التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,606
عدد  مرات الظهور : 162,849,903

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 04 / 2010, 30 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

:sm163: أرانب في جلود ذئاب !


من إحدى هواياتي المتعددة ومنذ سنوات طويلة مضت، ألمشي في
الطرقات الجبلية الوعرة خصوصا في هذا المُرتفع الغني بأشجار
السنديان والصنوبر ؛ فكلما ضاق صدري بهمّ عابر ، أو كلما زارتني
الكآبة دون دعوة أردت الخلاص منها ، أسلك تلك الدروب ،
وأمتطي أقدامي وأتوغل بعيدا وعاليا في غابة هذا الجبل ..!
:
غريب هو أمري ! فأنا لا أحب السير فيها إلا حين يقترب الغروب ..
وغالبا ما يُسدل الليل ستاره عليّ وأنا في قلب تلك الغابة التي سرت
فيها مئات المرات ، وحفظت معظم طرقاتها المتعرجة ، الصخور والحفر
المنزلقات " والمغر " وحتى مواضع الينابيع ولو كانت الدنيا بلا مطر
ولا أخفي عنكم إني وعلى مدى سنوات تركت كالمراهقين بعض
العلامات على جذوع الأشجار ؛ فهذه تحمل بعض الرسوم أو الحروف ..
وتلك تحمل خربشات ساذجة ، من يراها يعتقد ان تلك الغابة تسكنها
دببه ، او خيّمت فيها فرقة كشّافة وضعت عليها بعض الشارات والرموز!
وان أجمل ساعات المشي عندي تلك التي تكون فيها الليالي مقمرة على
قصرها وخصوصا قمر ما بعد الغروب .. فإن غاب أو تلاشى ،
تبقى نجوم السماء مصباحي ومرشدي وأحيانا مصدر إلهامي .
أما عصاي التي أحملها ، فهي في هذا المُنْعَزل الصامت مصدر
قوتي ودليلي .. وهي متكأي عند المنحدرات خوفا القوية
فأرض الغابة تغطيها سجادة من الأوراق الجافة التي يزداد تساقطها
سنة بعد سنة وهي لا تحتمل زلّة قدم .
:
تمضي سنوات العمر منك وتُسرقْ دون أن تدري إلا وتفاجئك
بعض المتغيرات كالتي يبدأ الإنسان بتحسسها بعد استشعار؛ فمنذ
مدة ليست بالقصير بدأت أشعر وأحس بالتغيير :
لقد صارت تبدو لي الطريق أطول . وصار الجهد الذي ابذله حتى
أصل قمة ذلك الجبل ، أكبر . حتى بت لا أستطيع مواصلة المشي دون
استراحات متكررة ؛ فتلك المسافة الممتدة لبضعة كيلومترات صرت
أقطعها بضعفي الزمن المعتاد ، وأستشعر خلالها أن أنفاسي تقطعت ،
ونبضات قلبي صارت أعنف ، أسرع .. وخطواتي أضعف ، أثقل
وأقدامي تتعثر ، تتزحلق ... وعصاي تئن بالرغم من قوتها ، فهي
ككل الأشياء المخلوقة والمصنوعة لها قدرة محدودة على التحمل !
:
يقولون أن تلك الغابة تسكنها الثعالب والذئاب . ولكنني في كل
السنوات الماضية لم أشاهد ذئبا واحدا بشكل واضح ... كنت أرى
بعض الأجسام لحيوانات لا أعرف ما تكون ، و لم تمكنني مرة
من رؤيتها بوضوح .. فهي تجري بسرعة فائقة ،
ولا يستمر ضوضاء حركتها رغم السكون إلا قليلا .. فغالبا ما
كنت أثابر على المشي غير عابئا بوجودها ..! معتقدا ان وقع
أقدامي القوية على الأرض يُشعرها بالخوف مني ، وكنت أعتقد
انها ربما كانت تشعر - فيما مضى - بعدم خشيتي منها في أي حال .
ولكن سبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر .. فالأمور على الجانب الآخر – جانبها –
قد بدأ أيضا بالتغيّر ..! ففي المدة الأخيرة بت ألاحظ بطأ في حركتها بالجري ..
وأستشعر أنها تتوقف على بعد قريب مني ، ثم تختبئ خلف الآكام والصخور كلما
توقفت لالتقاط أنفاسي كأنها تراقبني ! والغريب إنها بدأت تقترب مني أكثر
فأكثر ويوما بعد يوم .. وصرت أتساءل :
هل تلك الحيوانات تعودت عليّ أم ماذا ..؟!
ولكن ... وهل كانت تحتاج إلى تلك السنوات الطويلة لتعتادني ..؟!
لم اكترث كثيرا في أول الأمر طالما أني أنستها ولم تُثر قلقي مرة..
