التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,665
عدد  مرات الظهور : 163,121,613

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > المقــالـة الأدبية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20 / 10 / 2010, 00 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

--------------------------------------------------------------------------------


ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري
قراءة تاريخية تحليلية


إني لا أحسب أن المصريين منذ فجر تاريخهم الطويل إلى يومنا هذا عرفوا زمناً لا استبداد فيه ، أو مناخ يسمح بتعددية ، أو بتعبير الفرد في حرية عن ذاته ، أو بالتحرر من الروح المحافظة التي غلبت على جميع مناحي الحياة عندنا ،
ولفظت البدعة باعتبارها الطريق الأكيد الى جهنم ، فعندما اجتمعت الروح المحافظة لدى قدماء المصريين ، وفي العصر القبطي ، بالروح المحافظة العربية والبدوية ، بالروح المحافظة الإسلامية بروح المحافظة المألوفة دوماً في المجتمع الزراعي 00 كانت الأولى بنا وقد عرفنا الزراعة منذ ستة أو سبعة آلاف سنة أن يقودنا الإبداع إلى تجاوز استخدام الفأس والشادوف والساقية فيها منذ زمن طويل ، غير أننا لم نفعل ، كان المفروض وقد عرف المصريون القدماء فني التصوير والنحت لأكثر من ثلاثة آلاف عام أن يطوروا أساليب التعبير فيهما.
وأن يحررهما من الجمود والنمطية وتحجر وضعية الأجسام في الوقوف أو القعود أو الرقص أو الزرع أو القتال غير أنهم لم يفعلوا صحيح أن ثمة عصر البدايات وعصور ازدهار وانحطاط في الفنون الفرعونية ، غير أن الحاصل النهائي لا يوحي بتغييرات جذرية تلفت نظر الشخص العادي غير المتخصص ، وقد يكفينا أن تقارن بين تلك التغييرات على مدى ثلاثة آلاف عام أو يزيد بالتطورات التي طرأت على فني التصوير والنحت في العالم الغربي مثلاً على مدى القرنين الماضيين
أدى استغراق الدولة في مصر القديمة في مشروعات الري والبناء ، والحرب وخدمة الآلهة ، " وقد تكون خدمة الآلهة ومشروعات الري والبناء شبيهة بالخدمة العسكرية ، إلى استلزام واجب الطاعة العمياء لسلطات عليا، بل أنه حتى امنحوتب الرابع " اخناتون " ذلك المبتدع الأعظم في مجالي الدين والفن ، لم يتسن له ، وهو الفرعون ، أن يفلت من عاقبة تمرده وتفرده وابتداعه ، فأطبق عليه كهنة آمون وأشياعهم في الجيش وطبقة النبلاء ، وأعادوا الأمور إلى نصابها القديم بعد التخلص منه ، وأحيوا عبادة الآلهة القديمة التي سعى إلى استبدالها
لقد شهدت مصر في عهد اخناتون صراعاً بين القوى الداعية إلى التجديد والابتداع ، والعالمية والاستفادة من ثمار الحضارات المجاورة ، وبين القوى المحافظة المتمثلة في الكهنة وأنصارهم ممن كانوا يرون في أي تجديد أو بدعة خطراً على مصالحهم ونفوذهم ، ولا يرون في الحضارات الأخرى وفنونها ما يفوق أو يعادل ما قدمه الأسلاف من قدماء المصريين ويفسرون أي انحطاط في السلطة السياسية ، أو أية هزيمة عسكرية ، على أنه مظهر لغضب الآلهة على المصريين لهجرهم سـُنة الأوائل ، وتبنيهم لعادات أجنبية
غير أن هذه الروح المحافظة في ذلك العهد كانت تخفي وراءها في واقع الأمر قلقاً عميقاً وتأكلاً ملموساً في الثقة بالنفس
كان بوسع المصريين في الماضي ، وقت المملكتين القديمة والوسطي ، حين كانت الحواجز الجغرافية تحميهم من الحملات والغزوات أن يعيشوا في اكتفاء ذاتي قائم على الإيمان بأنهم أرقى بكثير من سائر الأمم ، غير أن غزو الهكسوس لبلادهم زعزع من هذا الإيمان ، كما زعزع منه ، حتى بعد تمكنهم من طرد الهكسوس ما نجم عن غزوهم لأقطار آسيوية ، واتساع حجم مبادلاتهم التجارية من هذه الأقطار ، وكثرة المترددين المصريين على الخارج من الجنود والموظفين والتجار ، وتدفق الأجانب على مصر ، أما للاستيطان أو للانخراط في صفوف الجيش المصري ، من إطلاع على حضارات أخرى مغايرة ، ليس بعض مظاهرها بدون حضارة الفراعنة
وقد كان أعظم أمجاد اخناتون إدراكه أن العبادة القديمة السائدة في مصر ، لا مكان لها في ظل هذه الظروف الجديدة ، وأحوال العالم المتغيرة حوله ، لا مكان لها في ظل هذه الظروف الجديدة ، وأحوال العالم المتغيرة حوله ، وأن من شأن استمرارها أن يقضي على مصر بالتحجر ، لهذا أقدم على إغلاق المعابد القديمة ، ومحو اسم الإله آمون ، وابتداع عبادة قرص الشمس الذي تتعدى أفضاله حدود مصر لتشمل الإنسانية بأسرها ، والذي يمكن للمصريين أن يجدوه في كل مكان يرحلون إليه في هذا العالم الواسع ، ويمكن لغيرهم أن يجدوه متى قدموا إلى مصر بمجرد تطلع هؤلاء وأولئك إلى السماء فوقهم ، وقد كانت هذه النظرة العالمية الثورية رد فعل منطقياً للواقع الجديد ، فهؤلاء المصريون المنغلقون على أنفسهم لأمد طويل ، أدهشهم حين خرجوا من جحورهم ، وحين شرعوا في الانفتاح على العالم ، أن يجدوا الشمس تسطع وتبعث الضوء والدفء في كل مكان يرتحلون إليه خارج مصر ، شأنها في بلادهم ، وأدركوا أن هذا الإله العالمي الخير الذي يسبغ نعمته على البشر أجمعين ، من شأنه متى اشترك البشر في عبادته أن يخلق بينهم صلات من التفاهم والتآخي والسلام هي في صالح الجميع ، لا كتلك الآلهة المحلية التي من شأنها أن تفرق لا أن توحد0
