بعض أنواع الغربة لاتحتاج إلى سفر... د. نوال بكيز
في زاوية من غرفة بيت كبير، تقبع زوجة صامتة وحيدة، نسجت عمرها من خيوط الصبر مع زوج اذا غضب نسي كل معروف.
في هذا البيت الكبير، كل شيء في مكانه، إلا القلوب ما عادت في مكانها.
اثنان يعيشان تحت سقف واحد، لكن بينهما مسافات لا تقاس بزمن، بينهما غربة، فبعض الغربة لا يحتاج إلى سفر، بل يكفي ان لا تجد من يفهمك و انت بين يدي من يفترض انهم وطن.
الذكريات مؤلمة جدا حينما يتعلق الامر بجراحات لا تغتفر و لا تنسى. فقد لطمها أمام نفسها لا أمام الناس. كسرها في موضع جبره عصي.
كسر فيها شيئا لا يرمم حتى لو عادت اليه الحياة.
رحلت و مع كل خطوة صلاة، من أجل روحها، من أجل امرأة اختارت أن لا تهان.
أجل، سامحته لكن الحب مات. فبعض القلوب تسامح و لكن لا تعود.
نعم، رحلت، لا لانها تكرهه، بل لأنها قررت ان تبحث لها عن وطن.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|