(((آثار أقدام النزوح)))
--------------------
آثار أقدام النزوح تَشَقَّقَ القلب الشقي يلم بعض شتاته الغزِّيِّ ملء شتاته الغزِّيِّ والدرب الثقيل يذر أقدام النزوح تناسل الرمل الشقي تكثفت تلك الأصابع في ثبات حين يكتظ الحصار وسَمُّهُ المكتظ من وسع الأماني ضاقت الدنيا وضاقت عندَ يشتد الحصار وعند ضيق السَّمِّ تكتظ الأماني طفلة غزِّيَّةَ العينين عند التيه تسري ليلها تسري الشتات تلمه وسع اليدين تضمه وشتات هذا الكون في عينين من نور الدموع تسيل ملء الرمل وسع المشي في أقدامها عينان حافيتان في ليل الحصار تنير كل النازحين بعودة بشرى بموت أبيض ملء البراءة ودعت لون الطفولة حزنها حزن الأصابع يكتب الوجع الممض ويكتب الرمل الشقي البؤس في عينين عاريتين حافيتين من حلم الطفولة كم مشت وعدا وكم كم قدمت للوعد نزفا شامخا عينان نازفتان خاليتان من طعم الطفولة كم مشت تلك الأصابع وعدها بالنزف في الوطن المدبب بالحصار وضاقت الدنيا وضاق الحلم وامتد الحصار وحاصر الرمل الشتات وشابت الخطوات ترصد تيهها وتسير تقفو الموت نحو الموت عند الموت آثار النزوح تقضني وتقض عيني بالشرود تردني للرمل يحكي قصة النزحوت يلعنني وأعلن لعنتي للكل في لغتي وأكتبني بلعن صارخ هل تيمة الشعر الغبي تقولني حقا تقول الحزن في قدمين عاريتين في جوع الطريق تقولها حقا تقول النزف حين تفور بي الكلمات تنزفها وتنزفني على وتر الرجوع تعيدني للجبن كم جبنت حروفي الآن في جوع الطريق وليتني كنت الطريق تدوسني الكلمات في صمت الأصابع إذ تقول الشعر في صمت بليغ السمت أجلى من خيوط الشمس في كبد الحقيقة هل أقول الشعر لا حتما أقول:تدوسني الكلمات في شعر الأصابع إذ تقول الظلم في أقصى الكلام تقوله وتنير في أدنى الكلام تقوله صوبي وصوب الكون تلعننا جميعا تلعن التطبيع في شرق الخيانة في خليج الموت في ربع الخراب وتلعن الإنسان في موت الضمير وتلعن الأعراب في الطوق الذليل الريع يحكم قبضة الهمجي يحكمها بأيد من حديد البدو عند تصهين النعرات في ربع الخراب
***
الزردومي يوم الإثنين 29 سبتمبر 2025
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: (((آثار أقدام النزوح)))
تحياتي لك أخي العزيز الشاعر أستاذ عادل
وقفت طويلاً هنا.. ثم وقفت مجدداً .. قرأت وأعدت القراءة
هل بكيتُ؟
نعم بكيت.. سالت دموعي لأكثر من سبب
منذ زمن طويل .. طويل طول الصبر والجراح ..
لما قبل 2011 .. كان طلعت هنا وكانت القصيدة المدورة
قرأت مرات .. المرة الأولى كانت أنا.. والثانية كأني تقمصت طلعت في قراءتها
والثالثة والرابعة كنت أتابع اللحن / الوزن يعزف على وتر الحزن الدامي الذي يفجعنا ويجلدنا بسياطه..
شكراً على كل هذا الحزن .. على هذا الإبداع ..
طفلة غزِّيَّةَ العينين عند التيه تسري ليلها تسري الشتات تلمه وسع اليدين تضمه وشتات هذا الكون في عينين من نور الدموع تسيل ملء الرمل وسع المشي في أقدامها عينان حافيتان في ليل الحصار تنير كل النازحين
عينان حافيتان في ليل الحصار
مذهل التعبير وموجع حد الفجيعة التي نعيش طقوس آلامها ونكتوي بنارها كل يوم
عميق تقديري لك