التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,659
عدد  مرات الظهور : 163,088,051

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > الدراسات > دراسات أدبية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24 / 03 / 2010, 22 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي -
اضمحلال للمجتمع المدني !!


نبيل عودة

هل يمكن وصف المجتمعات العربية بأنها مجتمعات ثقافية؟
يبدو السؤال من البديهيات ، فمن يجرؤ على انكار الثقافة العربية ؟ و نشوء مثقفين عرب ، وانتاج ثقافي عربي بعضه يترجم للغات الأجنبية ، ويعتبر ضمن الابداعات الثقافية الهامة في عالمنا المعاصر ؟
حقا توجد تفاوتات واضحة وعميقة بين المستويات الثقافية في مجتمعات العالم العربي ، تفاوتات بين المراكز والضواحي ، اذا صح هذا التعبير ، اذا اعتبرنا ان القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد تشكل المراكز ، فسائر العواصم العربية ما تزال تدور في فلك مراكزها .
ما هو المعيار لمدى ثقافية المجتمع؟ لمدى مشاركته في النهضة الثقافية لأفراده ؟ وانا أستعمل الثقافة مجازا للتعبير عن كل ما يمت لابداع الانسان الاجتماعي، من فنون وعلوم وأداب وتقنية واقتصاد ورفاه اجتماعي .
الغرب يستعمل اصطلاحين للدلالة على الثقافة ، اصطلاح الثقافة واصطلاح الحضارة . الثقافة تدل على الابداع الروحي من فن وقصة وشعر ومسرح وسينما وموسيقى ورقص ، والحضارة تدل على الابداع المادي من تطوير صناعي وعلمي وتقنيات رفيعة تعطي لمجتمعها اسباب القوة والرفاهية والأمن في جميع المجالات ، الاجتماعية والغذائية والصحية والعسكرية.
نحن العرب نستعمل الثقافة للدلالة على شكلين من الابداع ، الابداع الروحي ( الابداع الأدبي والفني ) والابداع المادي ( ما ينتجه المجتمع من خيرات مادية – علوم وتكنلوجيا واقتصاد ). ولكن كثيرا ما نفهم الاصطلاح بمفهومه الروحي فقط ، خاصة في ظل غياب دائم للانتاج المادي في العالم العربي أو تدني مستواه والاعتماد على استيراد الضروريات المادية من الغرب..
ان استعمالنا لمفهوم الحضارة ، لوصف حالتنا الاجتماعية فيها الكثير من عدم المطابقة. ببساطة أنا لا أرى حضارة . لا أرى ان مجتمعاتنا العربية أنجزت ولو القليل الذي يضعها على خارطة الابداع العلمي والتقني ( الحضاري ). لا أر ان مجتمعاتنا ساهمت في حركة النهضة والتنوير ، التي غيرت وجه اوروبا ، ومن ثم وجه العالم ، رغم ان فلسفة ابن رشد ( التي تطورت في العصر الذهبي للحكم العربي في الأندلس ) تعتبر فلسفة تنويرية عقلانية تركت أثرها على الفكر التنويري والعقلاني الأوروبي، وان لاننسى ان العرب في وقته ، اعتبروه كافرا ، وما زالت حتى اليوم تيارات الفكر الماضوي والديني المتعصب تعتبر ابن رشد كافرا وزنديقا. فهل من المستهجن ان وجه مجتمعاتنا العربية وما يعرف بدول العالم الثالث ،ظلت متحجرة في مكانها ، عدا بعضها الذي بدا يلحق بحركة النهضة الحضارية والثقافية ، مثل الهند والصين والبرازيل وبعض دول جنوب شرق ؟!
لا أرى ان مجتمعاتنا العربية ، أضافت شيئا للنهضة الاوروبية التي انتشرت في العالم الواسع ، والتي بدأت منذ عصر الرنيسانس في القرن الرابع عشر وحتى القرن السادس عشر ، محدثة نقلة عظيمة لأوروبا من عصر القرون الوسطى وسيطرة عقلية محاكم التفتيش الكنسية ، الى العصر الحديث وبناء الأنظمة الدمقراطية الليبرالية التي حررت الانسان من عقلية العصور الوسطى الغيبية المغلقة . ولم تتوقف مسيرة النهضة الانسانية ، وراء عصر الرينسانس جاء عصر النهضة الاوروبية الأول ، نهضة أخرى متمثلة بالثورة الصناعية ومن ثم الثورة العلمية ، وصولا الى ثورة المعلومات والتكنلوجيات بالغة الدقة ، وما زلنا نواجه كل يوما مزيدا من الاكتشافات العلمية والتقنية والرقي للعقل البشري.
هل سألنا أنفسنا لماذا نحن في قاع الركب الحضاري ؟ لماذا نحن لا نساهم الا في الاستهلاك الحضاري ؟ لماذا نحن لا دور لنا في التصدير العلمي والتقنيات ؟ لماذا نحن لا نؤثر في برمجيات وسياسات عالمنا ؟ لماذا لا يحسب حسابنا من دول تعتمد في الطاقة على مصادر في بلادنا نملكها شكليا على الأقل ؟
هل سألتم أنفسكم لماذا تقبل الرواية الاسرائيلية وترفض الروايات العربية ؟ لماذا يقبل الخطاب السياسي الاسرائيلي ولا يستمع أحد لخطاب العرب السياسي ؟
هل سأل أحدكم نفسه كيف يصل الاسرائيليون للحصول على جوائز نوبل في العلوم والاقتصاد والطب والأدب ولا نجد اسما عربيا نرشحه ، الا اذا كان مغادرا لوطنه ويقوم بابحاثه ويعيش في بيئة غير عربية ؟
اذن هل يمكن وصف مجتمعتنا العربية بالمجتمعات الثقافية لآننا ننتج الأدب ، شعرا وقصة ومسرح ؟
حسنا ، الواقع العربي مخجل ، هناك 350 مليون عربي بينهم 60 % - 70% أميين ، وهذا لا يعني ان الآخرين يقرأون ويكتبون أو يفهمون المقروء. هناك أطفال لم يصلوا للمدارس بعد ، وهناك من يفكون الحرف ولا يدرجون ضمن الأميين . وهناك من لا يقدرون على تعبئة نموذج بسيط ، هم أيضا غير أميين ، وهل من يقرأ 100 كلمة في السنة ، يعتبر متعلما غير أمي؟
ما اريده هنا اثارة التفكير بماهية الثقافة العربية ، وقدرتها على التأثير الاجتماعي على المواطن العربية ، بغض النظرعن اسم الدولة او موقعها الجغرافي ؟
ان تأثير الثقافة العربية الروحية له مساحة ضيقة جدا ، وهذا نابع من غياب حركة نهوض حضاري في المجتمعات العربية. ومن غياب فلسفة عربية . لماذا لم تتطور فلسفة عربية ؟ كيف يمكن تطوير مجتمع وعلوم بدون فلسفة ؟ للفلسفة قيمة تتجاوز الثرثرة التي تفهم فيها الفلسفة حتى في أوساط بعض المثقفين.
الفلسفة هي القدرة على التفكير وفهم العمليات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وما شئتم ، اقرأوا ما يقول فيلسوف الثورة العلمية والحضارية الحديثة، الفرنسي رينيه ديكارت ::"لأن يحيى المرء بدون تفلسف هو حقا كمن يظل مغمضا عينيه لا يحاول أن يفتحهما، والتلذذ برؤية كل ما سيكشفه البصر ، لا يمكن أن يقارن بالرضى الذي ينال من معرفة الأشياء التي تنكشف لنا بالفلسفة".

