[فريدة ابراهيم]

متى ننجو من بطشهم..؟؟! قناة الرحمة تستجدي قلوبا رحيمة..!!.
وصلت إلى فكرة مفادها أن الأوجاع تتناسل، فقلت في نفسي أن إضافة وجع إلى أوجاعكم لن يضيركم في شيء.. أو ربما خُيِل إلي أن أوجاعنا تتناسل على الأقل بالنسبة لنا نحن..!
قد تتساءل.. من نحن؟؟.
بكل سهولة يمكنك أن تعرفنا.. ببساطة لأننا أصبحنا أشهر من نار على علم..
فنحن من يتموا أطفالنا..وسرقوا البسمة من وجوههم..ورسموا بكل حقد لوحة حزينة على صفحات قلوبهم الندية.
نحن من رمَّلُوا نساءنا ..وأجهضوا أحلامهن ببقر بطونهن حقدا وكراهية..
نحن من عفَّروا جباهنا بِرَوثِ أحذيتهم..ثم مسحوا بنا الأرض، ولم يكتفوا بذلك فقرروا أن يشعلوا الفتنة بيننا، وبغبائنا بَصَمْنَا على تفاهتنا.
نحن من نكّلوا برجالنا وأقعدوهم على كراسي متحركة على هيئة حيوانات عارية..
نحن من أسكتوا أطفالنا عن اللعب والمطالبة بحقوق هدايا أعياد أفراحنا..
نحن من جردوا أجدادنا من ذاكرتهم وأدمعوا عيونهم الطاهرة الأبية
نحن من ألبسوا نساءنا ثياب العري، وأقنعوهن بالركض في الطرقات خلف سراب ترياق الخلد..
نحن الفراغ الذي ملؤوه بالفراغ فتشبَّع بالخزي والعار، ولم يزل يبحث عن باقي الذل والمهانة ..
هل عرفتَ من نحن ..؟؟ أم أُضيف لك ما تبقى في القائمة..وما بقي قد لا تسعه كُرتهم الأرضية..
فنحن أصبحنا لا نملك شبر كرامة، بعد أن جردونا من أوطاننا..
نعم لا تهزأ..لا أحد منا يجرأ الآن ويقول .. هذا وطني..
هم أربابنا..هم أسيادنا..هم من يزودوننا بلقاح الرجولة والفحولة إذا ما أردنا نسلا يُقِرُّ العبوديةَ دِينًا وخِزْيًا
وذُلاً ومهانة..
هم من سخروا من رموزنا فقيل لنا لا تأبهوا هذه ثلة أطفال عابثة..
وعَوّضُوا جرحنا الذليل بسهرة في ملعب المدينة تحييه أكبر مغنيات الهيافة، وأشيك عاريات النخاسة.
وخدرونا لبعض الوقت..!
ثم وصلوا لرسولنا الكريم وعبثوا عبث الحاقدين، وقيل لنا لا تهتموا هذه ثلة لا يؤخذ بكلامها..
وزودوا لنا الجرعة هذه المرة..فاهدوا كل ذكر في المدينة دمية يلهو بها كي لا يصاب بأرق الفكر..
بربكم أليس هذا حقد دفين على مقدساتنا..؟
أم أن الحقد يظهر فقط عندما تُمس ساميتهم؟؟ على حد زعمهم..
لأنها ساميتنا نحن كذلك..
أم أنهم نسوا..أو تناسوا..؟!!
هل سمعتم ما حصل مؤخرا..في زمن حرية الرأي والتعبير في شريعتهم
تصورا أن تغلق قناة إسلامية داعية للحق والحب والإخاء، وتربية الأجيال على حب الرسول وإحترام سنته، وهداية الضال التائه وسط عالم يعج بالفقر والذل والخزي، قناة للحب والامل..الأمل في الله
الله..!!
هل تدركون عظمة هذه الكلمة..
الله ..
اللهّ!!؟؟
إنها ليست خطبة جمعة كما يحلو للبعض القول باستهزاء، عند سماعهم أناس يدافعون عن كرامة دينهم وهويتهم .
ولكنه سؤال مر مرارة الذل الذي لون حياتنا بأرخص الألوان.. فلم نعد نتحكم في أبسط أمور حياتنا..
والسؤال يدركه كل مسلم لكن للأسف ..لا أحد يملك أكثر من طأطأة الرأس والإستسلام للصمت والذل والهوان.
لماذا تطبق علينا نحن هذه الأوامر من دون العالم كله..
ما هي مشكلتهم مع الإسلام..؟؟
ومع النبي محمد صلى الله عليه وسلم..؟
ولماذا لا تغلق قنواتهم التي تعادي الإسلام وتشتم وتسب الرسول..؟
أليست حقدا وكراهية هي كذلك..
هل هم بشر ونحن من فصيلة دخيلة ..؟
من يجرأ منكم على الإجابة..طبعا لا أحد..
والأدهى والأمر أن يأتي أمر الغلق من خارج الأوطان، بدعوى الحقد والكراهية للسامية..!؟
بربكم ماذا نملك نحن في أوطاننا..؟!
هل بقي لنا الحق في التصرف في ممتلكاتنا الشخصية..
أي خزي وأي عار يحمله من يدعون أنهم أصحاب بيوت، أقفالها بأيدي شرذمة خاسئة..
تصور أن يدخل بيتك زائر ثم يأمرك أمرا كي تغير أفرشة الصالون، بدعوى أنها لا تروقه ..
هل ترضى بذلك..؟ .
قد تبتسم وتصمت..لكن ما رأيك في أن يقاضيك قانونيا كي تغيرها.. طبعا لا تملك الرفض، ببساطة لأنهم هم من سنوا القانون ويعرفون كيف يتهمونك ويدينونك كذلك..
وقد تسجن إذا أنت " كبرت رأسك" ، أي تماديت في التطاول أو الكلام على أسيادك الذين يبعثون لك كل شهر خبز أطفالك وحلم نسائك..ومخططاتك قصيرة المدى، لأنك لا تملك الحق في التفكير في المخططات الطويلة المدى.
هذا سادتي ما حصل مع قناة الرحمة، وهي طبعا بداية لتصفية باقي الأصوات التي لا تروقهم، وتخالف تعاليم شرائعهم المفروضة على أمة كان.. كان يفترض أنها خير أمة أخرجت للناس..
وبداية كذلك لسن قانون حرية على مقاسهم، ومقاس مخططاتهم قصيرة المدى وطويلة المدى ..!
حرية..! أصبح الكلام عنها شبيها بالكلام عن الديناصورات المنقرضة منذ آلاف السنين..
نصيحة أخيرة سادتي:
إذا طلبوا منكم تغيير اسمائكم التي قد تحرض على العداء أو ربما الإرهاب، فلا تترددوا كي لا تندموا..
فالأوامر أصبحت تأتي عَلَنًا ومن وراء البحار وتنفذ بكل خزي وعار، وعَلَنًا كذلك ..
ولا يحق لكم أن تناقشوا..لأنكم ببساطة قد تفقدون شبر الوطن الذي سيواري أجسادكم عندما ينهشها الدود.
ولا تطمعوا في أصوات حقوقية تدافع عن قضيتكم ..أوتطمعوا في صحافة مكتوبة أو مرئية..
فكلها زوائد.. في وطن لم يعد من بقية ممتلكاتكم..
فابحثوا إن شئتم عن أرض تحت البحار.. ربما تنفذوا من عاركم وخزيكم.
اللهم قد بلّغت..
فريدة ابراهيم بن موسى