أنها الواحدة والنصف صباحاً – 1:36 am - , في ليلة ماطرة , خلف دهاليز الظلام ... هناك حيث أبو فهد والعيال يمارسون هوايتهم ...
وهواية باقي الناس في هذه البلدة !
.
.
.
العيش بلا هدف , ولكن بترف
.
يسأل – واحد من العيال – أبو فهد عن أحوال وظيفته الجديدة , حارس أمن في البنك اليهودي الملعون والدين العربي .
يجيبه أبو فهد وهو يسن جمجمته مكشراً عن أنيابه الصفراء المرعبة , المتهالكة , ذات الألوان الدكنة ,نافثاً هواءً نابعاً
من أعماق جسده بنكهة السجائر النتنة , مطمئناً أصحابه أنه يستطيع الصمود إلى نهاية الأسبوع قبل اكتشاف أمره .
.
أبو فهد : يلآ ياعيال بخاطركوم
.
((أبو فهد يستأذن من أصحابه ,ويبدوا عليه أعراض الاستعمار اليهودي التركي !))
.
العيال : الله معك
.
السادسة والأربع وعشرون دقيقة – 6:24 am - يطلق المنبه صريراً مزعجاً للغاية , مطلقاً العصافير مفزوعة من على الأشجار , يستمر هذا الصرير لوهلة من الوقت , يكشف أبو فهد جفونه من على عيونه ببطء
.
الرؤية ليست واضحة بما فيه الكفاية ليدرك أبو فهد أن الساعة تشير إلى 6:46 صباحاً .
.
بعد خروج أبو فهد إلى العمل أدرك أنه ليس الوحيد المتأخر , فلسخرية الأمر أن جميع سكان البلدة استيقظوا في الساعة السادسة والأربع وعشرون دقيقة – 6:24 am - بالإضافة إلى سلوكهم عبر نفس الشارع !
تصطف السيارات بصورة عشوائية , يبدوا أنه حادث مره أخرى ... أبو فهد يكلم أبو فهد .
بعد مضيء ربع ساعة اتضح الخلل !
سيارة كبيرة الحجم سوداء اللون تمتد لأربعة عشر متراً للأمام , يقودها شخص بنقالي الجنسية , وقد حصل على رخصته بعد خروجه من السجن مباشرة ... بل يقال أنه حصل عليها من داخل السجن في بنغلاديش .
.
والغريب في الأمر أن الراكب داخل هذه السيارة كانت طفلة ذات أربعة عشر ربيعاً , تذهب في نزهة صباحية !
.
الثامنة والخمس أربعون دقيقة – 8:45 am - يفرغ أبو فهد من عمله , يستلقى على مكتبة الخلفي ويتناول الجريدة
تدور عقارب الساعة ربع دوره , ليرمى أبو فهد الجريدة مستعيذاً بالله مما قد قراء لتوه !
بل أنه أقتنع أنه أفضل حالاً , ولم يتوقع هذه الأحداث خلال يومه الماضي .
.
احتراق منزل , اغتصاب فتاه في عقر دارها , شذوذ , سرقة , تدنيس ... كل هذا يصدر من جريدة محلية مطبوعة في الخارج ! يتساءل أبو فهد كيف عرفت لندن عما يجري حوله , وهو كان بالأمس في نفس مكان الحدث !
.
.
.
.
موسيقى تبدءا خفيفة , زخات المطر متناثرة على زجاج البنك , ينظر أبو فهد إلى المارة وهو يتناول سيجارته في الخارج الموسيقى ترتفع قليلاً , لأحظ أبو فهد أن العالم لم يكن كما كان , فلم يعد أحد يلقى السلام , ولم يعد أحد يتكلم !!
لتسمع ما يقوله الناس , يجب أن تملك بلآك بيري !
.
.
.
لما لم يتزوج أبو فهد ؟
.
.
(( سؤال يُطرح من مقدم البرامج الوثائقية ,لهتلر مثلاُ ))
.
.
.
إذا رأت أهلُ بيتي الكيسَ ممتلئاً ********** تبسمت, ودنت منيً تمازحني
وإن رأته خَلًيــــا مــن دراهمـه ********** تجهمت, وانثنت عني تُقابحني
.
.
.
أبو فهد مهلاً ,لم لابتداء حياتك وتخطو خطوه للأمام على طريقه الناجحين !؟ ستحتاج إلى 1,286.45 – شيكل إسرائيلي فقط , يمكنك الحصول عليها من البنك الذي تعمل فيه – عفريت يُخـاطب أبو فهد - , قرقعه أصابع مع أبتسامه على طريقه الأشرار من أبو فهد .
.
.
.
.
مهلاً , يبدو أن الرجل يمد يده نحو درج المكتب , أنه يُخرج كتاب أخضر ,ذو نقوش عربية , تراكم فوقه الغبار ... كتاب لا يملكه أحد سواه ,يسمى المصحف الكريم ,القرآن .(( ماهو لازم علامه تعجب ))
بعد أن أصبحت التكنولوجيا متقدمه ,لم يعد هناك أي كتب ,كُلها رُفعت على أجهزه الحاسوب و البلآك بيري ,ولحسن الحظ ,أبو فهد ( مطفر )
.
.
.
.
***
- بعد مرور ثلاث سنوات و ستة أشهر ....
تقف سيارة - من طراز بي أم دبليو 1993 – يترجل منها رجل ,مربع الوجه ,حليق الذقن , يتكئ على الجدار ليشعل سيجارته ويأمر ثلاث رجل بالترجل والذهاب من السيارة .
.
.
.
.
.
العاشرة صباحاً – 10:00 am - يجثو أبو فهد على ركبتيه ,مغموم العينين , مكبل اليدين بالسلاسل ,في حالة فوضوية جداً , ثيابه قصيرة , اكتسى الشعر لحيته , وتبدو على ملامح وجهه ابتسامه المُذنب .
اكتشفوا أمره ,كان يقاوم الاستعمار ...
.
.
.
.
.
.
.
# لم يحدث في التاريخ أن ثارت نملة واحدة على مملكه النمل ... والنتيجة أن النمل مازال إلى الآن نملاً ... وسيظل إلى الأبد ولن يتغير . #