حسنا ، نثرثر كثيرا حول تاريخنا الحضاري ، عدا الابداع الأدبي في العصر الجاهلي ، ثم في العصر العباسي ، وصولا الى الأندلس ، لا أجد ان العرب أنتجوا حضارة . ان تطور العلوم والموسيقة والفنون والترجمة ، في العصر العباسي الذهبي ، عصر هارون الرشيد وابنيه ، الأمين والمأمون ، كان عصر الانفتاح والحريات والتحرر من الكبت الديني ، واشراك القوميات والديانات الأخرى في النهضة الحضارية للدولة العباسية ، ومن ثم لدولة الأندلس ، اي ان الحضارة لم تكن نتاجا عربيا بقدر ما كانت استمرارا للحضارات التي ظهرت في ارض العراق عبر تاريخه الطويل ، من العصر الوثني ثم العصر المسيحي – الأشوري. والمتتبع للأسماء التي برزت في العلوم والطب والموسيقى ، وحتى في الشعر ، لا يحتاج الى مرشد مثلي ليعرف من أين جاءوا . ونفس الأمر ينسحب على الأندلس ، الحرية الدينية والانفتاح على حضارة الأسبان التي انتجت قبل الغزو الاسلامي ، هو وراء الانجازات الرائعة في كل مجالات العلوم والفنون والبناء والأدب والفلسفة والطب للدولة الأندلسية ، والتي انهارت مع تحولها الى دول طوائف ( 22 – 23 دولة متعادية ) منغلقة دينيا.
اذن المسألة تتعلق بالماهية الاجتماعية ، ومساحة الحرية التي يوفرها النظام لمجتمعه وانسانه.
هل يمكن ان تتطور حضارة مثلا في دولة مثل السعودية ، التي تضاعف دخلها عشرات المرات من ارتفاع أسعار النفط ؟
يمكن ان تظهر أعمال روائية جيدة ، هذا ممكن ويحدث فعلا .. اما ان تنشأ حضارة في جذورها تطوير الابحاث العلمية والتكنلوجيا وتحول الجامعات السعودية الى مراكز علمية وتعليمية مرموقة عالميا ، وتطوير اقتصاد معاصر لا يعتمد على بيع النفط ، الذي سيزول بعد عقود قد تطول وقد تقصر ، وتحول السعودية الى دولة تنتج بعض التكنلوجيات التي تستهلكها ، او نشوء جيل من الباحثين في مختلف مجالات العلوم والتكنلوجيا والتصنيع فهو الأمر المستحيل ، حتى لو وجدت العقول القادرة .
اذن لماذا نستهجن هجرة العقول العربية ؟ لماذا نستهجن وجود أكثر من 500 عقل مصري ، من أبرز الاختصاصات وأهمها في العالم ، في الدول الغربية وليس في مصر أو الدول العربية؟
هل اكتفينا بما نسمه بثرثرتنا :" حضارتنا العربية" ؟ أين هي جذور هذه الحضارة التي لم أجد عليها ولو شاهدا واحدا ، الا اذا اعتبرنا ان تراثنا الشعري والأدبي هو معيار حضارتنا الوحيد ؟
أين الحضارة العربية في مواجهة حضارات العراق القديمة ؟ في مواجهة حضارة مصر القديمة ؟ في مواجهة حضارة سوريا القديمة ؟ في مواجهة حضارة الكنعانيين القديمة ؟ في مواجهة حضارة اليونان القديمة ؟ في مواجهة حضارة الرومان القديمة ؟ في مواجهة حضارة الفرس القديمة ؟
أين الحضارة العربية في مواجهة عصر الرنيسانس في البندقية بين القرن 14 – 16 ؟ في مواجهة الثورة الصناعية الاوروبية ؟ في مواجهة الثورة العلمية والتكنلوجيا وثورة المعلومات التي تعصف بعالمنا وتتجاوز مجتمعاتنا ؟
أين الحضارة العربية من مجاراة الانطلاقة الحضارية العاصفة لدولة الصين الحديثة .. ودولة الهند الحديثة ؟ حتى سنغافورة الفقيرة تتطور وتنطلق نحو آفاق حضارية . وكوريا الجنوبية تتحول الى منتج تكنلوجيات راقية . وتايوان المحاصرة من الصين تتفوق على العالم العربي كله بانتاجها ؟
اسبانيا (المستعمرة العربية السابقة) يتجاوز انتاجها القومي الاجمالي انتاج كل الدول العربية. ايطاليا الصغيرة تصدر أكثر من 1.5 % من التصدير العالمي ، والعرب لا يتجاوز تصديرهم مع كل مليارات نفطهم ال 1.25% من التصدير العالمي.
لا اريد ان اقدم اسرائيل نموذجا حتى لا اتهم من قليلي العقل وفاقدي المنطق بمدح العدو، ولكن أكتفي بالقول ان مستوى حياة الانسان ، بما في ذلك العربي المواطن في اسرائيل ، يتجاوز بعشرات المرات مستوى حياة المواطن في سوريا مثلا ، أو في مصر ، او المواطن العادي حتى في دول النفط . هذا عدا الحقوق المدنية والاجتماعية والتأمينات الصحية وتأمينات العجز والشيخوخة ...
هل هذا نتيجة الحضارة أم التخلف الحضاري؟
وهل يساعد "التاريخ الحضاري المجيد" ، الذي يعيش الغيبيين على وقع أنغامه ، على اطعام الجياع العرب ومحو اميتهم ؟
وهل يساعد "التاريخ الحضاري المجيد " على تطوير اقتصاديات الدول العربية ومستواها التكنلوجي ؟
استمعت قل فترة الى حوار من قناة "الجزيرة " بين مفكرعلماني عربي ( لا أذكر اسمه ) والمفكر الاسلامي المصري محمد عمارة . محمد عمارة ثرثر حول الحضارة العربية وتجاوزها للحضارة الغربية الساقطة .. الخ . المفكر العلماني سأله : قل لي كيف وصلت من القاهرة الى قطر لتشارك في برنامج " الجزيرة " ؟ هل وصلت بواسطة الحضارة العربية أم بواسطة الحضارة الغربية ؟ واوضح ، حضارتنا العربية لم تتجاوز الجمل والحمار .. لو جئت على ظهر حمار لما وصلت خلال شهر ، بل جئت بطائرة من انتاج الحضارة الغربية ، لذلك وصلت خلال ساعتين .
نعود للسؤال الأول : هل يمكن وصف مجتمعاتنا العربية بانها مجتمعات ثقافية ؟
وما هي شروط نشوء مجتمع ثقافي أو مجتمع حضاري ؟
من الواضح ، من التجربة التاريخية للشعوب المختلفة ، و تجربتنا المريرة في السنوات الأخيرة ، داخل المجتمع العربي في اسرئيل ، ان غياب المجتمع المدني ، والعودة لسيادة العقلية العائلية - القبلية ، والطائفية ، او الدينية السلفية المغلقة ، هو في صميم غياب الحضارة وغياب الثقافة بمفهومها الاجتماعي وليس الفردي.
نحن أيضا لم نصل بعد لنكون شركاء كاملين في النهضة الحضارية داخل اسرائيل ، بعضها عوائق سلطوية وبعضها عوائق ذاتية أيضا ، ولكن الحقيقة المجردة ان بعض العقول العربية في اسرائيل تساهم في الكثير من مجالات تطوير الابحاث العلمية والاجتماعية والتقنية ، وبابحاث لها قيمة عالمية نادرة . وهناك أسماء تعتبر رائدة في الابحاث ، وتقدم لها من المؤسسات العلمية ، كل الامكانيات المادية ، وبمقاييس ضخمة جدا .
ولكن ما يقلقني ليس هذا الجانب الذي نتقدم فيه ببعض الصعوبات ، انما قضية واقعنا الاجتماعي كما يرتسم في السنوات الأخيرة.
مجتمعنا العربي الفلسطيني داخل اسرائيل لم يكن في تاريخه القصيرالممتد منذ ستة عقود ، مفسخا مجزءا متعاديا مثل ما هو عليه اليوم .
ان التجزئة في مجتمعنا ليست سياسية فقط ، التجزئة السياسية لا تخيفني ، بل من المفروض ان تطلق الحوار الفكري والاجتماعي وتحقق نهضة ثقافية سياسية فكرية اجتماعية نقدية واسعة ، غير ان ما حدث هو العكس تماما .
لم تتكاثر الأحزاب في مجتمعنا على قاعدة تطور مجتمعنا المدني الثقافي ، انما تكاثرت على قاعدة عائلية وطائفية بغيضة ، همشت مدنيتنا واعادتنا الى فكر داحس والغبراء *.
ان يقول شخص يدعي الماركسية والوطنية ، في جسم سياسي اساسي ، ان ارتفاع شأن العائلية في قرانا ، يفرض علينا التعاون معها ، فهذه جريمة أخلاقية قبل ان تكون جريمة سياسية . هذا يعني ان أحزابنا ، الماركسية والوطنية على الأقل ... التي تعتبر منظمات للمجتمع المدني ، تشطب قاعدة وجودها الشرعية ، حين ترى بالطائفية قوة سياسية يجب بناء تحالفات معها لتحقيق مكاسب سياسية "؟؟!!"
ان الثقافة لن تتطور الا في المجتمعات المدنية المتحررة من الطائفية والعائلية . والحضارة لن تقوم لها قائمة في مجتمعات دينية طائفية متصلبة او عائلية قبلية متعادية.
هل من المستهجن اذن ركودنا الثقافي وفراغنا الفكري ، وفقرنا للابداع الأدبي بالمستوى الذي عايشناه في سنوات الستين والسبعين ، بل وما قبل الستين أيضا؟ وحتى في المدن الفلسطينية قبل عام النكبة نشأت قاعدة للمجتمع المدني المتماسك ، وتطورت الصحافة والنشر وانتشرت النوادي الثقافية والمسرحية والنقابات والأحزاب .
ان المجتمع القبلي لن ينتج ثقافة أو حضارة ولم ينتج سابقا حضارة تذكر.
المشكلة ليست في الدين ، الحضارات البشرية القديمة كلها انتجت أديانا عديدة ، لخدمة نهضتها الحضارية ، اليوم ننتج الدين لخدمة ركودنا الثقافي والحضاري . هذا هو الواقع العربي اليوم .
ما اراه ان المدينة العربية تخفض الرأس امام زحف الصحراء .. حسنا ، الكتابة الابداعية لا تحتاج الى مؤسسات للبحث العلمي ، ولا الى تكنلوجيات دقيقة . الكتابة الابداعية قد تتأثر سلبا أو ايجابا بالواقع المدني ، لذا ليس بالصدفة أن أبرز الأسماء الأدبية جاءت من اليسار ، واليسار الأكثر التزاما بايديولوجية ثورية ، والمنفتح على التراث الثوري العالمي بكل تياراته وامتداداته الكونية ، ورفضا لزحف الصحراء وما تمثله من فقر فكري ومدني.
ان مجتمعنا ، بتراجعه مدنيا ، يتراجع ثقافيا أيضا ، وهو تراجع بالغ الخطورة ليس على الابداع الأدبي ، على القصة والشعر ، انما على تطوير الفكر وتطور انسان المستقبل . ان من ينشأ في ظل الفكر العائلي المغلق أو الفكر الطائفي المتزمت ، سيواجه اشكاليات عويصة للغاية في شق طريقه نحو حياة مدنية راقية. وفي الوصول الى المساهمة في الانجازات الحضارية للمجتمع البشري.


