التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,649
عدد  مرات الظهور : 163,035,046

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 09 / 2011, 22 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
زين العابدين إبراهيم
أديب روائي

 الصورة الرمزية زين العابدين إبراهيم
 





زين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

حين يقفل الزمن بابه

عبور السرداب/ 1
مرت أسابيع قليلة وعلمت بأن سعيد تغيب عن العمل بدون عذر مسبق، وعلمت من أحد الأصدقاء بأنهم سيتخذون ضده الإجراءات المتبعة إن لم يراجع الإدارة في أقرب وقت، خصوصا وأنهم حاولوا الاتصال به؛ لكن هواتفه النقالة مغلقة، والنتيجة سوف تكون حتما الفصل التلقائي من العمل في هذه الحالات كما يعلم الجميع.

ذهبت إلى بيته لأطمئن عليه فلم أجده، ثم توجهت إلى بيت عمه أبو شيخة، فأخبروني بأنه ربما هو عند والدته بالمنطقة الشمالية، لكن أبو شيخة قال لي:
-مرة ثانية لا تجينا تتخبر فالفريج عن حد أسمه سعيد تعال أنت وربعك مرحبا بك تتقهوون وتعلمنا علومك.. ولو تشوف سعيد قله عمك وعياله يسلمون عليك...!
علمت حينها أن موضوعا جلل وقع، وكلام الرجل يحمل في طياته ما يحمل من وعيد، فرغم بعد المسافة ذهبت الى هناك وبصعوبة وجدت المنزل الذي أبحث عنه طرقت الباب :
- مين؟
- أنا أبو خليل أنشد سعيد؟

