الاخر
ثمة صوت يبدد سكون الليل، يشبه صوت دقات الساعة فى انتظامه و رتابته، لكنه صوت آخر0
يبدأ الصوت خافتا ثم يعلو تدريجيا0
يستفزنى الصوت، يؤرقنى، أبحث عن مصدره لأخرسه0
مصدره رجل يعتلى جدار منزل قديم، يضرب الجدار بمعوله، يئن الجدار ويتهاوى0
تتساقط الاحجار، بالأرض ترتطم0 يتناثر الغبار، يملأ الفضاء فيضيق صدر الرجل، يسعل، يبصق ويظل يضرب
بمعوله0
تتهاوى الاحجار، يتسع الشرخ فى الجدار، يصبح كفم وحش أسطورى، و000وفجأة ينفتح الفم عن آخره0
يبتلع الرجل والمعول0 يصرخ الرجل صرخة وحيدة،
مذعورة، ويائسة0
ثوان وأصبح المنزل القديم مقبرة0
* * *
شاركت فى رفع الانقاض وجثة الرجل، خلصت المعول من يده وتركتهم يذهبون به الى قبر آخر أكثر عتامة وقتامة0
شيء ما دفعنى للبقاء بعد انصراف الجميع، بحثت بين الانقاض0 لم يكن هناك الا التراب و بعضه اكتسب لزوجة من أثر اختلاطه بالدم0
كان التراب طريا ، وجدتنى أمد يدى ، أقبض قبضات من التراب المتشرب بالدم، وأصنع منه رجلا لا يشبه الرجل الآخر0
أكره الرجل الآخر، لا أعرف سر كراهيتى له0 أيضا لا أعرف ان كان رجل الطين المتشرب بالدم يشبهه أم لا0
* * *
وجدتنى أضغط رجل الطين المتشرب بالدم بين أصابعى بقوة، أسمعه يتأوه ويصرخ0 أرتعد وأرميه0 يرتطم بالارض فيئن، أفزع وأجرى0
لم أبتعد كثيرا، ثمة شيء دفعنى للتوقف ، والالتفات خلفى رأيته يحبو ويستغيث0
دنوت منه، رفعته عن الارض، تبينت ملامحه، انه يشبهنى، لا ، ليس الامر مجرد شبه، انه انا ، نعم هو أنا0 يبتسم لى فأسأله ان كان الآخر أيضا أنا، يهز رأسه مجيبا بنعم، لا أصدقه، أرميه وأجرى0
أريد الهرب منه ، أنظر للخلف فأراه يتعقبنى، أظل أجرى ولامفر0
لامفر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|