القِطَارُ
[align=right]
القِطَارُ
زِحَامٌ ، لِقَاءٌ ، عِنَاقٌ ، دُمُوعٌ
صُعُودٌ ، هُبُوطٌ
صَفِيرُ القِطَارِ يَسُوقُ الوَدَاعَ
قُلُوبٌ رَوَتْهَا الْأَمَانِيْ ، وَ اُخْرَى تُعَانِي
وَ نَافِذَةٌ قَدْ أَطَلَّتْ عَلَى الدَّرْبِ ....
تَلْهَثُ -خَلْفَ القِطَارِ- الزُّرُوعُ
مَدَائِنُ بَيْنَ السَّرَابْ
وَ أشْبَاحُ تَعْدُو ، وَ أَضْوَاءُ تَخْبُو
وَ صَمْتٌ رَهِيبٌ ، وَ لَيْلٌ طَوِيلٌ
وَ تَسْتَيقِظُ الأُمْنِيَاتْ
عَلَى صَرْخَةِ الذِّكْرَيَاتْ
فَتَنْزَعُ قَلْبَ السُّكُونْ
زُهُورٌ بِوَجْدٍ تُنَاجِي الرَّبٍيعَ
وَ تَهْتَاجُ شَوْقًا إِلَى رَقَصَاتِ الغُصُونِ الَّتِي ....
مَالَ عِشْقًا لَهَا – فِي الخَوَالِي - النَّسِيمْ
إِلى قُبُلَاتِ النَّدَى ....
إِنَّمَا الدَّمْعُ مَا زَالَ يهْمِي
تَوَقَّفَ قَطْرُ اللِّقَاءِ ، وَدَرْبُ الفِرَاقْ
تَرَّجَلَتِ الأُمْنِيَاتُ
وَ قَلْبٌ أَسِيرُ الوُعُودْ
وَ يَحْمِلُ زَادًا لِدَرْبٍ بَعِيدْ
سَرَابٌ يَجُوبُ الطَّرِيقَ
وَ هَمْهَمةُ الصَّمْتِ فِي الصَّدرِ تَدْوِي
تُسَامِرُ رُوحًا يَتِيهْ
وَ نَجْوَى هُدَى الحَائِرِينْ
إلَى أَيْنَ نَمْضِي وَ حُلْمٌ رَمَانَا إِلَى الغَيْبِ قَسْرًا
بِلَيْلٍ بَدَا فِي هُرُوبْ
وَ قَد يَنَجَلِي سِتَرُهُ ....
وَ نَرَى سَوْطَ قَهْرٍ دَمَى وَجْهَ صُبْحٍ غَرِيدْ
يَسِيرُ الزَّمَانُ بِنَا كَالقِطَارْ
إِذَا مَخْلَبُ الدَّهْرِ خَدَّشَ يَومًا وُجُوهًا
فَإنَّ الجُروْحَ ستَبقَى بِدُونِ التِئَامْ
كَأنَّ الغَدِيرَ كَدِيرٌ
كَأنَّ الشَّبَابَ عَدِيمٌ
وَ دَوْحَ الزَّهُورِ خَرِيفٌ
وَ أَيْكَ الطيُّورِ هَشِيْمٌ
وَكُلٌ يَغَادِر ُ مَهْمَا يَطُلْ فِي الوُجُودِ المُقَامُ
قِطَارٌ
وَ هَلْ يَلتَقِي كُلُّ مَنْ فِي القِطَارِ الأَمَانِي ؟
وَ مَنْ مِنْهُمُو سَوفَ يَجْنِي ثِمَارًا
وَ مَنْ مِنْهُمُو سَو فَ يَلقَى جِرَاحًا
إِلَى أَيْنَ يَا قَلْبُ نَمْضِي
كَفَى حِيْرَةً ، وَ ظَلامًا ، وَ ظُلْمًا
فَمِلءُ اليَقِينِ ظُنُونْ
بِدَرْبٍ عَسِيرٍ ، وَ فِكْرٍ شَرِيدٍ
وَ طَيْفٌ بِنَا صَاحَ وَجْدًا : هُنَا أَمْ هُنَاكَ الْمَصِيرْ
تَفِرُّ مِنَ الأَمْسِ قَهْرًا إلَى قَدَرٍ لَا يَحِيدْ
قِطَارُ الأَمَانِي تَوقَّفَ قَسْرًا
تَهِيمُ الوُجُوهُ ، تَئِنُّ القُلُوبُ
وَ كُلٌ بَوَادٍ يَتِيهْ
وَ ضَاعَ السَّبِيلْ
مَتَى أَمَلٌ فِي نُفُوسٍ يَعِيشْ
مَتَى الحُبُّ مِثْلَ الطُّيورِ ...
يُرَفْرِفُ فَوقَ الرَّوَابِي ، طَلِيقْ
وَ لَمّا يَعُدْ مِنْ عَنَاءِ الْقِطَارْ
وَ يَملَأُ حُبٌّ قُلُوبًا
فَيَا أيُّهَا البَدرُ رَغْمَ الدُّجَى قَدْ بَلَغَتْ العُلَا ...
أَعْطِنِي بَسَمَاتِكَ أَمْضِ بِهَا ...
أُخْرِجُ القَهْرَ ، وَ اليَأَسَ مِنْ كُلِّ زَفْرٍ
سَأُخْرِجُ يَا أَمْسِ حُزْنَ السِّنِينْ
مِنَ الرَّوْحِ ، والذِّكْرَيَاتْ
سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعصِمُ النَّفْسَ مِنْ غَدْرِ إِنْسٍ ...
وَ حُبٍّ غَدَا فِي الوُجُودِ رَجِيْمًا
أُحَلِّقُ كَالطِّيرِ دُوْنَ قُيُودْ
وَ أَبْحَثُ لِي عَنْ زَمَانٍ جَدِيدْ
بَعِيدًا عَنِ الجُورِ ، وَ الزَّيْفِ ....
عَنْ هَوْلِ حِقْدٍ ، وَ لَهْوِ الضَّمِيرْ
شعر عصام كمال[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|