- تفضل ياولدي.. سعيد مسكر عليه الغرفة؛ وما أحد يدش عنده داخل.. تعبت معاه يا ولدي.. وشو اللي صاير ما ندري؟.. وشيخة ليش ما تيي معاه؟
- إنشاء الله خير وما يصير خاطرك إلا طيب يا الوالدة..
توجهت إلى الغرفة وطرقت الباب بقوة:
- سعيد بطل الباب .... بطل الباب أنا بوخليل
- شو تبا يا بوخليل؟
- بطل الباب..بطل الباب ولا بخبر الجماعة يو شلونك بالغصب.. بطل الباب ولا بكسره.. بطل ..
وبصعوبة فتح الباب .. شخص آخر لم أعرفه، وجهه شاحب وشعر رأسه أشعث ولحية كثيفة على وجهه، ظننت أول الأمر أن الرجل لا محالة فقد عقله، لم ينبس بأدنى كلمة تمدد على السرير وعينيه مغرورقة بالدموع ، جلست بجانبه مذهولا..! لم أعرف ما الذي حصل؟ وما المعضلة التي غيرت حال الرجل إلى هذا السوء..؟
- شو اللي حاصل معاك يا بوشهاب؟ خبرني..؟ تراني ربيعك من سنين؟.. وبتعرف أني شرات أخوك خبرني عيل؟
- إبون يحرموني ما شوف عيالي ..
- منه اللي تقصد؟
- عمي وعياله.
- أسمع زين؛ كل موضوع له حل،.. قم ...قم خلي عنك الدلع..
وبصعوبة غادرنا المنزل واتجهنا عند الحلاق، بعدما استحم الرجل وأحضر ثيابه الجاهزة من عند المصبنة، فأزر إزاره على خصره؛ وارتدى الفنيلة.. ثم الدشداشة.. وحط على رأسه القطرة.. وتلاها العقال، عله يبقي عقله ثابتا كي لا يطير منه مرة أخرى، فقلت له ونحن في الطريق:
- بسك يا أخي؛ وأنت كل مرة الطالع فيها المرايا وترتب القطرة والعقال، تراك اليوم كشخة ومايحتاي!
- شو بنسوي لحين فموضوع لعيال؟
- أجل الموضوع لباكر.. بنتجه صوب الدوام عدل، ونشوف حل لموضوع الغياب علشان تحصل لبهانيس فالبنك، وتقدر تتحرك،
ترى راتبك متوقف ولا ماتدري !؟
- أدري ولا ما أدري!.. اللي تشوفه يا بوخليل
- خذ ها المبلغ وعقب ينزل راتبك بترده
- ما يحتاج يا بوخليل خلي بيزاتك معاك
- الخكة فهاالظروف ما تنفع أنت أخوي ,,, روح بيتك الحين وبكرة يصير خير.
- وقف.. وقف.. موتوري هني تحت البناية..يا االله مع السلامة أشكرك يا صاحبي
كانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا,, دقات الهاتف كانت مزعجة
- من متصل فها الحزة ,,,تو الناس؟ شو ها الدوام عندك ليل ونهار
- نامي يا أم خليل..نامي.. اللهم اجعله خير..
- ألو ...مين؟
- أسمع يا بوخليل الظاهر اليوم ما بيعدي على خير تلفونها دوم مشغول ومرات تخلي حد ثاني يرد علي شو أنا مو بريال؟ أنا رايح لبيت عمي أحسم فالموضوع أبا شوف عيالي..أبا شوف عيالي واللي يبا يصير يصير..
- استعيد بالله من الشيطان الرجيم .. وتريا لباكر، الوقت متأخر؛ والغضب اللي أنت فيه ما بحل الموضوع بيزيد عقده..
- هم اللي يبون يعقدونه..و أنا لحين رايح بيتهم وهناك نحسم فالموضوع.
- ألو ....ألو...ألو...
ارتديت ملابسي بسرعة البرق كأن شيئا ما يدفعني للقاء الرجل ومنعه من الذهاب إلى هناك في هذه الساعة المتأخرة من الليل أدرت المحرك وما هي إلا دقائق معدودة وصلت البناية التي يقيم فيها الرجل لكنني لم أجد سيارته مركونة في مكانها فسألت حارس البناية
- السلام عليكم رفيق..
- وعليكم السلام..
- ما يشوف سعيد؟
- هاذا نفر مجنون..! هو يرجع ريوس كسر سيارة ثاني.. لحين هو يروح سرعة سرعة مناك.. أنا يخبر نفرات.. نفرات خبر شرطة!
أحسست حينها أن سعيد ليس بكامل وعيه، والموضوع ليس بالهين كما توقعت..أدرت محرك السيارة وتوجهت بسرعة فائقة الى المكان المتواجد فيه سعيد، لكن عند وصولي بثوان قليلة؛ شاهدت سعيد في مشادة كلامية حادة مع عمه وأبنائه،فازداد التوتر بينهم مما دفع أحدهم لصفعه، فاتجه مسرعا نحو سيارته المركونة جوار باب المنزل، حاولت الإسراع لأتدخل في فض النزاع ، وإبان عبوري الشارع متجها صوب الجماعة، كانت ثواني كأنها البرق الخاطف، حين استل سعيد المسدس من غمده الذي كان بحوزته في درج سيارته، فلم يتردد في فتح زر الأمان وتصويب فوهته نحو صدر عمه؛ ثم يضغط على الزناد فتنطلق أربع طلقات متتالية تخترق جسم العجوز ليسقط صريعا مضرجا في دمه على عتبة منزله.
أربع رصاصات قاتلة اخترقت سكون الليل؛ وأطرقت باب السماء بقوة، فصار لون الظلام داكنا هجرته النجوم.. كأن الكون في ذاك الفضاء الواسع أدكته شهب الطلقات الموقوتة، مادت لها الأرض إشفاقا للإنسان حين يعتريه غضب الجنون وأزلية الجهل..
..دب الذعر وسط الحي ..وانطلقت صرخات العويل والنواح من قعر البيت، ولم يستطع أحد الاقتراب من سعيد الذي ظل جاثما على ركبتيه؛ ممسكا بآلة القتل بيده اليمنى بالقرب من باب سيارته، مشدوها مذهولا من هول ما اقترفه، لم أستطع فعل شيء..! لقد كان وصولي إلى عين المكان متأخرا؛ بالكاد خطوت إلى الأمام فاقتربت منه حينما لاحظت يده تصوب نحو رأسه، لم أتردد في نزع المسدس من يده المتصلب على الزناد، فلم تمر سوى دقائق قليلة كانت قوى الأمن تحيط بمكان الحادث والتحفظ عليه، وجلب كل من كان طرفا في النزاع إلى إدارة الأمن المختصة لسماع أقوالهم، وإيداع ذاك الأخير في محبسه بتهمة القتل العمد وحيازة سلاح بدون ترخيص لحين إحالته إلى جهة طلبه..
كان صراخ الرضيع وسط باحة المنزل لا يطاق ..كان حادا وبكاء لا ينقطع، وأمه في غرفتها المحكمة الإغلاق وحيدة؛ ترفض مقابلة أي أحد، رغم الطرقات المتتالية على الباب الخشبي الأصم:
- ما حد يدش..أقول لكم ما حد يدش..ياما ياما..ما حد يدش..الياهل ما با شوف رقعة ويهه..مو ولدي ولا أنا أعرفه..تسمعين واللالا..فرونه فالكشرة..حرام علي أسقيه نقطة من لبن صدري ...آه ياما ...آه..
- لا حول ولا قوة إلا بالله ..روحي لأم سيف؛ خليها تشوف حل لصبي..
كان الاجتماع في المجلس له شأن آخر ، فالقبيلة واحدة والضنين عم الجاني؛ فمن سيثأر؟ وممن؟ وكيف؟
- اسمعوا يا جماعة الخير.. الريال توفى والله يتغمده برحمته..والحكومة قادرة تييب حق كل من يشوف أنه له حق فاللي صار..
- عمي...
- نعم آمر..
- سيف أخوي يقول أنه يبا يدش السجن ..وأنت عارف ليش!
- الرمسة الزايدة عن حدها ما با أسمعها منك ..أخوي أنقتل..ومن قتله؟ أبن أخوي!..وعلى شو؟...أسمعوا زين ..نحن فخيظة من عصب هاي القبيلة ..عراقيب الربع الخالي كلها تعرف خيلها وابلها من آلاف السنين..واللي ما يعرف ينشد ويسأل ..ومن يسأل ما يتوه ..ونحن راضيين بالقضاء والقدر ..واللي تشوفه الحكومة زين؛ نحن راضيين به وكل حد بيلحقه نصيبه ولا يستعجل..
- أمرك يا بو صقر ..اللي تقرره نحن بنطيع..
انفض الجمع على أرصفة الكتمان؛ ما بين الليل والنهار همس وسكون ومعاناة ..مناجاة كأنما هي صرخات لأنين الألم ..صرخة جماعية صامتة كاللهيب المتأجج حين يقمعه هبوب النسيم، فيرتد لسانه ..كأنما هي قلوب تحتر وتحترق؛ كالخشب الهش يحمل بين توهجه محتويات الجواب، كمن هو وعي قبلي راسخ وحده الإحساس بالألم ومعرفته، عندما كانت آيات بينات من الذكر الحكيم تعم حروفها مجلس العزاء؛ لتخترق الكلمات القلوب برفق، فتحير بين معانيها العقول حين كان يرتل قول العزيز المقتدر: "والكاظمين الغيظ...."فكانت كماء بارد متدفق يسقي القلوب؛ ويروي الضمائر التي كادت أن تجف؛ أحيت به إحساسا بالرأفة والأمل ..
مرت أيام وأنا قابع في منزلي لا أستطيع الحراك، طالبا إجازة اضطرارية بعدما حشرت في محاضر التحقيق دون إرادة مني، خصوصا إصرار النيابة العامة على إثبات تهمة محاولة انتحار الجاني حسب ما ورد في أقواله ..لكن بعد عدة محاولات جاهدة اكتفت بما هو وارد في البلاغ، وأمرت بمنعي من السفر إلى إشعار آخر؛ أو لحين إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات للنظر في شأنه. فوقعت في حيرة شديدة؛ لا أستطيع زيارة ذلك الرجل القابع في محبسه الانفرادي؛ أو الاطمئنان على أهل الفقيد ,,لأنه كان ينتابني شعورا بأنني السبب في وقوع ما وقع؛ فلو أنني تركت الرجل وشأنه منذ الوهلة الأولى لما حصلت الكارثة، فكان الليل وسكونه إلي عذاب تقض فيها الأحلام مضجعي.. كوابيس لم أعهدها من قبل، تشخص أمام ناظري وخلف جفوني أناء النوم أطياف أشباح تنبثق من جب عميق، تغرق الأرض احمرارا بدماء تسبح رؤوس الهياكل فيها نحو المجهول .. أضغاث أحلام يطردها الصبح؛ ولا تزور إلا في الظلام ، تبيت ساكنة خلف جفوني .. تدكي عذاب روح ينصهر فيه القلب بين حمم المعاناة والظنون ،- آه لو أنني تركت الرجل وشأنه ..فمالي وسعيد ..مالي وسعيد ...لكنه سبق السيف العدل-..

