المرأة المسلمة ...... بين التحرير والتغرير!
عبد المنعم إسبير ـ ديوان: جاهليّة بعد الإسلام،القسم الأوّل: قضايا إسلاميّة
المرأة المسلمة... بَيْنَ التّحرير والتّغرير !(1)
ظَهـَرَ الإلْحــادُ والفِسـْقُ جَلِيّـــــا
فـي أُناسٍ بَعْـدَ أنْ كانوا خَفِيّـــــا
فعَلَتْ أصواتُهُمْ أرْضــاً.. فَضـــاءً
وصُراخـاً قـَدْ دَوَى فينـا دَوِيـّـــــا
لَـمْ يكُـنْ صَوْتـاً لِتَحريـرِ أراضٍ
ذاكَ أمْسَى اليومَ شأناً ثانوِيّــا!!
إنّمـا كــانَ لِتَحريـرِ نـِســــــاءٍ!!
مِنْ سِتـارٍ الدّينِ كَي يُمْسِيْنَ عُرْيا
لكـأنَّ المَـرْأةَ المُثْلَـى اسْتَغاثَــتْ
فانْبَرَى العِلْـجُ(2) إليهِـنَّ وَصِيّــا
لكـأنَّ المَـرأةَ الفُضْلَـى عِثـارٌ(3)
وهيَ فـي الحِشْمَـةِ تَبْني وَطَنِيّـــا
هيَ ـ بالفِطْـرَةِ ـ يَنبـوعُ حَيــــــاءٍ
وهـيَ سُقْيانـا(4) حيـاءً أُسَرِيّـــا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1)التَّغرير:التَّعريضُ للهَلاك.(2)العِلْج: الكافر.(3)العِثار: ماعُثِرَ به.
(4) السُّقْيا: الإسْمُ مِنَ السَّقْي.
ـ 2 ـ
فلمـاذا نَجْعـَلُ الأُنْثَـى مَثـــــــاراً(1)
لإشتِهـاءٍ يَجعـلُ العَـفَّ غَويّــــــا؟!
ولماذا نَجْعـَلُ الجِيــلَ صَفيقــــــاً(2)
ولماذا نَهْتِـكُ(3) الوجـْهَ الحَيِيّـا(4)
حَرِّروهــُنَّ لِغايــاتِ طُغــــــــــــــــاةٍ
وغــُواةٍ(5) قَدْ أرادوها مَطِيّـــا(6)
حَرِّروهُنَّ ، لِكَي يُهْلِكْـنَ جيــــــــــلاً
ضاعَ في الأنْثـَى،وما تُبْدي شَهِيّــــا
حَرِّروهُنَّ ، لكَيْ يَهْدِمْــنَ بَيْتــــــــــاً
كـانَ بالجــَدّاتِ مَهْــداً تَرْبَوِيّـــــــــا
حَرِّروهـُنَ لكَي يَعْصِيْـنَ رَبّـــــــــاً،
ووَلِيّـاً(7) كـانَ قَوّامـاً(8) وَفِيّـــا
ـــــــــــــــــــــــ
(1)المشاع:المُشترك غير المَقسوم.(2) الصَّفيق: صَفُقَ الوَجْهُ ، وَقُحَ
فهو صَفيق. (3)هَتَكَ : شَقَّ أزالَ. (4) الحَيِيّ : ذو الحَياء.(5)الغُواة:
الضّالّونَ المُنقادونَ للهَوَى.(6)المَطِيّ: الدّابّةُ التي تُرْكَب. (7) الوليّ:
وليّ الأمرْ(8) القَوّام:المتكَفِّلْ بالأمر.
ـ 3 ـ
حَرِّروهُـــنَّ ، فمـا هُـــــنَّ إمــــــــاءٌ
بَـلْ يُرِدْنَ الزَّوْجَ (كالغَرْبِ) حِنِيـّا(1)
وتَحَـرَّرْنَ!! ….لِيَمْضِيْـنَ سِراعـــــاً
لِهـَوَى النَّفْسِ .... لِيَطويهـِنَّ طَيّــــــا
فتَعانَقْـنَ مـَعَ الأغْـرابِ رَقْصــــــــــاً
وهَزَزْنَ الصَّدْرَ والـرِّدْفَ(2) (رُقِيّـا!)
وتَزاحَمـْنَ علَـى أضـواءِ نــــــــــــارٍ
يَبتَغيـنَ الّلَهـْوَ والكَسْـبَ الدَّنِيّـــا(3)
راقِصـاتٍ ، عارِضـاتٍ ، عارِيـــــاتٍ
فتساقَطْـنَ احْتِـراقـــــاً وشَـوِيّــــــــا
ونَجـا القِلَّـــــةُ مِنْ مـَوْجِ رُقِـــــــيٍّ!!
وهَـوَى الكُثـْرُ(4)إلي القـاعِ هَوِيّـــا
فَتَباهَـى البَعْضُ بالقــــُلِّ(5)ادِّعـــاءً
بِمفــازٍ جعَـلَ الكُثْـرَ رَدِيّـــــــــــــــا
ـــــــــــــــــــــ
(1) الحِنِيّ: كلُّ مَنْ فيه اعوجاج في البَدَن، ويقصد بها الذي يَنْحَني ذُلاًّ
وخضوعاً.(2) الرِّدْف: مؤخَّرُ كلِّ شئ.(3)الدنيّ: الدَّنيء وقد حُزِفَتِ الهمزة
للتّخفيف.(4) الجُلّ: المُعْظَم.(5) القُلّ: القليل
ـ 4 ـ
سُفهــاءٌ إنْ تَباهَيْنــا وقُلْنــــــــــــــا
نالـَتِ المرأةُ حقـاً حَضَرِيّـــا!!!(1)
حَقُّهـــــا شأنٌ سَمــــاوِيٌّ مُبيــــنٌ
في كتـابٍ رفع الأنثَـى ثُريّــــــــــــــا
ورَعاها اللهُ في حِصْنٍ طَهـــــــــورٍ
كيف يَرعاهُ الّذي أمسَى وبيّا؟!(2)
إنّـهُ الكُفْـرُ إذا كُنّــا رَفَضْنـــــــــــا
شِرْعَـــةَ اللّـهُ ووالَيْنا عَصِيّـــــــــا
مَنْ يَرَى نَعْتي بـ(رَجْعِيٍّ) فإنّـــــــي
قدْ لَبِسْـتُ النَّعْتَ ثَوْبـــــــاً سُندُسِيّـا
ولَنِعْـمَ الإسْـمُ أحْيـاهُ نَعيمـــــــــــــاً
ولَبِئسَ الإثْــــمُ يُرْدينـي شَقِيّـــــــــا
ـــــــــــــــــــ
(1) حَضَرِيّا: حضارِيّا.(2) الوَبِيّ: ماكَثُرَ فيه الوباء.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|