التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,730
عدد  مرات الظهور : 163,493,446

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > أوراق الباحث محمد توفيق الصواف > رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف
رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف كتاب (( رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ )) للأديب والباحث الأستاذ محمد توفيق الصواف وهو عن " رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ بين الواقع والتَّطَلُّعات "

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19 / 09 / 2016, 18 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

راهِن العالم الإسلامي، الفصل 2، الضعف الناجم عن التشظي العقيدي

[align=justify]سبقت الإشارة مراراً، إلى أن استقراء تاريخ الأمم والشعوب يُبيِّنُ أن معظم أفرادها، وربَّما جميعهم أحياناً، يكونون، في بداية تجمُّعهم، على عقيدة واحدة، يلتقون على مبادئها التي تؤلِّف بين قلوبهم، وتُغذِّي مشاعرَهم بفيضٍ من المحبة يُكِنُّه كلٌّ منهم لغيره، وتُقَرِّب بين مواقفهم تجاه بعضهم وتجاه الآخرين، حتى يغدوا كالجسدِ الواحد..
لكن هذه الصورة الإيجابية ما تلبث أن تنقلبَ إلى نقيضها، كما يُستَدَلُّ أيضاً من استقراء تاريخ التجمعات البشـرية، بمختلَف صورها وأشكالها، بعد أن يغدو أفرادُها، وخصوصاً قُبَيلَ نهاياتها وحتى سقوطها، فِرَقاً وجماعات مختلفة متنابذة، تُكنُّ كلٌّ منها العداء لغيرها، وتُحضّـِر للصـراع ضدَّها والنَيل منها، مُبَيِّتَةً النية للقضاء عليها إن أمكن... حتى ليخالُ الناظرُ إلى أيٍّ منها أنها ما عادت أكثر من شراذمَ صغيرةٍ لا يربط بينها إلا الرغبةُ في إفناء بعضها، غافلة عن عدوها المشترك الذي يُكِنُّ العداء لها جميعاً، وعن نيَّته العَيْثَ فساداً في أرضها وعرضها وثرواتها ومستقبلها، ليؤول إليه، في النهاية، سائرُ أمرها!
وهذا بديهي، لأن ضعف أيِّ أمة يُقوِّي، في نفوس أصدقائها وأعدائها على السواء، نزعة الطمع في حيازة ما تملكه من ثروات، والرغبة في السيطرة على أفرادها ومصائرهم، تمهيداً لإلحاقها بمن نجح في السيطرة عليها أولاً، إلحاقاً نهائياً إن أمكن، أو لأطوَلِ أمدٍ يستطيعه. ومن الملاحَظ أن كلا هذين الهدفين، (السيطرة والإلحاق)، لا يتحققان إلا بوسيلتين متلازمتين هما:
1) إضعاف الأمة المُستَهْدَفَة بتوجيه السهام ضد أيِّ عقيدة تجمع أبناءها، ثم الإبقاء عليها ضعيفةً، بتغذية عوامل الفرقة بينهم، وإحباط أي محاولة يمكن أن تنجح في إعادة توحيدهم على نحو يُعيد لهم بعضَ قوتهم السابقة أو كلَّها.
2) حرمانها من أي محاولة لتطوير نفسها باتجاه الأفضل، في أيِّ مجال حياتي، لأن أيَّ تطوير يعني، في نظر المسيطرِين عليها، احتمالاً ممكناً لاجتياز ضعفها.. وهو احتمالٌ يخشاه كثيراً المسيطرون على أيِّ أمة ضَعُفَت من تلقائها أو كانوا هم الذين أضعفوها، لأن تجَسُّدَه واقعاً، ولو في أدنى الدرجات، قد لا يحدُّ من نفوذهم ويلجمُ أطماعهم فحسب، بل ربما وَضَعَ حدّاً نهائياً لتلك الأطماع، وهو ما يعني تهديداً لمصالحهم الراهنة، وربما المستقبلية أيضاً. لأن التطور نقيضَ التبعية، والقوة نقيض القبول بِهَيمَنَةِ الآخر، عدواً كان أم صديقاً...