-نام يابوخليل نام ...الليل بعده طويل ..وشفيك!؟.. جفونك ماتذوق طعم النوم.. أذكر ربك..و اللاأقول لك.. قوم صلي ركعتين ناجي فيها ربك عسى يفري ضيقتك..
- إنشاء الله..إنشاء الله ..نامي ولا تشيلين هم
تقلبت يمينا و يسارا لعل النوم يسعفني، وضعت الوسادة على رأسي كي أطرد أزيز الصدى عن أذني.. غفت عيوني قليلا؛ تمثل لي سعيد جالسا القرفصاء في الزاوية المغلقة وقع جلبة عالية تقترب.. صخور هرمة تنبثق من جوف السرداب.. غلاظ شداد تقتحم الزاوية الضيقة.. يقتادونه وهو لا يستطيع المشي؛ بل يجرانه جرا وهو ينظر إلي متسائلا لا يقوى على الجهر بالكلام، بالكاد أسمع بعض الحروف الهاربة من لسانه المرتجف :
-..لا..ت..نسى..ول...دي....لا..لا..تنس..ول..دي..
السرداب مازال طويلا ومنصة الموت قريبة، كأنها فرحة بميلاد جديد، تأتت فيه ذكرى الطفولة يسيرة..لميعاد نهار جديد.. والأصوات الصارخة تتعالى رويدا رويدا من جوف المكان القاتم المظلم، تنيره بقعة نور خافتة، كوهم حقيقي في دائرة خط مستقيم متقطع، كغمغمات عالية ممزوجة ببكاء كهستيريا الضحك..فجأة يوقظني نداء آذان الفجر، فأصحو مرعوبا يتصبب جبيني عرقا مرددا:

-الله أكبر ..الله أكبر ..اللهم اجعله خير وأحسن خاتمتنا يا رب العالمين..

قوافل من موج -2
كان حرم المحكمة يغص بالحضور، يترقب ساعة الحسم في موضوع كاد أن يشعل فتيل صراع داحوس والغبراء من جديد، لولا سيطرة مؤسسات إدارية قوية متماسكة؛ قادرة على كبح فوضى العصبية بإرادة النظام.. وكل من سولت له نفسه اختراقه.. بفرض قوانين صارمة يعيها الجميع، وتستحضرها الجماعة كلما نسنس عليها هبوب نسيم الحمية، فتعي العواقب وتستكن لروح النظام دون شعور..وتتلاشى رغبة القتل ؛وتخبو لذة غمس الأيادي في أقداح الدم...
نادى الحاجب ابتداء الجلسة؛ ووقف الجميع احتراما لهيأة القضاء، فأخذ القاضي والمستشارين والمدعي العام أماكنهم؛ ثم نودي المتهم باسمه الكامل وجلب مخفورا أمام هيئة المحكمة، يرتدي بذلة حمراء؛ ويهذي همسا كلاما غير مفهوم.. مقيدا بطوق من حديد يلف عنقه موصولا بسلسلة طويلة تربط قيد اليدين بأغلال الرجلين، والملاحظ أنه الوحيد من بين المتهمين المكبل بتلك الطريقة، غير أن العرف المتبع يحرر المتهم من الأصفاد داخل قاعة المحكمة لحين انتهاء الجلسة، علما بأن الرئيس لم يكن له اعتراض في ذلك الإجراء بل نظر إليه وقال له:

- (....) أنت تتهمك النيابة العامة بقتل المدعو(...) وحيازة سلاح بدون ترخيص والاعتداء على سلامة الجسم (...) وقد اعترفت اعترافا صريحا أثناء كل مراحل التحقيق بما نسب إليك فما قولك:
- بلا أنا كل شيء سويته لكن باقي شي واحد.. ما شفت ولدي..
- ...حكمت عليك المحكمة بالإعدام ولك حق الاستئناف خلال أسبوع من تاريخ صدور الحكم ...القضية التالية..
لم يسمع لأي ممثل للدفاع، بل كانت ثواني بث فيها القرار وحسم طرقا على سندان العدالة، لم تأجل الجلسة أو يستدع أي طرف للمثول في منصة الشهود، بل كان القرار معلوما منذ البداية، والقضية برمتها كأنها حرزت بالشريط الأحمر مسبقا، كونها أخذت حيزا كبيرا في التدقيق والمراجعة لدى قاضي التحقيق المكلف قبل انعقاد الجلسة، ولقد اطمأنت هيأة القضاء للحكم الصادر، حيث أن كل الدلائل والبراهين الثابتة المرفقة بالمحضر؛ لم تترك مجالا للشك أو الطعن فيها، أو إعادة النظر ، لذلك وافقت بالإجماع قبل انعقاد النطق به داخل قاعة المرافعات.
تفرق القوم راضين بالقرار والابتسامة تعلو محيا أهل الفقيد، يتبادلون التهاني تعبيرا عن الرضا والقبول بإحقاق الحق والعدالة، كنت أتوق لرؤية ملامح شيخة وهي تستمع للقرار الصادر، على الأقل لأقرأ ردة الفعل على ملامح وجهها؛ فالدوافع مبهمة الأسباب والإشاعات التي تداولتها الأفواه زادت من مأساة القضية، وكادت أن تسبب في ما هو أدهى وأمر؛ غير أن التشابه يحجب الرؤية عن معرفة من منهن صاحبة الشأن ..
غادرت المكان مشتت الأفكار، فالحالة التي ظهر بها سعيد أمام الملأ الغفير يرثى لها، وحكم القضاء اجمع الناس على أنه الحق والصواب.. فأساليب الثواب والعقاب تختلف حسب المكان والزمان، فمهما يكن فإننا لن ننسى تلك السنوات التي عرفنا فيها سعيد؛ ومواقفه النبيلة في كثير من المناسبات، ولا أحد ينكر حبه للناس واحترامه للجميع، ولم يكن مبيت القصد في إرداء أحد، لكن نار الغضب أفنت شعوب ومجتمعات برمتها؛ والرجل كان ضحية هذا الوحش المفترس اللعين الذي يسمونه شعور بالغضب.
.. توجهت إلى مقر عملي وليست لدي رغبة في عمل أي شيء، وعند وصولي أخبرني أحدهم قائ
- العود إتخبر عنك ..روح له فمكتبه إباك ضروري..
طرقت الباب ثم دخلت... أنهى مكالمته بسرعة وقال:

- سلمات!! ربيعك راح وطي ...راح فعينها.. زين ما عقق معاه فالسالفة.. كم مرة أقول لك خلي عنك الريال مالك خص فيه، لكن أنت ما تسمع الرمسة السنحة، صحيح أني أفضلك عن عشرين موظف عندي فالقسم؛ لكن لازم دير بالك على روحك ترى يوم الطيح يدوسون على رقبتك وأنت عارف..
- إنشاء الله..‘نشاء الله ولا يهمك..
- إسمع إجازتك السنوية وافقت عليها.. خلي السيارة معاك أنا عارف موتورك خربان..ولو نباك فشيء يكون الرقم اللي أعطيتك إياه شغال لا تسكره .. ويوم ترد من الإجازة أنسى اللي صار.. رد كيف ما كنت وأحسن روح الله معاك..
- مشكور طال عمرك..
- لو محتاي بيزات روح للجماعة أنا بكلمهم لحين ينزلون فحسابك اللي تباه وزيادة..
- مشكور طال عمرك ..تامرنا شيء
- سلامتك..
- مع السلامة..
أدرت محرك السيارة فقادني إحساس غريب إلى الشاطئ، فجلست على رماله وحيدا؛ متأملا أمواجه العالية القادمة من الأعماق ترتطم بالصخور المحاذية، كأنها ترفض الانصياع لمشيئة الطبيعة؛ تأبى الانكسار فتنجرف مرة أخرى مع التيار نحو مسار مجهول، فتكبر رويدا رويدا وتعلو؛ لتغدو جبلا شامخا لا يهاب الاحتضار... تسري على بساط الماء؛ تنعرج تباعا بين تيارات لا متناهية، كقوافل منتظمة تحمل على ركابها وسنوائمها فقاقيع بيضاء تدفعها الرياح كالعاديات تخب سراعا تباعا نحو الحب والخلود في بحر الحياة ...
دارت الأيام وعادت كسابق عهدها، وشاءت الأقدار أن ألتقي بصديق أعرفه منذ سنوات فأخربني:" بأن سعيد يبلغني السلام ويرغب في أن أزوره، وأضاف أن لديه مجموعة من الرسائل بعث بها إلي، وأخرج مجموعة منها كانت مدسوسة في درج سيارته" وقال:
- الريال مسكين الله يعينه؛ كل يوم يكتب لك رسالة، المهم أنا لحين عارف المكان.. لو أقدر أجيب لك كل لي كتبه.. ولو حصلت فرصة بجيب لك؛ تراك عارف.. يا الله مع السلامة دير بالك على نفسك..
- حقا شو صار فالموضوع؟
- ما شي فايده.. بس يتريون الموافقة على موعد التنفيذ..
- الله يعينه..يا الله مع السلامة
- مع السلامة
وصلت المنزل وقد أثارت تلك الرسائل مشاهد شهدتها العين وحزن لأجلها الفؤاد .. سألت نفسي علني أجد جوابا عن ما تحويه في طياتها تلك السطور. يا ترى؛ أ أوراق بعثر الكلام فيها متلعثما كالعبور عبر ممر السرداب؟..أم هي صدى لحروف أتت نبرات المد منها أنينا نحيبا تسربت من بين قضبان صدأة؛ للمنايا صدئة؟.. ليت ذاك الزاجل ضل في الفضاء طريقه، لو كان يدري الحقيقة؛ لما رفرف بالبريد عاليا ليحط على القلب المواجع، ويقلب في الخاطر صفحات الألم والجراح؛ وينتزع من الذاكرة نعمة النسيان"..
ترددت أول الأمر في فتحها وعدلت عن قراري، فالواجب يملي أن أطلع عليها، ففتحت الأولى كأني أدير مفتاح باب حديدي منيف تتوق الأطياف التحرر منه والانطلاق .. وإن فتح:" فالزمن أبى إلا أن يغلق بابه" فكانت البداية لتلك الرواية؛ خلف الظلال السجينة،حكايات كان السرد فيها حلما للواقعية و النثر صياغة عبثية تأرجحت الأوصاف منها لوحات سريالية..فكانت تتضمن الآتي :
باسم الله الرحمان الرحيم
....الله أكبر...الله أكبر ....وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله...ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب...اللهم إننا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت..
صديقي العزيز:

