كان بينهم ، ينظر إلى وجوهم ، يفتش في ملامحهم عن حزنه ، يبحث في عيونهم عن دَمْعِه ، ينقب صدورهم بحثاً عن عواطفه ، ينتظر بصمت من يدرك حجم ألمه ، وفداحة خسارته ، من يعينه على رسم ملامح الحزن ، وتلاوة طقوسها ، كبقية أخوته ، لكنه وُلدَ مختلفاً عنهم ، آوى إلى ركن بعيد ، تكور جسده ، تقلصت أعضاؤه ، كما اللدائن إذا ما مستها نار ، خبأ وجهه في ثنايا ثوبها الأخير ، يثَّوِيها أعماقه ، وينهل عليها من ذكرياته ، اقتربتُ منه ، لمستُ كتفه ، فانتفض ، سألته إن كان يدرك ما يحدث ، أجاب :
" ماما ماتت "
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: وأد
مرحبا بك أخي محمد السيامي في نور الأدب ومرحبا بإبداعك ..
في كلمات معبرة و مفعمة بالألم ، مثخنة بالجراح ، استطعت أخي أن تحملنا إلى عالم الوحدة و الضياع ..عالم ينتفي منه الدفء و تبرد العواطف .. خاصة حين نفقد أعز شخص لدينا ..
هل هي محاولة لوأد الآلام ؟ .. لوأد الذكريات الأليمة .. لوأد كل ما يمت إلى هذه الحياة بصلة ؟
أبدعت أخي في سردك ووصفك ..
أنتظر منك المزيد ..
شكرا
ما أجمل أن تكون كلمات القصص قريبة الى الواقع و ما أجمل أن يكون كاتب تلك القصص بداخله جبال و وديان وأنهار فيوم يبهجنا بكلماته و يوم يبكينا بنحته الجميل على الورق اشكرك جزيلاُ على هذه القصة.......
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]سطور قليلة نقلت لنا حزنا وألما يعتصران قلبا فاقدا لأحن وأقرب القلوب إليه. حجم الإحساس بالحزن يختلف وقد لا يجد المرء في عيون الآخرين مرآة يرى فها نفسه.
تقديري لما نشرت هنا أستاذ محمد.[/align][/cell][/table1][/align]