قصيدة : التّائية ... في مدح خيرِ البريّة
لسيّدي الوالد الشّاعر الإسلامي الرّاحل
محمد خير الدّين إسبير ـــ يرحمــه الله
*
1893 ــ 1971
[read]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
بَزَغَتْ شُموسُ كمالِ حُسْنِ أحِبَّتـــي*** فغَدَوْتُ نَشواناً براحِ محَبَّتـــــــــي
*
مَلَكوا جَناني والحِجا ، لَمّا بَـــــــدَتْ*** أنوارُ أوصافٍ لَهُمْ في نَشأتــــــي
*
ماحِيلَتي والحُبُّ أضنَى مُهْجَتــــــي*** والدَّمْعُ يَهْطِلُ مِنْ تَلَهُّبِ زَفْرَتـــي
*
ذُلّي بِهِمْ عِزٌّ عَسَى أجِدُ الرِّضـــــا ***وتواضُعي في الحُبِّ مَظْهَرُ رِفْعَتي
*
والشَّوْقُ مِنْ ألَمِ البُعادِ أَلَمَّ بـــــــــي*** والجِسْمُ أضْحَى ناحِلاً مِنْ لَوعَــتي
*
والصَّبْرُ فَرَّ معَ الرّقادِ مِنَ الجـــَوَى*** والقَلْبُ ذابَ مِنَ الجفا، واحَسْرتـــي
*
بالّلهِ جودوا لَوْ بِطَيْفِ خَيالِكُـــــــــمْ*** كَي يَنْجَلي عَنّي ظَلامُ الوَحشـــــــَةِ
*
فالنّأيُ نارٌ لا أطيقُ عَذابَهـــــــــــــا*** والوَصْلُ مِنْكُمْ فيهِ حَقّاً جَنَّتـــــــــي
*
إنّـي علَيـلٌ والدَّواءُ لِقاؤُكــــــــــُمْ*** وبِطِيبِهِ عَيْنُ الشِّفاءِ لِعِلّتــــــــــي
*
أنْتُمْ أحِبّائـي وإنْ طالَ النّـــــــــَوى*** والّلهُ يَعْلَمُ ماحَوَتْهُ سَريرَتـــــــي
*
والرُّوحُ حَنَّتْ مِنْ(ألَستُ بِربِّكُــــــمْ)*** وإليكُمُ مالَتْ، وفيكُمْ سُــــــــــــرَّتِ
*
إنّي علَى عَهْدِ الوَفــا لا أنْثَنــــــــي *** دَوماً وفي مَوتي ويَومَ الحَسْـــــرَةِ
*
فَعَسَى لِعَيْني أنْ تَرَى أنوارَكُـــــــمْ *** قَبْلَ المَماتِ أيا صِحابَ الحُجْــــرَةِ
*
وإذا ظَفِرْتُ ، فسَوْفَ أدْخُلُ خاشِعاً *** وبُطُهْرِ أعتابٍ أُمَرِّغُ وجْنتـــــــي
*
وأشُمُّ أرْضاً ضاعَ فَـوْحُ طُيوبِهـــــا *** فهيَ الّتي ضَمَّتْ حَبيبَ الأُمـــــّةِ
*
وأَخُرُّ حَمْـداً ساجِـداً لِلّهِ مــــــــــذْ *** أحظَى وأهنأُ في بَهـاءِ الرَّوضَـــةِ
*
وأبُثُّ مِنْ شَجَنٍ بقَلْـبي كامِـــــــنٌ *** وأبوحُ مِنْ خَلْفِ السِّتارِ بِحُرْقَتــي
*
وهناكَ أشْرَبُ مِنْ سُلافَةِ أُنسِكُـــمْ *** وأهيمُ نَشواناً بتِلْكَ الحَضْـــــرَةِ
*
يامَنْ تَحَجَّبَ شَخصُـهُ لكنّمــــــــــا *** أنوارُهُ ظَهَرَتْ بِسِرِّ سَريرَتــــــي
*
أظْهَرْتَ دِيْنَ الحقِّ ياخَيْرَ الـوَرَى *** وَوأدْتَ شِرْكاً في غَياهِبِ حُفْرَةِ
*
وهَديتَ أفئدةَ الّذينَ مضَوْا إلـَــى *** مِنْهاجِ شَرْعِكَ بالهُدَى والحُجَّـــةِ
*
أنْتَ الّذي بِكَ قدْ زَهَتْ أوقاتُنـــــا *** وتلألأتْ مِنْ نورِ تِلكَ الطَّلْعَــــــةِ
*
حُزْتَ الفضائلَ والمَكارِمَ والعُلـى *** فَعليكَ يامُخْتـارُ خَيـْرُ تَحِيّــــــــــَةِ
*
أرْجو الإلهَ بِجاهِكُمْ مِنْ فَضْلِــــــهِ *** حُسْنَ الخِتامِ وأُنْسَهُ بِمَنِيَّتـــــي
*
والعَـوْنَ لي في حَلِّ عُقْدَةِ مَنْطِقـي *** عندَ السّؤالِ إذا ثويتُ بِحُفْرَتـــيِ
*
وأرَى ظَلامَ القَبْرِ نوراً ساطِعــــــاً *** فالنّورُ مِنْكُمْ ، والمَحَبَّةُ رَوضَتـي
*
وبِعالَمِ الأرواحِ مُنّوا بالّلِقـــــــــا *** لاتَقْطَعوا بالّلهِ حَبْلَ مَوَدَّتـــــــي
*
وأرومُ يَوْمَ الحَشْـرِ مِنْكَ شَفاعَـةً *** أنْتَ الشَّفيعُ بِمَنْ أتَى بالسُّنـــــَةِ
*
يامنْ سَمَتْ فوق العلا أنوارُهــــــمْ *** فالعيْنُ في أوصافكم قدْ قـــــرّتِ
*
طيبُ المحبّةِ في عروقي قد جرى *** وسرى بسائر أضلعي وسريرتي
*
فالوجْد نهجي واشتياقي كامــــــنٌ *** ومحبّتي هي سنّتي وفريضتـــي
*
يأيّها الّلاحي فدعْ ما تدّعـــــــــــي *** واقصرْ ملامكَ واستجب لنصيحتي
*
لوكنتَ تدري أو ترَى ما قـــد أرى*** لعشقْتَ ثمّ عذرتني في لوعتــــي
*
فارجع عن التّضليلِ، كن ذا يقظــةٍ *** قبل المنيّةِ لاتكن ذا غفلــــــــــــةِ
*
أنا كيفَ أسلـوْ حبّـــــــــــهُ وودادَهُ *** والحبّ ممزوجٌ بأصلِ جبلّتــــــي
*
هذا الّذي نشرَ المكـارمَ والهــــدى *** وبهِ الفضائلَ في الدّنا قدْ عمّــــتِ
*
وكلامُ ربّكَ خير معجزةٍ لــــــــــهُ *** فهُداهُ نهجي في الحياة وسنّتــي
*
هو خيرُ مبعوثٍ أتانا رحمــــــــــةً *** للعالميْنَ ، لنشرِ خيرِ الدّعـــــوةِ
*
بالعقْلِ لابالسّيفِ قد نشَرَ الهـــدى *** فالسّيفُ كانَ لمنْ أتى بعــــداوةِ
*
فعليهِ صلّى الله مانــــورٌ بـــــــــدا *** وعليهِ خـــيرُ تحيّــــةٍ أبديّــــــةِ
* [/read]
**************