/ - هذيان - 3
صديقي العزيز:
كان يوم النطق بالحكم عصيبا؛ اختلطت فيه كل الصور والذكريات، فقدت الإحساس بكل شيء لم أستطع تمييز صور الأشخاص والأماكن، كل شيء يبدو كوهم شامخ انهار بنيانه في لمح البصر ..سراب يغشى العيون عم الكون لمعانه ؛ هذيان الأفواه هذيان الصدى.. هذيان الطرق بقوة على سندان الذاكرة..
- شو انحكمت؟
- مالك خص فالريال
- في حد سألك أنت؟
- ذكروا الله يا جماعة..
- توك دريت أن الله حق وين كنت قبل!؟
جدال لا معنى له ...! أنين يصدح في كل الأماكن والأركان، لغو الكلام يخنقه هدير محرك الحافلة اللعين، وميض الحروف برق خاطف يخترق الجسد، لهيب الحكم قضاء يحرق غشاء العقل من الأسى والكمد،مسالخ الأرواح نشرت في العراء، وآلاف الرؤوس بعثرت بين الركام، هياكل المشانق تدلت حبالها في ساحات حبا لها الموت القتل والإعدام، على أرض البور القاحلة بين بقايا الدمار مجانيق الخراب وسياط العذاب، ملايين البشر المتعطش للحياة، يمشي مكبا على وجهه جماعات ثم فرادى على قارعة الصراط المفقود..
اقتيد الجميع كقطيع من الدواب أصابها جنون البقر ورشح الدجاج وحمى الخنازير؛ حشرت دكا في إحدى الآلات العسكرية المطوقة بقطع مسلحة، تزحف ببطء إلى مكان الإقامة الأخير، فكانت مراسيم الضيافة لها شأن آخر في مقر أحوال المنشأة، احتفالا صاخبا واستقبالا حارا بالزوار الجدد؛ مكان لا حياء فيه يجرد المرء من ملابسه ليخضع لإجراءات الإدخال اللازمة، يجلس الجميع القرفصاء صفا واحدا في الميدان؛ حينها تطلق الوحوش المستعرة كلاب مدربة على كشف الظاهر والباطن والمستور، تدس أنفها في جسد الواحد تلو الآخر مستغرقة في شم عميق يصحبه لهاث و عواء متقطع حين يلتبس في أنفها عطر الرحيق ... ثم تعيد الكرة مرة أخرى في أماكن حساسة من الجسد، بعدها يتم التصنيف والتوزيع إلى مجموعات حلقت رؤوسها حفت شواربها وارتدت رداء التطهير.. استعدادا لإجراء أخير؛ تلتقط فيه بعض الصور التذكارية المرصعة برقم القضية، وتأخذ بصمات الأكف والأصابع لتدرج البيانات في خانات القوائم السوداء في جهاز الأدلة الجنائية، مرجعا صحيحا غير مرسل لأصحاب السوابق من يشكلون خطرا على المجتمع برمته، وأخيرا يستلم النزيل بطاقة هويته الجديدة، ويزج في إحدى الزنازين الانفرادية لغاية دمجه مع باقي السجناء الذين لهم نفس المصير ...
ففي هذه الأمكنة الضيقة الباردة، يجثم الرعب على القلوب والخواطر، حين يجن الليل يختلط السكون بضوضاء الذاكرة؛ كهمس خافت تدفق العمر فيه عبر خلجات القضبان القذرة، في براثين الحزن والأسى والندم؛ تتلاشى الأحلام كزرقة المدى، وتحتضر الحياة في أحضان الصمت الرهيب، يتداعى العشق كجبل الجليد؛ ويرتمي الحب جنينا في دفئ أحضان الماضي البعيد كجسد صغير صغير لا تدرك الروح منه معنى الحوار، ينبض في قلبه الهوى دقات بريئة لا يعي لغة الكبار.. فلا المعاجم القديمة يا صاح ضمت في طياتها سؤالا عقيما إلى متى نظل نسبح في أوحال التكرار؟ فكيف تريد من لهجتي الخجولة تحرير مفهوم رسالة؟
تذكرت كل لحظة حزن و ساعة فرح؛ ثم عادني اليوم ألم الوداع...
تذكرت رحلتنا هناك.. على صخور مرتفعات تفجرت العيون منها أنهارا؛ تجري على خدود بين سفوح الجبال، فأنا لمآقي العيون منا أن تدمع على الخدود المتحجرة ؟ فقلوب الناس هنا قست كصفا؛ مذ بان عنها الصفاء .. تذكرت الصبا عشقت فيه المرح؛ أحيت شجوني تلك الملح.. تجلت في خضم الأسر هالة نور بعيدة، كمشاعل أوقدت من فوهة بركان صامت، ينعكس الخيال فيها ظلالا على الجدار كمسرح للعرائس..يحكي قصص الصغار:
- أنت من..؟
- أنا أوديب
- ليش حزين ؟
- فقدت البصر.
- خلي قلبك يشوف..
- هو كان السبب.
- علمني كيف؟
- سبب الخطيئة؟