بل على العكس .. كلما اقتربت كانت تزداد إثارتي ويزداد شعوري
بالسعادة خاصة عندما صرت أشاهد بريق عينيها وأجسامها التي كنت
اعتقدها أكبر ...!
:
منذ أيام قليلة ، وعند نزولي من القمة ، كنت أشعر بتعب شديد ..
وأحسست ضيقا في صدري فانتابني شعور بالقلق ... وقررت من
باب الاحتياط الاتصال بزوجتي ففعلت ويا ليتني لم افعل !
• أين أنت الآن ..؟! قالت بانفعال
- إني في منتصف الطريق تقريبا ..!
• بالله عليك .. أي طريق .. وكيف سيجدك ؟!
• لا يساورك القلق إنما أردت إخبارك فقط ؛
والآن أنا بخير صدقيني . فلا داعي لإرسال أحد ، لأنه سوف
لن يجدني بسهولة ، اقتربت الخروج من الغابة اقفلي الخط !
ثم أطلقت ضحكة مصطنعة قبل إقفالي الهاتف اعتقادا مني
إن ذلك سوف يطمئنها ..!
فالحديث شد انتباهي ؛ والمنحدرات قوية.. وما وجدت نفسي
إلا أني أسارع الخطى .. فحاولت الاتكاء على عصاي فلم أفلح ،
استعنت بجذوع الأشجار وأغصانها الوارفة ... أحني رأسي مرة أمام
واحد منها والتقط غصنا آخر بيدي مرة بعد مرة ولكني لم التقط سوى
أوراق هشّة .. ولم أشعر بجسمي إلا وهو ملتصق بالأرض لا ادري كيف .. !
حمدت الله على بعض الخدوش البسيطة - هكذا بدت لي – وأنا أتفقد نفسي
وقبل البدء بلملمتي ، شعرت بمجموعة من الذئاب تحيطني من كل جانب ..
فشعرت بالخوف فجأة ..!
وتساءلت : ماذا لو فقدت وعيي .. أو أسلحتي :
عصاي الممسك بها وشجاعتي الموشكة على الهروب ..؟!
:
لا بد وأن الأوهام أخذت مني مأخذ .. وتذكرت قول أبي :
" الوهم إن تملّك مشاعر الإنسان قد يقتله ، لأنه يُعطل جميع حواسه "
اني أدرك ذلك ؛ فتماسكت .. وهرولت وخلفي تجري عشرات الذئاب حتى خرجت
من تلك الغابة الصغيرة إلى الطريق التي لا يسلكها إلا
الذين يسكنون هناك .. فجلست على حافة الشارع أضحك على نفسي بصوت
عال وأتحسس بعض الأشواك الصغيرة التي علقت ببعض أطرافي ، ثم نظرت إلى البعيد ،
نحو أعماقي وعيناي لا تفارقان تلك الأضواء البعيدة الخافتة ، وعقلي يغوص عميقا
في ذاكرتي.. أستعيد بعض ذكريات السنين الخوالي وكيف مضت مثل الأيام .. !
تساءلت وأنا أضحك : من أين أتت مخيلتي بالذئاب إلى تلك الغابة .. ؟!
فمعظم القاطنين تلك الناحية يؤكدون إنها هجرتها منذ زمن بعيد ..
ولا يسكنها إلا بعض الثعالب التي لا حول لها ولا قوة ... والتي جعلتني أوهم نفسي
للحظات انها ذئاب مفترسة.. ولكنها مع ذلك - تصوروا - دفعتني إلى
اتخاذ قرار لا رجعة عنه : لقد قررت التوقف . لا ... ليس عن المشيّ ..
إنما عن صعود الجبل وعدم الاقتراب من غابته اللعينة تلك..!
:
من حسن حظي ، انها قالت لي بعد استحسان :
- " خير ما فعلت ، أنت شجاع ... ولكنك لم تعد شابا يا رجل !"
ما أجملها من سيدة .. إنها حافظت على مشاعري ، ولم تقل : انك أصبحت عجوزا يا رجل
صار يخيفني وهم : ثعلب \ ذئب \ ثعلب .. والحقيقة إنها لم تكن غير قفزة أرنب !
فضّلت أن تبقى على تفاؤلها حتى لا يستبد بها الوهن وتُخذل ،
لأنها لم تعد تتكئ على كتف رجل شجاع .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أجمل حلوى غالية فاضل الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 5 15 / 11 / 2021 42 : 04 AM
قطيع ذئاب في مانهاتن-نصيرة تختوخ نصيرة تختوخ المقــالـة الأدبية 2 04 / 10 / 2015 39 : 11 PM
جنوح.. محمد جادالله محمد القصة القصيرة جداً 0 20 / 02 / 2015 38 : 08 PM
جموح عبدالله فراجي القصة القصيرة جداً 4 02 / 01 / 2011 58 : 08 PM
خلود خالدحامدالبار الشعر العمودي 11 08 / 05 / 2010 05 : 02 AM


الساعة الآن 03 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|