ولو استعرضنا تاريخ المسلمين الطويل، وحلَّلنا حالات القوة والضعف التي مرُّوا بها، منذ ظهور الإسلام إلى اليوم، لتبَيَّنا أنهم لم يخرجوا عن هذا القانون الثابت في حياة الأمم، ابتداء من ظهورها إلى حين تدهورها فاندثارها؛ كما لم تخرج نوايا أعدائهم ومخططاتهم وآليات عملهم ضدهم عن الوسيلتين السابقتين، ماضياً وحاضراً. الأمر الذي يضعُ كلَّ ما يُروَّجُ من دعايات عمَّا يُكِنُّه أولئك الأعداء، أياً كان اتجاههم، للمسلمين من نوايا حسنة، موضع شكّ... ولعل في مراجعة أحداث التاريخ القديم والحديث، ما يُؤكِّد هذا الشكَّ ويرفعه إلى درجة اليقين.
فمنذ فجر الإسلام وإلى اليوم، لم يتوقف الكيد لأتباعه المسلمين.. وهو ما يؤكده استعراض مواقف أعدائه وأعدائهم، ابتداءً من مرحلتي النبوة والخلافة الراشدة، مروراً بعصـرَي الخلافتين الأموية والعباسية، فعصـر المماليك، ثم عصـر الإمبراطورية العثمانية، وانتهاءً بما آلَ إليه جسد تلك الإمبراطورية من مِزَقٍ صار يُشكِّل شتيتُها، اليوم، ما يُعرَف بالعالم الإسلامي.
ومن الملاحَظ بوضوح، أن هذا الكيد قد استهدف، بشكل رئيس، وما يزال، عقيدة المسلمين النقيَّة ومبادئها الأصلية الجامعة لأنها، كما هي الحال بالنسبة لأي أمة، مصدر وحدتهم التي تُعَدُّ، بدورها، الصانعةَ الحقيقية لقوتهم الفاعلة. أما وسائل استهداف العقيدة الإسلامية فكانت، وما تزال، كثيرة متنوعة، أهمها على الإطلاق:
1) التشكيك الذي يبلغ حدَّ النفي أحياناً، بالمصدر الإلهي لجميع الأديان السماوية، وخصوصاً الإسلام، وذلك بنفي وجود الله أصلاً، واعتباره - جلَّ جلاله - مجرد فكرة ابتدعها الإنسان ليهرب، عبرها، من وطأة الإحساس بالقهر الناجم عن انتفاء العدل الذي يُنصفُه، في الدنيا، من ظلم أخيه الإنسان له، وليُعزِّي نفسه، عبر الاعتقاد بأن مَن ترمز إليه هذه الفكرة، وهو الله سبحانه وتعالى، عادلٌ عدلاً مطلقاً، كما هي صفته في كل الأديان السماوية... ولذا، فبعدله المطلق هذا، سينصفه، في الآخرة، ممن ظَلَمَه، في الدنيا، بتخليد الظالم في نار جهنم، وتعويض المظلوم بتخليده في جنة عرضها السماوات والأرض(1).
2) الطعن برموز العقيدة الإسلامية، وفي مقدمتهم شخص النبي نفسه - صلى الله عليه وسلم - رمزها الأهم والأكبر، فضلاً عن الطعن بصحابته رضي الله عنهم. والطعن بشخص النبي عليه السلام، لا يقتصـر على مُنكري الدين جملة وتفصيلاً، باعتباره (أفيون الشعوب)، كما يزعمون، بل يشاركهم طعنَهم فيه كثيرون من أتباع الديانات الأخرى، بما فيها اليهودية والمسيحية.