كان اخناتون إذن هو أول الموحدين ، وأول الآخذين بأحد المعاني الإيجابية للعولمة ، وأول داع في التاريخ إلى النظرة الكونية الشمولية ، غير أن أتباعه كانوا قلة قليلة وسط بحر زاخر ، وفقد ناصره الجند والتجار والإداريون ممن طوفوا وجابوا أنحاء الإمبراطورية ، واطلعوا على أحوال الغير ، وحضارات الغير ، وديانات الغير ، وخبروا تنوع الحياة والعقائد خارج حدود مصر ، وقاومه رجال الدين ممن كانوا يمقتون التأثيرات الأجنبية ، وأسر النبلاء الذين ارتبطت مصالحهم وامتيازا تهم بعبادة آمون ، وحشود من الغوغاء المذعنين لدجل رجال الدين ولهيمنة النبلاء ، وكانت قوة الرجعيين هي السبب في فشل محاولة لتعديل مسار مصر حتى تجاري النزعات العالمية الناهضة في منطقة الشرق الأوسط ، كما كان لانتصار هذه الرجعية إثارة بعيدة المدى في الحضارة المصرية وفنونها ، وفي نفسية الفرد المصري ، فقد هجر على الفور فن تل العمارنة بواقعيته وحيويته وفرديته وأساليبه المتحررة المتنوعة ، وانحدر فنا النحت والمعمار انحداراً ملموساً في عهد الرعامسة ، بحيث بات التركيز الآن على الضخامة لا على الجمال والمشاعر الإنسانية ، كذلك تعاظم ميل المصريين إلى الانغلاق على أنفسهم من جديد ، والتطلع إلى الماضي وأمجاد السلف الصالح ، ومحاولة السير على نهج المملكة القديمة في تقاليدها ومعتقداتها وفنونها ، وإن كانت قد تسربت إلى الديانة الآن خزعبلات شعبية من شأنها بعث الأمل في نفوس المطحونين المتعبين من أفراد الشعب ، فأضحى الخلود في جنات النعيم من حق الجميع وفي متناولهم " لا من حق من يرضى فرعون عنهم فحسب " وأصبح كافياً أن يوضع مع جثة الميت في تابوته بعض التعاويذ والتمائم السحرية ، حتى تضمن له كل الحماية الضرورية من مخاطر العالم السفلي وعذاب القبر
كان الدين دائماً أحد الدواعي الرئيسية لسياسة القمع وطمس الفردية في مصر ، وقد تكون وراء التخلص من اخناتون دوافع أخرى غير الدين ، غير أن ما حدث لهيباتيا بالإسكندرية في أوائل القرن الخامس الميلادي في ظل المسيحية ، قد يكون أبرز مثال للقمع الناجم عن الدين وحده في تاريخ مصر القديم كانت هيباتيا " 370-415م " أول امرأة في التاريخ تبرز في مجال الرياضيات عالمة في الفلك والجغرافيا ، وعلى رأس المدرسة الأفلاطونية الحديثة في أقطار البحر الأبيض المتوسط وقد استطاعت بفضل ما اجتمع لها من فصاحة وجمال فائق ، وتواضع نادر ، ومواهب عقلية فذة ، أن تجذب إلى حلقتها الفلسفية عدداً لا يحصى من المريدين ، كانت عندهم رمز المعرفة والروح العلمية ، وحيث أن المعرفة والروح العلمية لدى المسيحيين الأوائل كانتا وثيقتي الارتباط بالوثنية ، فقد أضحت هيباتيا محور الصراع بين المسيحيين وغير المسيحيين في مصر ، والسبب الرئيسي في نشوب الاضطرابات والصدامات العنيفة بالإسكندرية ، حتى تمكن الغوغاء عام 415 بإيعاز من بطريرك الإسكندرية من اختطافها وقتلها وتقطيع جسدها اربأ اربأ ، وقد أدى مصرعها إلى هجرة الغالبية من أتباعها إلى خارج مصر ، فكانت هجرتهم نذيراً ببدء خمول ذكر الإسكندرية ، بعد قرون كانت طوالها مركز إشعاع للمعرفة والتنوير والإبداع
ثم تلا المسيحية الإسلام ، " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه " وهنا بدا يسري على مسلمي مصر ما سرى على سائر أنحاء دار الإسلام من تطورات لا دخل لدين الإسلام فيها ، خاصة مع قيام الدولية العباسية ، ثم مع قفل باب الاجتهاد
ساد التعلق بما ذهب إليه السلف الصالح من آراء تعلقاً نفي حق الفرد في أن يفكر لنفسه في أي أمر من الأمور ، وكأنما كل شيء قد قيل القول الفاصل فيه منذ عشرات السنين ، ولم يعد أمامه غير السمع والطاعة ، والإتباع والانصياع ، وأضحى إثبات أية قضية من القضايا محصوراً في إثبات ورود الحديث والرأي ، ولا يكاد يخطر ببال أحد أن يعرض الحجج الموضوعية التي تؤيد القضية أو تدحضها ، وأن يعمل فيها فكره هو ، وبذا أضحى مفهوم المعرفة عند المسلمين هو أنها قائمة جاهزة كاملة بين أغلفة الكتب ، وكلما كانت الكتب أقدم كانت المعارف أصح ، في حين كانت عند الفرنجة تعني استخدام المعروف في إماطة اللثام عن المجهول ، وأضحى مثل هذا الموقف اللاعقلاني عندنا الداعي إلى إطاعة آراء السلف مهما كانت هذه الآراء ، ولمجرد أنهم فاهوا بها ، هو أقوى نصير لاستبداد الحكام في عالمنا الإسلامي0
في بداية القرن الرابع الهجري ، ظهر اتجاه في الدولة الإسلامية يقصر حق التفكير على الأموات ، على كبار الفقهاء ممن يقررون الأحكام ، ويلزم غيرهم بالأخذ بتلك الأحكام ، حيث أن جميع المسائل الرئيسية قد تمت مناقشتها جملة وتفصيلاً ، ويقفل باب الاجتهاد لم يسمح للفرد المسلم بغير التقليد " لا صوت يعلو فوق صوت السلف " وشاع القول بأنه لا يصح للمؤمن أن ينقاد لما يمليه عليه عقله ، وأنه ليس ثمة حاجة إلى العقل في معرفة الحقيقة التي هي في أقوال السلطة الدينية 0
هنا بدأ القهر يبدو في أكمل صوره ، وحتى المعتزلة الذين يراهم البعض أنصار الفكر الحر في الإسلام ، لجأوا وقت محنة القرآن حين كانت لهم سلطة سياسية إلى تعذيب مخالفيهم في الرأي في مختلف أقطار العالم الإسلامي ، ومنها مصر ، وإلى جلدهم وسجنهم وفصلهم من مناصبهم وبإلغاء السلطة لحرية الفرد في التفكير والاختيار لنفسه وتطهير معتقداته من النتائج الباطلة والأفكار البالية ، مال كل امرئ إلى ممارسة القمع والاستبداد اللذين تمارسها السلطات السياسية والدينية تجاهه هو ، تجاه من هم في مقام دونه ، حتى رأينا قمع الرئيس لمرءوسيه والرجال للنساء ، والآباء للأطفال وسمعنا الحاكم أو الزوج أو الأب متى تساءلت الرعية أو الزوجة أو الطفل ولماذا ؟ يجيب بقوله لأن هذا ما أريد0
كان للمجهول عند الغربيين دائماً سحر خاص ، يرون فيه تحدياً يدعوهم إلى المغامرة والتجربة ، والاكتشاف والاختراع والابتداع ، هذه الروح هي التي كانت مسئولة في المقام الأول عن انحلال قوة النظم الاستبدادية ، وإرساء دعائم الديمقراطية الكفيلة بتهيئة الجو المناسب لنموها ولحركتها ، أما عندنا فثمة رضا بالحاكم المستبد خشية أن يعقبه من هو شر منه ، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وقد كان يحلو لأنور السادات أن يسمي هذا النوع من الاستبداد بالتقاليد العائلية ، بما فيها واجب انصياع الصغير للكبير ، وعندي أن هذه التقاليد العائلية ، هي التي أسهمت إسهاما عظيماً في تمكين حكام مصر من قمع حرية الفكر في مجتمعهم ، وقد أدى تضخم قوة النظام الحاكم ، وتحكم السلطة تحكماً كاملاً في وسائل الإعلام واتجاهاتها ، وإنتهاء الأمر إلى أنها باتت الجهة المحتكرة لتوزيع المناصب الهامة ، واغداق الرزق على من ترضى عنه ، أدى ذلك بأهل الثقافة والفن في مصر إلى تبني موقف من النفاق والاسترضاء لذوي السلطة والنفوذ ، وهو موقف زعزع أولاً من ثقتهم بأنفسهم وبأخلاقيتهم وببضاعتهم ، وانتهى بمفكرينا إلى تبني موقف من الحياة والقيم والثقافة ، مفعم بالشك والسخرية
