[align=justify]دار الحياة.. أبى محبو الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش إلا أن يكون حاضراً رغم غيابه..واقفاً هنا عند هذا الجدار... من خلال صورة طولية عائدة له... وكأنه يقول..."ليأت الحصار... جسدي هو الأسوار"..
وقف هنا محمود درويش حالماً بالزنابق البيضاء... وبغصن زيتون... وبزهر ليمون... هنا عند منحدرات التلال وأمام الغروب وفوهة الوقت... قرب بساتين مقطوعة الظل... وقف ليربي الأمل... قائلاً لشعبه: "واقفون هنا... لنا هدف واحد... أن نكون... ومن بعده نحن مختلفون على كل شيء..."
ولعل مَن رسم صورة درويش أمل في أن تسهم صورة الشاعر في تخفيف وطأة هذا الزمان... وفي تنظيف حمأة هذا المكان... كي يحس المحاصِر بأنه المحاصَر... وربما أراد أن يكون درويش وفي حضرة الغياب... أن يكون شاهداً حين سيأتي ذلك اليوم الذي سيسقط فيه جدار الفصل العنصري هذا...
ظلام ظلام ظلام..
نجاة اللون من التأويل، وخيال يهب الأعشى ما فاته من فروق الإملاء ومساواة ترجح كفة الخطأ..
لو خلا الليل منا لعاد صيادو الأشباح إلى ثكناتهم خائبين.. ولو خلا الليل منهم لعدنا إلى بيوتنا سالمين
الأشجار سوداء عمياء بلا أسماء وبلا ظلال.. وفي كل حجر سرّ ما..
كأن الموت الذي لم تره من قبل ينصب فخاخه بدهاء تامّ السرية..
فماذا تفعل في هذا الخلاء الكامل لو نقصت هذه القافلة الصغيرة؟
ومن أية جهة تنجو، وماذا تفعل بنجاتك؟
إلى أين تأخذها وأنت لا تعرف أي طريق؟
لم تفكر بموتك أنت.. فما زلت صغيراً على هذه التجربة..
إذ لم تدرك بعد أن بمقدور الصغار أيضاً أن يموتوا..
لكن كيف تمضي وحيداً إلىحياة لا تعرفها ولا تعرف مكانها؟