ومن يَعُدْ إلى ركام الكتابات الهائل الذي ألَّفه الغربُ المسيحي تشويهاً لصورة رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - ودينه وصحابته وأتباعه، وشاركهم في تأليفه عدد كبير من الكتاب اليهود في مختلف البلدان التي أقاموا فيها، يتبينْ أن الهجوم عليه - صلى الله عليه وسلم - كان هائلاً وقديماً، وأن ما رَشَحَ منه، في الآونة الأخيرة، إلى المسلمين المعاصرين، وأثار ثائرتهم، ما هو إلا رأس الجبل الجليدي، أما ما خفيَ عنهم فأكبر بكثير. وربما لولا تطوُّر وسائل الإعلام الحديثة، ما كان لهم أن يطَّلِعوا حتى على ذلك النذر اليسير الذي نقلَتْه لهم تلك الوسائل، ممثلاً بالرسوم الكاريكاتورية المشوِّهَة لشخص رسولهم- صلى الله عليه وسلم - ورسالته...
3) المحاولة الدؤوبة لإيهام أتباع العقيدة الإسلامية، بوجود علاقة وثيقة بين تمسكهم بمبادئ عقيدتهم، وخصوصاً الإيمان بالآخرة، وبين ما يعانونه من تخلفٍ وضعف.. وذلك على خلفية الزعم بأن حَثَّ الإسلامِ أتباعَه على توظيف سائر أعمالهم الدنيوية للفوز بالآخرة، لا يعني توجيهَهم إلى احتقار الدنيا فقط، وإنما يعني تشجيعَهم على إهمالها أيضاً، وعلى تركِ إعمارها وتطويرها والتقدُّمِ في ميادينها المختلفة لغير المؤمنين بالإسلام.
وهذا افتراء على فكر الإسلام، بتحريف دعوته الإنسانَ عموماً إلى وجوب السعي لإعمار الكون بالإضافة إلى الاستمتاع بالدنيا ومباهجها، لكن ضمن شرع الله، ودون إغفال الآخرة والسعي للفوز بثوابها كجائزة ينالها المؤمن، إذا كانت غايةُ عمله في الدنيا صالحَ أهلِ الأرض جميعاً، بغضِّ النظر عن عقائدهم، وللنجاة من عقاب الله فيها، بغية الحيلولة دون انحراف عمله الدنيوي إلى إفسادِ الأرضِ والإضرارِ بمصالح أهلها، أيّاً كان انتماؤهم أيضاً، وهو ما أوجزه الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}./ سورة القصص، الآية (77)..
4) ومن أقدم الوسائل وأشدها فتكاً، محاولة تطويع فكر الإسلام ومبادئه وتعاليمه بِلِيِّ أعناقها لتُلائمَ التطلعات الفردية لضعاف النفوس والإيمان، من المسلمين، إلى الزعامة والوجاهة، ولتُسايِرَ عصبياتِ بعضهم العرقية والقبلية والعشائرية وحتى الأسرية أحياناً، فضلاً عن العصبيات المذهبية، والعصبيات الطائفية التي يمتزج في نسيجها الدينيُّ بالاجتماعي أو الدينيُّ بالعرقي والقبلي، وذلك بإلباس هذه العصبيات جميعاً لبوساً دينياً يُبديها وكأنها من نسيج الشـريعة الإسلامية، بغية منحِها شـرعيةً تُحيطها بهالة من القدسية، تمنع انتقاد انحرافها وأصحابها عن نهج الإسلام القويم، وتُصوِّر منتقديها بأنهم متزمتون متعصبون، إِنْ هم انتقدوها، وخارجون عن إجماع المسلمين ساعون إلى تمزيق وحدتهم، إن هم رفضوها، الأمر الذي قد تصل عقوبته إلى حد إباحة دمهم!
ونظراً لاختلاف مصادر تطلعات ضعاف النفوس من المسلمين وأهدافهم، بقدر اختلاف غاياتهم ودوافعهم، كان من البديهي أن تختلف نظرياتهم وشعاراتهم ومناهجهم، وأن تتصادم دافعة قادتها وأتباعها معاً إلى الاصطدام ببعضهم أيضاً، على الرغم من إصرار غالبيتهم على الانتماء للإسلام الواحد، والزعم بأنهم، وحدهم، ورثة تعاليمه الصحيحة والمحافظين عليها!..
