محاولة اغتيال حامد كرزاي: القيمة المنعدمة للعمالة؟

[align=justify]

لم يعد خافيا أن حلف الناتو يواجه صعوبات عميقة بعد البعث الذي سرى في صفوف مجندي طالبان، حيث تكررت نفس القصة في العراق، فبعد وقت قصير لا يتجاوز الأربع و عشرين ساعة من اعلان جورج بوش عن هزيمة العراق، انطلقت عمليات المقاومة. هذه الملاحظة التي لا تمنحها الكتابات التي، تتناول تطورات مشروع مكافحة الارهاب، الأهمية التي تستحقها تكشف مدى الأخطاء التي تصاب بها دائما المخططات الأمريكية، فالإخفاق الذي مني به أسلوب الحرب النظامية في أفغانستان أعيد استخدامه خلال العدوان على العراق. يبدو جليا أن الإدارة الأمريكية لا تستفيد من أخطائها التاريخية السابقة، و تبقى المصلحة الكلمة السحرية التي تجتاز أي تكلفة مهما كانت درجة جسامتها. الخطأ في محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني لا يرتبط مطلقا بالخطة الشمولية للأمريكيين، فباستطاعتهم أن يصنعوا آلاف النسخ عن حامد كرزاي و مالكي و عبد العزيز حكيم و موفق ربيعي و طالباني، هؤلاء مجرد مأمورين بسطاء و قد قذف بهم الى الموت في مناسبات مكشوفة و مستترة.

يجدر بحامد كرزاي أن يفكر مليا و يتحرر لفترة زمنية ضئيلة من سجن العمالة الإرادي الذي حبس نفسه في غياهبه. أفغانستان التي يعتبر رئيس نظامها السياسي تعيش حالة اضطراب مستمرة، إذ يتساقط كل يوم مئات الجرحى و القتلى. يتوجب على كرزاي و كل الكراكيز التي ابتدعتها الحركة الإمبريالية أن يجيبوا عن سؤال وحيد: لماذا يدفعني الإمبريالي إلى لقاءات جماهيرية تحت ظروف بعيدة عن الاستقرار؟ قد يكون الجواب إن العميل يتقدم لمخاطبة شعبه و أن الإحتكاك المباشر بيوميات المواطن قرار صادر عنه بوصفه زعيم دولة مستقلة؟ فليتفحص محيطه الضيق، لينظر بأناة الى حدود نظره القصير ليدرك بكل السهولة الممكنة أن دبابات و عناصر جيش أجنبي هم المسؤولون عن حمايته، ممن؟ من الشعب الذي يريد أن يقتله و يريق دمائه. من المحتمل أن تفسير اسهاب الإمبرياليين في احاطة عملائهم بمشاهد التسلح الرهيب يتوخي تفادي أدنى استفاقة مفاجئة للضمير تؤدي بلا ريب إلى حدوث الكارثة. أ لا تجول مثل هذه الاستفهامات الحيوية في ذهن العميل؟ أ لا يدرك بكل اختصار أنه :"لا شيء"، بل إنه أقل من اللاشيء، فالإمبريالي يلقي به إلى ساحة المصرع و هو راض. تصوروا حامد كرزاي يقرأ أخبار الواقع الأفغاني الحالك: انفجارات و عنف بلا انقطاع( ما يسميه الامبريالي العنف و الارهاب و ما نسميه مقاومة أو المؤشر المطلق على حياة الشعب، فمن المشهور أن المقياس الشرعي لدينامية الشعب يلمس في مواقف النداء الوطني بمختلف مستوياتها التي تصعب المفاضلة بينها)، ثم يستجيب لأمر أمريكي بضرورة حضور تجمع عام؟ لا أريد أن أفترض أن السيد كرزاي قرر بمفرده و بمعزل عن املاءات الناتو، لأنه يكون في هذه الحالة أعظم معتوه في العالم.

لقد ألقوا بك يا سيادة الرئيس كرزاي باطمئنان الى الهلاك المروع، حكمت على نفسك بالموت المتباطىء منذ أن اختاروك رئيسا لدولة بنيت على جماجم الأبرياء و وافقت. انطلاقا من موافقتك على تحمل تبعات منصب دموي، فإن أسئلة الكرامة و النقد الذاتي لن تكون واردة ضمن دائرة اهتماماتك. فإذا كنت أنت لا تهتم بحياتك فلا تنتظر من الآخرين أن يهتموا بها.

[/align]

[نصيرة تختوخ]

الأستاذ الكريم هشام البرجاوي
جملة وردت في كتاب ملك الخواتمLord of the rings : الخائن يستطيع أن يخون نفسه و يسدي لنا جميلا .
هذا يشبه ما تنصح به العملاء أن يخونوا خيانتهم و يرحلوا ليوفروا أرواحهم المهددة دوما وهي أثمن ما يملكون.
دمت بخير و أعانك الله.

[align=justify]
عبارة جميلة أستاذة نصيرة، عزفت منذ وقت طويل عن متابعة الأفلام الغربية و العربية، أفضل الكتابة الفكرية و أهتم بالبرامج الوثائقية عن الاشكاليات العلمية العميقة التي تلوح بمصير قاتم للإنسانية، على الأقل أنخرط في المتاهات الابستمولوجية.
كرزاي يدرك أنه عميل، لقد دفعه الأمريكان إلى لقاء علني في ظروف خطيرة، قد يكون قرار الخروج على الملأ الذي يمقته ذاتيا، في هذه الحالة لن يكون عميلا مكيافلليا و إنما متسولا بسيطا.
[/align]
لك تحياتي.