذيال الخيبة وينتهيي ميتا بوقع الخديعة باحثا عن ملك قد أخذ غصبا .. أو عمدا ..هو التاريخ يرسم ملحمة تتكرر .. لاتنتهي .. هو وجهي ما عدت اعرفه في الصباح و لااذكره في المساء كأحاديث الصبية الصغار وقت المرح و الهزار .. تسقط أقنعتي كلها التي أرتديها وأرتضيها في زمن الرسائل الالكترونية و الألياف الضوئية .. وأستيقظ أحيانا بحثا عني ..لأفاجئني أنني مازلت على سريري أناجي أوراق الكتاب الذي سقط على الأرض خيفة..عفوا ريبة ربما مني ..يداي لا تحملاني على النهوض المقسور ..لكنني أحمل جسدي الخاوي الى حيث مرآتي .. لا أراني .. اتحسس وجهي كي أتمكن من وضع القناع .. لا أجد قناع اليوم التالي ربما نسيته ..ربما لم أقم بأعداده ..تتواري في نفسي فكرة الارتداء وأقبل هذه المرة فقط أن أظهر وجهي الذي لا اراه ..ابدأ يومي بجمع دفاتري وأخرج للمدرسة نحو طلابي .. عجبا أنا لا أرى ابتسامة البواب و لا نظرة الترقب من حارس المدرسة .. يقابلني زملائي بنظرات الاستغراب و التعجب ما الذي أصابك يا صديقي تبدو مختلفا هذا الصباح .. كأنك .. تقف الكلمات في حلوق الزملاء .. وأنا على عادتي أو ربما على غير العادة اكشف سريرتي و آخذ سترتي لألتحق بالصف كي أواجه عيون طلابي وأسئلتهم التي لا تنتهي .. لا أسئلة و لا حركة الكل يترقب ..ينظر ..الحيرة فقط عنوان الدرس ما الذي يحدث لي وما قصة الدهشة و الحيرة من كل الذي يقابلني ..ما الذي .. كيف لي ..بدأت بالسؤال الأول .. لا أحد يجيب لا أحد يدري لا أحد يعرف لا أحد يبدي فجأة تذكرت أنني انني نسيت وجهي .. نسيت ........