ولِقِدَمِ بعض هذه الاختلافات، كالاختلافات المذهبية التي يعود بعضها إلى فجر الإسلام، ولاستطاعةِ معظمها الانتقالَ من جيل إلى جيل، وصولاً إلى جيلنا الراهن، تجذَّرَتْ، بكل سلبياتها القديمة والمُستَحْدَثَة، في الوعي الجمعي للمسلمين، حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من عقيدة معظمهم. بل ربما غدت أقوال أئمة بعض المذاهب وقادتها هي العقيدة (الصحيحة) والوحيدة، في نظر أتباعهم، أكثر من القرآن نفسه..!
ومما زاد في قوة هذه الاختلافات وتجذُّرها، في صورة مذاهب واتجاهات إسلامية، امتزاجُ الديني، في معظمها، بالاجتماعي والطبقي والقومي والعرقي.. وهو امتزاجٌ سَهَّل بدوره تَحَوُّلَ بعض هذه المذاهب ذات المنشأ الديني المُحرَّفِ أصلاً، إلى طوائف لا صلة بين الانتماء إلى معظمها والإسلام الصحيح. بل الملاحَظ أن أهم ما يُميِّز غالبية الطوائف الإسلامية، قديماً وراهناً، التناقض الصارخ بين إدارة معظم أتباعها ظهرهم للإسلام، وعدم التزامهم تعاليمَه في سلوكهم الحياتي، وبين إظهارهم غاية التعصب لانتماءاتهم الطائفية!
وبتعبير أدقّ: إظهار التعصب للسائد الاجتماعي في الطائفة ممثَّلاً بالعادات والتقاليد الخاصة بها، والتعصب للنزعات العرقية في مواجهة المُتَحَدِّرِين من أعراق أخرى، والتعصب للمستوى الطبقي أو الاتجاه السلوكي الذي يُميِّز هذه الطائفة عن تلك، حتى داخل الانتماء العريض للمذهب الواحد أحياناً، كما نلحظ في الخلافات الكبيرة بين طوائف المذهبَين السني والشيعي، على سبيل المثال..
على أيِّ حال، وأيّاً كان المظهر الذي تمظهرَت به الاختلافات التي آَلَتْ إلى خلافات بين المسلمين، قديماً وحديثاً، وأيّاً كان المظهر الذي اتخذته على أرض الواقع، مذهباً أو طائفةً أو تياراً دينياً، فقد ساهم كلٌّ منها، كما ساهمت مجتمعةً، في تمزيق وحدة المسلمين وتحويلهم من أمةٍ واحدة متماسكة متعاضدة، تعبدُ رباً واحداً وتتبع كتاباً واحداً، هو القرآن الكريم، وسنة واحدة، هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى وحدات مجتمعية صغيرة مختلفة ومتنابذة، كلُّ واحدة منها تزعم أنها على نهج الإسلام الصحيح، وتتهم غيرها بالانحراف عنه، متخذةً من زعمها هذا مسوغاً لما تُكنُّه من عداء للأخريات، ولما تشنه عليها من هجمات وما تقوم به من ممارسات قاسية وما تُطلقه عليها من نعوت منفِّرة(2).
وبالطبع، كانت النتيجةُ الحتمية لمثل هذه الفِرقة ضعفَ المسلمين جميعاً، على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وتياراتهم، الأمر الذي أدى، في المحصلة، إلى تسهيل اختراقهم جميعاً، من قبل أعدائهم الذين لم يُميزوا يوماً، فيما يُكِنُّونه من عِداء لهم، بين سُنِّيٍّ وشِيعيّ، أو بين عربيٍّ وكرديٍّ وفارسيٍّ وتركيّ، أو بين أصوليٍّ وسلفيٍّ وصوفيّ، أو غير ذلك من الأسماء والمصطلحات الدَّالة على الشظايا التي تشظَّى إليها المسلمون، وانحرفوا إليها مبتعدين عن نهج الإسلام الصحيح الذي يأمرهم بالتوحُّد ونبْذِ الفرقة التي آلوا إليها، والتي كان بين أهم أسبابها جَرْيُهم، طوعاً أو كرهاً، وراء أهداف مصلحية ضيقة لزعيمٍ فردٍ أو طائفة مهيمنة أو قبيلةٍ مستبدة بالحكم أو قوميةٍ عنصـرية أو قطرية مُصطَنَعة أنتجت بلداناً ظلت، وستبقى، ضعيفةً محدودةَ العدد والقدرات، مهما بلغ عدد أفرادها وحجم ثرواتها..
