قطارك سحابة عابرة
قطارك سحابة انطلق
إلى هناك،
قاربي في الاتجاه الآخر
مضى.
اعتمرت القصيدة قافية رفضت العدول عن قهر الوتر، ترى كيف يبدو التساؤل في عينيّ عاشقةٍ لحظةً قبلَ أن يعدمَ الشرقَ حبيبها بجدائل شعرها؟ الأسئلة تغرق في بئرٍ ضحلة، يخشى الفتى النظر إلى أسفلها، يخشى ربّما جنيّة حسناء، عيناها خضراء كربيعي المراهق النافر المندلق المندفع نحو خريفٍ آخر! مهلاً هل نسيت صيف رغباتي الأرعن؟ رغبتي أنا في ارتياد البحر واصطياد الأمواج المتدفقة دون حياء فوق أجساد النساء في الشمال. ربما أصبت بعمى الاتجاهات! لا تعجبي هذه ليست قصيدة، بل دعاء عاشق جنّ بعد أن تواعد مع ريح جنوبية لم تحضر! هل تثق يا صاحبي بالريح التي أودت بسقف بيتك قبل دهر من الزمن؟ هل تثق بضحكة امرأة مرتبطة بحكاية مع ألف رجل؟ هل .. سأصمت، لقد سئمت الدمع المنحدر من عينيك منذ الأزل يا رفيقة القوافل!
البكاء حالة من التوحّد،
لماذا يحدّق الآخرون إذن
في عينيّ؟
أشعلت سيجارة، في رغبة مني للإقلاع عن انتهاك حرمة النسيان، فنجان القهوة تمرد بين أصابع يدي، كان يسترق النظر إلى القلم، يستجديه، يحثّه على الانسياب فوق جبين الصفحة البيضاء الناصعة العذراء الخجلة! فهل أرتاد هضبتيها، وقطف من حدائقها باقة من الورد ليقدّمها مهرًا للنسيان؟ أشعلت سيجارة أخرى رغبة مني في تحدّي قوانين الفيزياء والأحياء والأموات هذه الليلة وبعض من الأبدية المقبلة. حين تدفق الدمع من عينيّ أصيب فؤادي بالدهشة، قال بأنه غير موافق على مواكبة هذا العبث العاطفي! أجبته بأني أحاول رقع حزنٍ قديم راودني في لحظة ضعف فهل تقبل؟ هل توافق على مداراة أيام قاحلة وليال خلت من الأقمار، فأجاب أنا أبيع فمن يشتري القمر؟
أنا لا أرحل لكن مركبي ..
مركبي هام في البحر دهرًا
عشق الرياح وعقد قرانه على موجة
موجة
في السفر الأول كان الكون بحيرة خضعت لسلطة الحيتان وأسماك القرش حتى توطن الفتى الذي كنته يومًا بين الموج، صرع الطفيليات والطحالب، تحدى سلطة الأفاعي، لطم الجبل فشقّه ومضى غير آبه نحو القمر. في السفر الثاني كان القتل عنوان الإنسانية، كانت الحسناء تنتظر انتصار أحدنا لتمضي نحو الغد وتلد في الصحراء وحشًا أو شاعرًا، وكان أن قُتِلَ الأخ الأضعف، ردمته الغربان وبكى الحجر حتى بان الندى فوق تجوفاته وحوافه، بهذا انتهى زمن الحزن وانطلقت زغاريد تنبئ بمولد ملك آخر، قادر على حكم المعمورة دهرًا من الزمن قبل أن يورّث العرش لنجله الأغرّ. في السفر الثالث بقيت أحدّق في عينيك، طلبت المغفرة وبعض الحبّ في زمن يفتقر لتذاكر عشق مجانية.
في الماضي سرقت وردة،
رميتها في سلّة المستقبل
فأينعت بين يدي الآن.
أنا في حلّ من وعودي كافّة، لا تستعجلي الأمر لا تحكمي عليّ بالنفاق! رأيتك تغازلين الريح فأدركت بأنك مسافرة، تخليت عن تذاكر السفر الليلة وبقيت أناجي القمر قبل المبيت في جحري، هو القمرُ ضوؤه خجلٌ، يحتاج لمرجل عملاق، ضوؤه غير قادر على تقديم حفنة من الدفء لفراشة، لهذا بقيت تدور حول الفانوس حتى احترق جناحاها وقضت بالقرب مني، أقسم لك بأن لحظة الألم كانت عابرة، لم تقدر مجسّات الموت على رصدها، لهذا أعلنتُ الحياة على حالة الفناء القدرية! قد يكون قطارك سحابة عابرة في سماء احتضاري، إذن تعالي لتشهدي تفتح شرنقة في المدى، قبل أن نصاب بعمى الألوان! أتعرفين ما لون العشق حين تنطلق صافرة القطار؟ حسنًا .. أتعرفين إذًا بأن السفينة تهمس للمرفأ حين تغادر وحين تحطّ الرحال! أنا في حلّ من وعودي لهذا فأنا ما زلت (صدّقيني) أحبّك.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|