وعيناي تبكيان لما آلت إليه
وبعد أن كان إذا ما عضوفيها اصيب
تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى
لم يعد لجل رجالاتها اليوم نخوة العرب ولا
بأس الأشاوس فاستحالت جذوتهم حمما
وبعد ما كانت بالعلوم تروي العطاش
أبى إلا أن يناطح بها الأنجما
ماذا دهى أمتي ؟ ما خطبها ؟
أنضب معينها وجف نبعها أم ما ؟
زاغت عن طريق العلا فتوالت عليها
من كل حدب وصوب صنوف النقما
فاستعصى على الحجى أن تعي أو تفهم
كنه هذا المصير المذل الذي
لم تستطع أن تنجو منه أو تسلم
فأصبح الواحد منا يأكل لحم أخيه
تبددت قوانا في صراعات مريرة
وتركنا الخلف حتى كبربيننا ونما
حتى لم يعد بمقدورنا أن نحمي الحمى
ولا أن نغيث الملهوف أو ننصر أخا لنا ظلم
هذي أبناكنا ومصارفنا أبانت عن عجزها في إيصال المساعدات
فهل من يحررها من التبعية بقوة أكثر عزما وحزما
إن امتثالها لأوامرالمعتدين الأمريكان على شعوبنا
ولتجويع إخواننا الفلسطينيين عار علينا ووصما
وتجميدها لأموال حكوماتنا وجمعياتنا الخيرية
لتضاعف بذلك معاناة مستحقيها وتزيدهم هما وغما
يرتمي البعض بين أحضان الغرب ينشد وصاله
يدعون أنهم عرب وليس لهم من العروبة إلا الاسم
باعوا أوطانهم من أجل عيون غادة
وما نالهم منها وطر غير معسول وعود به سما
وما أكثر ما أخلفت الوعود لخاطبيها
وهي كساحرة شمطاء ترجم الغيب رجما
تبيع أحلاما وردية تدغدغ به الحالمين
بمجد يرتجونه ولن ينالوا منه سهما
والبعض من العرب كفحلي أكباش يناطحان بعضهما
والذئب لهما بالمرصاد دون أن يتحدا ضده ليسلما
لو شددنا أزر بعضنا البعض ما تجرأ الغاصب المحتل
أن يستبيح أرضنا ويهنأ بخيرات أمتنا وينعم
يتآلف الغرب وقد اختلفت ألسنته
ولساننا واحد و لم نزدد إلا تفرقا وتشرذما
وانشغلناعن أمتنا بطرهات ومصالح ضيقة
حتى فرقت الأنانية بيننا وازدادت جراحنا إيلاما
غرقى حتى النخاع في الفاقة والجهل
ولم نحمد الله على ما حبانا من خيرات وأنعما
لو أحسن توظيفها ما اشتكى منا أحد
إذا كان الغريب غريب الداريذل فيها
وهوعزيز النفس فموته أهون له وأرحم
لا حديث اليوم بعد أبو غريب إلا حديث
حديثة وإسحاقي والمحمودية ألا فليع العدو ويعلم
أن ما بلغنا من جرائمه في حقنا
كجبل الجليد وما يخفيه عنا أجل وأعظم
قتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ
هل يرى الغزاة في كل منهم زرقاوي أم ما؟؟؟
ها قد سقطت ورقة عذركم قتل الأبرياء
فابحثوا لكم عن ذرائع أخرى فهناك زيد وعمرو وأسامة
وهدمكم المآثر والعمران على رؤوس ساكنتها
خير دليل على عقلكم المريض ونفس بها عمى
لا عليكم أيها المحتلون الغزاة فلستم الملامون
بل على العرب والمسلمين الملامة
ففشلنا في الذوذ عن حمانا وخيراتنا
كأنما العربي لا يجيد سوى البكاء على الأطلال والرسم
واجترارالتاريخ المشرق لأجدادنا الأفذاذ
فما عزمنا كعزمهم فأين من المتخاذلين الإرادة والعزم ؟؟؟
وبالرغم من كل هذا فأمتنا بركان وإن يبدو في ظاهره خامد
إن ثار سيقذف المعتدي دخانا وحمما
وسيندم حيث لا ينفعه إذ ذاك مهما ندم
ولن ينعم باستقرار ما دام يرفضه لنا
العين بالعين والبادي أشد جورا وأظلما
وزارع القتاد لن يجني مما زرعت يداه
لمن أراد لنفسه أن يفقه ويتعلم .
خواطــــــــــــــــر لمحمد محبوبي .البيضاء بتاريخ : 3/6/2006 .