* داحس والغبراء :هي حرب من حروب الجاهلية ( قبل الاسلام ) كانت بين قبيلتي عبس وذبيان.
و داحس والغبراء، هما اسما فرسين لفارسين من القبيلتين.


نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
nabiloudeh@gmail.com

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 03 / 2010, 03 : 09 PM   رقم المشاركة : [2]
ايمن المغربي
شاعر وأديب -ماجستر في الادب العربي- بعثة علمية الى تركيا -طالب دكتوراة في الادب التركي -باحث - مترجم

 الصورة الرمزية ايمن المغربي
 





ايمن المغربي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب [فاس]

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

مع شكري الكبير وامتناني الشديد لكاتب المقال واحترامي لرايه وجهده واتفاقي معه حول الوضع المزري للوضع الثقافي الحضاري للعرب والمسلمين اليوم
الا اني اخالفه المخالفة التامة بل اقف على الطرف النقيض من كثير من وجهات نظره طالبا منه
اعادة النظر في كثير من التعريفات التي طرحها
ومستفهما اياه عن مصادر بعض احصائياته
وقبل كل ذلك مسفتسرا اياه ان كان يقصد ما يقول ام هي مجرد اثارة واستفزاز للقراء كي يعيدوا التفكير في كثير من الاطروحات التي اصبحت من بديهيات الفكر العربي قديمه وحديثه ولكي يعيدوا النظر في كثير من الوقائع التي فرضتها الظروف الكونية والسياسية والاجتماعية على الشخص العربي واربكت فكره وجعلته سجينا بين قضبان الامعية او الببغائية وبين الامية في غيابات سجون القمع الفكري والنفسي

وهناك شيئ مهم ينبغي ان نقف عليه وقفة المعتبر

ان تخلفك في السباق لا يعني انك ستصل متاخرا ولا انك ستخرج من الحلبة
ان مجارات المتسابقين بعضهم البعض لا يمكن ان نعتبره من الحكمة في شيء خصوصا ان كنا نتحدث عمن اثقلته رحمته وعفته واريحيته.... من ان يجاري الجشع الاصطناعي والوحشية الاستكبارية والتهافت الغربي والشرقي على السواء من اجل التسلح والتكنولوجيا والصناعة .....
ان الرؤية الضيقة من زاوية الاقتصاد والدخل والرفاهية.والتمدن والتنكنولجيا والديموقراطية.. وعدد حاملي الشهداة وحتى عدد القراء ليست قسطاسا حقيقيا للحكم على مستوى الثقافي والحضاري وان كان بامكانه يكون كذلك في اطار حسابات فيزيائية وكيمياوية ولكنها ليست نفسية ولا انسانية بالمرة
ان الابداع بكل انواعه مرتبط بعدة حساسيات وعدم توفرها لا يعني عدم توفر المبدعين او العقل المبدع وبالتالي فقلة الابداع في الديار العربية مرده الى تلك الظروف القاهرة

سيقول القارئ اذن لماذا لا يتم تخطي تلك الظروف ومواجهتها ومحاولة كسر قضبان سجنها من اجل انطلاق المبدع العربي [ان كان تمة مبدع عربي حقا]من اجل حمل المشعل الحضاري العظيم الذي تركه السلف

اقول للقارئ هذا هو السؤال الذي افضل ان نحاول جميعا الاجابة عليه واسالة الاقلام في اتجاهه اما البكاء على الوضع المزري السيئ والنحيب على قبور الاجداد او انكار الماضي التليد بسبب ضياع الصوت والصيد بين الامم في العهد الجديد فذلك لا ينفع ان لم يضر ولعل ضره قاتل ومحبط حتى لو كان استفزازا من اجل التفكير او دفعا من اجل التحرر والانعتاق واستشراق شمس الابداع

تحية وللحديث بقية
ايمن الركراكي
توقيع ايمن المغربي
 "رضيت نفسي بقسمتها فليراود غيريَ الشهبا" اليا ابو ماضي
ايمن المغربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 03 / 2010, 36 : 10 PM   رقم المشاركة : [3]
رولا نظمي
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية رولا نظمي
 





رولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of light

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ القدير............ نبيل عودة

إن أول تكليف نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أهم أسس التثقيف
(( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ))
كانت هذه الآية قاعدة للإصلاح الأولى التي صنع النبي صلى الله عليه وسلم بها نواة مجتمع حضاري حوَّل مجرى التاريخ في منطقة لا تمتلك نموذجا للحضارة .

