رد: مكالمة 📞 على نغمات العد العكسي و رائحة الشواء د. نوال بكيز
صديقتي التي تفوح كلماتها بعطر ذكريات لا تُنسى،
تأخرتُ عليكِ، أجل… ولكن ليس عبثا كان هذا التأخير… كنتُ أُعيدُ ترتيبَ حروفي، أبخرها ببخور الشوق الذي أجده في كل كلمة من كلماتك، وأُطْعِمُها من جمال الحروف وصدقها ، حتى تأتيك مشبعة بالصدق الذي يليق بنبلِ صداقتنا .
تخيلتك وحيدة تستمعين إلى أغنية "عم يبدأ العد العكسي"، وتلك الوحدة سرعان ما تبددت بظهور اسمي على شاشة هاتفك… يا له من شعور رائع أن أعرف أن صوتي يحمل معك ذكريات الطفولة والأيام البريئة، وأن حديثنا قادر على تحويل يوم عادي إلى يوم استثنائي!
لا أخفيك صديقتي ، رسالتكِ هبطت على وحدتي بعد إنهاء مكالمتنا كغيث على أرض عطشى. وبين نغمات "العد العكسي" التي تستحضرُ في الذاكرةِ تراتيل انتظار جميل، وبين رائحة الشواء التي تعيدني إلى دفء لمة صادقة، في أزقة ودروب باب فاس العتيقة ، وبين انعراجات أزقة باب الرصيف ، الشاهدة على أجمل لحظات عمرنا وصداقتنا.. لا شك أن رائحة الشواء تذكرك بتفاصيل جميلة ومميزة هناك ..!
صديقتي قرأتُ كلماتك التي أعادت للغداء طعما ولليوم معنى وللمائدة روحا.
صدقت والله، فحين نتحادث أو نلتقي ، تزهر في روح صداقتنا أغصان محطات ظننتُها قد ذبلت وكأن للكلمات وقعا ساحرا ، سرا خفيا يعيد الخضرة إلى يباس القلب، ويحيي ما ظنناه قد اندثر !
لا حرمني اللهُ من هذا النقاء الذي يتدفق من روحك، ومن هذه الصداقةِ التي هي بلسم للجراح ودفءٌ للأسرار . دمت لي أختا لم تلدها أمي، ورفيقة وفية في دروب الحياة.
تحياتي التي تحمل عبق الشوق وصدى "العد العكسي" الذي يعلن عن لقاء قريب بإذن الله ..وبرائحة الشواء!
|