الخاطرة التاسعة عشر // من صدقت عزيمته يئس منه شيطانه
من صدقت عزيمته يئس منه شيطانه
العزيمة هي القصد الجازم المتصل بالفعل,ولا قدرة للعبد على ذلك إلا بالله,فلهذا كان أهم الأمور سؤال الله العزيمة على الرشد.والرشد هو طاعة الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .والرشد ضد الغي ,وفيه قول الله تعالى:"قد تبين الرشد من الغي" والعزم نوعان: أحدهما عزم المريد على الدخول في الطريق,وهو من البدايات,والثاني عزم على الإستمرار على الطاعات بعد الدخول فيها,وعلى الإنتقال من حال كامل إلى حال أكمل منه,وهو من النهايات.
فالعزم الأول يحصل للعبد به الدخول في كل خير,والإبتعاد عن كل شر,إذ به يحصل للكافر الخروج من الكفر والدخول في الإسلام,وبه يحصل للعاصي الخروج من المعصية والدخول في الطاعة. فإذا كانت العزيمة صادقة صمم عليها صاحبها,وحمل على هوى نفسه وعلى شيطانه حملة صادقة,ودخل فيما أمر به من الطاعات ,فقد فاز,ومعونة الله عزوجل للعبد على قدر عزيمته وضعفها,فمن صمم على إرادة الخير أعانه وثبته.
...الخير كله منوط بالعزيمة الصادقة على الرشد. سئل بعض السلف: متى ترتحل الدنيا من القلب؟ فقال: إذا وقعت العزيمة ارتحلت الدنيا من القلب,ودرج القلب في ملكوت السماء,وإذا لم تقع العزيمة اضطرب القلب ورجع إلى الدنيا.
من صدقت عزيمته يئس منه شيطانه,ومتى كان العبد مترددا طمع فيه شيطانه وسوفه .
فاللهم أعنا على صدق العزائم واجعلنا من أهل الصلاح الدائم آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|