- عمر الحب ما كان خطيئة..
- عمر الخطيئة ما كانت حب..
- أنت غلطان.
- الحب مجرد غريزة..

- اختيارك خطأ!
- هو من يختار..
- وين الإرادة..؟
- شعار مزيف...
- وين الحقيقة..؟
- على بعد خطوات منك!!
انسدل الستار فتوارى رجال الظلال خلف بساط الحائط...ومازال صدى (الشلات) القديمة( ونات) رسمت تقاسيم نبراتها آثارا بين كثبان الرمال ..لأجلها سحت دموع الربابة نحيبا؛ أذكت في الفؤاد رغبة الحياة وحب الأوطان،لغة الأوتار نشيد للخلود يرثي الاحتضار، ينعى أجنحة المنايا المتكسرة..
فمن أجل تلك الذكريات والآمال القريبة، لا تنسى أن تقرأ الرسالة وإن كانت تعابير الألوان فيها قاتمة؛ كشيزوفرانيا الموت والحياة تأرجحت بين الوهم والحقيقة..الليل طويل لم يعانقه الصباح... صباح جديد تنتزع فيه الروح قهرا من الجسد ويسلخ الفكر عنوة من الذاكرة، حينها تخبو الأحلام ببطء لتسمو في غياهب العدم …
- الغرفة مسكرة والباب مفتوح ....أنا سعيد أنا سعيد أنا سعيد.. أنا حزين حزين حزين يا صاحبي....خيبة!!! نور الظلام بعده مولع.. طفي الظلام ..كم مرة أقول لك لا تطل علي من خلف اليدار .... يا ولدي غربت الشمس ما هل الليل ...يا صاحبي الحياة هني والكرفاية ضيقة!! والمكان وسيع فالزاوية.. أسمع كلام مو بصحيح ... دخيلكم خلوني بروحي كان الموت ينفع معاه الصوت . . الفجر بعده بعيد والليل سقفه حديد.. أحرك شفايفي من صرخة فؤادي وصيح وغني وأقول: :..........
شوف دمعي من على خدي يسيل
بالصدق ما هو بشروا دمعتك
عشت في حبك متيم بك بخيل
يا خسارة شوف نفسك غرتك
أتحرىا أن الذهب يبقىآ أصيل
ما يغيره الزمان وخطوتك
لا تلوميني ترى حان الرحيل
وش تفيد جروح قلبي رقتك
العزى ما يفيد في قلب (ن) قتيل
والتسامح ما يغطي غلطتك
ما با حد يشوف دمعتي...لا يا صاحبي ورفقة يا خو شمة لاتنسى الوصية... مو كان قصدي صدقوني يا جماعة الخير صدقوني ما دريت وش اللي صار وانت الوحيد تعرف الحقيقة...
لا تنسى الذكريات القديمة... لا تنسى الآمال، لا تنسى الماضي الجميل؛منه تعلمنا معاني الحياة والكرامة، كانت أحلامنا آنذاك حاضرة، لم يذكيها ألم في الفؤاد من وقع الجراح؛ ولا ارتجاج في مرآة الذاكرة..
هذا المساء فتحت الزنازين وجلس الجميع في باحة السرداب الضيق، أحمد وعبدالله وخالد وميرزا وسيف..
كل شخص قابع هنا يترقب شوقا ساعة العبور، يحفظ في خاطره مجموعة من الأسرار، تعكس صورة حقيقية عن نزعات إنسانية في العقل المعذب السجين، فهذا أحمد يحكي لنا قصته المروعة التي أودت به إلى هذا المكان قائ
- قبل ما أحكي لكم الموضوع اللي صار معي انا هو اللي الديرة كلها تعرفني باسم....




نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
زين العابدين إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 09 / 2011, 02 : 01 PM   رقم المشاركة : [2]
فاطمة البشر
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة

 الصورة الرمزية فاطمة البشر
 





فاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: حين يقفل الزمن بابه


لا يقفل الزمن بابه بعدل دائما ، وإن بدا لوهلة أنه كذلك .
نحكم على التصرفات فقط ، لربما كان هذا شيئا لابد منه ،
لكن هناك دائما " ما وراء الفعل " ، ولو لم يتواجد " ما وراء الفعل "
لما احتجنا إلى المشاعر ....
وهذا هو السبب الذي يجعل أحدهم يقبل تصرفك والآخر يرفضه .....
سررت بتواجدي في متصفحك عزيزي
ودي ووردي

توقيع فاطمة البشر
 
أنا لم أكن يوما إلا أنا ....

تلك الفتاة التي تحلم بغد زاهٍ مشرق ...

تلك الفتاة التي تنثر حباً وأملاً ...
تلك الفتاة التي ترسم حلماً ...
تلك الفتاة التي ستصنع مجداً ...

ولا تزال تنتظر الأياام......


فاطمة البشر


https://www.facebook.com/fatima.bisher
فاطمة البشر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 09 / 2011, 15 : 02 AM   رقم المشاركة : [3]
زين العابدين إبراهيم
أديب روائي

 الصورة الرمزية زين العابدين إبراهيم
 





زين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: حين يقفل الزمن بابه

الأستاذة الفاضلة فاطمة سرني تواجك في هذه الصفحة .. كل ما في الموضوع أن الحادث حقيقي والمتهم كان صديقا لنا قي يوم من الأيام وبسبب الخطأ الفادح الذي ارتكبه نفذ عليه الإعدام رميا بالرصاص في ساحة السجن المركزي حوالي السابعة صباحا ...
والغريب في موضوع القضية أن أهل الضحية كلهم تنازلوا في اللخظة الأخيرة سوى زوجته ه امتنعت عن التنازل وطالبت بالتنفيذ
وشكرا جزيلا..
زين العابدين إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشلل, بابه, يقفل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجبا بربك كيف يقفل مسجدُ ؟! جهاد درويش الشعر العمودي 6 29 / 11 / 2020 16 : 03 AM
هل من مرحب بابن الجزائر...... الصادق عبد المالك مجلس التعارف +أمثال وطرائف 14 17 / 02 / 2012 10 : 05 PM
العدد بي π عبر الزمن :من بابل إلى ألق الحضارة الإسلامية نصيرة تختوخ نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك 6 12 / 04 / 2011 18 : 09 PM
الشاعر المبدع مجذوب العيد في نورالأدب رحبوا معي بابن الجزائر البار زاهية بنت البحر الترحيب بالأعضاء الجدد 4 06 / 07 / 2010 47 : 04 PM
من بابل إلى أمريكا .. المشعل المتنقل نصيرة تختوخ المقالة السياسية 2 20 / 03 / 2008 32 : 10 PM


الساعة الآن 40 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|