والثقافة العربية ليست ثقافة مستوردة ، ولا مترجمة ، ولا ملفقة ، ولا منغلقة ، بل هي ثقافة تعتمد على الإبداع الذي ينبع من الداخل التأمل والنظر في الكون،ولا حدود لهذا الإبداع فأفقه مفتوح.
لقد ترسخت جذورها قبل الإسلام ثقافة مشرقة وحكماً وخطباً وأمثالاً وشعراً تجلت فيها العبقرية العربية ولا نريد ان نهدم كل ما تجلت به المجتمعات العربية من العلم والثقافة .

إن أمتنا العربية على الصعيد الثقافي لا تبدأ من العدم بل هي تستند إلى إرث ثقافي غني باذخ ، وما يشغلها الآن هو : كيف توائم بين هذا التراث وبين متطلبات العصر الذي نعيش فيه .
وإن كان ذلك لا يعني بأننا متخلفين عن غيرنا في ركب الحضارات المتقدمة التي نالت القسم الأكبر من العلوم العربية وإستحدثتها لتصل إلى ما وصلت له الآن لولا علوم العرب والمسلمين
لكانت هذه الحضارات في لب الضلال والهرطقه .
فوطننا العربي الإسلامي مازال في جعبته الكثير ومن غير الإنصاف وصفة بأن الثقافة العربية في اضمحلال.

ودمتم بألف خير وحفظ الله تعالى
رولا نظمي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2010, 58 : 02 PM   رقم المشاركة : [4]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

شكرا على التعقيبات ، عندما كتبت ما أفكر به لم أنطلق من رؤية ان ما أطرحه هو الحقيقة المطلقة. انما هي رؤية لها تبريراتها بالنسبة لي. وواضح ان مقال قصير لا يمكن ان يغطي موضوع يحتاج الى دراسة واسعة منهجية.
ما حاولته في هذه العجالة ان اعالج موضوع انهيار المجتمعات المدنية العربية او عدم نشوئها ، وعدم وجود ظروف فكرية تعطيها دفعة وحياة قادرة على التحول الى عامل مؤثر واساسي في الواقع العربي .
للتوضيح : رؤيتي ان الثقافة لا تشمل الابداع الأدبي فقط ، ولا الفنون فقط ، وان ألثقافة هي صيغة تشمل كل الابداع الاجتماعي للإنسان ، كل المنتوجات التي ينتجها المجتمع ، من الات وادوات مختلفة الى بناء صناعي وانتاج زراعي وتطوير علوم وتطبيقاتها العملية لما فيها سعادة الانسان وصحته ورفاهيته ، وحماية منجزاته وأمنه عبر قوانين اجتماعية متعددة ونظام حكم يضع الانسان في رأس سلم اهتمام المجتمع:" اي المجتمع في خدمة الانسان وليس الانسان في خدمة المجتمع " السبت لخدمة الانسان وليس الانسان لخدمة السبت" ، كما انتقد المسيح تجار الدين اليهود في الهيكل.
الموضوع ليس مواعظ قيلت .. نجد مليون قول رائع .. السؤال اين نقف نحن من التنفيذ؟ ما انجزنا لنساننا العربي ؟ اين وصلت دجولنا أوطاننا التي نحبها ونفديها بارواحنا؟
هل وطن هذا الذي تبنى فيه سجون اكثر من روضات أطفال؟
هل حضارة هذه التي تواصل التدحرج الى الخلف والعالم ينطلق بسرعة الصوت الى الأمام؟
هل من نظام عربي يطرح المجتمع في خدمة الانسان ؟ مثلما هو في الأنظمة الغربية كلها ، وحتى في اسرائيل المغتصبة لأرضنا؟
[gdwl]استاذ أيمن ركراكي أقتبس منك التالي : "ان تخلفك في السباق لا يعني انك ستصل متاخرا ولا انك ستخرج من الحلبة "
هذه المقولة تذكرني بنظرية ماو تسي تونغ ان الاستعمار هو نمر من ورق ، وتبين انه نمر من حديد وانهارت النمور الورقية في الصين وروسيا وصار نمر الورق سيد العالم بلا منازع .[/gdwl]
نظرت حولي فلم ار حضارة ، بحثت في كتب التاريخ العربي التي لا اثق بها بسبب الكثير من تناقضات وقصص أقرب للأساطير . رأيت الجانب الثقافي من فلسفة وفنون وآداب وترجمات هامة أثرت الفكر في العاصمة العباسية ، ونقلت هذه الترجمات لتنجز عبرها ومن خلال تطبيقها حضارات لم يكن للعرب فيها حصة.ابن رشد أثر على التنوير الأوروبي ولم يؤثر قيد انملة على انتاج تنوير عربي لنقول ان للعرب حضارة . ابن خلدون طرح نظريات تاريخية واجتماعية سابقا عصره ، تلقفها الغرب واستوعبها ونحن لم نحرك ساكنا حتى اليوم لنستفيد من تطبيقاتها .حتى فن العمارة لم ينفذ الا بأيدي واشراف عناصر غير عربية وغير مسلمة. ماذا قدمت الصحراء للدول التي خضعت للفتوحات الاسلامية؟
انا لا اتحدث عن الايمان ، اعذروني ، انما عن واقع ملموس . لم يحدث اي تقدم في الواقع العربي ، بل تخلف متواصل وبازدياد مريع .
ها هي الدول العربية والاسلامية امامكم ؟ هل من علوم ؟ هل من صناعات حديثة تنافس الأنتاج العالمي ؟ هل من مدارس تضاهي مستويات التعليم في سائر المعمورة المتطورة ؟ لماذا ملايين الطلاب بلا سقف تعليمي ؟ متى ستنتهي ظاهرة سكان المقابر ؟ متى نحل مشكلة الأطفال الشحادين ؟ هل من مؤسسات دولة مستقلة ؟
ربما يعتبر البعض ان 500 سنة عجاف من الأستعمار العثماني هو حضارة.
اتاتورك أنقد تركيا من التخلف العثماني ، ونحن ما نزال نحلم بحضارة لم تكن . اين هي الحضارة في واقعنا الحزين اليوم ؟ ماذا ينتج العالم العربي غير المزيد من الأفواه والجوع والزنازين ؟؟
لماذا تتكاثر وتتضخم أجهزة المخابرات ولا نرى زيادة في فرص العمل ؟ ماذا أنجزت المخابرات العربية ضد العدو الذي يدخل بيوتهم ويفعل بعرضهم وشرفهم ما يشاء؟
لست من مؤيدي حماس .. ولكن قتل المبحوح اثاراشمئزازي وقرفي من القصور العربي. ولو كتبت هذا الكلام في عاصمة عربية لأختفيت ل 20 سنة في زنزانة !!
هل من المنطق بقاء الأمية المرتفعة في العالم العربي وخاصة بين النساء؟
هل من المنطق وجود أكثر من 30 مليون عاطل عن العمل في العالم العربي والرقم سيتضاعف اذا لم توجد الحلول الإقتصادية السريعة ، وعلى رأسها ، حسب تقارير الأمم المتحدة ، انتاج 5 مليون فرصة عمل كل سنة . كم ننتج ؟ الفرص تتناقص !!
هل من المنطكق ان هذا "الشعب الحضاري " ب 350 مليون رقم لايملك قوة ليفرض على 5 مليون معتدي ومحتل شروطه للصلح ، وليس للتحرير ، يعطي فيها الدولة المحتلة تنازلات تكاد تمس بشرفه ؟ ومع ذلك ترد عليه ب "طز " مدوية.
لا اريد استعراض آلامي وغضبي من هذا الواقع .. ولكن اؤكد ، ان غياب المجتمع المدني العربي ، لم يكن بالصدفة ، بل لغياب حضارة في المفاهيم الحضارية التي تجعل من دولة فقيرة نسبيا ، ومستعمرة سابقة للعرب ، مثل اسبانيا ، دولة عصرية ، يصل انتاجها الاجمالي في السنة أكثر من انتاج كل دول العالم العربي .
ما هو السبب ؟
الواقع هو انعكاس للتاريخ . ربما نحتاج الى اعادة دراسة تاريخنا وتخليصة من الأساطير والأوهام
وواقعنا هو انعكاس لتاريخ مُدمّر ..
صحيح انه في الفترة العباسية خاصة فترة الرشيد والأمين والمأمون والانفتاح على الثقافات كلها والنهج الديني غير السلفي الذي ساد فترتهم ، فتح المجال امام غير المسلمين ايضا للمساهمة في انجاز ما نطلق عليه اليوم الحضارة العربية او الحضارة الاسلامية حيث تطورت الثقافة والعلوم والفنون ، ولا تنسوا ان الفنون مثل الموسيقى تعتبر زندقة حتى اليوم ومحرمة دينيا . ومع وصول المعتصم قام بحرق دار العلوم ، لسبب بسيط انها تتناقض مع الفكر الديني المتعصب الذي ميز عقيدة هذا الخليفة.. الذي تراجع عن نهج والده وعمه وجده .
هل يمكن تدمير حضارة ؟
لا . يمكن اضعافها . اذن كيف تلاشت واختفت الحضارة العربية الاسلامية؟
ولماذا لم يواصل العثمانيين تطوير الحضارة العربية او الاسلامية لا فرق ..؟
وكيف نفسر واقعنا المعاصر على هامش الحضارة العالمية ؟
كيف نفسر ان العالم العربي هو أقل دول العالم تطورا ونهضة اجتماعية حضارية ، "رغم تارخه الحضاري ؟ " ولا توجد ظاهرة واحدة لإمكانية احداث انطلاقة علمية اقتصادية تقنية ؟
كيف نفسر ان جامعاتنا في حضيض جامعات العالم ؟ كلها بعد ال 500 و ال 600 بينما المغتصبين في فلسطين في ال 100 الأوائل؟ هل تظنون ان ذلك لا يشير الى قوة ورفعة ومناعة وثراء مادي تفوقوا فيه على كل الدول العربية المحيطة بهم ؟؟؟
كيف نفسر ان العقول العربية لا تجد مساحة لممارسة أبحاثها في وطنها ومن أجل مصلحته وتطويره..؟ هل من يهمه هذا الأمر او ان توريث السلطة هو ما يشغل انظمتنا ؟؟
كيف نفسر ان العرب والمسلمين 1.5 مليار حصلوا خلال كل تارخ جائزة نوبل على 3 جوائز أي جائزة لكل 500 مليون بينما اليهود المضطهدين في اوروبا وامريكا قبل قيام اسرائيل وحتى بعدها حصلوا على 15 جائزة أي جائزة لكل 87 الف انسان ؟
هل هي حضارتنا السرية يا ترى ؟
لم أكتب لأني سعيد بهذا الواقع بل لأستفز العقول العربية وانبه الى خطر تحول العرب الى حثالة المجتمعات المتطورة . لا تحدثوني عن القداسة والايمان ، مللت هذه الصياغات التي لم تجلب الا المزيد من التخلف والضحك العالمي على عقولنا . القداسة ان نستفيد من عقائدنا في ان ننتج ونصدر ونصبح دولا تعلم أبنائها وتطور اقتصادها وعلومها وتقنياتها ومستوى حياة سكانها وتقلق لصحتهم وعندما يمرض رئيس يعالج في وطنه مثل سائر المواطنين ، ولا يهرب الى دولة راقية طبيا معلنا بشكل مباشر ان مستشفيات بلاده متخلفة وأطباء الوطن لا يصلحون للعلاج .والسؤال التلقائي ماذا فعل النظام ليجعل الطب في الوطن راقيا وقادرا على صيانة صحة المواطن البسيط وليس المواطن الأول فقط ؟
هل هذه هي ورثتنا الحضارية؟
القداسة ان تصبح جامعاتنا مصدرا للعلوم والأبحاث التي تساهم في تطور الاقتصاد والتقنيات وانتاج ما يحتاجة مجتمعنا .. والتحول الى منافسين في الجودة والتصدير العلمي والتكنلوجي والصناعي.. وتطوير السلاح والفكر العسكري اذا كان لا بد من ذلك .. حتى لا يتطاول أي دخيل على شرف وكرامة العالم العربي .
الأستاذان العزيزان
لكما رؤيتكما ، ويؤسفني ان الحقائق الجافة تنافي ما ذهبتما اليه.
بالطبع خلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، وقد استفدت من طرحكما رغم خلافي العميق مع الكثير من التفاصيل. وكما تعلمان ، مسموح ان أشتم اسرائيل حتى وانا في اسرائيل ، ولكن الويل اذا تجرأت على نقد ما يظنه الملايين الحقيقة الوحيدة على الأرض.وآه لمصيبة الحقيقة التي فلسفيا لا يجوز الأخذ بها الا بالمفاهيم النسبية ، كيف صارت حقيقة مطلقة في الشرق .
.
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2010, 47 : 03 PM   رقم المشاركة : [5]
رولا نظمي
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية رولا نظمي
 





رولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of lightرولا نظمي is a glorious beacon of light

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

الأستاذ........نبيل عودة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً مني على كلامك............................(الموضوع ليس مواعظ قيلت .. وانا لا اتحدث عن الايمان ، اعذروني )
لا مجال في الاسلام لدعوى التعارض أو العداوة بين الدين والعلم، فالدين في الاسلام علم، والعلم فيه دين. كما تشهد بذلك أصول الاسلام وتاريخه جميعاً. فالدين في الاسلام علم، لأنه لا يعتمد على الوجدان وحده، بل يقوم على النظر والتفكير ورفض التقليد الأعمى والاعتماد على البرهان اليقيني لا على الظن واتباع الهوى.

ويقول العلامة هورتن:
((في الاسلام وحده تجد اتحاد الدين والعلم. فهو الدين الوحيد الذي يوحد بينهما. فتجد فيه الدين ماثلاً متمكناً في دائرة العلم. وترى وجهة الفلسفة ووجهة العلم متعانقتين، فهما واحدة لا اثنتان)).

ويقول اتيان دينيه: ((إن العقيدة الاسلامية لا تقف عقبة في سبيل الفكر، فقد يكون المرء صحيح الاسلام، وفي الوقت نفسه حر الفكر، ولا تقتضي حرية الفكر أن يكون المرء منكراً لله. لقد رفع (محمد) قدر العلم إلى أعظم الدرجات، وجعله من أول واجبات المسلم.

وإن مشكلة التعارض بين الدين والعلم، إنما نشأت في أوروبا بعيدة عن الجو الاسلامي.

وقد ذكر المولى عز وجل في كتابه العزيز:
((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات))

و يشترط القرآن الكريم إسلامية العلم والمعرفة لصالح البشرية، لأن العلم بلا دين يؤدي إلى الإلحاد والغطرسة، كما في الحضارة الحديثة المعاصرة .
المهم من كل هذا هو بأن العلم هو الدين........... والدين هو العلم إنهما جزء لا يتجزء من فكر المجتمعات الاسلاميه والعربيه
ولا مجال للتفريق بينهما .

