التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,662
عدد  مرات الظهور : 163,101,995

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > الدراسات
الدراسات الدراسات النظرية ( هنا) + التبويب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05 / 10 / 2020, 34 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

مجرد نظرة في ترنيمة حب

اسم إشارة يستهل به صاحبنا موسيقاه الشاعرية هذه؛ ليتلو هذا الاسم المعرف معرفة أخرى، أراها نكرة إذ إن ناقِشَ الكلمات يجعلنا نناقش المساء ونتساءل؛ أ هو يوحي بمنظر غروب الشمس الجميل، أم قبل ذلك شمس الأصيل؟ هل سيخبرنا عن أن هذا المساء يشعره بحلول الليل البهيم، وكآبة ظلمته؛ أم أنه سيجعله ينتظر القمر وقد هل باشا هاشا بالسماء تحيطه جواريه النجوم؟
ونتساءل ونتساءل حتى إذا ما قرأنا السطر الثاني نجد أنه انتقل من الجملة الاسمية الثابتة الساكنة إلى الجملة الفعلية التي لا تستقر على حركة واحدة وإنما تظل متحركة مع حركة الزمن ( يحزم) فماذا يحزم هذا المساء؟
إن السيد " الميموني" يصف المساء فيجعلك تتخيله رجلا حزينا يلم حاجاته ويهيئ حقائبه لسفر لا يرغب فيه، فاستعار له فعل حزم الحقائب وفعل التنهد، ويأتي بعد ذلك في السطر الثالث ليسير على النهج نفسه ، فتتخيل المساء سائرا حزينا مطرقا متنهدا، جارا أذياله خلفه بحسرة، كأنه لا يريد أن يرحل ويترك لليل فرصة الحضور، لكنه أخيرا أُرغم على هذا الرحيل ليفسح المجال لليل السعيد الذي حل مبتسما فكأن شخصا ما غادر ليحل مكانه آخر، وكأن الأول _ المساء _ كان يرفض الذهاب لأنه يعرف ما الذي سيلقاه الليل أمامه فيجعله باسم المحيا؛ بل باسم الثغر كما زعم صاحب النص فنشاركه بهذا الوصف رؤية هذه البسمة:
"وتبسم عن ثغر نقي كأنه ..... من اللؤلؤ المكنون في صدف البحر"
"ناظم الكلمات" هنا لم يقل: باسم الفم أو الشفتين ولكنه قال: باسم الثغر ، فتخال أنه داخل فتوحات إما النصر أمامه أو ... النصر ما دامت هناك بسمة، ويؤكد ذلك تلك العبارة التالية " شهي اللفتات"، وتستمر الأوصاف الجميلة وتتوالى الاستعارات " مشرق المحيا"، فتراه تارة باسما، وأخرى تستشعر فيه لذة، وتارة يبدو لك هذا الليل كأنه شمس بينما عند تأملك له تراه بعد كل هذه الصفات التي ذكرها العازف على أنغام الكلمة رجلا وسيما قويا طويلا سعيدا وقد فتح ذراعيه استعدادا لاحتضان شخص عزيز، ثم تنتبه إلى أن آخر ما قاله هذا الشاعري قبل أن يفتح الليل ذراعيه " مشرق المحيا" ، وما تشرق إلا الشمس بدلالها ونورها، وها هو صاحبنا يخبرنا أن الليل ما أطلق شراعاته إلا ليحضنه هو وليحتويه فيلتحما معا في سعادة وينثر الليل نجومه سرورا بهذا الحدث واحتفاء باحتضانه لصاحبنا، ثم ما يزال " رشيد الميموني" يمنح لليل صفات أو أفعال إنسانية فالليل الآن بعد تلك الأحضان
يستبشر خيرا

وينتقل ناظم الكلمات من الحديث عن المساء إلى الليل مستعملا ضمير الغائب لكنه الآن يوظف ضمير المخاطبة وهو يتحدث إلى تلك التي سعد بإطلالتها الليل:
حين تبزغين هناك
في الأفق، مع القمر

