[الشاعر الصارخ]

طوى الدهر حلما فهات الجديد
حنانيك هذا الهوى لا يبيد
ورحت أضاعف فيك الشعور
وأحمل عنك صليب القصيد
فما بين حلاج هذا الزمان
وحجاجه واغترار الرشيد
تشوه وجه لأزمنتي
فغالبنا برؤاه البليـــــد
فلاحت بذاتي عراجينهـا
برغم الجفاف وغيم الصديد
ولاذت طيور بذاكرتي
عساها تبدد ليل الشريد
فتحمل شمسا بأكبادها
لعل تذوب هذا الجليد
ولكناها غير عـائـدة
إلى زمن سلبوه العبيد
فلم يبقى إلاي في زمني
يخبئ فيك ضياء تليــد
كمن بات يخفي لواعجه
بعمق المرايا لصبح وليد
ومستعرضا فيك أحشاءه
عساه يضئ كهوف القصيد
وملتحفا بشجون الثرى
يفسر للكون سرا عتيد
يوزع بين الورى بشره
ويفضحه الجرح أني يميد
وها يستلذ حديث الشغاف
إذا الصمت مل شجون النشيد
تناشده بالهوى ناقة
تنكرها الدرب حضر وبيد
تخبئ فينا اخضرار القرون
تبدلها العصر جسرا صهيد
يكاثرها أمل وعلى
خطاها انتهت قصة للعبيد
فجدّ لها الدرب أزمنة
تآكل فيها المدى بالصديد
فرجت على دمها هلعا
عسى أن تسد رؤاها الوريد
فلم ترتضي الغيم غيم الخداع
وما يستميل خطاها الوعيد
تمايل فيها اخضرار الهوى
فطارحها الشوق غيثا مديد
وصوب التو ارق حف بها
حنين القبيلة صبحا عنيد
فلج لها الكهف أشباحه
وهربها كلبه بالوصيد
ودك على الأرض في سمعها
جدار ليأجوج يفل الحديد
ومأجوج من حولنا عابث
يدير الحياة كليل مريد
يميت و يحيي حيارى النفوس
يكور شمسا تلاشت قديد
مسيحا أتانا على دجل
إله يغازل ليل العبيد
فيشرب بحر الهوى دابة
تسحر أشواقنا من جديد
فيشربني الشوق أبعاده
على شفق من نزيف الوريد
وامضي إلى غاية في الضباب
أبث لظل الحياة القصيد
لترجع للكهف أشباحه
فيلجمه زبر للحديد
فتسمو على الأرض عمقنا
رواس من النور كيلا تميد
فتورق في الذات أشجارها
تبوح لديك بما لا أعيد
تفتح شباك ذاكرتي
تغسل عمرا و قلبا عميد
وها أرتمي في هواك صريع
و لكنني رغم صحوي بعيد
تلفت خلفي لكيلا أرى
طلول الحياة كحلم طريد
يقدم للأفق أعذاره
على يقظة لزمان بليد
أعود فلا بد لي أن أعود
وها خبري النجم ماذا أريد
أعود وبي ظمأ قاتل
و إن الهوى فيك غيثا مديد
حنانيك لو تعلمين الجديد
حنانيك هذا الهوى لا يبيد