ولأن الأمة الضعيفة، بخلافاتها وتمزُّقِها، لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً، حتى وإن كانت كثيرة العدد غنية، لأنها لا تملك حرية التصـرُّف بما تملكه من ثروات، ولا حرية اتخاذ القرار، في معظم شؤون حياة أبنائها؛ ولأن الذين صارت هاتان الحريَّتان بأيديهم ليسوا، على الغالب، محبِّين لمثل هذه الأمة الضعيفة، بل طامعين بما لديها من ثروات، فمن البديهي ألا يحاولوا العمل على شفائها من ضعفها، لأن شفاءها يلغي أطماعهم بثرواتها، أو يؤجل نهبهم لها ويعيقه.. بل ليس مستغرَباً أن ينهج أولئك الأعداء العكس، أي أن يزيدوا مرضَها ليزيدَ ضعفُها، على أمل تسـريع لحظة تحقيقهم لأطماعهم فيما تملك..
ولعل أكثر ما يؤكد صحة هذا الاستنتاج سياساتُ الغرب الأوروبي والأمريكي تجاه المسلمين، قديماً وحديثاً.. فقديماً، أثمرت هذه السياسات حروباً صليبية رهيبة، ما كاد يشفى المسلمون من جراحها العميقة وويلاتها وآثارها المدمِّرة، حتى وجدوا أنفسهم في مواجهة مؤامرات متتالية لم تتوقف أوروبا عن حياكتها ضد المماليك، ثم ضد الدولة العثمانية، بغية إضعافها، فلما ضَعُفَت، في النهاية، لم يتردد الذين أضعفوها أنفسهم في إطلاق صفة (الرجل المريض) عليها. وبسبب مرضها العضال الذي ساهموا هم أنفسهم في إصابتها به وفي تفاقمه، تمكَّنُوا من فرضِ وصايتهم على الكثير من جوانب حياتها وحياة رعاياها، تمهيداً لاقتسام تركتها فيما بينهم، بعد أن تلفظَ أنفاسها الأخيرة، كما خططوا، وهو ما حدث لاحقاً، بالفعل..
وقد استُخدِمت لإضعافها وسائلُ كثيرة، كان من أبرزها حرمانُها، وخصوصاً في المرحلة التي سبقت سقوطها، من التطور المفضـي إلى التقدُّم فاستعادة القوة والعافية، وذلك بحرمانها من امتلاك حرية التصـرف بشؤون ولاياتها ورعاياها ومصادر الثروة فيها.. ولأن الحرمان من التطور يعني بديهياً الصيرورة إلى التخلف، فقد تخلفت معظم الولايات العثمانية، ثم تحول التخلف، بدوره، إلى عامل فعال في زيادة ضعف الدولة العثمانية. وهكذا بدأ كلاهما، أي الضعف والتخلف، يتناوبان دورَي السبب والنتيجة، ليزيد كلٌّ منهما في ارتفاع نسبة الآخر.. ومع كل تناوب يحصل بينهما، ترتفع نسبة تأثيرهما السلبي معاً على حالة (الرجل المريض)، بزيادة مرضه وإعدام الأمل في شفائه، على نحو يُسَوِّغ للطامعين، في ثروته، فَرضَ وصايتهم على سياسته وثرواته ورعاياه، بغية جَعلِهِ وإياهم، في النهاية، تابعين لهم تبعيةً تامة، وهو ما حدث لاحقاً.