أضف إلى ذلك إعتباراً جد خطير : وهو ما نجم عن ظهور الثورة النفطية في بعض الأقطار العربية ، من اتجاه شطر كبير من الكتاب والفنانيين المصريين إلى خطب ود السلطات في تلك الأقطار - ومعظمها رجعية الفكر والإتجاهات السياسية والدينية - حتى يستفيدوا مالياً من نشر أعمالهم فيها ، وهو ما اقتضى منهم مراعاة الالتزام بالشروط المعلنة وغير المعلنة لفحوى ما ينشرون ، مما قضى في النهاية على كل قدرة على الابتداع ، وكل فكر حر.
انتقل بعد ذلك إلى وضع النساء والأطفال في مصر ممن يشكلون أكثر من نصف مجموع السكان
فأما فيما يتعلق بالنساء فقد نجح فقهاء الفرس ، ثم الأتراك من بعدهم ومن تابعهم من المفسرين العرب والمصريين في إيهام عامة المسلمين عندنا بأن تفسيرهم المنبثق عن التقاليد الفارسية أو التركية القديمة أو عن مصلحة رجال العرب ، جزءاً لا يتجزأ من الإسلام ، ومنبثق عن القرآن والسنة ، وقد لجأوا جميعاً من أجل تعزيز تفسيرهم إلى اختراع الأحاديث التي نسبوها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والقصص التي أقحموها في سيرته مما يقضي بحجاب المرأة وحرمانها من المساواة في الحقوق مع الرجل ، ومن أن يكون لها دور فعال في الحياة العامة ، أو دور مؤثر في الإبداع الفكري والخلق الفني كان الفقيه ابن حجر الهيثمي اذا مر بامرأة تحاول تعلم القراءة والكتابة هتف ساخراً ، لقطع رأس من يشحذ هذا السيف 00
وأنه لمن الشانق أن نلاحظ أنه في حين تمكنت الحكومات والمجالس التشريعية وفي مصر بسهولة بالغة ودون أدنى حاجة إلى تبرير وإيضاح - من سن التشريعات والقوانين المدنية والتجارية والجنائية التي لا صلة لها بما نص القرآن عليه في هذه المجالات كان كل تعديل مهما هان من شأنه في قانون الأحوال الشخصية ، مما يستوجبه تطور الظروف وأحوال العصر ، يلقى معارضة ضارية وغضباً عارماً من رجال المصريين كثيراً ما أفلحا في تعطيله أو إلغائه 0 والسبب في ذلك هو أن معظم الطبقات وجدت في تطوير التشريعات المدنية والتجارية مما يخدم مصالحها من بعيد أو قريب ، فدفعها ذلك إلى تجاهل مناقضتها للأحكام القرآنية ، أما التخلي عن المفاهيم الفارسية والتركية ، وعن تفاسير القرآن والأحاديث النبوية التي هي من تصنيف رجال المسلمين ، والتي تشل من الطاقة الإبداعية عند المرأة ، وتجعل منها أسيرة في قبضة الرجل ، وفي حكم الأمة له ، فيعني تخلي الرجل في مجتمعنا عن المجال الوحيد المتبقي لممارسة سلطانه واستبداده ، والتنفيس عما يشعر به من قهر سياسي واجتماعي واقتصادي لذا فقد رأى الرجال هذه التفاسير وثيقة الصلة بالإسلام واعتبروا الإلتزام بها واجباً مقدساً يحتمه الدين
ثم نأتي إلى الطفل في بلادنا .
يقول الشاعر ووردز ورث " الطفل هو والد الرجل " ويعني بذلك أن شخصية الرجل هي النتاج الطبيعي لتربية الولد في طفولته وصباه والواقع أن ثمة علاقة وثيقة بين السمات الرئيسية لأي مجتمع من المجتمعات وبين طبيعة نظرة ذلك المجتمع إلى الطفل ، وأسلوب تنشئته في محيط الأسرة ، وتعليمه في محيط المدرسة إذ من ذا بوسعه أن يدرك أخلاقيات شعب ما كالشعب المصري ، وأن يفهم سر استعداده لتقبل طغيان الحاكم ، أو تهاونه في الدفاع عن وطنه وخدمته ما لم يسبق ذلك إلمام بما تعرض له أطفال هذا الشعب في أسرهم من رعاية أو إهمال وفي مدارسهم من لين أو شدة يقول ابن خلدون في مقدمته في فصل خصصه لبحث آثار اللجوء إلى القهر في تعليم الصغار:
الشدة في التعليم مضرة بالمتعلم لاسيما من صغار السن فمن كانت تربيتهم بالقهر ضاقت نفسه ، وذهب نشاطه ، والقهر يدعو إلى الكسل ويحمل على الكذب والخبث وعلى التظاهر بغير ما في الضمير ، خوفاً من ازدياد القهر عليه ، وهو يعلم المكر والخديعة حتى يصبحا عادة وخلقاً ، ويفسد معاني الإنسانية ، كالمدافعة عن النفس ، فيجعل المرء عالمه على غيره ، ويمنعه من اكتساب الفضائل والخلق الجميل ، وهكذا الحال مع كل أمة صارت في قبضة القهر والظلم
لم يغفل ابن خلدون هنا ، إن طبقنا كلامه على حال الطفل المصري ، سوى تأثير القهر في قتل روح الإبداع عنده ، وقد نضيف هنا تلك المقولة المشهورة للمستشرق الإنجليزي الشهير سير هاميلتون جيب "ليس ثمة تعليم في مصر ، هناك تلقين من الكتب"
أذكر مرة طلبت فيها مدرسة اللغة العربية في المدرسة الثانوية ومن بينهم ابنتي - الكتابة في موضوع خلق آدم وحواء ، وكان أن كتبت ابنتي تحاول التوفيق بين نظرية دارون وبين قصة الخلق في الكتب السماوية ، فإذا بالمدرسة تعطي موضوعها صفراً مع التعليق القصير التالي:
" حضرتك بتتفلسفي ؟ فأي مثال أصدق من هذا على مدى اهتمامنا بشحذ قدرة أطفالنا على التفكير لأنفسهم ودعم ثقتهم بأنفسهم "
قلنا في بداية حديثنا أن الحرية هي أول شروط الإبداع غير أن ثمة شرطاً آخر يكاد يساويه قدراً ، وهو الثقة بالنفس كان نيتشة يقول : ما لا يقتلني يزيدني قوة . والواقع الذي لا شك فيه أن لقاء المصريين بالعثمانيين أولاً ثم بالفرنجة إعتباراً من الحملة الفرنسية أنهى ما كان تبقى لدى المصريين من روح إبداعية
فقبل أن يبزغ فجر عصر النهضة في اوروبا ، كان الشرق والغرب يكادا أن يسيرا متحاذيين ثم جاءت النهضة ، فإذا الغرب يأخذ مجرى حضارياً مبايناً ، يقفز فيه إلى الأمام قفزات مفعمة بالنشاط والحيوية والتطلع ، ويضع أسساً جديدة لحياة جديدة قوامها تحكيم العقل ، وتحرير العواطف من قيود التقاليد ، وإخضاع كل قضية للبحث والتجربة والمناقشة ، وفي حين انحسر المد الشرقي في مجالات العلوم والآداب والصناعة وسائر ضروب الحضارة ، وتمضي السنون والقرون وعظمت الفجوة بينهما وزاد إنغلاق الشرق على نفسه فلم يتصل بالغرب إلا إتصالاً عدائياً حربياً ، أو اتصالاً تجارياً ضعيف الأثر ، فلم تسر إليه عبر الحواجز والأبواب الموصدة عدوى ما يحدث في الغرب من تطورات غيرت وجه حياته تغييراً شاملاً
