صباحات يوم عادي
استيقظت مكفهرة المزاج ... ضائقة الروح، منقيضة الصدر .. تمطت . أتنهض من السرير ... أم تعاند نفسها وتهرب فوق صهوات نوممفتعل ... تركض به في سماءات الكون ، تبحث في نهارات أيامها عن جديد . قررت النهوض .... حوقلت ... بسملت واستنجدت بكل الأنبياء والصالحين .
خرجت من غرفتها الىالحمام وبقايا النوم تلتصق بعينيها فاذا برائحة عطره تسكن الجدران ... مازالت تقبضعلى أنفاسه فكل جزء منها يدل على أنه مر من هنا . شعرت بأنها تشتاق إليه . دخلتغرفة ابنتها ... فوضى عارمة ... ثياب مرمية بنزق ... أحذية مقلوبة بإستعجال و جواربمفرودة وجوارير مفتوحة ومكتب ينوء بما يحمل .... كتب ... و دفاتر مبعثرة ، مفتوحةمغلقة ... أقلام متناثرة وسرير يستنجد . آه ... من كل ذلك . قررت أن تدع الغرفةوتمضي . لاتستطيع ... كم تريد ؟ ... ولكن لاتستطيع .
علقت ... أغلقت ... رتبت ... أمسكت بشرائطها المتناثرة ... ضمتها بين يديها انهم لحلوتها التي تكبريوماً بعد يوم ، وتفاجئها بأسئلتها ... بفكرها .... وحديثها . فكل مرة تتحدثان سوية، تشعر بجسور صداقة تمتد بينهما بطول العمروعرضه .
ضمت قميص نومها ... مازال يحمل بقايا دفء جسدها الغض وقليلاً من عطرها . علقته ، فتدلى كمنارة تطل علىالأفق . أعادت الجوارب الى أدراجها ... فوجدت ألوانها تحمل لون ربيع عمر حبيبتها ،فكلها زاهية تليق بها .
أغلقت الكتب ، فتعانقت عيناها بحروف خطها المنمنمالجميل ، إنها تكتب على هوامش الكتاب شرحاً تعرف معناه وتفك طلاسمه بنفسها .
رتبت السرير ....أعادت الدمى عليه كما تحب حبيبتها ، فهي عندما تتحدث ، تحبأن تعانق دبها الأثير ، ربما تشعر بأن له نبض يسير، أو أنها ترتاح عليه فتستكين ،أم أنه يشجع ، يرتب أفكارها ، فتستنير ، ربما .... لاتعلم .
خرجت من الغرفةبمزاج رائق جميل ... لتتابع يومها العادي ومهامها الكبيرة في بيتها الصغير .
عنايت بازرباشي ©