وبصيرورة هذه التبعية واقعاً راسخاً يصعب الفكاك منه، على مستوى القيادة العثمانية، بدأ يتسع إحساس رعاياها بالاغتراب عنها، في مختلف الولايات، مما سهَّل على أعدائهم اصطيادهم برغباتهم نفسها، أي بما تَطَلَّعوا إليه من أمل بالتحرر من تحكُّم (الرجل المريض) بحياتهم ومستقبلهم، وبالانفصال عنه.. فقد أوهمهم أعداؤه وأعداؤهم أن استقلال كلٍّ منهم بولايته، سيُجَنِّبه الآثار السيئة لسقوط القيادة العثمانية المريضة في استانبول، فتعلَّقوا بهذا الوهم دون تمحيص دقيق وموضوعي بنتائجه السلبية بعيدة المدى، والتي من أهمها أنهم عندما يبيتون متفرقين، سيصبحون جميعاً لُقَماً صغيرة يسهل على أعدائهم ابتلاعها، وهو ما حدث فعلاً، كما تؤكد مراجعة الأحداث التي تلت تحررهم من سلطة (الرجل المريض).. إذ بعد سقوطه مباشرة، تحولت معظم الولايات العثمانية إلى مستعمرات ومحميات للدول والممالك الأوروبية، ولاسيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى روسيا والبرتغال وإسبانيا..
لا يعني هذا التوصيف لما حلَّ بالدولة العثمانية دفاعاً عن استمرارها وحسـرة على زوال هيمنتها أو دعوة لعودة هذه الهيمنة على سكان ولاياتها السابقة، بل تقريراً لوقائع لا يمكن نكرانها، وإشارة إلى خطأ وقع به المسلمون، آنذاك، على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، تمثَّل في توهُّمهم بأن سعي أعداء الدولة العثمانية إلى تحريرهم من نيرها كان تجسيداً لالتزامهم بما رفعوه من شعارات إنسانية براقة، بينما كان، في الواقع، تنفيذاً لمخطط يهدف إلى نقلهم من نيرها إلى نير الساعين لتقويضها، فكانت النتيجة أن آلت حال رعاياها المخدوعين إلى ما آلت إليه حال الهارب من تحت الدلف إلى تحت المزراب، أي إلى حال أسوأ بكثير....
لقد كان حرياً بالمسلمين ألا ينخدعوا بمعسول وعود الغرب الاستعماري، بل أن يثوروا على الفساد العثماني ويحاربوه ويسقطوه ويتحرروا منه بأنفسهم، لا بمعونة أعداء العثمانيين وأعدائهم.. كما كان عليهم، بعد أن يتحرروا من ظالميهم، ألا يتشظوا إلى دويلات متشـرذمة ضعيفة متنابذة.. أي كان عليهم أن يسعوا إلى محاولة استبدال القيادة العثمانية الفاسدة بأي قيادة أخرى صالحة تكون منهم، ينضوون جميعاً تحت لوائها، ليتمكنوا من التصدي معاً لأطماع الغرب ومخططاته الاستعمارية.. فالحكمة تقول أن الفساد لا يُحارَب بالفساد، بل بالإصلاح، والإصلاح لا يعني بحال مهادنة الفاسد، بل الثورة عليه وتغييره، مع الحفاظ على البلاد موحدةً، والأمة موحدةً، والكلمة موحدةً، والقرار موحداً.. أمَّا أن يتشظى المعانون من الفساد مِزَقاً متنابذة، باسم التحرر، والسعي إلى الإصلاح، ففسادٌ دونه الاستمرار تحت نير الفاسد حاكماً، وخصوصاً إذا كان المتربص به، الساعي إلى إسقاطه، أسوأ منه حاكماً وأعظم شراً..
وقبل أن أختم هذه الإطلالة على أبرز النتائج السلبية التي يُنتجها الضعف الناجم عن التشظي العقيدي، أرى ضرورة الإشارة إلى أن هذا التشظي لم يكن يوماً محصوراً بين المسلمين أنفسهم، بل كثيراً ما كان بينهم مجتمعين وبين أتباع الديانات الأخرى، سماوية كانت كاليهودية والمسيحية، أو غير سماوية كالبوذية والوثنية.. وذلك يعود بشكل رئيس إلى رجحان قوة الانتماء إلى الدين أو المذهب أو العرق أو الطائفة على قوة الانتماء إلى الوطن الواحد، وصفاء الولاء له، بقطع النظر عن أي انتماء ضيق، لأيِّ مجموعة من المجموعات العديدة التي يتشكَّل منها المجتمع، في معظم بلدان العالم الإسلامي القديم والمعاصر، على السواء.