وفي رأينا أن لولا هذا الانغلاق ، لأخذ التأثير المتبادل بين الجانبين طريقاً صحياً مثمراً ، ولتحقق التطور على نحو متدرج يتسم بالتمثل الهادئ غير المتعجل أو الأهوج ، ولما أطارت الصدمة العنيفة التي حدثت عند العودة المفاجئة إلى الإتصال ، قلب المصريين ووقارهم ، فأفقدتهم توازنهم وما تبقى من ثقتهم في أنفسهم ، حين رأوا من الغرب في ميادين العلوم والفنون والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحرب ، انجازات هي - على حد تعبير الجبرتي- لا تسعها عقولنا وأمثالنا "
كانت الكوارث الملاحقة التي شهدتها المصريون تحت حكم العثمانيين ، من خراب وفقر وطواعين ، قد قتلت نفوس أفراد الشعب ، بينما قتل السجن والتعذيب نفس أصحاب أية دعوى جريئة غير مألوفة من العلماء وكان رجال الدين الذين يحترمهم الشعب البائس ، ويسمع لأوامرهم ونواهيهم ، يسخرهم الحكام كيف شاءوا ، فكان الصمت والاستسلام ، وكان الإعتقاد بأن الظلم من غضب الله ، والفقر قدر مكتوب ، وبقى أمر المفكر في يد الفقهاء والصوفية الفقه قد تحول إلى شكل والتصوف إلى شعوذة وكان هؤلاء جميعاً قادة الشعب روحياً ، والحكام الطغاة قادته إدارياً ، وتصالح هؤلاء وهؤلاء على إماتة نفسية الشعب0
استمر المصريون في ظل حكم العثمانيين يحاكون حياة الشرق الأولى من غير روح ، فذبلت الحياة الفكرية في البلاد ، وأصبح طابع نتاجها هو تقليد السابقين أو جمع لما قاله الأولون ، ثم إذا هو قد أضحى تقليداً للتقليد ، وصورة ممسوخة لأدب ممسوخ لقد نهب العثمانيون عند فتحهم مصر خزائن كتبها القيمة ، ونقلوا كثيراً من الأدباء والعلماء والمهندسين وأرباب الصناعات إلى بلادهم ، وكانت عيشة الشعب ضنكاً لم يترك فضل طاقة لفكره أو غيره ، فأما الأدب في عصرهم ، فقد ظن أهله أن قيمته في كثرة حليته ، فأقبلوا يتفننون في زيادة هذه الحلية حتى أعجزته عن الحركة وأفقدته روحه ، وأما الشعر فكان تقليداً ، يقرأ الشاعر ما تصل إليه يده من دواوين السابقين ويستل معانيهم ، ويصوغها صياغة من عنده في الأغلب أقل قيمة من صياغة من سبقه وإن زاد في حليتها ، وهو يقلد وإن لم يذق يكون رجل دين فيتغزل في الخمر وعفيفاً ويتغزل في الغلمان وفي وسط المدينة فيبكي الأطلال ، وإذا فقد المعاني والعواطف عمد إلا الزينة يفرط فيها لتكون عوضاً عما فقده ، وقد أكثروا من المقطعات في وصف الأشياء المألوفة ، كوصف سجادة أو بطيخة أو مسبحة ، وفي الحوادث التي تعرض كوصف سقوط مئذنة وقتل زنديق ، ومن الأبيات في الألغاز وغيرها مما لا يمكن أن تتمتع بروح شاعرية عالية ، وزاد اتجاه الشعراء إلى المدائح النبوية بسبب ما غلب على الناس من الإلتجاء إلى الدين لفساد الدنيا ، فأصبح كل شاعر يرى واجباً عليه ان يقول في هذا الباب
وأما الشطر الأكبر من النثر الفني ، فكان عبارة عما يسمى بالاخوانيات وهي مكاتبات بين أصدقاء من الكتاب في عتاب أو اعتذار أو تعزية أو تهنئة أو شكر على هدية ، يلتزمون فيها السجع والبديع ، ويراعون الشكل اللفظي أكثر من المعنى والموضوع ، بل وقد يديرون المعنى ليتفق مع البديع والسجع ، فأما الفلسفة فقد أهملت تماماً بإعتبارها زندقة ، ونجد حركة التأليف حركة دينية بحتة ، يؤلف العلماء في التفسير والحديث والفقه للباعث الديني ، وفي اللغو والنحو بإعتبارهما من وسائل فهم القرآن والحديث وإذ رأى الناس من غير الممكن الإستمتاع بالحياة في ظل الحكام ، واختناق الحريات السياسية والإجتماعية والفقر ، فقد غرقوا في التفكير في الآخرة إلى حد التخريف وفشا التصوف سواء بين الخاصة والعامة ، وكأنما صار أملهم في السماء بعد أن يئسوا من العدالة في الأرض ولم يجرؤوا أن يثورا في وجه الحكام ، بل قنعوا بالسلامة في ظل الأمل ، وضعفت عقولهم عن التمييز بين الحق والباطل فملأوا التصوف بالأوهام ، وامتلأت كتب آئمة الصوفية كالشعراني وغيره بالحكايات عن مشاهداتهم الروحانية ، وأحاديثهم مع الملائكة والأنبياء ، بينما كان المشعوذين يدورون في الأسواق ويكشفون عوراتهم ويصيحون ويصرخون وتتبرك بهم العامة ، مما أثار ثائرة الفرنسيين عند قدومهم ، فأودعوا بعضهم في المارستانات ، وتخلصوا من الباقين بإخراجهم من البلد
ثم كانت ضربة قاصمة أخرى للروح الإبداعية عند المصريين نتيجة الانفتاح المفاجئ على التأثير الأوروبي عقب حملة بونابرت ، لم يكن الإنفتاح كما في زمن الجاحظ وابي حيان والتوحيدي واخوان الصفا إنفتاح سادة واثقين من أنفسهم على أنماط عيش وفكر حضارات أخرى مباينة ، يقتبسون منها في وقار وتأن وتمييز ، وإنما كان انفتاح ذلة منكسري النفس على غربيين نظروا إليهم على أنهم من معدن نفيس ، وأنصاف آلهة وباعتبارهم السادة والمعلمين ، معتقدين أن للقبعة فضلاً على العمامة والطربوش لأنها تغطي رأساً ممتازة 00 أضحى لفظ الخواجة لدى المصري العادي والمثقف على سواء مرادفاً للجنس الأسمى ، وصارت محاكاته في كل شيء من تبني قيمه إلى تقليده في زيه ومسلكه العادي ، مقياساً للتقدم والرقي ، وصحب ذلك بالضرورة موقف احتقار لكل ما هو " بلدي " وسخرية باللغة العربية وإهمال لها ، وإزدراء لتراث الأقدمين ووصف كتبهم بالكتب الصفراء
فمنذ أن قال الخديوي اسماعيل أن مصر أضحت قطعة من أوروبا ، نهضت جماعة من المسلمين بالمفكرين في مصر ، يمجدون مظاهر المدنية الغربية ، ويثنون على مصر إذ أثبتت استعدادها لأن تأخذ عن الغرب أساليب الإرتقاء " ولأن تدخل في طور النهضة التي دفعها الغربيون إليها " ، كتب طه حسين في " مستقبل الثقافة في مصر " يقول :
" إن كان المصريون أجمعون يقرون بحاجتهم إلى نهضة سياسية واقتصادية وثقافية ، فلابد وأن يقروا بحاجتهم إلى وسائل هذه النهضة ، ووسائل هذه النهضة هي أن نتعلم كما يتعلم الأوروبي ، ولنشعر كما يشعر الأوروبي ، ولنحكم كما يحكم الأوروبي ، ثم لنعمل كما يعمل الأوروبي ، ونصرف الحياة كما يصرفها إن أكثر ما في مصر اليوم من إمارات النهضة هو من حسنات الغرب عليها عرفنا منه فكرة مساواة الناس عامة أمام القانون ، وحرية العمل وحرية الإعتقاد والفكر ، وحقوق الإنسان والمعنى الحقيقي للإصلاح الإجتماعي والإقتصادي ، ومعنى الوطن والوطنية ، وفهمنا منه أنه بقدر حظنا من الماديات تكون صحة المعنويات ، ومن الغرب اقتبسنا اختراع الطباعة ، وأصول الصحافة ، وتعلمنا السفر في القطارات ثم الطائرات وكيفية مكافحة الأوبئة ومقاومة الأمراض ، وبناء الجسور وتوليد الكهرباء ، وتنظيم المدن ورصف الطرق ، وتوصيل المياه النقية في الأنابيب ، وتأسيس الأحزاب السياسية والشركات الصناعية ، ورعاية أصحاب العاهات وتحرير المرأة والرقيق ، ونقلنا عنه المسرح فالسينما بل أن للغرب علينا فضل إماطة اللثام عن تاريخ مصر القديمة وتعريفنا بأمجاد أجدادنا الفراعنة ، وله الفضل في نهوضنا باللغة العربية ، وبعث اهتمامنا بأمهات كتب تراثنا الإسلامي ، إذا ما اخترعت الطباعة حتى كانت المخطوطات العربية من أوائل ما طبع في اوروبا من كتب في حين أصر المشايخ في دار الإسلام على تحريم الطباعة حتى كانت المخطوطات العربية ، ونمت ملكات مؤلفينا ، ولولا الغرب لما نبغ لدينا شعراء أو كتاب "0
