القوافي ظامئة اِليك
القوافي ظامئةٌ اِليك
في رثاء والدي رحمه الله
وجدٌ بقلبي نبْضهُ وأنينا متأَبطاً همّي فزادَ حنينا
فتجسّدَت فيهِ الصّفات جميعها وتحيرت فيهِ الانامُ سِنينا
وتعطرت فيهِ الورودُ عبيرُها وتَحدقَت فيهِ العيون أَمينا
وتَسَهَدَت فيهِ اللّواعجَ لم ترَ اِلّاهُ عبداٌ ساجداٌ مسكينا
لم يفترش وَفرَ النعومةِ أَنَّهُ للحانياتِ أَباً فصارَ مُعينا
أَبتاهُ لم نشعُر بموتِكَ لحظةً كالضيفِ مِضْيافٌ فأَنتَ لدينا
ما كنت تهوى في الحياةِ نعيمَها قد صرتَ نِدّاً دونها وسمينا
تهوى البساطةَ في جوارِ نعيمها ما هَمَّكُمْ يوماً تكون بدينا
قاسيت كم قاسيتَ فيها اِنما بَلواكَ تعشَقُها فكنتَ رزينا
أسدٌ هصورٌ ما تخاذلَ دَوْمَهُ يبني بعزٍ دارَهُ وعرينا
كنتَ فقيراً حاملاً لرسالةٍ لولاكَ في قعرِ الظلامِ رُمينا
أبتاهُ جُدتَ بمائها وطعامِها فتُزيدُ دوماً حافزاً يُعْلينا
واللهِ لاجوعٌ تبدّى بيننا ولا بيومٍ أن نكونَ ضمينا
أبتاهُ تبكيكَ المدامعُ كلها بالفيضَ من لُبّ الدموعِ روينا
وكبيرهُ قد صارَ قدرُكَ بيننا ومعينُهُ ثَرٌ فيستهوينا
لاترتجي منهُ مديحاً نفسهُ كالمؤمنينَ صلاحُهم ويقينا
يمشي لما يُرضي الاِله طريقَةُ ولغيرهِ لايبتغيهِ مُعينا
حيناً يبادرُ في عسيرٍ هولَهُ يمنح غزيراً في يسيرٍ حينا
وأزورُ قبْرُكَ مُنيتي وصبابتي فأَتيه بَعْدَكَ واجماً وحزينا
تَسعَد بكَ الايامُ دوماً زادها من راجحٍ كلّ الفخارِ لقينا
أرثيكَ من ظمئي القوافي زُهدَها في كلّ نظمٍ قادمٍ فَيَلينا
سلمان الراجحي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|