[رمزت ابراهيم عليا]

الإرهابي

دخل عليه رجل متجهم الوجه ، مقطب الجبين ، وهو يحدق بعينين جامدتين ، بينما كان المعلم يشرح لطلابه درسا في النحو عن الأفعال الناقصة
قال الرجل القادم على غير موعد :
ـــ أنت المعلم وسام ؟
ـــ ابتسم قائلا أهلا وسهلا نعم هل لك ابن عندي في الصف
أمسك الرجل يده وجذبه شادا يده وهو يكزّ على أسنانه هامسا بشكل مسموع :
ـــ تعال معنا
أدرك وسام أنه مطلوب لفرع الأمن فالجميع يعرفون كيف يتصرفون ؟ ، وأن هذا الرجل أحد الزوار الممقوتين ، مشى وسام معه وهو لا يزال ممسكا يده
وخرج دون إخبار الإدارة وبقي سائرا حتى وصل إلى سيارة فيها عنصران ، ووسام يعرف نوع سياراتهم
دفعه رجل آخر إلى داخل السيارة وأجلسوه وسطهما
قال في نفسه : أيظنون أني أقدر على الهرب والسيارة في هذه السرعة ووالله لو رميت نفسي لتمزقت ، ثم إني لم أفعل شيئا أحاسب عليه وجل همي في الحياة كسب رزقي ورزق طفلتي المولودة حديثا فانا غير منتسب إلى تنظيم من تلك التي يطلقون عليها الإرهاب وأسمع بهذا المصطلح من الإذاعات فقط
فليسألوني ما يريدون وسوف أجيبهم بوضوح أنني معلم لغة عربية وصاحب ضمير مهني في عملي وأسالوا عني الموجه والمدير، واطلبوا تقاريرهم عني منذ سنوات
وصلت السيارة ووقفت أمام باب يتمشى أمامه حارس شاهرا بندقيتة ، ترجل الثلاثة ودفعاه أمامهما ثم أجلسوه في غرفة خالية
كانوا يتناوبون بفتح باب الغرفة بقوة وينظرون إليه بعيون ذكرته بعيون كلب المختار الذي أصيب بداء الكلب واضطر صاحبه أن يقتله حتى لا يصيب الناس بهذا المرض الخطير
دخل واحد منهم وقال بصوت أجش مرعب : تعال
وساقه أمامه ، طرق باب غرفة وأدخله مكتبا ضخما وراءه رجل عريض المنكبين ينم وجهه عن جميع كوارث الطبيعة أو أن معظم أسرته ماتوا في وقت قريب كان يتحدث في الهاتف وقبل الانتهاء كشر عن أسنانه فيما يسمى ابتسامة
وقف وسام أمامه فشعر بيد تمسك كتفه وتجلسه بشدة على كرسي
بدأ الرجل القابع وراء الكرسي يبتسم ابتسامة الثعلب وهو يحدق في وجه وسام
ـــ إذن أنت وسام ؟
ـــ نعم أنا وسام مدرس لغة عربية متزوج و عندي بنت صغيرة
قال باستهزاء : وما اسمها ؟
ـــ اسمها : رانية يا سيدي
ـــ اخرس ولا تتكلم إلا بقدر السؤال
ـــ ما أخر درس علمته ؟
ـــ النحو
ــــ وكتبت : كان الزعيم عظيما
ـــ نعم يا سيدي ... وقال في سره متعجبا : لم اقل كان الزعيم حمــ .....................
ـــ وهل كان وانتهى الأمر أم لم يزل عظيما ؟ هذا كلام الإرهابيين
تلعثم في الكلام محاولا مسح الدم الذي سال من فمه وتخيل أن بغل المختار قد رفسه وكان بغلا ضخما قويا صاحبه يغذيه دوما على بيادر الآخرين ، وطالما تركه بين الزروع طوال اليوم ويعود عشية اليوم إلى مربطه
ـــ نعم ... لا .. نع .... ل ..... لع ... نلا ....
ارتسمت أمام عينيه صورة طفلته مهتزة مشوشة ورأى بوضوح بغل المختار يكاد يرفسها

وسقط على الأرض دون أن يسمع أو يرى



رمزت عليا

[فاطمة البشر]

ليس بوسعي أن أقول شيئا
فقط أصبح هذا واقع أمتنا العربية ..... للأسف ..
طرحت القصة بأسلوب رآئع
وأذهلنا سبب أخذ المعلم
وفقت عزيزي بهذا الطرح
سلمت يمينك
ودي ووردي

[رمزت ابراهيم عليا]

الأخت فاطمة البشر
تحيتي من صبح لأمل لا نرى فيه مثل هذه الواقعة
وألف شكر لمرورك
مررت فعبق المكان بعبير نبضك


دمت

رمزت

[Arouba Shankan]

[align=center][table1="width:95%;background-color:sandybrown;"][cell="filter:;"][align=center]لكنك تجرأت ،،وأفصحت علنا عن حال وصلت إليه الكلمة
إذا هناك متسع من الحريات ،لم يُخمد بعد

تحيتي[/align][/cell][/table1][/align]

[رمزت ابراهيم عليا]

الأخت arouba
تحية لك
وتحية لمرورك
ولكنني عذرا لقصوري عن فهم مرادك من هذا القول


رمزت

[حسن ابراهيم سمعون]

ألا تدري , أيها الشاعر , والقاص بأن
بغل المختار ,, مختار البغال
وكلبه مختار الكلاب.
وديك الشيخ ,, شيخ الديوك ..
مسكين هذا الوسام , لم لم يستخدم مازال ....
جميلة هذه الآه ,,,
لك محبتي , وتقديري
حسن

[رمزت ابراهيم عليا]

أخي حسن
صباح الياسمين المعرّش على ضفاف روحك
صباح أنسام تهب علينا من عبق الوطن المدمى
من أريج القرية المعلقة بين سحائب النور وعمق الشعور
تحية الحب

دمت أخا

رمزت

[نصيرة تختوخ]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]سرد شيق أستاذ رمزت. ماأتعس هذا الواقع الذي وصفت الذي ترفس فيه الكرامـة ولا يعرف فيه إنسان يناضل من أجل لقمة العيش ذنبه.
تقديري لما جاد به قلمك وتحيتي.[/align][/cell][/table1][/align]

[وسام أحمد]

ومازالت الأنظمة القمعية تمارس نفس الأساليب الدنيئة
هذا حالهم وديدنهم في كل زمان ومكان والضحية
هو المواطن البريء الذي لا ذنب له إلا أنه ( ماشي جنب الحيط )
تقديري أستاذ على هذه القصة المعبرة عن وجعنا العربي