وقد يكون الكثير مما ذكره طه حسين في هذه الفقرة صحيحاً لكننا نتساءل " فيما يخص موضوعنا : أصحيح أنه " لولا الغرب لما نبغ لدينا شعراء وكتاب ؟ " هل خدمت صلاتنا الوثيقة بالغرب وانبهارنا به قدراتنا على الإبداع والخلق والابتكار ، أم أسهمت في خنق المتبقي منها ؟
لقد أكد الدكتور طه حسين على أن السبيل الوحيد لنهضة مصر وتقدمها هو التقليد ، تقليد الغرب ، وكان هذا هو الدرس الذي فرض نفسه على غالبية مفكرينا وأدبائنا وفنانينا ومثقفينا وموسيقيينا رأت تلك الغالبية أن في التقليد ضماناً لجودة ما ينتجون ، ولنجاحه ورواجه في السوق ولأن يحظى بإعجاب المثقفين من دعاة التغريب ثم رأوا أن الإقتباس ، بل والسطو على الأعمال الأدبية الفنية الغربية فيهما توفير للوقت والجهد ، فهي أعمال جاهزة لا تتطلب منهم غير تعديلات طفيفة ، وصبغها بصبغة عربية محلية ، وقد شجعهم على انتهاج هذا السبيل الذي ليس فيه من الإبداع شيء ، اطمئنانهم إلى أن الغالبية العظمى من جمهورهم في مصر والعالم العربي لم تقرأ ما قرأوا هم من كتب وأبحاث ، ولا سمعت ما سمعه هم من ألحان ، ولا شاهدت في المعارض والمتاحف الأوروبية ما شاهدوه هم من تماثيل ولوحات هم آمنون إذن ولا بأس إذن على محمد عبد الوهاب إن هو طعم أغانيه بألحان من أوبرا عايدة وغيرها ، أو حتى بالنغم الافتتاحي لسيمفونية بيتهوفن الخامسة ، ولا بأس على ابراهيم عبد القادر المازني أن نشر تحت اسمه قصائد ترجمها مباشرة من قصائد في مجموعة golden theasury الشهيرة ، ولا على إحسان عبد القدوس أن يقتبس فكرة روايته " لا أنام " من رواية bonjour tristeesse لطالبة فرنسية في السابعة عشرة من عمرها هي فرنسواز ساجان ، وفكرة روايته " في بيتنا رجل " من رواية under westeern eyes لجوزيف المستشرق البريطاني مرجوليوث ليضمنها كتابه الشهير " في الشعر الجاهلي " الذي اعتبره الناس عندنا من المعالم الأساسية للحياة الفكرية المصرية0
هل بوسعنا أن نعقل ، أم هل بمقدورنا أن نقبل ، أن ينهض مفكر مصري أحللناه مقاماً في الصف الأول من صفوف مفكرينا ، وهو الدكتور زكي نجيب محمود ، بترجمة أجزاء من كتاب سطحي ضحل " وهو قصة الحضارة " لكاتب أمريكي هو في الصف العشرين أو الثلاثين من كتاب الولايات المتحدة ، كتبه من أجل تثقيف الطبقة العاملة في بلده خلال ساعات فراغهم ، فتتهافت على قراءة ترجمته العربية أفراد نخبة من المثقفين المصريين باعتبارهم القول الفصل في الدراسات التاريخية ؟
ظواهر لا يمكن إلا أن ندرجها ضمن قائمة التأثيرات السلبية لذلك الإنبهار الغبي بكل ما هو غربي
ثم عامل سلبي آخر يتمثل في إقتران تزايد المد الإسلامي الشعبي ، وإرهاب الجماعات الدينية المتطرفة ، بمواقف من مؤسسة الإسلام الرسمي لا تقل تطرفاً في حقيقتها عن موقف تلك الجماعات أما خشية من فقدان النفوذ لدى العامة ، أو خشية من أن يقدم الإرهابيون على فعلات كفعلتهم مع وزير الأوقاف الأسبق الشيخ الذهبي الذي قتلوه لإختلافهم وإياه في الرأي ، أو بتأثير من الجو الفكري الرجعي السائد ، وقد كان من نتائج حاجة الحكومة إلى تلك الهيئات الدينية " الرسمية " لمساندتها ضد الإرهاب وضد نفوذ الجماعات المتطرفة ، وإضفاء " الشرعية " على إجراءاتها ضد أفرادها ، والشهادة بحسن إسلامها ، إن أضحى النظام مضطراً على نحو تزايد بمرور الأيام إلى مراضاة تلك الهيئات ، وتقديم التنازلات لها ، وغض النظر عما يصدر من كتب ، وعما يمنع عرضه من أفلام ومسرحيات ، وعما يغلق من معارض فنية توحي باتجاه أو فكر حر أو أحكام قضائية ضد مفكرين " كذلك الذي صدر بالتفريق بين نصر حامد أبو زيد وزوجته بسبب ما تضمنه بعض كتبه من أراء" أو فعلات بشعة كاغتيال المفكر فرج فودة
في مثل هذا المناخ تبخرت لدى فريق الملحدين من المفكرين المصريين - وهم كثيرون- الجرأة على المجاهرة بآرائهم في الدين ، أو جاءت كتاباتهم وأحاديثهم فيه وما من قارئ أو مستمع بوسعه أن يدرك منها ما يبطنون إذ هي لا تختلف في صياغات المؤمنين إلا في اختلاف المنحى ، نفس التصلية والتسليم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفس الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، نفس الغيرة على مصالح الإسلام والمسلمين إن استند المتطرفون في ضربهم للمغنيين والمغنيات وتحطيمهم الآلات الموسيقية في الاحتفالات إلى أحاديث منسوبة إلى النبي تحرم الموسيقى والغناء ، ذهب هؤلاء إلى أن تلك الأحاديث ضعيفة أو موضوعة ، وأن ثمة أحاديث " صحيحة " تحلل الموسيقى والغناء إلى هذا الحد من التخلف إذن قد بلغنا ، قد أفهم عداء بعض المتعصبين ضيقي الأفق للغناء والموسيقى بسبب ما يخالونه حديثاً صحيحاً ، غير إني لا أفهم أن يأتي دفاع " المستنيرين " عنهما مستنداً إلى حديث أو سيرة ، لا إلى اعتبارات العقل والمنطق وهل بوسعنا أن نتخيل شاباً ألمانياً يتحدث على النحو التالي:
" إنني شديد الولع بالموسيقى ، لأني قرأت أن مارتن لوثر - قدس الله روحه - مر يوماً هو وزوجته بقوم في قرية فتنبرج يعزفون ويغنون ، فشرعت زوجته تغني مع القوم ، بينما وقف لوثر أمامها وهو يهز رأسه استحساناً . وفي قول آخر ، ظل يدق الارض بمقدمة قدمه مسايراً للنغم أما عن ثقتي في أن للموسيقى هي من أهم الفنون طرباً وأجداها على البشر ، فنابعة عن القصة التي اوردها ادموند لودلو ، عن هنري لوتريل ، عن اوين فليتهام ، من أن بعض رفاق لوثر سأله يوماً : " ما قولك يا مارتن في بابا روما الذي يكره الموسيقى "، فاجاب لوثر : دعكم منه ، فهو لا يفقه شيئاً " وهو حديث متفق عليه "