ودمتم بخير
رولا نظمي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2010, 03 : 04 PM   رقم المشاركة : [6]
ايمن المغربي
شاعر وأديب -ماجستر في الادب العربي- بعثة علمية الى تركيا -طالب دكتوراة في الادب التركي -باحث - مترجم

 الصورة الرمزية ايمن المغربي
 





ايمن المغربي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب [فاس]

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

استاذي الفاضل انت رائع
وانا حقيقة لي بالغ الشرف بالاطلاع على مقالاتكم والتتلمذ عليكم
وسعدت اكثر بهدوئك وتقبلك للراي الاخر

ولعل اكثر شيء اثارني في ردكم هو صدق تنبؤي انكم بكتاباتكم هاته انما

[gdwl]
لم أكتب لأني سعيد بهذا الواقع بل لأستفز العقول العربية وانبه الى خطر تحول العرب الى حثالة المجتمعات المتطورة

[/gdwl]

انظر استاذي الغالي

اختلافي معك في الراي لا يعني اني انظر الى الصورة بشكل وردي وكما اني لا ادعي امتلاك الحقيقة المطلقة ولا ازعم ان لدي عيون باشعة بنفسجية او ما تحت البنفسجية...

ولكني على كل حال .انكر عليك تعاميك عن التاريخ التليد لاعتبار انه هو الاساس الممكن من بناء حاضر مرضي عنه ومستقبل يعيد رصيد امتنا الى ما كانت عليه من صيد ومجد رائد و رشيد

الحضارة العربية حضارة اسلامية في مبتدائها ومنتهاها

عندما حاول العرب تاطير الدراسات القرانية والفقهية والحديثية انتجوا قواعد الدراسات اللغوية وعلى اسس الدراسات اللغوية تطورت العلوم الاجتماعية [ادب فلسفة تاريخ جغرافيا ]ومن خلال تطور العلوم الاجتماعية تطورت العلوم التجريبية هنالك وقفوا على اسس كل الحضارات والثقافات وترجموا وطوروا بل وابدعوا ايما ابداع
القوانين الوضعية كلها وضعت انطلاقا من اريحية القوانين الشرعية الاسلامية [الشريعة ليست هي قطع الايدي ولا رجم الزاني كما يحاول ان يصورها اعداؤها انها كل تلك القوانين التي شملت تاطير المجتمع وتوجيهه نحو التمدن والسمو بما يجعله انسانا ]
العلوم الانسانية كلها استفادت من الايدي البيضاء للعرب والمسلمين
التكلنولوجيا المعاصرة لا تنكر دور الرواد العرب في الرياضيات والكيمياء والفيزياء والبصريات .....
هناك قاموا بالابتكار والاختراعات
هناك سموا بالامة المتحضرة الراقية المثقفة
وهنا تباكى بعضهم ان ليت عبد الرحمن الغافقي انتصر في موقعت بلاط الشهداء او تور بواتيي كما يسميها الفرنسيون لان الفرنكيين بانتصارهم مددوا جهل وتاخر ورذيلة الفرنكيين لقرون وقرون كان بالامكان اختصارها لو انتصر المسلمون والحقوا الفرنكيين [الفرنسيين] بركب الحاضرة والتمدن الاسلامي بالاندلس

استاذي الكريم لم يكن للعرب حضارة ولا تمدن قبل الاسلام ولم يعد لهم حضارة ولا تمدن بعد ان تركوا عراه وانتشروا يبحثون عن العزة في غير هداه
وسيظلون كالقصعة التي تتداعى عليها الاكلة ما لم يدركوا ان قوتهم وتمدنهم وحضارتهم وصيدهم ومجدهم فيه
عندما يدركوا تاريخهم التليد انهم قضوا على الجهل الماجوسي الفرسي والظلم الاقطاعي البيزنطي الرومي
وامتدت فتوحاتهم النورانية الى كل الاصقاع حيث نشروا الحضارة بما هي سلم وحب وتكافل اجتماعي وعدل ومساواة واخاء ............
قضوا بقلة رشيدة كثرة كانت تكتسح العالم انذاك بالظلم والضلام

ان الذين قتلوا المبحوح هو انا وانت والاخر وليس عناصر الموساد
لاننا لم نصلح حالنا ولم نصلح ما بيننا ولم نطهر مجتمعاتنا من دنس ما تركته ايدي الاستعمارات الظالمة المدلسة بفكر فرق تسد
ان من جعل الكيان الصهيوني ينتصر علينا هو لهثنا نحو امعية جاحدة ملحدة جاهلة تتبع الضب وتدخل معه حجره
الاستقلال الفكري يسبق الاستقلال المدني ويسبق الاستقلال الاقتصادي والعسكري
عندما يدرك مفكرونا ان الاستقلال والحرية ينبع من الذاتية الصافية الطاهرة وان الرؤية الفكرية كل لا يتجزء سلسلة من الحلقات المترابطة المتراصة
ماهو لغوي فيها مرتبط بما هو فقهي بما هو علمي بما هو سياسي بما هو اقتصادي بما هو اخلاقي بما هو جغرافي .........الخ
سيدرك المجتمع الاسلامي العربي ان الاسلام هو الحل الوحيد بما هو علم ومساواة وعدل واحسان وايتاء ذي القربى .........
وان صلاح هذا الامر لا يتم الا بما صلح به اوله

فخريطة الطريق وليس خارطة الطريق كما يحلو للبعض ان يتلفظها ههههههههه

هي اصلاح الافراد لانفسهم وتربية ذواتهم على الاخلاق الحميدة لان صلاح المجتمع وصلاح الامة لا يمكن ان يتم الا بصلاح افراده
ان عودة الشخصية النقية الطاهرة المتخلقة الطالبة للعلم المحبة لاهله هي وحدها الكفيلة بعودة الابداع الحقيقي الى جسمنا المبتور منذ عهد ليس بالقريب
ان التربية هي الاول والمنتهى في اصلاح كل منظومة المجتمع العربي

وتقبل استاذي كامل احترامي وتقديري

توقيع ايمن المغربي
 "رضيت نفسي بقسمتها فليراود غيريَ الشهبا" اليا ابو ماضي
ايمن المغربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2010, 42 : 04 PM   رقم المشاركة : [7]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

استاذي الكريم نبيل عودة

الأخوة الأفاضل الذين سبقوني بالتفاعل والردود

في الماضي كنا .. ربما لن أدخل في دهاليز الماضي

تغنينا بهذا الماضي إلى أن جف حلقنا واصبجت أغنية مستهلكة

اليوم نقول نحن شعوب تعاني من اضمحلال ثقافي ونحن شعوب متخلفة ونحن ونحن ونحن

أعتقد سيمضي زمن آخر ونحن نشجب ونستنكر تخلف ورجعية هذه الشعوب

انا لا أجد فرق بين المحورين كلاهما سلبي فأن نكون بالماضي أمر انتهى وأن نكون اليوم على هذه

الحالة من الاضمحلال الثقافي فأيضا هذا أمر انتهى أو منتهي لا محالة .. المهم كيف نصبح شعوبا

تفتخر بمجدها الثقافي ؟ من يأخذ بيدنا لنصبح شعوبا لها حضارة حقيقية حالية ومستقبلية وليست

في خبر كان .. أن تشخص الداء أمر جميل ومهم وضروي ولكن أن نعكف جميعا على تشخيص الداء فهذا

هو الداء بعينه .. أين مثقفين ومفكرين وادباء وشعراء هذه الشعوب ؟؟

ما فائدة الثقافة والفكر والأدب والفلسفة إن كانت لا تحدث تأثيرا ً في الآخر

هنا الخلل يا استاذي الفاضل .. هنا الخلل يا أحبة .. نحن بحاجة لمن يوسع مداركنا .. يغنيها .. يضع أرجلنا

على بداية السلم فلنبدأ من تحت الصفر ولكن دعونا نبدأ .. دعونا نتفق كيف نبدأ ؟؟؟

شكرا لك استاذي الفاضل وشكرا للجميع
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2010, 12 : 07 PM   رقم المشاركة : [8]
د. ناصر شافعي
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية د. ناصر شافعي
 





د. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

الأستاذ الكاتب الكبير نبيل عودة :


أعلنت منظمة اليونسكو منذ أيام قليلة عن :

فوز الاعلامي المصري العربي الشاب عمرو الليثي بجائزة الثقافة الدولية لليونسكو عن عام 2009 .. عن برنامجه " واحد من الناس " الذي يقدم في قناة دريم العربية ، وذلك لدوره المتميز في الاعلام و التنمية البشرية .