ونحن هنا نقف متسائلين؛ ماذا يمكن أن يبزغ مع القمر يا صاحبي..؟ حتى النجوم قلت إن الليل قد نثرها احتفاء بك، فهل هي ظاهرة خسوف أم أن الشمس في حالة كسوف؟ وها أنت بعد ذلك أجدك قد تناسيت وجود الليل وفرحه بك، وأغفلت استبشاره خيرا بتلك التي تبزغ هناك، تلك التي تطل من الأعالي، تجاور القمر، لتتساءل أنت سيدي من تكون هذه؟ وإلى أي زمان تنتمي؟ وكأنها بدت لك مع القمر سرمدية كخلود القمر بالسماء ليلا، وخلود تعاقب الليل والنهار.. فلا تجيبك نفسك، ولا ترد عليك تلك التي تبزغ هناك، وإنما يجيبك نبض قلبك وقت السؤال دون أن تنتظر الجواب طويلا، تجيب تلك الدقات المتسارعة فتغنيك عن كل سؤال وأي جواب، فالنبض الذي فاجأك حين رأيتها تبزغ هناك أغناك عن السؤال، لكني أنا أتساءل أ هذه التي بزغت فنبض لها قلبك اختطفتها من الليل أم أن الليل كان يستبشر خيرا لأجلك، أم أنكما معا تشتركان في الفرح ببزوغها مع القمر؟ ثم تتعجب أنت وتريد أن تعرف أمرا خفيا عنك:
ليت شعري
أهو الحب؟
ونبض قلبك؛ أ لم يخبرك؟ تتساءل أنت وتنتظر الإجابة بالإثبات أوالنفي لكنك تنظر إلى حالك وقد تأججت وتوقدت أحلامك ؛ ما هذه الصورة الجمالية التي رسمتها للأحلام؟ الأحلام التي حرارتها جعلت نبضك اشتد وتغيرت طباعك..
يمكن أن نلاحظ هنا أن زمن الأفعال قد تغير فقبلا كان متحركا نشطا لكنه الآن صار ثابتا مستقرا وكأن عاقد هذه الأحرف يخبرنا أن نبضه لا يمكن بعد رؤيته لجارة القمر أن يخف، وإنما قد اشتد، وطباعه لم تعد لتتغير وإنما تغيرت أيضا عند رؤية بزوغها، حتى إنه صار لا يعرف إن كان طفلا ساذجا ( غريرا) ، أو مراهقا في رعونته نزقا، ولم يعد يدري أيضا إن كانت حياته حلما أم واقعا.. فصاحب النص قد أذهبت عقله جارة القمر حتى لم يعد يعرف قلبه على أي كوكب يرسو ..
وقد صار تائها حين يطارد طيفها ، فلا ترى عيناه سواها حتى وهما مغمضتان، لكن جارة القمر تبدو من بعدها غير واضحة المعالم رغم فتونها، فتارة يراها ظبية، وأخرى فراشة، بل يتخيلها أيضا عنقود عنب أو قطرة شهد، فالظبية رمز الجمال والأنوثة والرشاقة ... والفراشة رمز لأنبل مشاعر العاطفة ورمز لتحقق الأماني، أما حين يتخيلها عنقود عنب أو قطرة شهد، فصاحبنا يرمز للذة الحلاوة التي لا تزول ، ثم نجد فجأة أن تلك الأحلام المتوهجة قد نبع أحدها ينهل منه هو، فيتذكر الليل الآن ويرتشف من رضاب منتشيا ثملا، ويعرف إذ ذاك أن جارة القمر هي قدره التي ارتج لها قلبه؛ هي حياته مذ أدرك الحياة:
وأعرف أنك قدري
وماضي وحاضري
وما سيأتي

ثم يعود للأحضان ولكنه هذه المرة لا يحضن الليل وإنما يحضن الآمال وينبذ كل أساه وكدره:
وأحضن آمالي
وأنبذ أساي وكدري
وأمحو من ذاكرتي
كل الأسماء
إلا اسمك
وأنسى كل الوجوه
إلا وجهك

تكفي هذه الأسطر لنعرف أنه أخيرا وجد جوابا عن سؤاله السابق :
"من تكونين؟"
ثم يخبرنا أنه يتعلم أبجدية الحب وتعابير العشق ومصطلحات الشوق ليشكل بكل تعلماته هذه باقة ورد وطوق ياسمين فيهدي لحبيبته كل ما يتمكن من إهدائه وكل ما يتمكن من إهدائه أيضا ليكتشف أخيرا وينتبه أن كل ما حصل جعله يدرك أنه يحبها
فأدرك أنني فعلا..
أحبك

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 10 / 2020, 49 : 02 AM   رقم المشاركة : [2]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: مجرد نظرة في ترنيمة حب

ترنيمة حب.. من خواطر الأستاذ والأديب رشيد الميموني في منتدى أجمل البوح

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 10 / 2020, 41 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: مجرد نظرة في ترنيمة حب

العزيزة خولة
أولا أهنئ نفسي على ما حظيت به هذه القصيدة من حفاوة جعلتك تخصصين لها هذه الدراسة التي ، على فكرة ، ليست الأولى من نوعها ، مما يجعلني أفخر بأن كلماتي نالت كل هذا الاهتمام منك .
ثانيا .. دعيني أعبر عن إعجابي لمستوى هذه الدراسة التي أعتبرها نقدا أدبيا بامتياز وهذا ما يزيد قصيدتي ألقا . والحقيقة أني لن أبالغ إن قلت إن نقدك هذا متمكن ورائع بكل المقاييس ولا يمكن أن يكتبه إلا من كان له حس أدبي ونقدي راقي مثلك .
وأخيرا وليس آخرا ، اسمحي لي أن أعبر لك عن امتناني وشكري اللا محدودين لما نالته القصيدة بصفة خاصة ونصوصي الأخرى بصفة عامة من اهتمام وعناية .
الكلمات لا يمكنها ان تفيك حقك من الشكر والتقدير .. فلك ان تتأكدي من صدق مودتي وكبير محبتي لك
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11 / 10 / 2020, 12 : 04 AM   رقم المشاركة : [4]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: مجرد نظرة في ترنيمة حب

وأنا سيدي لي الشرف ان يحظى حرفي بإعجابك.. وأشكرك لأنك من شجعتني على مثل هذه الدراسات البسيطة بعد ان سمحت لي أن أقرأ ما أشاء من كتاباتك وأقول عنها ما أرغب من كلماتي.. ولذلك اسمح لي ألا أعطيك هذه المرة نصف وردة بل وردة من كل صنف( جوري وفل وياسمين وأوركيد وتوليب...) باركا عليك.. من نصف وردة إلى كل هذا.. إن زدت حرفا سأسترد ورودي ( ابتسامة)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أدري, أغرب, ترنيمة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ترنيمة حب رشيد الميموني أجمل البوح 6 10 / 10 / 2020 59 : 11 AM
ترنيمة حزن عبد الحافظ بخيت متولى شعر التفعيلة 7 28 / 02 / 2012 41 : 12 AM
ترنيمة Arouba Shankan الخاطـرة 8 23 / 10 / 2011 17 : 04 PM
ترنيمة من نور فهمي السيد الخاطـرة 1 30 / 03 / 2010 23 : 06 PM
نظرة أخرى///// للشاعر الجزائري بغداد سايح بغداد سايح قصيدة النثر 2 15 / 10 / 2009 53 : 10 PM


الساعة الآن 09 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|