مفاهيم قرآنية // منهاجية الواقع ومعناه
توضيح لابد منه :
إذا قدر لي أن أزور مصر الحبيبة فلن أتردد في السؤال عن علمين بارزين هما الأديبة المبدعة الدكتورة منى أبو الفضل والكاتب الإسلامي الرائع الدكتور طه جابر العلواني ,فقد شدني كتابهما حول " المفاهيم المحورية في المنهج والمنهجية " بأسلوبه الرائع وطرحه الموضوعي لمسألة قلما ينتبه إليها المهتمون بالشأن الديني . لذلك فإن من الأمانة الأدبية أن تكون هذه السلسلة منسوبة لهذين الهرمين من حيث الفكرة المحفزة على الخوض فيما سنخوض فيه بإذن الله تعالى وعلى الله حسن القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
الواقع // المفهوم
ليس من الضرورة أن ينسجم الوجود الذهني مع الوجود الخارجي في تحديد واقع ما , كما أن الوجود اللغوي قد لا يعبر بالدقة اللازمة عن أي من الوجودين الذهني والخارجي,ولذلك كان فهم الواقع بكل مركباته وعلاقاته والمؤثرات المختلفة فيه ضروريا للمجتهد والمفكر والقاضي والفقيه والمفتي والمصلح وكل معني بالشأن العام,سواء أكان عمله مما ينحصر بعمليات احتواء الواقع النسبي بالمطلق القرآني أم لا . ومن هنا نؤكد أن الفقيه الكامل ليس ذلك الذي يفقه النص وحده ,ففقه النص نصف الفقه ,والنصف الآخر يكمن في فهم الواقع بكل جوانبه . والإسلام له نصيب وافر في تحديد معنى الواقع وأهميتهوالجوانب التي تندرج تحته,وأثرها في سائر مناحي الحياة ,ومنه مقاصد الشريعة والمقاصد القرآنية العليا الحاكمة ,التي يتوقف عليها الفهم الدقيق والإدراك العميق لمرامي النصوص وأهدافها وكيفية البناء باستعمالها على الوجه الأكمل الصحيح .
البشرية اليوم والمسلمون في مقدمتها أحوج ما يكونون إلى "فقه الواقع" وفهمه,هذا الواقع الذي يقوده الشيطان وعباد العجل ,يعزز هؤلاء وأولائك خوار الأجهزة العملاقة التي تسيطر على تربية الناس وتوجيههم.فيذكرنا بالخوار الذي كان يصدر عن العجل الذهبي ,وسواء سموا ذلك حوار حضارات أو عولمة أو ما شاؤوا فإنه يبقى "خوارا"ولو تغير مصدره,ولولا غياب الوعي بالواقع لما انشغل مثقفوا الأمة عن معالي الأمور بسفاسفها,وعن الضروريات بالكماليات,ولما كرسوا فرقة الأمة وتشتتها.
يتبع بإذن الله .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|