هذا عن المسلمين ، أما عن الاقباط فلا شك في أن ثمة بينهم مشاعر إحباط ومرارة خاصة مع تصاعد المد الإسلامي ، وإحساسا بصعوبة قيام علاقات صحية من التعايش الديني مع المسلمين المصريين ستة قرون مع تاريخ مصر المسيحي " هي أطول من تاريخ الولايات المتحدة باسره " يكاد المسلم المصري لا يعرف عنها شيئاً والصحف والمجلات لا منبر فيها لفكر قبطي ، ويكاد الأمر يقتصر على صحيفة واحدة لا يقرؤها غير القبط في حين يبدي أدباء القبط وكتابهم تقصيراً عظيماً في تصوير أحوال طائفتهم ، وطريقة عيشها وتفكيرها ، سواء في الروايات أو المسرحيات أو الأفلام والقبط على أي حال مسئولون مسئولية جسيمة عن سلبيات وضعهم في المجتمع المصري ، وذلك بانطوائهم التقليدي ، وسلبيتهم وحذرهم المشهورين به في العالم كله ، واختيار الكثيرين من أفضل العناصر فيهم وأكثرها ثقافة وخبرة ومهارة للهجرة من وطنهم دون المجابهة الإيجابية النشطة لما يجري فيه ، والمساهمة في إيجاد مخرج من ورطتهم ومساعدة الحكومة بإقتراحاتهم على تعزيز التعايش الديني بين الطائفتين ، فمواقفهم لا تتعدى في الأغلب ردود الفعل إزاء ما يحدث ، أما بالهجرة إلى الخارج أو الشكوى والتبرم في مجالسهم الخاصة ، أو الصبر على مضض ، أو الثأر مما يلحق بهم ، أما التخطيط لإنقاذ الوحدة الوطنية فيكادون لا يعرفونه ، وأما بصدد حقهم في المواطنة والمساواة الكاملة في قطر لهم فيه ما للمسلمين ، فإن مثقفيهم وقادتهم يكتفون بأن يرددوا في المحافل العامة ما لا يؤمنون به ولا يؤمن به أحد ، من أن كل شئ على ما يرام ، وليس بالإمكان أبدع مما كان ، وأن جهود أعداء مصر في الداخل والخارج من أجل التفرقة قد فشلت
في كل ما سبق تكمن عناصر أزمة الفرد في مصر ودواعي ضعف الوعي الفردي التي تحول دون تطور ولاء الفرد لذاته ، غير أن ثمة مع ذلك من البوادر في السنوات الأخيرة ما قد يبعث على قدر من التفاؤل
فالسلطة الأبوية في نطاق العائلة في إنحسار مستمر لن يعرف نهاية إلا مع الإنحسار الكامل ، بحيث أصبح بوسع الفرد فيها أن يقول لعميدها " لا " وبات من الصعب على عميدها أن يقول للفرد فيها " اسكت يا ولد عيب "
كذلك فإن سطوة المتدينين المتشددين ترتبط وجوداً وعدماً بمدى قوة حركاتهم وقدرتها على توجيه مجريات الأمور في الدوائر التي تمارس نشاطها فيها ، كما أنه من الجائز أن تندثر هذه الحركات أو تضعف نتيجة لاحتياجات الدولة العصرية أو لحتمية التاريخ
وفي مناخ العولمة الذي نتوقع له أن يسود ، لا يمكن لغياب الشفافية ، إلا أن تكون له آثار سلبية بدأت غالبية المصريين تلمسها اليوم بالفعل ، وكذا النظام نفسه الذي سيضطر اضطراراً إلى توسيع نطاق الخصخصة ليشمل إلى جانب الاقتصاد ، ميدان التعليم والإعلام ، بحيث تنتشر على نحو أكبر المدارس والجامعات الخاصة ، ومحطات الإذاعة والتلفزيزن والجرائد والمجلات المملوكة للأفراد ، كذلك فإن وقوف العديد من منظمات حقوق الإنسان العالمية والمحلية للدولة بالمرصاد إزاء انتهاكاتها المستمرة لهذه الحقوق ، وارتباط المساعدات الإقتصادية والقروض التي نتلقاها من دول أجنبية مهمة بمدى احترام السلطة لها ، سيدفعان السلطة إلى التردد قبل الإقدام على أي عبث خطير بها
وتمثل مثل هذه التطورات المصحوبة بتنامي الوعي عند أفراد الشعب الجانب الإيجابي لمسار الديمقراطية المصرية ، مع مراعاة حقيقة مهمة هي ما شهدناه في الحقبة الأخيرة من القرن العشرين من انهيار العديد من النظم الشمولية من يمينية ويسارية في بقاع كثيرة من العالم ، كذلك فإنه لا يسعنا إلا أن نتنبأ بتضاءل تدريجي لدور السلطة السياسية في مصر على مدى السنوات القادمة وانحسار تدخلها في مجالات ستصبح من اختصاص رجال الأعمال والمال ، واقتصاد دور الدولة على حفظ الأمن ، وحراسة المصالح المالية ، واستئصال مظاهر الفقر المدقع التي قد تؤدي إلى التمرد
حينئذ قد ينتعش الأمل في اتساع نطاق حرية الكتاب والفنانين في التعبير عن أنفسهم والمفكرين عن آرائهم مهما كانت وفي انكماش تدريجي في قائمة المحظورات التي حالت لأمد طويل عندنا دون انتعاش أدب الاعترافات مثلاً ، وفي أن يلتزم المجتمع بقولة جون ستيوارت ميل الشهيرة :
" قد تخطئ الأغلبية في اعتقادها ، وقد يصيب إنسان أو فرد ، ولو أن البشرية بأسرها أجمعت على رأي وخالفها فيه شخص واحد ، لما يحق للبشرية أن تخمد صوته ، تماماً كما أنه ليس من حق هذا الفرد أن يخمد صوت البشرية ، فإخماد الصوت في حد ذاته يضر بالجنس البشري بحاضره ومستقبله ، كما يضر بقامعي الرأي أكثر من إضراره بصاحب الرأي ذلك انه لو كان رأي ذلك الفرد سليماً ، لحرم الناس بقمعه من فرصة تصحيح خطئهم ، ولو كان رأيه باطلاً لحرموا من فضل يفوق فضل تصحيح الأخطاء ..إلا وهو الرؤية الأوضح للحق الناجمة عن صراعه مع الباطل ، ذلك أنه حتى لو كانت عقيدة الأغلبية هي الحق المطلق ، فإن حرمانها من فرصة اثبات نفسها على حساب الباطل ، يجردها من أسسها العقلانية ، ويحجب الأسباب التي أحالتها من رأي إلى معرفة قطعية "
ذلكم هو بعض ما يخامر الذهن من دواعي الأمل في المستقبل ، أما عن الحاضر ، فاني أتلفت حولي فلا أرى غير نفاق من السلطة ، ولؤم من الفقهاء ، وجهل من العامة ، وتنكر المسئولية من المثقفين ، وانبهار بقيم وأساليب وافدة من الفنانين ، والتواء وسفسطة من المفكرين ، وإتجار بالدين قد شاع في بلدنا طلباً لما عند الناس
شجاعة لدى الجهلاء ، وحكمة لدى الجبناء ، ومتى اجتمع الجهل والجبن اتخذت الشجاعة سمة التخلي ، واخفت الحكمة وجهها وراء ألف حجاب
فإن سكت العالم طلباً للسلامة والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 21 / 10 / 2010 الساعة 29 : 12 AM. سبب آخر: -
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 10 / 2010, 18 : 01 AM   رقم المشاركة : [2]
عبدالله الخطيب
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
 





عبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond repute

رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

لطالما تصدرت أزمة المثقف في الوطن العربي عامة و في مصر على وجه الخصوص، سدة الحوار و النقاش، و أحتلت عن جدارة مرتبة الشرف في دهاليز نواقص الأنظمة الرجعية القائمة.
أحييك بكل الأعتزاز أستاذي الفاضل على هذا الأسهاب و الشرح المفصل الذي إستعرض كل النواحي الهامة لأوجه الأزمة الفكرية و الثقافية التي ما زال يتعرض لها المثقف و المفكر المصري على مر التاريخ.
كل التحية و التقدير.. لقلمك و فكرك النيّر الذي هو زخم و كنز نستنير بنوره.
توقيع عبدالله الخطيب
 [frame="3 98"][frame="2 98"]
لاَ تَشك ُ للنّاس ِ جرحا ً أنتَ صاحبُه .... لا يُؤْلم الجرحُ إلاَّ مَنْ بهِ ألم
don't cry your pain out to any one
No body will suffer for you
You..! who is suffering
[/frame]
[/frame]
الثورة تتكلم عربي
عبدالله الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 10 / 2010, 45 : 01 AM   رقم المشاركة : [3]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

سياحة فكرية ثاقبة..ومحطات هامة ..طرح يحتاج إلى أكثر من قراءة!!! أحييك أخي الفاضل على هذا المقال الجاد الرائع...زادك الله من فضله...مودتي واحترامي...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 10 / 2010, 31 : 05 AM   رقم المشاركة : [4]
منى هلال
أديبة مترجمة من وإلى الإنكليزية

 الصورة الرمزية منى هلال
 





منى هلال is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

اسمح لي أخي عبد الحافظ أن أختلف معك في الرأي فيما قلته هنا:


أما عن الاقباط فلا شك في أن ثمة بينهم مشاعر إحباط ومرارة خاصة مع تصاعد المد الإسلامي ، وإحساسا بصعوبة قيام علاقات صحية من التعايش الديني مع المسلمين المصريين ستة قرون مع تاريخ مصر المسيحي " هي أطول من تاريخ الولايات المتحدة باسره " يكاد المسلم المصري لا يعرف عنها شيئاً والصحف والمجلات لا منبر فيها لفكر قبطي ، ويكاد الأمر يقتصر على صحيفة واحدة لا يقرؤها غير القبط في حين يبدي أدباء القبط وكتابهم تقصيراً عظيماً في تصوير أحوال طائفتهم ، وطريقة عيشها وتفكيرها ، سواء في الروايات أو المسرحيات أو الأفلام والقبط على أي حال مسئولون مسئولية جسيمة عن سلبيات وضعهم في المجتمع المصري ، وذلك بانطوائهم التقليدي ، وسلبيتهم وحذرهم المشهورين به في العالم كله ، واختيار الكثيرين من أفضل العناصر فيهم وأكثرها ثقافة وخبرة ومهارة للهجرة من وطنهم دون المجابهة الإيجابية النشطة لما يجري فيه ، والمساهمة في إيجاد مخرج من ورطتهم ومساعدة الحكومة بإقتراحاتهم على تعزيز التعايش الديني بين الطائفتين ، فمواقفهم لا تتعدى في الأغلب ردود الفعل إزاء ما يحدث ، أما بالهجرة إلى الخارج أو الشكوى والتبرم في مجالسهم الخاصة ، أو الصبر على مضض ، أو الثأر مما يلحق بهم ، أما التخطيط لإنقاذ الوحدة الوطنية فيكادون لا يعرفونه ، وأما بصدد حقهم في المواطنة والمساواة الكاملة في قطر لهم فيه ما للمسلمين ، فإن مثقفيهم وقادتهم يكتفون بأن يرددوا في المحافل العامة ما لا يؤمنون به ولا يؤمن به أحد ، من أن كل شئ على ما يرام ، وليس بالإمكان أبدع مما كان ، وأن جهود أعداء مصر في الداخل والخارج من أجل التفرقة قد فشلت


فلربما لم يتطرق إلى سمعك قصة "كاميليا شحاته"، السيدة المصرية التي دخلت في الإسلام بكامل قواها العقلية وما كان رد فعل السلطات الحاكمة إلا أن سلمتها في ساحة الأزهر إلى الكنيسة القبطية لتنال من التعذيب والقهر ما تنال حتى ترجع عن إسلاميتها وتعود إلى قبطيتها.
والقضية مازالت قائمة، واختفت كاميليا ولا يعرف الكثيرون ما إذا كانت حية أو ميته.
سأورد موضوعًا خاصًا بقصتها في قسم آخر إن شاء الله لكي يعلم القارئ مدى الغي الذي يسود ويعربد في الأراضي المصرية الآن.

لقد اختلف الوضع اختلافًا شاسعًا في الأونة الأخيرة وقد أصبح للأقباط ما يزيد عن ضعف الحقوق التي يتمتع بها المسلمون في مصر تحت مسمع ومرأى السلطة الحاكمة، كل ذلك خشية منها أن تـُتهم بالطائفية وهدم ما يسمى بالوحدة الوطنية.

الأقباط يا سيدي أصبح لهم قوة لا تقهر في مصر وأصبح المواطن العادي منهم يحمل السلاح الحي للدفاع عن نفسه ولا يتورع عن استخدامه ضد أي مسلم.