تحياتي .
د. ناصر شافعي
توقيع د. ناصر شافعي
 [SIGPIC][/SIGPIC]
فقيد نور الأدب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
د. ناصر شافعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 03 / 2010, 53 : 01 AM   رقم المشاركة : [9]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

المعقبون الأفاضل
طروحاتكم تستحق مداخلات طويلة .
انا طرحت رأيا . رأيي ليس وليد نزوة ، انما نتيجة معايشة طويلة لواقع عربي مستهجن ، دفعني في النهاية الى التجرد من نصوص التاريخ الذي وجدته منقولا عن احاديث مسموعة مما يجعلني لا اثق به ، خاصة ما يتعلق بعالمنا العربي ، والذي سجل متأخرا جدا .. وهو مليء بالروايات المتناقضة ، دون وجود مصادر تثبت هذه الروايات .
احد الزملاء يقول ان الدين علم والعلم دين , الامام محمد عبدة له قول شهير : "في القرآن كل ما يخص امور الدين وليس الدنيا " ، وأنا أميل لهذا الرأي لأني لا ارى ان الدين طور حضارة ، وما زال الدين يشكل عائقا امام انطلاق مجتمعاتنا. وما لم يجر تحديث ديني فنحن في خطر ...
فقط بحرية الديانات والحرية من الديانات ، يمكن ان نطور مجتمع مدني ، وبدون ذلك سنظل في الحضيض العلمي للعالم ونثرثر حول علوم غير موجودة الا في مخيلاتنا المريضة.
منذ وعيت والعرب تتحدث انها سبقت العالم بالعلوم ، وها انا على اعتاب الشيخوخة ولا ارى علما بل هرطقات واساطير وخرافات وخزعبلات .
على كل انا لست ضد ان يؤمن الانسان بما يراه متناسقا مع تفكيره ، ولكن ان يحاول فرض عقليته على الآخرين ، مستغلا الأنظمة الفاسدة والمتخلفة ، فهذا لن يزيد الدين مناعة . هل بالصدفة ان 30% من ابناء الشعب الايراني يقولون عن انفسهم ، بعد 30 سنة من الثورة الخمينية ، انهم ملحدون ( استطلاع أجرته شبكة الأخبار الفرنسية ) ؟ في اوروبا فقط أقل من 25% يعلنون الحادهم .
ما الذي يمنع ، ما دام ديننا علميا ، ان نرى بوادر لهذه العلوم في التطبيق في دولنا الرشيدة المؤمنة على الأقل؟
حتى تحلية مياه البحر تستورد تجهيزاتها من اسرائيل لتوفر مياه الشرب والوضوء .. ولا أقول ذلك في الهواء ، بل انا كنت مدير الانتاج في المصنع الذي انتجح هذه التجهيزات واعرف لمن ننتجه ودافعي الثمن يعرفون انها انتاج اسرائيل لأنها تعمل حسب طريقة زارحين التي وضعها بروفسور يهودي من اسرائيل وتعتبر أفضل وأرخص طريقة للتحلية .
أعزائي
لا تبيعوني كلاما مقدسا . اعتذر ولا اقصد الاقلال من العقائد والحرية الذاتية لكل انسان ، ولكن اريد حريتي ايضا وحقي في التفكير والاستنتاج .
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 03 / 2010, 23 : 02 PM   رقم المشاركة : [10]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!