وبإطلالة سريعة على واقع السلوك الناجم عن تغليب الانتماء الديني، في العالم الإسلامي، على الانتماء الوطني، نتبيَّن حجم المشكلة التي أنتجها هذا التغليب، وخصوصاً في الفترة المعاصرة..
فقد هاجر كثير من يهود البلدان الإسلامية إلى إسرائيل بعد إقامتها، وقاد بعضهم الجيش الإسرائيلي أو حارب كجندي في صفوفه، ضد أبناء موطنه الأصلي الذي هاجر منه إلى إسرائيل، مُغلِّباً انتماءه الديني على انتمائه الوطني..
وبنظرة تدقيق موضوعية في مشاعر وأهواء كثير من مسيحيي العالم الإسلامي المعاصر، تجاه الغرب الأوروبي والأمريكي الذي استعمر أوطانهم، نجد أنَّ بينهم مَن يرون أنفسهم جزءاً من هذا الغرب أكثر مما هم جزء من الشعوب الإسلامية التي ولدوا وعاشوا بين أبنائها من المسلمين.. بل ثمة من المسيحيين، وهؤلاء قلة والحمد لله، مَن صار ينظر نظرة ازدراء لمواطنيه من المسلمين، على خلفية اعتقاده بأن ما يربطه بالغرب المسيحي أقوى بكثير مما يربطه بمسلمي وطنه، بل ربما تجد بين هؤلاء من يُفضل أن تؤول السلطة في هذا الوطن للغرب، لظنه أن هيمنة الغرب على وطنه لن تُخلصه من حكم الغالبية المسلمة فيه فحسب، على الرغم من انحرافها الصارخ عن كل ما هو إسلامي، بل إن هذه الهيمنة ستُعَجِّلُ في جعله أكثر حضارة وتقدماً وقوة!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) هذا الوصف المشكِّك بالذات الإلهية المشوِّه لها، والناجم أصلاً عن نفي وجود الله، واضح في معظم المذاهب المادية الوضعية ذات الصبغة الإلحادية التي تؤكد أن لا حياة أخرى للإنسان بعد انتهاء حياته التي يحياها على هذه الأرض، والتي تبدأ بولادته وتنتهي بموته!! وبالتالي، فالآخرة التي تؤكد وجودَها جميعُ الأديان السماوية، ليست سوى وَهمٍ لا وجود له إلا في مخيلة المؤمنين به. ومادام الأمر هكذا، فعلى الإنسان أن يغتنم ما تتيحه له قدراته وحظوظه من هذه الدنيا، لأن ما يُحصِّلُه من متاعها هو وحده الحقيقي، وهو كل نصيبه منها. وبالتالي، فلا أهمية لنوعية الوسيلة التي تُمكِّنه من اغتنام ما يشتهي، لأنه لا خوف عليه من أي عقاب قد يطاله، إذا ألحق الظلم بغيره، إلا عقاب القوانين الوضعية، وفي حال واحدة، هي حال ثبوت تهمة الظلم عليه، بأدلة مادية. وحتى في حال ثبوتها، عليه ألا يخاف العقاب أيضاً، إذا استطاع الفرار من مُطَبِّقي تلك القوانين وعقوباتهم!
2) مرت بنا في الفصل الأول نبذة عن تلك الخلافات بين المسلمين وأثرها السلبي، قديماً وحديثاً.


[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 09 / 2016, 56 : 09 AM   رقم المشاركة : [2]
زياد أحمد سقيرق
ضيف
 


رد: راهِن العالم الإسلامي، الفصل 2، الضعف الناجم عن التشظي العقيدي

أستاذيَّ الصواف أتابع بشوق واهتمام بالغ ما تكتبه عن واقعنا عن راهن العالم الإسلامي، شكراً لك على هذا الجهد المشكور وهذا الكتاب الرائع .