المسلمون اليوم هم الذين ينادون بالمساواة في المعاملة مع الأقباط، ففي حين أخذت قضية "كاميليا" ما أخذت من هذه التطورات، لو تكرر الأمر بالنسبة للمسلم الذي ينسلخ عن دينه ويعتنق المسيحية لا نجد كل هذه الثورة التي أثارتها قضية "كاميليا".

أنا لا ألقي باللوم على الأقباط في هذه القضية ولكن الجهة التي يجب أن تلام هي القوة الحاكمة التي سمحت لهذا الأمر أن يتسيب وأن يقوى عضد المتطرفين منهم -

لقد انفك زمام الأمر الآن أو يكاد بسبب انعدام الحكمة في التعامل مع الأمر ولا الأخذ على يد الجاني الحقيقي وهذا بسبب خوف الحكومة والسلطة من رد فعل أولياء النعمة وهم كثر.

إنه حديث ذو شجون يا سيدي ولقد لمست الوتر الحساس -
لكن السرد الذي تقدمت به لابد من تحديثه لكي يتماشى مع الأحداث الجارية في مصر.


تقبل تحياتي
وأعتذر على الإطالة

برجاء الاطلاع على الرابط التالي:
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

منى هلال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 10 / 2010, 31 : 11 PM   رقم المشاركة : [5]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

أخى الكريم الأستاذ عبد الله الخطيب
أشكرك على مداخلتك الراقية واتفق معك ان ازمة المثقف المصرى معقدة منذ فجر التاريخ والغريب على مر العصور تجد المثقف المصرى الحقيقى على يسار السلطة
لك كل محبتى وتقديرى
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 10 / 2010, 03 : 12 AM   رقم المشاركة : [6]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

اخى الكريم الاستاذ محمد صالح
أشكرك سيدى الكريم على مداخلتك الراقية الجميلة وشرفت هذه المقالة بما خطت يداك هنا
لك كل محبتى وتقديرى
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 10 / 2010, 11 : 12 AM   رقم المشاركة : [7]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

الفاضلة الكريمة الاستاذة منى هلال
طبيعى سيدتى أن تختلفين معى لأن الاختلاف ظاهرة صحية من شانها ان برقى بالموضوع المحتلف عليه وتطور من الياته وادواته وسرنى جدا تعليقك الذى يكشف عن قراءة جيدة ومتابعة دقيقة لما يحدث فى المجتمع المصرى بيد انى - سيدتى- لم اتحدث عن الاقباط بواقعهم الانى الذى تذكرين انهم قد اخذوا حقوقهم وزيادة وحملوا السلاح وغير ذلك وان كان حقا هذا واقع فان ما يمثلة قلة قليلة فى الاقباط قد تكون استقوت بالخارج على ضعف الداخل امام الاخر ولكن مازال التوجس والخيفة وحب العزلة والهجرة وايثار السلامة هى السمات الغالبة على معظم مسيحى مصر ولنا ان نتامل التمثيل السياسى ةالمشاركة السياسية للاقباط فى مصر نكتشف انها لاتتجاوز واحد فى الالف ومازال الاقباط فى مصر يسكنوت فى تجمعات معزولة اختاروها بانفسم كل هذه مظاهر للعزلة اما المسيحية التى اسلمت واثارت هذه الضجة فهى حالة فردية لا تعبر عن حال المجموع
وللحديث بقية
لك كل محبتى وعظيم تقديرى
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 10 / 2010, 43 : 09 PM   رقم المشاركة : [8]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

:sm113: رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

استاذي الفاضل عبد الحافظ .. وعليك السلام
إن كنت تعتقد إني سأترك هذا المقال الرائع دون تعليق ( فده بعدك ) :)
فهذا ليس مقالا عابرا .. انه في الصميم .. انه التشخيص الأبهى الأوضح ( لبلاوينا ) عبر التاريخ
وراجعلك .
وحتى ذلك الحين أضع زهرة على منضدتك للأمسية اتمنىى لك فيها وقتا طيبا
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 10 / 2010, 58 : 10 PM   رقم المشاركة : [9]
حسن ابراهيم سمعون
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)

 الصورة الرمزية حسن ابراهيم سمعون
 





حسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

الأستاذ عبد الحافظ السلام عليكم
قرأت الدراسة لمرتين , وأتفق معك على الكثير , الكثير, ويؤسفني
الواقع العربي المتردي عموما ً, والواقع المصري خصوصا ً لما له من تأثير بكون مصر ثقل الأمة العربية .
والسؤال الأهم إلى متى سنبقى بحالة التوصيف , ورصد الواقع , وتشريحه , وهل فعلا ً ثمة حلول , ومن أين تبدأ ؟
من المؤكد لاتوجد مشكلة , إلا ولها حل , أوحلول
لكن هل يسمح لنا بالحل , ماهي الأثمان التي ستبذل للحصول
على الحل , وماهي الآليات للحل ؟
والسؤال الأخطر والأهم والمرعب , هل نحن نريد الحل فعلا ً ؟
أم ألفنا تمثيل دور الضحية , وجلد الذات , والبكاء من نظرية المؤامرة ( التي ربما تكون موجودة ) .
أخشى من أننا منافقون , واعتدنا الممالئة والمداورة . فمن يجرؤ
على الطرح , والكلام .
أخي عبد الحافظ والله أشبعتني فكرا أقله ليومي . وأجدت وأحسنت , لكن أعتقد أن الدراسة كانت طويلة نسبيا ً ,وهي تستحق ذلك .
لكن لو قسمتها لقسمين , برأي كانت أمتع وأسهل للمداخلة ( لكثرة ما طرحت أيها المكلوم )
لذلك أرتأي يا أخي , ( وأتمنى) أن تطرحها بصيغة , أسئلة , أو فقر , كي لا يجد المداخل حرجا ً , في شمولية الجواب , على موضوع بهذا القدر من الأهمية , ويستحق الإشباع بالدراسة , ولايعلق عليه بأسطر أوجمل
شكراً لك , ولموضوعك المميز والممتاز
حسن ابراهيم سمعون
توقيع حسن ابراهيم سمعون
 [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
مادمت محترمًا حقي فأنت أخي آمنت بالله أم آمنت بالحجر
[/gdwl]
حسن ابراهيم سمعون غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 10 / 2010, 31 : 02 AM   رقم المشاركة : [10]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري

الرائع رافت العزى
أضحكتنى بصدق ومن قلبى حين تغازلنى باللهجة المصرية " يا أخى دا بُعْدَك" واسعدتنى تلك الطاولة التى تحمل فنجانين من القهوة ويحيط بها كرسين فاستبق يا اخى لنجلس سويا نراقب الواقع العربى من حولنا وآلياته الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية المشوه والمملوءة بالعثرات والمطبات
شكرا لى اخى الاحب على هذه المداخلة الجميلة
كل محبتى لك
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمن المجتمع Arouba Shankan كلـمــــــــات 0 31 / 01 / 2018 19 : 01 PM
ثقافة التفاؤل محمد عبد الله المقــالـة الأدبية 3 28 / 05 / 2013 50 : 05 PM
ثقافة حب ..... حياة شهد قصيدة النثر 25 29 / 04 / 2011 45 : 09 PM
ثقافة الاعتدال أم ثقافة الهزيمة أم خيانة المصطلحات؟؟ ـــ د.حسن الباش د.حسن الباش مقاومة التفتت والتصدي للتطبيع مع العدو + رابطة التصدي( الخزي والعار) 1 10 / 06 / 2010 35 : 10 PM
حواء نصف المجتمع ؟؟؟؟؟ هيفاء شما أمثال - دبابيس- طرائف 3 13 / 05 / 2009 51 : 11 AM


الساعة الآن 55 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|