موعدنا..لقاء
إهداء إلى أخي وصديقي الحبيب شاعر سورية ولبنان المبدع/ عبد الكريم سمعون
يقولون:
يا طائر دمشق والبقاع
كيف..؟
وكيف..؟
وكيف التقينا..؟
وكيف الأخوّة بين دماء ملوك الحروف
وظل لعشق
يرجرج فينا قنايا الصداقة..
ليأتي الحرف حبا يدوم في قلبينا..
يسكننا.. ثملا بنشوة الوجود
وصفو يتصاعد إلى روح الروح
كي لا أظلّ
أعيش أقتحم الفضاءات وحيدا
بلا صديق مثلك أيها الكريم
يرافقني الطريق في أهازيج الظلال..
لا تقل أنك هناك بعيد عنّي..
وأني لا أعرف أينك..
أو كيفك بدمشق أو أرض البقاع
لا أشعر ببعدك والمسافات..
بل أدرك أنك كامن بداخلي
أحسِّك منذ آلاف السنين
تمتزج بروحي..
تغني وتهمس بداخلي
بألف حنين وحنين وحنين للقاء
أتعرَّف إلى وجهك الطفولي البرئ
وقسماتك الهادئة
وإخلاص قلبك في أحلامي
أتواصل مع ظلالك
وأنت مبلل بآخر قطرات الوفاء
في عالم ضلّ الطريق إلى الحلم
حيث مضى قوس قزح
عازفا في الأفق البراح
وجدتك يا صديقي فوجدت نفسي
حين أرفع عيني إلى عينيك..
الدفء يسري ويسري بروحي،
فأساوم التيه،
والفرقة ألعنها
بين عقول مترنحة تحسدنا
ومسافات طوتها المحبة في قلبينا
واختصرها لقاؤنا..
بين مواعيد تهاجر إلى مواسم نبضنا
في منية الروح
إلى جنان العاشقين
في حب الوطن الكبير
بحقول البراكين الغاضبة من حولنا
تنفذ للبصيرة..
عبرلهو قلوبنا وألوان التجلي
لتمتزج دماء الفراعنة بدمائك النقية
وتبشِّر برسول التوحد قلبا واحداً
عاشقا ينبض بين أضلُعِنَا
ينبئُنا بوصايا البَحر الثائر فينا
لتبقى منقوشةً في ظلال التاريخ
على جسدِ غيمومِ الشتاءات الكونية
حفوراتُ صيف..
تُبْدِرُ نقاطَها الربيعيةِ على أحرفِ صداقتنا
أحبك يا الكريم أخوّة
تُطلِقُ العنان لخيالات صدقٍ
تصبحُ للحقائق عنوانَ القصيدِ
وتأتي مترنحةً بنشوتنا الروحيةِ
تجمع حروفنا المتشردة بين ضفتين
تفترش صفحةَ النيلِ
ونهر بردى الممتد إلى سوسنات عمرنا
إلى موعدٍ سيكون في القصيد
حكاية لأبنائنا على مرّ السنين
سيكتبها الدهرُ الآن بعد الآنِ
تترجم دليلَ العاشقين
صداقة للعهدِ..
إلى عطورٍ تنثرها الروح
في زهرِ الحدائقِ..
بين العزفِ على أوتار القلوبِ
في الحلمِ البهيجِ..
تَصيرُ فراشات
في أريجِ الكلمِ.. حياة،
وتَغزلُ عبيرِ المعاني
في ذكرى الصُحبَةِ..
عند انفلاقِ الفجر من رحمِ الظلام.
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي
مصـــــــــــــــــــــــر
أسيوط-فبراير 2011م