لانستطيع أن ننكر أن الأستاذ نبيل عودة واحد من أهم المفكرين العرب والذين يتميزون بقراءة الواقع العربى ورصد تحولاته المختلقة قراءة واعية , وهو واحد من التنوريين المخلصين لوطنهم والذى أسهم بكتاباته الفكرية والأدبية لأكثر من ربع قرن فى تغيير واعية التلقى الفكرى والفلسفى العربى والذائقة العربية من خلال تبنى ايديولوجيات تربط بين التراث والمعاصرة , والمتتبع لكتاباته يكتشف انه يختلف كثيرا عمن يمكن ان نطلق عليهم المستشرقين المحليين , فهو مخلص لهذا الوطن ومحب له
ولقد كانت هذه قراءة واعية وجميلة تكشف عن عمق الرؤية فى النظر الى الواقع العربى تاريخيا وتحليليا ولعلك تتفق معى - سيدى- ان اضمحلال الثقافة فى الواقع العربى لم تكن عملا مجانيا بقدر ما هو نتاج عقلية عربية وقعت فى مهب الريح ازاء معطى ثقافى متزبزب اصيب بانتكاسات عدة حولت العقل العربى الى مسوخ مختلفة ومن نافلة القول أن التطور سمة الوجود و فى قوانيين العلم غير المتكررة ان التراكم الكمى لابد انه مؤدٍ الى تغير نوعى وهذا ما نرى اثره فى مجالات الفيزياء والكيمياء وغيرها ولكن هل ينطبق هذا القانون على حركة العقل الانسانى بنفس الكيفية؟
سؤال يجيب عنه " هيجل" فيلسوف " الديالكتيك" بالايجاب فالتطور عنده يبدا فى العقل البشرى بمواجهته للعلم المادى والمحسوس ومن الدعوى ونقيضها ينشأ مركب جديد يتحول بدوره الى دعوى ثالثه فى الذهن البشرى وهكذا تستمر الحركة عبر النفى ونفى النفى الى ان تتكون للعقل الانسانى القدرة على التجريد فتظهر الفلسفة العقلية القادرة على تفسير التاريخ والتنبؤ بالمستقبل فهل حدث هذا مع العقل العربى مصدر الرفض على الثوابت من اجل التطوير؟
اننا اذا تاملنا مسيرة تطور العقل الاوربى وطبقنا عليها قانون هيجل سالف الذكر لراينا انه منذ الفلسفة المادية عند "الايونيين" فى اليونان القديمة ثم " الايليين" اصحاب المنزع الميتافيزيقى لوجدنا ان ارسطو لم يكن الا ذلك المركب بين النزعتين لكن فلسفة ارسطو وجهت بعد ذلك بالديانة المسيحية التى هى ميتافيزيقيا جديدة ليخرج من الاثنين عبر الحوار والتصادم فلسفة القرون الوسطى الجامعة بين الله والانسان عبر مؤسسة فلسفية هى الكنيسة الكاثوليكية فهل توقف العقل الاوربى عند هذا الحد ؟ لم يتوقف وانما استمرت المسيرة صاعدة فحدث الاصلاح الدينى وتم فصل الدين عن الدولة وانطلق العقل الاوربى متحررا من اشكالية الله والانسان ليطرح من جديد وعلى مستوى اعلى اشكالية الانسان والطبيعة عند هذه اللحظة حل عصر النهضة محل القرون الوسطى المظلمة حيث وضع " كوبرنيكس " النظام الفلكى الجديد محل النظام البطليموسى ودار " ماجلان " حول الارض واستبدل " فرنسيس باكون" الاستقراء بالقياس وعصف نيوتن بفيزياء ارسطو واسس ديكارت المنهج العقلانى القائم على الشك المنهجى
كل هذا كان يبشر بميلاد الحداثة وبالفعل انفجرت الثورة الصناعية وتلتها الثورة السياسية وتولت البرجوازية السلطة وواجهت ثورة " البروليتاريا " ذات الفكر الاشتراكة ومن الثورتين نشأ وضع جديد هو وضع ما بعد الحداثة فاين - ياسيدى- نضع العقل العربى على خارطة العالم بحيادية علمية لا غش فيها ولا تزوير ولا تزييف؟ اننا مصابون بتزييف الحائق بدءا من تزييف التاريخ نهاية بتزوير العلم ولعلك تتفق معى على ان العقل العربى تعرض خلال تاريخه الطويل الى هزتين عنيفتين كانتا كفيلتين بنقله من البداوة الفكرية الى حداثة جديدة تفارق معطيات الحداثة الاوربية الى معطيات عربية ينتظم فيها التراث مع التغير فى كتلة واحدة تسمى الثقافة العربية
فاما الهزة الاولى فكانت فى الحروب الصليبية تلك التى بدات بخطاب البابا " اوربان الثانى" عام 1095م يدعو فيه اوربا الى ان تستخلص بلادها من ذلك الجنس العربى الشرير الذى بادرها بالغزو فاحتل الاندلس وصقلية وهدد نورمانديا والتف حولها من جهة الاناضول تمهيدا لالتهامها جميعا وهكذا احتج الهجوم الصليبى بحجة القدس مخادعا الراى العام الاوربى وبدا فى التحرك لغزو العربوما هى الا اعوام اربعة حتى سقطت القدس فى ايديهم لتبدأ مرحلة جديدة لم يعرفها العقل العربى منذ اسقارا الدعوة الاسلامية مرحلة يواجه فيها العربى المسلم بكل كبريائه الموروث ويقينه الدينى الكامل الاخر الذى كان منذ قليل يحتل العربى بلاده الاخر الذمى دافع الجزية عن يد وهو صاغر هذا الخر الذى اذ فجأة اصبح مختلفا ومخيفا جاء اليه فى عقر داره يحتل بلاده ويبع اطفاله ويسبى نساءه ويجبره على دفع الجزية وهو صاغر وهنا حدثت هزة للعقل العربى الذى لم يكن مهيأ لمواجهة الصدمة تمهيدا لتجاوزها وفى اثناء ذلك قامت صدمخة اخرى على "فردريك الثانى" الذى دفع العلامء الى ترجمة الفكر والعربى ونقلة الى اللخة اللاتينية والتى استمرت منذ " قسطنطين الافريقى " الى ظهور مدارس الترجمة فى الكنسية واذ فجاة يكتشف العقل العربى سرقة تراثة وتحوله الى اقانيم علمية وثقافية جديدة ترتدى الثوب الاوربى البراق وتلتهم العقل العربى وتضعه فى برواز ثقافتها ولكن بشكل باهت هذه الصدمة حولت العقل العربى الى عقل استاتيكى يستمد اليته اما من حالة التقوقع واما من هذا الاخر الذى ارهبه وقضى على استقلاليته هذا الجمود كان الدافع وراء عدم قبول اى تطور يخرج من الرئة العربية لانه اعتاد ان يتنفس برئات اخرى وهذا الجمود ربما يفسر لنا اسباب حرق كتب ابن رشد
لقد نجح الغزو المادى والفكرى الغربى فى وضع العقل العربى فى حالة الجمود هذه حتى اننا نستغرب حين نكتشف ان العقل العربى ظل طوال المائتى عام التى استغرقتها الحروب الصليبية لم يلتفت الى اكتشاف العقل الاوربى او تامل اساليبه فى تطوير اليات المعرفة ولم يهتم بتجذير المنهج العلمى التجريبى الذى اكتشفه العرب او نقلوه من الثقافات الاخرى هنا توقف العقل العربى عن مسيرة عطائه العلمية والثقافية وظل ينتقل من طور الى اخر عبر هذه الحدود الى ان جاءت الهزة الثانية
الهزة الثانية تمثلت فى زرع دولة اسرائيل داخل الجسد العربى اسرائيل تلك الطبعة الحديثة لاستمرار الحروب الصليبية وتجاه هذه الهزة ايضا عجز العقل العربى عن استيعاب مفردات الحوار مع الاخر الغازى المحتل للقدس وفلسطين كامتداد للغزو الصليبى الذى تمركز فى هذه المنطقة ايضا وجعل الكلمة الاولى والاخيرة لذلك الوريث الغازى والحوار هنا ليس معناه اقامة جدل كلامى وانما حوار اثبات الذات والتفوق والقدرة على املاء القرار لقد فقد العقل العربى هذه القدرة على ان ينتج معطى ثقافى دال وقادر على ان يقود حركات ثورية ناجحة تؤكد الهوية العربية حتى ما اطلق عليه اسم " العقل العربى الثورى" فى الخمسينات و الستينات كان عاجزا مام العقل الثورى الصهيونى فى الاطروحات الثورية الناجحة اذ صورت الصهيونية نضالها على انه نضال من اجل تاكيد الشخصية القومية اليهودية المضطهدة على مر العصور وتاكيد تحرير فلسطين من الاستعمار الانجليزى والاحتلال العربى العادى للسامية لم ينجح العقل الثورى العربى فى تاكيد حتى القومية العربية
من هنا بدات حالة الشعور باغتراب العقل والتمرد على الاشكال الثابته لانه فقد الثقة فى كل شئ من هنا بدات حالات الرفض لكل اشكال التعبير القديمة فى الشعر والقصة والرواية والمسرح ومن هنا كان العقل العربى مستعدا لتقبل المناهج الغربية فى العلوم والفكر والثقافة على انها المثال البللورى القادر على سد فراغ النتكاسة العربية فى هذا العقل ونحن لا ننكر ذوبان الفواصل بين الثقافات فى ظل التقدم العلمى والثورات المعلوماتية لكن العقل العربى يفتقر الى المنهجية فى التعامل مع ثقافة الاخر ولو انه لم يتعرض للثقافة الغربية وحافظ على اتزانه منذ فورته العلمية فى العصر العباسى لكان خليقا بان ينتج فكرا اكثر حداثة مما نحن عليه الان
وهذا لا يعنى أن الإنسان العربى غير قادر على ابداع حضارة جديدة وفورة علمية ولكنه يفتقر الى رؤية شمولية فى مناهج الثقافة والدين والفكر وقد أصابه التشذر القطرى والفكرى بقتل مما أحدث نكوصا فى العقل العربى وهجرته الى الخارج حيث المحتوى الديقراطى الدافع الى منهجية البحث الصحيح على المستوى الثقافى والحضارى
سيدى اشكرك لانك اثرت واعيتى وجعلتنى اثرثر كثيرا فى هذا المجال وانما مقالتك كانت تستحق هذا الجهد وهذا العناء وان اسكب ذاكرتى على ما فيها من وهن على مجرى فكرك لنلتقى عن نقطة العقل العربى
بصدق اشكر لك هذه الوجبة الابداعية الجميلة لانك مفكر جميل تستحق ان احييك بكل الحب والتقدير فهل تقبل كل مودتى ؟
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثقافة مجتمعنا العربي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ظاهرة قتل النساء في مجتمعنا الفلسطيني مازن شما فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب 0 29 / 06 / 2014 19 : 07 PM
من وثائق التدمير المنهجي للمجتمع الفلسطيني.. مازن شما وثائق و صور 0 06 / 05 / 2009 35 : 07 AM
الاتحاد العربي (من مواد الموسوعة الفلسطينية - المجلد الأول) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 0 15 / 02 / 2009 50 : 10 PM
الثقافة توحد الفلسطينيين ولن تفرقهم.. بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 مازن شما الملتقى الفلسطيني للحوار 0 06 / 10 / 2008 47 : 02 AM
لنجعل التربية مفيدة للمجتمع نصيرة تختوخ نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك 0 25 / 04 / 2008 50 : 08 PM


الساعة الآن 41 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|