  رد مع اقتباس
قديم 20 / 09 / 2016, 26 : 11 PM   رقم المشاركة : [3]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: راهِن العالم الإسلامي، الفصل 2، الضعف الناجم عن التشظي العقيدي

[align=justify]أخي الغالي زياد..
سرَّني جداً أن أعرف أنَّك تتابع ما أنشره من فصول هذا الكتاب، وآَمَلُ صادقاً أن أقرأ ملاحظاتك عليه ومناقشتي فيه..
لكَ خالص تقديري واحترامي..[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 09 / 2016, 38 : 03 AM   رقم المشاركة : [4]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: راهِن العالم الإسلامي، الفصل 2، الضعف الناجم عن التشظي العقيدي

[align=justify]كلّما تقدّمنا في الدراسة ازدادت أهمية الكتاب .. أخي الأكبر الدكتور الصواف.. سرّني كثيرا أنك مازلتَ تنشر دراستك رغم ندرة المهتمّين من آل نور الأدب..أتابعك وأسجّل ملاحظاتي كما اتفقنا..شكرا لك..محبتي وإعجابي وتقديري..[/align]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 09 / 2016, 31 : 01 AM   رقم المشاركة : [5]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: راهِن العالم الإسلامي، الفصل 2، الضعف الناجم عن التشظي العقيدي

دكتور محمد الصواف
اعذرني على تأخري في الرد، فالظروف لدي صعبة للغاية
بعد قراءتي لهذا الفصل، أدركت شيئئين اثنين:
أولاً: أني أشاركك الكثير الكثير من وجهات النظر ويكاد يكون التقارب في الآراء إلى حد التطابق في وجهة النظر في توصيف ما يحدث ووجهة النظر مما حدث للدولة العثمانية وما حل بعدها وما كان لها من مميزات تم طمسها وعيوب تم إظهارها في كتب التاريخ الرسمية التي تدرس في المدارس العربية..
ثانياً: لقد عرفت الآن أن كتابك يتيم وليس له إلا الله ثم أنت وحدك حتى يغادر مكتبك ويرى حيز النور رسمياً ويكون له المكانة التي يستحقها !

ثالثا: تحية تقدير واحترام لك أستاذنا القدير :-)
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 09 / 2016, 58 : 10 AM   رقم المشاركة : [6]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: راهِن العالم الإسلامي، الفصل 2، الضعف الناجم عن التشظي العقيدي

[align=justify]أشكرك أستاذ علاء على مرورك، وأحرص عليك قارئاً ليس لهذا الكتاب فقط بل لكل ما أنشرُه من كتابات أخرى في هذا الموقع، كما أحرص عليك أخاً مبدعاً كذلك، ومناضلاً أتمنى له كل الخير حاضراً ومستقبلاً..
دمتَ لي أخاً، وتقبَّل محبتي وتقديري..[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الناجم, الإسلامي،, التشظي, الضعف, العالم, العقيدي, الفضل, راهِن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
راهن العالم الإسلامي/خاتمة الفصل 3/ثقافة المسلمين القدامى، وثقافات العالم الإسلامي ال محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 0 06 / 08 / 2020 23 : 02 PM
راهن العالم الإسلامي/الفصل 3/تنوُّع ثقافات المسلمين من التكامل إلى التشظي محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 1 15 / 11 / 2016 30 : 02 AM
راهن العالم الإسلامي/الفصل 2/تأثير تشظي العالم الإسلامي في تخلف معتقدات سكانه محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 3 04 / 10 / 2016 18 : 02 AM
راهِن العالَم الإسلامي، تمهيد الفصل الثاني، الصواف محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 2 15 / 08 / 2016 35 : 08 PM
راهِن العالم الإسلامي - الفصل الأول - محمد توفيق الصواف محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 10 11 / 08 / 2016 15 : 04 AM


الساعة الآن 28 : 04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|