نمت...حلمت...ثم آستيقضت
النغمة على وثر العُود لم تتغير
ورود يَجْتَرِحُهَا الندم العَاصٍ
سماء طبقاتها مُكَدّرَةٌ بالإغْتِرَاب
أم تُرضع الصِّبَى عَلْقَمُ ثُكْلِهَا
فتاة إنْعِكَاسٍ بالمرآة
ضَلّتْ عن فطرة حُسْنِهَا
أبٌ يزرعُ الشوك من هَمِّه
شابٌ مَحْمُومٌ بالحيرة و الإنذهاش
أبَاحَ لِلْعُلُومِ هذيان تجاربها
و جَدّةُ أنْسٍ عَرِيقَةَ اللّمْسَة
تحكي عن أسطورةٍ لموتِ ولادتها.
نمت...حلمت...ثم آستيقضت
كل شيءٍ بمكانهِ شيءٌ
في شَيْئِهِ مَكَان
مَجْهُولَةُ الدروب حَافٍ سيرها
لاينتهي جُنُوحُ مَتَاهَتِهَا
سُفُنٌ تبحت عن الضّائع من السفر
و تبحر فوق السّراب ونَضْحِ القلق
جِمَالٌ غَرْقَى بالبحر مَشْيًا
طيورٌ بفضاء الحُزن رِيشُهَا يطير
كلاب تَنْهَشُ زمنَ الفَراغ المَقِيتْ
و كَرَوَانٌ يسقطُ من فَاجِعَة.
نمت...حلمت...ثم آستيقضت
النهار مُكْفَهِرٌ بسماء العَزَاءِ شمسهُ
الليلُ وَضّاءٌ مَنْطِقُ الظُلْمَةِ لا يَحْكُمُه
الأمطار ذموعٌ على الخُدودِ تَصَحّرَتْ
و الجفافُ وِدْيَانٌ يُعَثِّرُهَا الجَبَل
لاشيء يتكلم لمّا تَسْهُو اللغة
سوى باطِنَ الصّمْتِ و الوحدة
و تلكَ شمعة نصفها في قِدْحِهَا
و قطراتها مواقفٌ تَتَكَلّسُ على تَضْحِيَاتِهَا.
نمت...حلمت...ثم آستيقضت
طَاوُلَتِي مكان لطقوسٍ لم تَتَبَدّلْ
أحمد يكتب على الحائط لُغَةَ الإنْسِحَاب
ليلى تُدُاعِبُ ذمْيَةَ فَتُوّتِها
بِتَرْنِيمَةِ العيد
سَبّورَةٌ يُعَنْوِنُهَا نَقْعٌ على سواد
أقلام تكتب اللّطْخَ و المِذاد
أوراق تَدْرُوهَا رياحُ الأطلال
وعنكبوتٌ نَسَجَتْ حِبْكَةَ الكَمِين
بزوايا الوحشة
و هي تَرْتِقُ الرّقَعَ على الهاتف
فهل تسمعني؟؟؟
نمت...حلمت...ثم آستيقضت
أضْغَاثُ الأحلام تَرْتَعِشْنَ من المصير
بابُ الحواس مُوصَدٌ على كل الغرائز
و شُرْفَةُ المَأزِقِ تطل على صباح البركان
البركان رَاكِدٌ تحت الأسرار
الأسرارُ حق نشوةٍ مَعَثّرَة
تَسْتَهْوِي نُحّاتَ الأفكار
و هناك حيثما الأضواء مكسرة
أسئلةُ العِتَابِ تَمْخُرُ ضمير العَجْز
لِيَتَعَجْرَفَ الطّاغُوتُ على الإنكسار.
نمت...حلمت...ثم آستيقضت
الأرَاجِيحُ تُهَدْهِدُ قَدَرَ الأجِنّة
الحُمّى تَتَشَفَقُ ضياعَ الأمومة
و مُرْضِعَةُ القهرِ أفْعَى
و تلكَ من عيون بَوْحِهَا شَذرَاتٌ
مُعَلّقَةٌ بين المذى و الفراغ
عروسةٌ لعرسٍ كان مَأثَمَهَا
كَفْنُهَا جَاهليةُ عشقٍ
وَأدَتْ شمسَ أنْثَاها
والحاضرونَ أشْبَاحٌ لظِلاَلِ مَوْتَى
يوم دُخْلَتِهَا إنْفِتَاحٌ على أهْوَالِ القَبر
و دِكْرَاهَا آثارٌ بخواطرِ
مَنْ حضروا العُرْسَ المَأثَم.